وجنة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد قمنا بأنشاء منتدى جديد و نتمى وجودك معنا
و تساهم فى تقدمه
و يكون ساحة مناسبة لطرح افكارك و موضوعاتك
نتمنى زيارتك لنا و يشرفنا اشتراكك معنا
لك تحياتى

منتدى وجنة
https://wagna.ahlamontada.net

وجنة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد قمنا بأنشاء منتدى جديد و نتمى وجودك معنا
و تساهم فى تقدمه
و يكون ساحة مناسبة لطرح افكارك و موضوعاتك
نتمنى زيارتك لنا و يشرفنا اشتراكك معنا
لك تحياتى

منتدى وجنة
https://wagna.ahlamontada.net

وجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجنة

الرياده .. التميز .. التفوق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى وجنة   : إسلامى ... ثقافى .. إجتماعى .. شبابى .. الخواطر  ... القصص ... الغرائب  .... الطرائف .... الأخبار المتجددة .. الحوارات المميزة    

منتدى وجنة .... سحر الكلمات .. همس القلوب .. تحاور العقول .. الأخوه و الصداقة .. الإبداع و التجدد المستمر ... أخر عضو مسجل معنا ( Hazem Hazem) مرحبا به معنا


 

 تابع الجزء الاول من الكتاب 8

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hima
مشرف الكمبيوتر و الإنترنت و برامج الحماية
مشرف الكمبيوتر و الإنترنت و برامج الحماية
hima


العمل/الترفيه : خريج تربية رياضية المنصوره اعمل بالاردن
رقم العضوية : 215
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
عدد المساهمات : 1290

تابع الجزء الاول من الكتاب 8 Empty
مُساهمةموضوع: تابع الجزء الاول من الكتاب 8   تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالخميس 4 مارس 2010 - 19:57

فإذن يجب أن ينتبه إلى مثل هذه المسائل خاصة في البلاد التي يكثر فيها الجهل والاعتقاد بالكهنة والأولياء وما شابه ذلك وأن أكثر ما يحصل لهم من هذه الأشياء إنما هي من الشياطين، وبعضها خيالات، سبب استطراد شيخ الإسلام في مثل هذه الأمثلة هو أن يُعلم القارئ الذي يقرأ كتابه أنه محيط بأحوال القوم حتى لا يقول قائل أنت تتكلم عنهم وأنت لا تعرفهم فذكر كل الأصناف جميعا التي يحصل لهم الخوارق وتخدمهم الشياطين وأصناف ما يحصل لهم في الأطعمة في الأشربة في الطيران في الهواء في الماء وفي الإخبار بالمغيبات وفي المكث عند القبور والتمثل بالأشخاص كل هذه حصلت للناس وهو يمثل بها حتى يجمع ما بين معرفة واقع الناس وما بين تقرير الأحكام الشرعية حتى يكون أعظم في الحجة.
ذكر شيخ الإسلام في بعض كتبه أن الشيطان تمثل في صورته يقول : وقعت مرة لطائفة من أصحابي ضائقة وكرب قالوا فرأينا صورتك يعني فرأيناك عندنا فاستغثنا بك، فأتيت وخلصتنا من العدو، فلما أخبره لما قدموا هنا قال لم آتِ إنما ذاك شيطان تصور بصورتي ليغويكم فاحذروا ، أو كما قال رحمه الله تعالى. فالشيطان بشهادة الثقات الجمع من أصحابه تمثل بصورته لذلك هند شيخ الإسلام هذا يقيني لأنه شهد به الثقات وهو يعلم بيقين من نفسه أنه ما تعدى بنفسه، كيف هؤلاء يقولون حصل لنا كيت وكيت وأنت جئت وخلصتنا لاشك أن هذا من الشيطان لذلك، يتكلم بأشياء مبنية على محسوس والمبني على محسوس لا يُكذَّب والذي ذكرتَه هذا يُرد عليه بما ذكر شيخ الإسلام عن نفسه لأنه لم يتخيل بحال الناس إنما ذكر عن نفسه هذه الأشياء. المسألة هذه تطول نقف عند هذا.(1)
الخاتمة
__________
(1) - التعليقات الحسان 87.
(6/40)


يُعدُّ هذا البحث الذي مرَّ معنا كلاماً في قضية بعينها ؛ وهي مسألة الأولياء وأحوالهم عند الصوفية ، وهي مسألة مبثوثة في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بإسهاب وتفصيل ، ولكنني قصدت إلى إظهارها من كتاب الفرقان فحسب ، ومن الممكن أن نخرج بالنتائج التالية :
المسألة الأولى: في أنّ وجود ولي الله وولي الشيطان أمرٌ مقرّر في الشرع؛ في الكتاب والسنة:
أما وَلاية الله جل وعلا لعبده فهي كما قال ?إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55)وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ?[المائدة:55-56]، وقال? أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ?[يونس:62].
وفي وَلاية الشيطان آيات كثيرة ?إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ?[النحل:100]، وقال ?إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ?[آل عمران:175] والآيات في ذلك كثيرة ساقها الإمام في أول البحث.
المسألة الثانية: في تعريف وليّ الله وتعريف وليّ الشيطان وأنّ:
وليّ الله: الوليّ هو كل مؤمن تقي ليس بنبيّ للآية حيث عرّف الأولياء بأنهم ?الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ?[يونس:63]، المؤمن المتقي هو الوليّ.
ووليّ الشيطان: هو الذي يطيع الشيطان ويأمر بأمره ويخالف ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله جل وعلا قال ?أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ?[يس:60] يعني بطاعته في ارتكاب الحرام بأنواعه، في ترك الفرائض بأنواعها، والآيات في هذا كثيرة ذكرنا لكم بعضًا منها.
المسألة الثالثة-في خلاصة هذا-:
(6/41)


