جــلاء بنى قينقـاع
شعر اليهود بعد غزوة بدر
بمزيد قوة المسلمين فامتلأت نفوسهم غلاً وحقداً وأخذوا يتكلمون فى النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم )
وفى المسلمين ويطعنون عليهم ويتربصون بهم الدوائر
وكان يهود بنى قينقاع
فى جوار المسلمين بالمدينة ، وكان بينهم وبين المسلمين عهود فنبذوها وبدأوا
المسلمين بالشر والعدوان
وذلك ان امرأة من نساء الأنصار قدمت إلى سوق اليهود من
بنى قينقاع ومعها حلية لكى تعرضها على صائغ منهم ، فجلست إلى صائغ فى تلك السوق
فجعل اليهود يريدونها على كشف وجهها وهى تأبى ، فجاء يهودى من خلف فى سر منها
فأثبت طرف ثوبها بشوكة الى ظهرها
فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهود ، وصاحت المرأة
صيحة هى مزيج من الحزن والندم والخجل والاستغاثة ، فوثب رجل من المسلمين على
الصائغ اليهودى فقتله واجتمعت اليهود على المسلم فقتلوه ، وحينئذ دعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
رؤساءهم وحذرهم عاقبة البغى ونكث العهد وطلب إليهم أن يكفوا عن أذى المسلمين ، وأن
يحفظوا بوعيده وأجابوه قائلين : ( لا يغرنك يا محمد أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب
فأصبت منهم فرصة ، إنا والله
لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس )
ثم تظاهروا بالعداوة وتحصنوا فى حصونهم فأنزل الله
تعالى فى سورة آل عمران :
" قل للذين كفروا
ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم ءاية فى فئتين التقتا فئة تقاتل
فى سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن فى
ذلك لعبرة لأولى الأبصار "
سورة آل عمران
الايتان 12 ، 13
ثم سار إليهم الرسول
فى نصف شوال
من السنة الثانية للهجرة يحمل لواءه عمه حمزة بن عبد المطلب
، فحاصرهم خمس عشرة ليلة متتالية
لا يخرج منهم أحد
ولا يدخل اليهم بطعام أحد ، ولما رأوا من أنفسهم العجز
عن مقاومة المسلمين وأدركهم الرعب ، سألوا رسول الله
ان يخلى سبيلهم فخرجوا من المدينة ولهم النساء والذرية ، وللمسلمين الأموال ، فقبل
ذلك – عليه السلام
– ووكل بجلائهم عبادة بن الصامت وأمهلهم ثلاث ليال
رحلوا إلى أذرعات بالشام
وهكذا كانت نهاية بنى قينقاع ، وتلك نهاية الخيانة فى كل
عصر وحين ، فالخائن لابد أن يفتضح أمره ، وينكشف ستره ويقع فيما دبر من شر وفساد