وجنة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد قمنا بأنشاء منتدى جديد و نتمى وجودك معنا
و تساهم فى تقدمه
و يكون ساحة مناسبة لطرح افكارك و موضوعاتك
نتمنى زيارتك لنا و يشرفنا اشتراكك معنا
لك تحياتى

منتدى وجنة
https://wagna.ahlamontada.net

وجنة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد قمنا بأنشاء منتدى جديد و نتمى وجودك معنا
و تساهم فى تقدمه
و يكون ساحة مناسبة لطرح افكارك و موضوعاتك
نتمنى زيارتك لنا و يشرفنا اشتراكك معنا
لك تحياتى

منتدى وجنة
https://wagna.ahlamontada.net

وجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجنة

الرياده .. التميز .. التفوق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى وجنة   : إسلامى ... ثقافى .. إجتماعى .. شبابى .. الخواطر  ... القصص ... الغرائب  .... الطرائف .... الأخبار المتجددة .. الحوارات المميزة    

منتدى وجنة .... سحر الكلمات .. همس القلوب .. تحاور العقول .. الأخوه و الصداقة .. الإبداع و التجدد المستمر ... أخر عضو مسجل معنا ( Hazem Hazem) مرحبا به معنا


 

 إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رياض العربى
صاحب الموقع

صاحب الموقع
رياض العربى


العمل/الترفيه : مدرس
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 17/10/2009
عدد المساهمات : 13693

إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية   إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالجمعة 10 فبراير 2012 - 13:52


من ملفات المخابرات الفلسطينية فدائي في المخابرات الإسرائيلية


الجزء الأول


المقدمة

قدر فلسطين أن تكون مهد الديانات
ومهد الصراع منذ فجر التاريخ وقدر الفلسطينيين، بالنتيجة أن يكونوا في فوهة هذا
الصراع وواجهة الحرب، منذ ذلك اليوم الذي اقتحم فيه يشوع بن نون مدينة أريحا لتشهد
أرض القداسات أول مجزرة للفلسطينيين على أيدي اليهود، وليتعاقب الغزاة على أرض
اللبن والعسل، ولتعدد المجازر مروراً بالصليبيين ودير ياسين وصبرا وشتيلا .

وبعد مرور سبعة عشر عاماً على تأسيس كيان العدو الإسرائيلي قامت منظمة التحرير
الفلسطينية وأخذ الصراع الإسرائيلي –الفلسطيني منحى جديداً في التاريخ فقد دأب هذا
الكيان على إلغاء الوجود الفلسطيني من ذاكرة العالم، فقامت المنظمة بترسيخه وأعادت
الذاكرة إلى العالم في سلسلة طويلة من العمليات البطولية واتسعت المواجهة
الفلسطينية – الإسرائيلية على مساحة العالم كله، الأمر الذي جعل من الحرب السرية
بين المنظمة وإسرائيل أخطر الأساليب في هذا الصراع . وقد اشتهر الموساد ( جهاز
المخابرات الإسرائيلية ) في العالم كله، بفضل استعانته باليهود المحترفين من مختلف
الأقطار، بل وباليهود في أجهزة المخابرات الغربية، وفي المناصب العليا والحساسة في
هذه الدول، مما أتاح له تسجيل بعض النجاحات في الصراع العربي – الإسرائيلي حتى قيل
من باب الدعاية والغرور ، انه "أكفأ جهاز وغير قابل للاختراق كن العديد من أجهزة
المخابرات العربية، استطاعت اختراق الموساد في أكثر من مكان، واكثر من مناسبة . بل
إن جهاز المخابرات الفلسطيني يسجل باستمرار اختراقات كبيرة أدت في أكثر من مرة إلى
قيام العدو بإجراءات شاملة لغربلته وتغييره بلا نتيجة


ومن ملف المخابرات الفلسطينية ننشر القصة الحقيقية التالية بعد تغيير الأسماء.
وتغيير بعض الحوادث لأن أبطال هذه القصة ما زالوا أحياء . وما زالت الأحداث
والوقائع حية و مستمرة .



الفصل الأول


الغارة على تونس

في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان، وتحديداً في كانون الأول 1983 وجدت منظمة التحرير
الفلسطينية نفسها في واقع سياسي وتنظيمي مشتت بعد خروجها من طرابلس، وتعثرت كل
الجهود والحوارات التي أعقبت هذا الخروج لتوحيد الصفوف بين قيادة رئيس المنظمة ياسر
عرفات وبين " المنشقين " الأمر الذي أدى إلى توزيع قوات " فتح " بين دمشق وتونس
وبعض الأقطار العربية الأخرى . وقد تلا ذلك انشقاق في جبهة التحرير الفلسطينية قادة
أبو العباس، نائب الأمين العام للجبهة، تنظيمياً وسياسياً وعسكرياً، ويتمتع بشعبية
داخلها مما جعل معظم أفراد ومسؤولي هذا التنظيم يغادرون معه إلى تونس .