أنّ وَلاية المؤمن لله جل وعلا ووَلاية الله جل وعلا لعبده المؤمن متبعِّضة ليست على مرتبة واحدة؛ فكل مؤمن له نصيب من التقوى له نصيب من الوَلاية، فالإيمان والتقوى متبعِّضة فكذلك الوَلاية متبعضة.
وكذلك وَلاية الشيطان للعبد والعبد للشيطان متبعضة فكل عاص له نصيبه من وَلاية الشيطان.
فمعتقد أهل السنة أنه يكون في الشخص أشياء موجبةً لوَلاية الشيطان وموجبة لولاية الرحمن جل وعلا، فيجتمع في المعيّن الوَلاية من الجهتين، وهو لما غَلَبَ منها، يعني يكون ولي لله جل وعلا في طاعته ويكون مطيع للشيطان وولي له فيما عصاه به؛ لكن لا يُقال في المؤمن: إنّه ولي للشيطان بإطلاق. بل يقال: مؤمن وليّ لله جل وعلا فيه معصية، فيه طاعة للشيطان ونحو ذلك. لأن الله سبحانه جعل وَلاية الشيطان وسلطانه على الذين لا يؤمنون؛ ?إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ?[الأعراف:27]. إذن المؤمن لا يُقال: هذا ولي للشيطان بإطلاق. لكن بتقييد.
المسألة الرابعة: أنّ لأولياء الرحمن علامات، ولأولياء الشيطان علامات، وذكرها شيخ الإسلام في الكتاب.
المسألة الخامسة:
أنّ أولياء الرحمن لهم كرامات، والكرامة عُرّفت بأنها أمر خارق للعادة يجري على يدي وليّ، وأن حصول الكرامة لا يعني رِفعة من حصلت له على من لم تحصل له، بل قد يكون من لم تحصل له كرامة أرفع ممن حصلت له كرامة. وهذه قرّرها في كتابه.
وما يحصل لأولياء الشيطان من خوارق هي خوارق شيطانية من جهة الشيطان يعينهم، وليس الله جل وعلا يكرمهم بذلك؛ ليسوا بأهلٍ للإكرام.
فإذن يجب أن يُنظر في الفرق ما بين وليّ الرحمن ووليّ الشيطان من جهة العمل؛ من جهة طاعته لله ورسوله، وليس ذلك عمادُه الخوارق؛ قد تحصل الخوارق الشيطانية لبعض الناس.
(6/42)


المسألة السادسة: أنّ المبتدعة من هذه الأمة والمشركين ، وبعض المتصوفة، والذين يتعلقون بالقبور والأضرحة ، ويتعلقون التعلقات البدعية والشركية بالمعظَّمين، هؤلاء تُعينهم الشياطين على أشياء غريبة، بالأنواع التي ذكرها وأصناف أطال فيها من أمور علمية وأمور قدَرية وأشباه ذلك، أو أنواع هذه الأجناس، هذا كلُّه إذا كان لمن ليس على الإيمان والتقوى؛ يعني أن أهل الشرك والبدع تحصل لهم أمور خوارق، وهذه من جهة إعانة الشياطين لهم بأمور كثيرة من تكليمهم الموتى، ومن حصول أنواع المعلومات والمعارف، وأحيانا يكون شفاء مرضى، وأحيانا يشفى بقراءته، وأحيانا يشفى بلمسه أو بكتابته أو ما أشبه ذلك، كل هذا يكون من الشيطان، الشيطان الذي يَنْخَسُ المرء ويُوجع، ثم إذا أتى هذا المشرك والمبتدع فحصل منه بعض الأشياء رفع يده، مثل ما قال ابن مسعود: إنما ذلك الشيطان ينخسها بيده ، فهذا أيضا فرقان مهمّ في أنّ أهل الشرك والبدع والتعلقات الشركية والقبور والأوثان ليسوا بأهل لكرامة الله جل وعلا؛ بل هم أهل لإهانة المولى جل جلاله، ولكن يحصل لهم خوارق من فعل الشياطين.
المسألة السابعة: أنّ الجن مكلفون مثل تكليف الإنس، وأنهم مخاطبون، وأنّ وليّ الله جل وعلا إذا عرضت له الجن والشياطين بأشياء تخدمه بها أو أحوال يفعلونها به فإنه يجب عليه أن يأمرهم وينهاهم كما أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ونهاهم، وأن يتلو عليهم القرآن، وأن يقيم عليم الحجة.
(6/43)


المسألة الثامنة: والأخيرة التي ختم بها الكتاب أنّ العبد إذا تبين له الحق والصواب في هذه المسائل، وعرف المقصد، وعرف سبب ونشأة الضلال، فيجب عليه أن يراجع الصواب وأن يتوب إلى الله جل وعلا فإن الحق ديْدن المؤمن، ولا يجوز له أن يعلم الحق ويكابر، ويترك ذلك إلى غيره، كما ذكر أنّ طائفة من الناس عرفوا الحق في ذلك، وأنّ ما يأتيهم من الشياطين، فاستغفروا وأنابوا وتركوا موجبات إعانة الشيطان من البدعة والشرك إلى آخره، إلى موجبات إعانة الرحمن جل جلاله وتوفيقه وهي السنة ومتابعة الهدي ولزوم طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم. وهذا ختام هذا البحث.
وأسأل الله جل جلاله أن ينفعنا به، وأن يُقِرَّ العلم في قلوبنا، وأن لا يحجبه عنا ولا عن أحبابنا بذنوبنا ومعاصينا، كما أسأله سبحانه أن يلهمنا جميعاً كلمة التقوى، وأن يجعلنا من الدعاة إلى دينه والمعلمين شريعة نبيه عليه الصلاة والسلام للناس أجمعين، إنّه سبحانه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.(1)
أهم المراجع والمصادر
القرءان الكريم .
صحيح البخاري .
صحيح مسلم .
سنن النسائي.
سنن الترمذي .
سنن ابن ماجه .
صحيح الجامع الصغير . للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ت(1420هـ ).
خطبة الحاجة . للألباني .
كتاب : الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية ت: عمر بن علي بن موسى البزار أبي حفص . (ت 749هـ ) تحقيق : زهير الشاويش .
العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية. ت. محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي أبي عبد الله ت( 744هـ) ، تحقيق الشيخ / محمد حامد الفقي .
كتاب : الانتصار ، لابن قدامة أيضا ً تحقيق أ د / محمد السيد الجليند .
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان . شيخ الإسلام ابن تيمية .
__________
(1) - التعليقات 102 . وينظر للتوسع : تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي تأليف / محمد أحمد لوح . ( رسالة علمية ) .
(6/44)


