كان لى صديقا فيلسوف بأقوال الحكماء شغوف
قلت له يوما : صديقى الفيلسوف
قال نعم يا بنى..قلت له اخبرنى هل كنا اخيارا والان اصبحنا شرار الخلق على ارضه
فقال لى يابنى : قال الله فى كتابه كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وأجمع شيوخ التابعين وكبارهم ومن هم كانوا قبلنا وغيرهم انها نزلت فيمن هم قبلنا من اهل رسول الله وصحابته
ولكن دعنى اقول لك : ان كلمة كان هنا تدل على الدوام والاستمرارية ومن كتاب الله اجعله شهيدا
فقلت له وكيف ذلك أخبرنى !!
قال لى : يابنى ان الله يقول ( وكان الله عليما حكيما ) أعلم الله نضب او حكمه نفذ ؟ كلا لم يحدث
ولذلك جائت كلمة كان فى القرأن تعنى الديمومة و الاستمرارية وكذلك لفظها فى تلك الاية
فقلت له : ولماذا اصبحت نفوسنا أمارة بالسوء واصبح الغالب علينا شرار الناس لا خيارهم
فقال لى : انصت الى وستجد أن فى قصتى اجابتى
فقد كان من اساتذة عمر ابن عبد العزيز معلم اسمه (صالح ابن كيسان)
فقال له فى يوم : امير المؤمين لما كل هذا الجهد والمثابرة ما غايتك من كل هذا الاجتهاد
والتعلم وماذا تريد ان تثبت لنفسك من كل هذا العلم
فقال له : اريد ان اكون مثل جدى رضى الله عنه وارضاه ( عمر ابن الخطاب )
فقال له صالح ابن كيسان : والله لن تكون ابدا
أى والله لن تكون رجلا مثل عمر
فقال له لماذا : ألم يكن رجلا وانا رجل ! ام انك تيأسنى من حالى ؟
فقال له صالح : كلا والله ولكن كان عمر بن الخطاب يدعو الى الحق
وكان يجد من يعينه على اقامة هذا الحق
وأما انت فتدعو الى الحق ولا تجد من يعنيك عليه
ونظر إلى وقال يا بنى : اين نحن من قوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)
اين هم المفلحون فى زماننا
فقلت له صدقت فيما تقول
وصدق خير سلف لنا فيما قال (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ) عليه افضل الصلاة واتم سلام