فى هذة الليالى بيكون
الحمد لله وحدهالذي أرسل لنا خير الرسل و جعلنا خير الأمم (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) على ما فينا من التقصيرولكن نظل خير الأمم.
وها نحن قد انتصف رمضان واقتربنا من العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم,
ونفرح ونسعد ونستبشر بخير عظيم ينتظرنا من الرحمن فى تلك الليالى الخيرة
التى أنعم بها الله علينا. وما أسعد هذه الليالى, وما بها من ليلة القدر
التى ينتظرها المسلمون من عام لآخر. تكاد الدنيا بأسرها لا تسع فرحتنا بهذه
الليلة التى بها المغفرة والعتق من النيران. لكن بمقابل هذه الفرحة, هناك
من يبكي هذه الليلة حزناً .
ففي هذه الليلة, يتذكر كل حبيب حبيبه الذي كان يصوم معه ويقوم رمضان كل
عام, ولكن حال بينه وبين الصيام والقيام هذا العام هادم اللذات .
ففي هذه الليلة.. تتذكر الزوجة زوجها وحبيبها.. الذي كانت تجهز وتعد له أفضل الطعام وكل ما يشتهيه .. فأين هو هذا العام ؟.
وفي هذه الليلة..تتذكر الأم ابنها وحبيبها وقرة عينها ..الذي كانت تأنس
وتسعد وهي تقضي ساعاتها مع ابنها فيسعد ويفرح .فأين هو هذا العام ؟.
وفي هذه الليلة..يتذكر الأبناء أمهم ..يوم كانوا يأنسون على مائدة الإفطار والسحور سوياً.. فأين هي هذا العام ؟.
وفي هذه الليلة.. يتذكر الأبناء..أباهم وقرة عينهم .. يوم كانوا يتسامرون
سوياً ويروحون ويغدون سوياً لصلاة التراويح ..أين هو هذا العام ؟.
فما
أشد هذه الليالى على هؤلاء..على الأرامـل والأيتــام.. فأي لذة للإفطار
يجدونها بعد فراق أحبابهم.. وبأي حال عادت عليهم هذه الليالى؟!