التصوف عرض ونقد . أ د / عبد الفتاح بن أحمد الفاوي .
أصول الملامتية وغلطات الصوفية . تحقيق أ د / عبد الفتاح بن أحمد الفاوي.
تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي . ت : محمد أحمد لوح . ط 1 / 1422هـ
التعليقات الحسان على كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان .ت / معالي الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ . (مخطوط) أشرطة مفرغة .
رسالة " نواقض الإسلام" للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة (1206هـ).
الفهارس
الموضوع الصفحة
المقدمة ........................................................................2
المبحث الأول : تعريف بشيخ الإسلام ...........................................3
نشأته .........................................................................3
مؤلفاته ........................................................................3
وفاته ..........................................................................4
المبحث الثاني : الأولياء .........................................................5
الولي والولاية ..................................................................5
أحاديث مكذوبة في الولاية عند الصوفية .........................................7
حكم من اظهر الولاية وهو لا يؤدي الفرائض ...................................10
كلام مشايخ الصوفية في الولاية ................................................10
من خالف الدين فليس بولي ...................................................12
تلبيس الشيطان على الصوفية في مسألة الولاية ...................................14
الخوارق تنقسم إلى ثلاثة أقسام .................................................16
مسألة ختم الأولياء ............................................................16
(6/45)


ضلال من يفضلون الولاية على النبوة ...........................................17
من زعم أن ابن عربي ولي ......................................................17
جبر الصوفية ، ضلالهم في مسألة الإرادة الكونية ، والشرعية ......................20
تلبيس الشيطان عليهم في الكرامات وظنهم ذلك ولاية ...........................21
كرامات الأولياء عند الصوفية ...................................................22
الخاتمة .........................................................................25
أهم المراجع والمصادر ...........................................................29
الفهارس ......................................................................30
(6/46)


أولياء الله
بين المفهوم الصوفي
والمنهج السني السلفي
تأليف: عبد الرحمن دمشقية
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فلقد بات مفهوم الولاية الحقيقي غائبا عن الكثيرين كما ورد في الكتاب والسنة وبحسب ما فهمه السلف الصالح، وصار المتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة الولي: ذاك الشيخ الذي يتمتم بأحزابه وأوراده، قد تدلت السبحة حول عنقه، وامتدت يداه إلى الناس يقبلونها وهم يكادون يقتتلون على التمسح به.
(7/1)


وآخرون يرون مجذوباً متسكعاً على قارعة الطريق حافي القدمين، متسخ الثياب فيشيع بينهم أنه ولي يعتقدون أن لمثل هذا سر مع الله، وربما رأوا كاهناً أو عرافاً يخبر الناس بما يغيب عنهم من ماض وحاضر ومستقبل فيظنون فيه الولاية لله مع علمهم بأنه لا يأتي الصلوات ولا يحضر الجماعات، ويظنون فيهم صنوف العجائب والكرامات وقد غاب عنهم حقيقة الكرامة ومتى يعطاها الإنسان ولماذا، وقد غفلوا عن حقيقة مهمة ألا وهي استغلال بعض الدجالين وأدعياء الكرامة لهذا الجهل بين الناس، وساعدتهم الجن والشياطين على ذلك ففعلوا بالناس ما كانوا يفعلونه في السابق بأصنام المشركين حين كانوا يتكلمون من خلالها فيظن الناس أن الكلام صادر من أصنامهم ليزداد اعتقادهم وإيمانهم بألوهية أصنامهم. حتى صار من الناس اليوم من يعتقد أن من أولياء الله من يطوي الله لهم الأرض والزمن(1) حتى إن منهم من يصلي الصلوات الخمس في اليوم الواحد في خمس بقاع مختلفة من العالم. وأن بعد المسافات لا يحول دون اطلاعه على أحوال تلاميذه ورعايته لهم ولو من بعيد. وأن أولياء الله يتفاوتون في المراتب.
فمنهم الوتد ومنهم النجب ومنهم القطب ومنهم الغوث.
وهكذا قامت في أذهان الجهال من الناس مملكة هرمية وهمية من الأقطاب والأبدال والأوتاد، بهم تقوم الأرض والسماء وبهم تقضي الحوائج هم أولياء الله.
وصار كل من ينكر هذا الانحراف في أفهامهم أو يحاول تقويمه اتهموه بأنه عدو للأولياء وأنه يجحد قوله تعالى:
{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [يونس 62].
__________
(1) كتبت في ذلك عدة كتب مثل ((القول الجلي بتطور الوالي)) أي بتطوره في أشكال عديدة وظهوره بمكانين بوقت واحد وكتاب ((المعتلي في تعدد صور الولي )) ينسب كلاهما للسيوطي بالظاهرية.
(7/2)


أما أن يكون المصلون الذين نراهم كل يوم في المساجد أما التاجر السابق إلى الصدقات وإيتاء الفقراء أما المجاهد الذي يرابط في سبيل الله فهؤلاء لا تعنيهم الولاية ولا علاقة لهم بهذه الآية!.
ومن هنا فقد عمدت في هذا الكتاب إلى وضع دراسة مقارنة بين مفهوم الولاية الصحيح مدعما بالأدلة من الكتاب والسنة. وبين مفهومها عند الصوفية كما عرضتها لنا المئات من بطون كتب التصوف.
وهذا هو الإصدار الرابع من سلسلة دراسات عن التصوف بعد كتاب ((النقشبندية)) وكتاب ((أبو حامد الغزالي والتصوف)) وكتاب ((الرفاعية)) وقريبا كتاب ((القادرية)) و ((الشاذلية)) بإذن الله.
وإني لأرجو أن أكون قد أعطيت صورة واضحة عن حقيقة هذه الطرق من خلال الرجوع إلى كتبهم وأقوال مشايخهم القدامى والمحدثين.
وأتمنى من أي ناصح أو من لديه مراجع أو معلومات عن هذه الطرق أن يكتب إلي على هذا العنوان:
ص. ب 55195 الرياض 11534
والحمد لله رب العالمين.
الولاية والولي
قال الفيروز آبادي ((الولي)) القرب والدنو والمطر بعد المطر، وليت الأرض بالضم. والولي الاسم منه المحب والصديق والنصير، وتولاه أي اتخذه وليا(1) وفي الصحاح للرازي: ((الولي ضد العدو. والموالاة ضد المعاداة والولاية بالكسر(2)وفي مقاييس اللغة: الولي: القرب، والولي: المطر يجيء بعد الوسمي(3) قال الراغب الأصفهاني في غريب القرآن ((الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصر والاعتقاد.
__________
(1) القاموس المحيط: 4/404 ط البابي الحلبي- مصر وانظر لسان العرب لابن منظور 4920.
(2) مختار الصحاح 736ط دار الكتاب العربي بيروت.
(3) معجم مقاييس اللغة 6/ 141 لابن فارس ط الكتب العلمية ايران.
(7/3)


والولاية: تولي الأمر. والولي والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموالي، وفي معنى المفعول أي الموالى، يقال للمؤمن هو ولي الله عز وجل ولم يرد مولاه. انتهى(1) وذكر الشوكاني في فتح القدير أن الولي ((هو القريب))(2) فهذا من حيث اللغة. أما من حيث الاصطلاح فانه من الضرورة بمكان الرجوع إلى المعنى الحقيقي للفظ ((الولي)) لا سيما وأن الاختلاف في الولاية ناشىء عن الاختلاف في فهم معنى الكلمة ودلالتها. والتعريفات فيها كثيرة، ونبدأ بابن تيمية رحمه الله الذي يذهب إلى أن ((الولاية ضد العداوة. وأصل الولاية المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد)). ((وقد قيل أن الولي سمي وليا من موالاته للطاعات، أي متابعته لها)) لكن هذا التفسير لم يترجح عنده فقال ((والأول أولى))(3) ولعل وجه ترجيح التعريف الثاني أنه أكثر موافقة للقرآن من حيث استعماله لكلمة ولي ولأن التعريف الأول يشعر بضرورة تتابع الطاعات والإكثار منها كشرط لنيل مرتبة الولاية، وهذا قد يشق على الكثرة من المسلمين، ناهيك عن أن التعريف الثاني أصح وأقرب لغويا.
__________
(1) غريب القرآن: 533 ط دار المعرفة- بيروت.
(2) فتح القدير 2/457 دار المعرفة- بيروت.
(3) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 6 ط المكتب الإسلامي- بيروت وانظر مجموعة الرسائل والمسائل 1/50ط دار الكتب العلمية- بيروت.
(7/4)


وقد يعرف بعضهم الولي بتعريف قد يشق على الغالبية من المسلمين كتعريفه للولي بأنه ((العارف بالله))(1)وبصفاته حسب الإمكان، والمواظب على الطاعة، المجتنب للمعاصي، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات المباحة، وسمي وليا لأنه يتولى عبادة الله على الدوام(2) وقد جاء أعرابي إلى النبي يطلب منه أن يبين له ما يجب عليه من أمور الدين، فذكر له ما يجب عليه ذلك من شهادة لا اله إلا الله والصلاة والصيام والزكاة والحج، فأجابه بعد ذلك قائلا ((هل علي غيرها؟ قال: لا، ألا أن تطوع. فأدبر وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفلح أن صدق، أو دخل الجنة أن صدق)) (3).
__________
(1) أن معرفة الله فطرية لا يتحقق بموجبها عرفان ولا منزلة: قال تعالى { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا } (الأعراف 172) وقال { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم } (النمل 14) فالمعرفة بمجردها يستوي فيها المؤمن والجاحد.
(2) تبسيط العقائد الإسلامية 151.
(3) أخرجه البخاري في العلم: باب القراءة والعرض على المحدث 1/22 ومسلم في الإيمان 12 والترمذي في الزكاة 614 والنسائي في الصوم 4/121- 124 وأبو داود في الصلاة 486.
(7/5)


ولا يدخل الجنة إلا أولياء الله. فدل على أن صفة الولاية ينالها المواظب والمقتصد سواء. قال تعالى { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } (1) فآخر الآية يبين الصفتين في الولي اللتين هما ركيزتان فيه، قال ابن جرير عند ذكر الآية ((والصواب من القول في ذلك أن يقال (الولي) أعني ولي الله هو من كان بالصفة التي وصفه الله بها، وهو الذي آمن واتقى كما قال الله { الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } (2) فالولاية هي الإيمان والتقوى، ويجب على كل من دخل في دين الله أن يتحلى بهاتين الصفتين، فالتحلي بهما يكون فرضا لا حظا كما يذهب إلى ذلك الحكيم الترمذي(3) الذي يعتبر الولاية حظا كالنبوة هذا وقد عرف الشوكاني أولياء الله بأنهم ((خلص المؤمنين كأنهم قربوا من الله سبحانه بطاعته واجتناب معصيته)).(4) أما ابن حجر فذهب إلى أن المراد بولي الله ((العالم بالله المواظب على طاعته، المخلص في عبادته(5) ولم ير ابن حجر حيث وجد أنه لا أنسب من الاكتفاء بهاتين الكلمتين كمقيد للولاية وهما ((التقوى والإيمان)) فهما واضحان لا يحتاج معهما إلى مزيد من التفصيل، فلربما كان في التفصيل زيادة اشتراط عما أراد الله بهما، وأعني بذلك اشتراط المواظبة على الطاعات. أما اجتناب المعاصي فلا يخرج الواقعون في المعاصي أحيانا من ولاية الله وإنما لا يزالون يتصفون بالتقوى ما داموا يجتنبون المعاصي ويكرهونها ويسارعون إلى التوبة منها والإقلاع عنها ليكونوا بعدها أكثر حرصا على اجتنابها. فصفات الأولياء كما ورد في القرآن هما ((التقوى والإيمان)) وأن أولياء الله ((الذين آمنوا وكانوا يتقون)) سواء سمي أحدهم صوفيا
__________
(1) يونس 62.
(2) تفسير ابن جرير الطبري المجلد السابع 11/92.
(3) نوادر الأصول 157.
(4) فتح القدير 2/457.
(5) فتح الباري 11/342 ط المكتبة السلفية.
(7/6)


أو فقيرا أو فقيها أو عالما أو تاجرا أو جنديا أو صانعا أو أميرا أو حاكما أو غير ذلك(1)، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ميزهم بعلامة وهي أنهم ((إذا رؤا ذكر الله (2).
__________
(1) رسالة الصوفية والفقراء 28 للإمام ابن تيمية ط المدني. جدة.
(2) رواه الطبراني 2/ 422 عن أبن عباس مرسلا، وابن كثير من رواية البزار مرفوعا، ورواه السيوطي في تفسيره الدر المنثور 3/309، وذكره البغوي في تفسيره 2/359 من غير سند، وأبن الجوزي في ذاد المسير 4/43 [وفيه تخريج الحديث] وأبن كثير 2/ 422، مجموع تفسير أبن مسعود 2/335 جمع محمد احمد العيسوي.
(7/7)


وأشرف حديث ورد في صفة الأولياء ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: من عادى لي وليا آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وان سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته))(1).
معاني الولاية والولي في القرآن
وقد ورد لفظ (ولي) ومشتقاته 90 مرة، منها 54 في جانب أولياء الله(2) و 36 مرة في جانب أعداء الله ممن تولوا الشيطان والذين ظلموا ..الخ. والكل داخل في حزب الشيطان. وللولاية عدة معاني منها.
__________
(1) أخرجه البخاري في الرقاق 7/190 باب التواضع، وقد تعرض البعض لهذا الحديث بالطعن ومنهم رشيد رضا محتجا بتفرد البخاري بروايته دون مسلم وأصحاب السنن ودون مسند أحمد أيضا، قال ((وهو معدود من غرائب جامعة، وقد طعن الأئمة في بعض رجال سنده، وخرجه بعض الذين يروون الضعاف والمناكير كابن الدنيا والطبراني بأسانيد في كل منها مقال)). أنظر حاشية رسالة الصوفية والفقراء 28. وتفرد البخاري برواية ما صح فلا يضر ذلك في الحديث ولا يطعن به، وأما أن أحمد لم يروه في مسنده فالحق أنه رواه [أنظر المسند 6/256] وذكر الحافظ في الفتح ثمانية شواهد وطرق لتقوية الحديث أقواها طريق عائشة وطريقان لأنس [فتح الباري 11/341- 342] وسلسلة الأحاديث الصحيحة [183- 191] وقد أطال الخير في مناقشته.
(2) من رسالة الشيخ محمد جميل غازي (الأولياء) ضمن مجموعة رسائل بعنوان من مفردات القرآن 89- 102 ط المدني مصر مع بغض التصرف.
(7/Cool


المعنى الأول: الولاية العظمى: وهي ولاية الله { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ } (1).
وقال { هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ } (2).
وكل ما ورد من حصر الولاية في الله تعالى، فالمراد به تولي أمور العباد فيما لا يصل إليه كسبهم وشرع الدين لهم.
المعنى الثاني لولاية النبي للمؤمنين كما قال { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ } (3) وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم)) وفي رواية ((ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة (4) وفي مقابل ذلك تبرؤه ممن زعم أنه من أوليائه لو كان مشركا، يقول ((أن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين)) (5).
المعنى الثالث: تحريم اتخاذ الكافرين أولياء ولو كانوا أباء أو أخوانا أو عشيرة. قال تعالى { لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } (6)وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ } (7).
وذكر لعن بعض بني إسرائيل على ألسنة أنبيائهم ومن أسباب ذلك { تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } (Cool.
المعنى الرابع: ولاية الظالمين للظالمين. قال تعالى { وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } (9).
__________
(1) البقرة 257.
(2) الكهف 44.
(3) الأحزاب 6.
(4) أخرجه البخاري في التفسير 226 تفسير سورة الأحزاب، ومسلم في الفرائض رقم (1619) والبيهقي في السنن 10: 302.
(5) أخرجه البخاري في الأدب 737 باب تبل الرحم ببلالها، ومسلم رقم (215) وأحمد في المسند 4:203.
(6) آل عمران 28.
(7) التوبة 123.
(Cool المائدة: 78-81.
(9) الجاثية 19.
(7/9)


المعنى الخامس: ولاية الشياطين والطاغوت للكافرين كما قال تعالى { إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } (1).
وقال { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ } (2).
الفرق بين ولاية الخالق وولاية المخلوق
وولاية الله هي الولاية العظمى كما قال { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ } (3) ثم نفى ولايته للكافرين الذين تولوا الطاغوت { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ } وذكر أن تولي الطاغوت ولاية زائفة { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ } (4)وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يجيبوا أبا سفيان يوم أحد ((الله مولنا ولا مولى لكم)). فولاية الله: نصرتهم وإذهاب الخوف عنهم وتبديد الحزن من نفوسهم(5) { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (6)وولي الشيء هو الذي يحفظه ويقوم بنصرته ويمنع منه الضرر(7) قال تعالى { إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } (Cool { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } (9).
ولاية الشيطان
ففي أوقات الشدة والجهاد يجد أولياء الله منه التأييد والنصرة، ومن قتل منهم فرزقه عند ربه خير من الدنيا وما فيها.
__________
(1) الأعراف 27.
(2) البقرة 257.
(3) البقرة 257.
(4) محمد 11.
(5) أضواء البيان للشنقيطي 1:289.
(6) يونس 62.
(7) فتح القدير 2:278.
(Cool الأعراف 196.
(9) الأنعام 14.
(7/10)


أما ولاية الشيطان فهي ولاية كاذبة لا تأييد فيها ولا نصرة وإنما خذلان ونكوص لا سيما عند ظهور الحق: { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (1).
{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (2)
أما ولاية المخلوق لله فهي ولاية حاجة واستنصار. فتولي المؤمن لله بطاعته والخضوع لشرعه ودينه ولا يتحقق الخروج من الظلمات إلى النور إلا بهذا الدين.
أقسام الأولياء
يتضح من الآيات ومن حديث الولي أن الولي على أقسام: سابقين، مقربين، وأصحاب يمين مقتصدين.
__________
(1) إبراهيم 22.
(2) الأنفال 48.
(7/11)


قال تعالى: { إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ 22 عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ 23 تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ 24 يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ 25 خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ 26 وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ 27 عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } وقال: { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ 8 وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ 9 وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ 10 أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ 11 فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ 12 ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ 13 وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ } (1)وقال: { فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ 88 فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ 89 وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ 90 فسلام لك من أصحاب اليمين } (2).
ويقسم حديث الولي الأولياء إلى مؤدٍ للفرائض وإلى سباق للتقرب إلى الله بالنوافل والطاعات وأسباب التقرب فهم على درجتين:
*درجة المقتصدين أصحاب اليمين الذين يؤدون الواجبات ويتركون المحرمات.
*ودرجة السابقين المقربين الذين يؤدون الفرائض والنوافل ويتركون المحارم (3) فأصحاب الدرجة الأولى يشربون من الكأس { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ } ولم يقل بكأس فإنها ممزوجة لهم مزجا وذلك من جنس ما اختلط من أعمالهم في الدنيا. وأما أهل الدرجة الثانية فيشربون ((به)) كما قال: { عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } فكان الشراب لهم خالصا كاملا وذلك من جنس ما قدموه، بخلاف الأبرار أصحاب اليمين. كما قال ابن عباس ((يمزج لأصحاب اليمين مزجا، ويشرب بها المقربون صرفا)) (4).
__________
(1) الواقعة 8-14.
(2) الواقعة 88- 91.
(3) مختصر الفتاوى 558.
(4) تفسير أبن جرير 2/ 30/ 6 والبغوي 4: 46 6: 32 وتفسير أبن مسعود 2: 69.
(7/12)


فالأبرار أصحاب اليمين هم المقربون إليه بالفرائض، يفعلون ما أوجب الله عليهم، ويتركون ما حرم الله عليهم، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات، ولا الكف عن فضول المباحات، "و أما السابقون المقربون فتقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض. فصارت المباحات في حقهم طاعات يتقربون بها إلى الله. فكانت أعمالهم كلها عبادات لله فشربوا صرفا كما عملوا له صرفا، والمقتصدون كان في أعمالهم ما فعلوه لنفوسهم فلا يعاقبون عليه ولا يثابون عليه، فلم يشربوا صرفا بل مزج من شراب المقربين بحسب ما مزجوه في الدنيا"(1).
قسم آخر
__________
(1) الفرقان 26 والفتاوى 3:416.
(7/13)


ونجد في سورة فاطر قسما ثالثا ممن يدخلون الجنة مع القسمين الأولين المقتصدين والسابقين، وهذه الفئة الثالثة هي فئة { الظالمين أنفسهم } قال تعالى { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير } فتنادى أهل الأقسام الثلاثة قائلين { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ 34 الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } (1). وهذا بفضل الله الكبير بما خص به هذه الأمة من أسباب دخول الجنة حتى للظالمين أنفسهم- أعني من شاء منهم- كشفاعة نبينا والشهداء وغيرهم ثم شفاعة أرحم الراحمين. وهذا كما قال ابن تيمية- مما تواترت به السنن، وهو خروج أهل الكبائر من النار أو دخول بعضهم الجنة من غير عذاب لا على سبيل القطع- كما يذهب إلى ذلك المرجئة- وإنما على سبيل الرجاء وبمقتضى الإطلاق الوارد في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ } (2)، فقال: { مَا دُونَ ذَلِكَ } ولم يحدده بالصغائر كما ذهب المعتزلة والخوارج أو بالتوبة مما دون الشرك كما قرروه إذ بالتوبة يغفر الله الشرك وما دونه، وما دون الشرك أعم من أن يحدد بالصغائر. والله عز وجل لم يقل ويغفر الصغائر لمن يشاء. وقد يلي الشرك أسوأ الأعمال فتدخل تحت قوله تعالى: { لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا } (3)كما قال صلى الله عليه وسلم ((عدلت شهادة الزور إشراكا بالله)) (4)
__________
(1) فاطر 32-35.
(2) النساء 48.
(3) الزمر 35.
(4) رواه الترمذي رقم (2300) وأبو داود (3599) وأبن ماجه (2372) بأسانيد لم تصح وأنظر التلخيص الحبير لأن حجر 4: 19، لكن الرواية الأخرى في الصحيحين تشهد له، غير أنها تخالفه من حيث المعنى فليس فيها تصريح عدل الشرك بشهادة الزور ومساواته بها، وانظر السنن للبيهقي 10: 12 وقد حكم الألباني عليه بالضعف في صحيح الجامع الصغير (6402).
(7/14)


وقد جعلها من أكبر الكبائر حيث قال ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور)) (1) ومع دنوها من الشرك فإن أحدا من أهل العلم لم يذهب إلى أن شاهد الزور مخلد في النار وأن حكمه حكم عباد النيران والأوثان والطواغيت.
التفاضل في ولاية الله
لا يستوي في الإيمان من يسبحون الله بالغدو والآصال ومن لا يذكرون الله إلا قليلا. وبين من أنفق كل ماله في تجهيز جيوش المسلمين وبين من لم ينفق شيئا { لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } (2).
فالتفاضل يبعث على التسابق من العمل لنيل مزيد الثواب من الله ولو كان الإيمان شيئا واحدا في النسبة لاطمأن البليد ولم يتحرك لطلب المزيد فإنه بتقدير استواء الإيمان والولاية لم يعد هناك ما يبعث النفوس على الاجتهاد ويحركها إلى فعل الخيرات وهذا من مثبطات العزائم.
قال تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } (3) فإذا كانت المفاضلة جائزة بين الرسل فهي بين الأولياء أجوز.
قال تعالى: { انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً } ((والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)) (4) فلم يقتض زيادة الخير في المؤمن الأول انعدامه في الثاني وإنما نقصانه ((وفي كل خير)) وأولياء الله الذين شاهدوا التنزيل ولازموا النبي صلى الله عليه وسلم وهاجروا وجاهدوا معه بالمال والنفس أعظم ثوابا وإيمانا ممن جاؤا بعدهم. وأعظم في ولاية الله ممن تولى الله بعدهم.
__________
(1) أخرجه البخاري في الأدب (707) ومسلم في الأيمان رقم (87) والبيهقي في السنن 10: 12.
(2) الحديد 10.
(3) البقرة 253.
(4) مسلم (2664) والبيهقي 10: 8.
(7/15)


وكما أن الإيمان يزيد وينقص { لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ } { فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة)) (1) ((يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان))(2) فالولاية نظير ذلك، والناس متفاوتون فيها، بحسب الإيمان والعمل الصالح. فهي تزيد وتنقص كزيادة الإيمان ونقصانه وبزيادة الإيمان ونقصانه. وإنما يذهب إلى عدم زيادة الولاية والإيمان أو نقصانهما من يجعلهما شيئا واحدا إذا وجد كان موجودا بكامله، وإذا فقد فقد بكامله. وهذا أصل فاسد تفرعت عنه البدع في الإيمان، فذهب المعتزلة والخوارج والمرجئة إلى أنه مجموع ما أمر الله به فمتى ذهب بعضه لم يبق منه شيء (3)والحق أن الناس متفاضلون في الإيمان وفي الولاية، بحسب تفاوتهم في العمل الصالح.
الأولياء العلماء أفضل من مجرد العباد
__________
(1) مسلم (35) والبخاري في الأيمان 31.
(2) أخرجه الترمذي (2601) وأسناده صحيح أنظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم (2450).
(3) مجموع الفتاوى 7: 223 و3: 355 ، 18: 270-271 والإيمان الأوسط 132 ومقالات الإسلاميين 133 و270-266 وفي الفقه الأكبر صريحة ((فصل: أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص)) والفقه الأكبر 70.
(7/16)


نوع أخر من الأولياء لهم الأفضلية على من سواهم حيث أضاف ابن تيمية طبقة أخرى من الأولياء قد لا تتميز بكثرة نوافل لكنها تتقرب إلى الله بكثرة التعلم والتعليم ودعوة الخلق إلى الهدى واقتفاء الأثر والنهي عن المحدثات. فإنه بعد أن ذكر طبقة السابقين المتقربين إلى الله بالنوافل، صرح بأن من كان داعيا غيره إلى الله هاديا للخلق ((كان أفضل من غيره من أولياء الله كما قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (1).قال ابن عباس: ((للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة)). وقال ((العلماء ورثة الأنبياء. لأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))(2) قال ابن تيمية: ((فمن كان جاهلا بما أمر الله به وما نهاه عنه لم يكن من أولياء الله، وإن كان فيه زهادة وعبادة لم يأمر الله بهما ورسوله، كالزهد والعبادة التي كانت في الخوارج والرهبان.)) ويضرب لذلك مثلا بارعا فيقول: ((كما أن من كان عالما بأمر الله ونهيه ولم يكن عاملا بذلك لم يكن من أولياء الله بل قد يكون فاسقا فاجرا.)). ((ويقال: ما اتخذ الله وليا جاهلا، أي جاهلا بما أمره به ونهاه عنه)) (3).
__________
(1) المجادلة 11.
(2) رواه الترمذي (2682) وابن ماجة 1: 47 قال في مجمع الزوائد ((رواه البزار ورجاله موثوقون 1: 126 وقال الحافظ ابن حجر ذكره البخاري في صحيحه بغير إسناد (أنظر البخاري كتاب العلم 1: 25 باب العلم قبل القول والعمل.
(3) العبارة مأثورة عن الرفاعي أراد بها الرد على بعض المتصوفة المستخفين بالعلم، كان يقول: عظموا شأن الفقهاء والعلماء... ما أتخذ الله وليا جاهلا، الولي لا يكون جاهلاً في دينه (البرهان المؤيد 57-53 تحقيق صلاح عزام).
(7/17)


ثم يوضح بعد ذلك أن من جمع بين العلم بما أمر الله به ونهى عنه وعمل بذلك فهو ولي الله حقا وأن ((من لم يقرأ القرآن كله، لم يحسن أن يفتي الناس ويقضي بينهم)) (1). وهذه العبارة الأخيرة دالة على بعد نظره، فقد يفهم من العبارة السابقة نفي الولاية عن عوام الناس الذين يعلمون الدين بشكل أجمالي فجاءت العبارة الثانية مفصلة لما قد يلتبس.
من أفضل الأولياء؟
أفضلهم أنبياؤهم، وأفضل أنبيائهم رسلهم، أفضل رسلهم صاحب الحوض والشفيع المشفع، سيد الأولين والآخرين محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهو أفضل أولي العزم منهم.
ومن قال: أن الأولياء أفضل من جميع الخلق، فقوله أظهر عند جميع أهل الملل من أن يشك في كذبه، بل هو معلوم بالضرورة أنه باطل، فإن الرسل أفضل الأنبياء وأولوا العزم أفضل الرسل... ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد آدم على الإطلاق. وليس يحتاج هذا إلى أن يثبت بحديث ولا أثر، فقد رتب الله سبحانه وتعالى خلقه فقال: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ } (2) فرتبهم على أربع طبقات (3) ولعله تعقيب منه على ما قاله الحكيم الترمذي وغيره من ((ارتفاع درجة بعض الأولياء فوق الأنبياء)) (4).
قال ابن تيمية مبيناً مراتب الأنبياء والرسل ((ومن كان رسولا فقد اجتمعت فيه ثلاثة أصناف، الرسالة، والنبوة، والولاية. ومن كان نبيا فقد اجتمع فيه الصفتان، ومن كان وليا فقط لم يكن فيه إلا صفة واحدة.
__________
(1) أنظر مختصر الفتاوى المصرية 559-558.
(2) النساء 69.
(3) مختصر الفتاوى المصرية 560- 559، وأنظر شرح العقيدة الأصفهانية 122، الصفدية 1: 262.
(4) أنظر نوادر الأصول 157.
(7/18)


ثم يفرق بين النبوة والرسالة من جهة وبين الولاية، بأن الرسول أو النبي يجب أتباعهم ولا يجب أتباع الولي، وأن من يسب النبي يستوجب الكفر، بينما لا يكفر من سب وليا من الأولياء (1).
وأما غير الأنبياء فأفضلهم أعظمهم معرفة بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعا له، ولا أجدر بهاتين الصفتين من الشيخين أبى بكر وعمر رضي الله عنهما، فإنهما أكمل معرفة بما جاء به وأعظم أتباعا له فهما أفضل أولياء الله في هذه الأمة التي هي أفضل الأمم فكانا الأفضل من الأمم جميعا.
ويليهما الثمانية المبشرون بالجنة وباقي الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وهم داخلون في قوله تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } (2)ولئن كان العلماء هم ورثة الأنبياء فإن أول الوارثين أبو بكر ثم عمر لكونهما الأرسخ في العلم ممن سواهما. فالعلماء الراسخون- من صحابة وغيرهم- مرتبتهم في الولاية تلي مرتبة الأنبياء.
غير أن الغزالي جعل الرتبة الأولى للأنبياء، والثانية للأولياء، والثالثة للعلماء الراسخين في العلم!! (3) كذلك جعل القشيري الصوفية صفوة الأولياء وأفضلهم وأن الله تعالى فضلهم على كافة عباده بعد رسله وأنبيائه !!! (4).
أما التفاضل بعد ذلك في الولاية فيكون بحسب الإيمان والتقوى، فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله تعالى، فمن كان أكمل إيمانا وتقوى كان أكمل ولاية لله (5) فالناس متفاضلون في ولاية الله عز وجل بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى، كذلك يتفاضلون في عداوة الله بحسب تفاضلهم في الكفر والنفاق كما قال تعالى: { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } (6).
اجتماع الولاية والعداواة
__________
(1) شرح عقيدة الأصفهانية 122- 121. مختصر الفتاوى المصرية 560.
(2) الفرقان 71.
(3) أحياء علوم الدين 1: 53.
(4) الرسالة القشيرية2.
(5) التوبة 37.
(6) مجموع الفتاوى 11: 175.
(7/19)


الحق والباطل يتصارعان في الإسلام وليس خارج المجتمع المسلم فقط كما قد يظن بعض المسلمين. فالشيطان يحشد للمسلم من جنده ما لا يفعل لغيره بغية إخراجه من الحق الذي هو عليه. أو إبعاده عنه قدر الإمكان. ولذلك تجد في المسلمين من يجتمع فيه إسلام وشرك من رياء ونحوه أو يجتمع فيه إيمان ونفاق، أو إسلام وفسق. وبحسب انقياده للشيطان ومكابدته له تزداد نسبة ذلك أو تنقص. فمن الناس من يكون فيه إيمان وشعبة من النفاق، لأن الإيمان شعب كما هو مقرر في معتقد أهل السنة والجماعة. وقد تذهب شعبة من شعب الإيمان وتحل مكانها شعبة من شعب النفاق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان، وإذا عاهد غدر)) (1).
وقد يجتمع في المرء إسلام وجاهلية، وتكون في مقابل إسلامه جزءا يسيرا كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ((أنك امرؤ فيك جاهلية)) (2) وقوله: ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن:


عدل سابقا من قبل hima في الخميس 11 مارس 2010 - 23:49 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3lanet.com
محمود السعيد
مشرف الاسلامى العام
مشرف الاسلامى العام
محمود السعيد


العمل/الترفيه : قســم الرواتـــب
رقم العضوية : 242
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
عدد المساهمات : 2515

تابع الجزء الاول من الكتاب 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تابع الجزء الاول من الكتاب 8   تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالأربعاء 10 مارس 2010 - 21:33

شكرا يا هيما على الموضوع القيم ودائما للامام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hima
مشرف الكمبيوتر و الإنترنت و برامج الحماية
مشرف الكمبيوتر و الإنترنت و برامج الحماية
hima


العمل/الترفيه : خريج تربية رياضية المنصوره اعمل بالاردن
رقم العضوية : 215
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
عدد المساهمات : 1290

تابع الجزء الاول من الكتاب 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تابع الجزء الاول من الكتاب 8   تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالخميس 11 مارس 2010 - 23:51

تسلم على مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3lanet.com
رياض العربى
صاحب الموقع

صاحب الموقع
رياض العربى


العمل/الترفيه : مدرس
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 17/10/2009
عدد المساهمات : 13693

تابع الجزء الاول من الكتاب 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تابع الجزء الاول من الكتاب 8   تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالجمعة 12 مارس 2010 - 0:30

شكرا هيما على الموسوعة
و شكرا على المعلومات القيمة
جزاك الله خيرا
تقبل تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wagna.ahlamontada.net
hima
مشرف الكمبيوتر و الإنترنت و برامج الحماية
مشرف الكمبيوتر و الإنترنت و برامج الحماية
hima


العمل/الترفيه : خريج تربية رياضية المنصوره اعمل بالاردن
رقم العضوية : 215
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
عدد المساهمات : 1290

تابع الجزء الاول من الكتاب 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تابع الجزء الاول من الكتاب 8   تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالإثنين 22 مارس 2010 - 17:23

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3lanet.com
 
تابع الجزء الاول من الكتاب 8
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع الجزء الاول من الكتاب
» تابع الجزء الاول من الكتاب 3
» تابع الجزء الاول من الكتاب 4
» تابع الجزء الاول من الكتاب 5
» تابع الجزء الاول من الكتاب 6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وجنة ::  المنتديات الأدبية ::  منتدى الكتب-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» الحشيش والدم
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالإثنين 14 فبراير 2022 - 16:50 من طرف رياض العربى

» اهم الاماكن ودورها في علاج الـــــــــــــــــ
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالأربعاء 12 يونيو 2019 - 3:06 من طرف مروة التيمي

» أفضل شركة بالدمام
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالجمعة 17 مايو 2019 - 2:51 من طرف مروة التيمي

» ادمان العين
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالثلاثاء 7 مايو 2019 - 1:46 من طرف مروة التيمي

» علاج الــ :cry:
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالأربعاء 1 مايو 2019 - 22:05 من طرف مروة التيمي

» كيف يتم تشخيص الــ
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالأحد 28 أبريل 2019 - 23:55 من طرف مروة التيمي

» اعراض ادمان ........
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالجمعة 19 أبريل 2019 - 15:44 من طرف مروة التيمي

» مصائب في اتجاه المجتمع
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2019 - 22:43 من طرف مروة التيمي

» احصائيات عن الحشيش
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالأحد 7 أبريل 2019 - 20:05 من طرف مروة التيمي

» شبح الموت!!!
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_icon_minitimeالأربعاء 3 أبريل 2019 - 19:36 من طرف مروة التيمي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رياض العربى
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
احزان زمان
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
mnona
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
العرايشي
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
حمودى الروش
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
برديس المصريه
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
عمر
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
مشموشى
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
محمود السعيد
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap 
الامير
تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_rcapتابع الجزء الاول من الكتاب 8 11110تابع الجزء الاول من الكتاب 8 I_vote_lcap