وقد عرف أبو العباس قبل هذا التاريخ بتخطيطه عمليات عسكرية مميزة وناجحة داخل الأراضي المحتلة
مثل عملية نهاريا 1974، والطائرات الشراعية التي استهدفت مصفاة النفط الإسرائيلية
في حيفا عام 1981 . وهى العملية التي أحدثت صدمة كبرى لدى القيادة الإسرائيلية في
حينه . إذ استطاعت الطائرات الشراعية اختراق الحواجز الأمنية والتسلل جواً إلى
العمق الإسرائيلي . وفى ظل تلك الانشقاقات والخلافات الداخلية على الساحة
الفلسطينية، انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السابعة عشرة في عمان ما بين
22 – 28 تشرين الثاني 1984، وتبعه توقيع اتفاق عمان في أوائل 1985 . وما أثاره هذا
الاتفاق من جدل على الساحة الفلسطينية والعربية، وفي هذا الوقت بالذات في كانون
الثاني1985، اتخذت القيادة الفلسطينية قراراً بتصعيد الكفاح المسلح داخل الأراضي
المحتلة، وبضرورة عودة المقاتلين إلى لبنان . وقد شمل هذا القرار " فتح "
والتنظيمات الأخرى، وسرعان ما بدأ الرجال في التخطيط ثم التنفيذ فأبحرت في نيسان
1985 الباخرة الفلسطينية التي كانت تقل 28 مقاتلاً فلسطينياً من قاعدة بحرية
فلسطينية في إحدى الدول العربية وتبادلت إطلاق النار في عرض البحر مع الزوارق
الحربية الإسرائيلية حيث استشهد في هذه العملية عشرون مقاتلا واسر ثمانية . وقد قام
الشهيد أبو جهاد بإعداد الباخرة وتدريب المقاتلين في إحدى القواعد البحرية
الفلسطينية بهدف ضرب وتدمير قيادة الأركان الإسرائيلية .


إلا أن السفينة اكتشفت في عرض البحر وتمت مهاجمتها من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية .
وعلى الرغم من كل ما قيل ويقال حول هذه العملية الجريئة، إلا أنها بقيت لغزاً إلى
الآن وتضاربت الأقوال حولها فالبعض يقول إنها وصلت إلي الساحل الفلسطيني وجرى قتال
على أرض فلسطين، بينما يقول آخرون أن الاشتباك وقع في عرض البحر .

ولكن الثابت أن الباخرة قامت بعدة مناورات قبل تنفيذ العملية ووصلت إلى الساحل الفلسطيني قبل
مشوارها الأخير . وعلى ما يبدو فقد طرأ عليها خلل في اليوم المذكور أو " ساعة الصفر

وربما لعبت
الصدفة أو سوء الطالع دوراً في اكتشاف أمر الباخرة. ويقول أحد المحللين العسكريين
أن الأقمار الصناعية الأمريكية قد اكتشفت الباخرة في عرض البحر وقامت الولايات
المتحدة الأمريكية بإعلام العدو الصهيوني بأمر الباخرة. وقد حققت هذه العملية
أهدافاً سياسية ومعنوية، حيث ثبتت قدرة المقاتل الفلسطيني على الوصول إلى هدفه داخل
الأراضي المحتلة رغم بعده آلاف الأميال عن الساحة الرئيسية للصراع، مما ولد دفعاً
معنوياً لدى المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون مرارة البعد عن ساحة
المعركة. كما شكلا دافعاً قوياً لدى أبو العباس الذي بدأ يخطط لعملية بحرية مشابهة،
وان اختلفت في بعض تفاصيلها، وبالرغم من انشغاله آنذاك بالحوارات مع طلعت يعقوب
وعلى عزيز، إلا أن تعلقه بالبحر وبالسفينة بدأ واضحاً من خلال العمليات البحرية
العديدة التي خطط لها قبل الخروج من بيروت .

وقبل أن يستقر رأى أبو العباس على " أكيلي لاورو " كان قد قام بعدة استطلاعات في
مالطة ودول أفريقية ساحلية تقيم علاقات مع إسرائيل، وقد رشح لمهمته أحد رجاله من
ذوى البشرة السوداء، إلا أن هذه الخطط استبعدت وتمت الموافقة على " أكيلي لاورو " .

وخلال تموز
1985 وصلت الحوارات إلى طريق مسدود، وفشلت كل الصيغ التوفيقية، وأمام ضغط التنظيم
اضطر أبو العباس إلى الإعلان عن عقد المؤتمر السابع لجبهته في 5 أيلول1985 .


معلومات خطيرة

كانت الساعة
تشير إلى السادسة مساء عندما دخل ياسر عرفات قاعة المؤتمر في معسكر وادي الزرقاء
الذي يبعد عن تونس العاصمة حوالي 100 كيلومتر، وكان من المقرر أن يفتتح المؤتمر
العام السابع لجبهة التحرير الفلسطينية في الساعة الخامسة مساء، ولكنه وصل متأخراً
وسط إجراءات أمنية مشددة وغير عادية . فدخل القاعة التي غصت بالمؤتمرين وبعدد كبير
من رجال الصحافة العربية والأجنبية والوفود الصديقة من حركات التحرر العالمية،
واستقبل بالتصفيق الحاد.
استمع عرفات إلى كلمات الوفود الصديقة والعربية ثم إلى كلمة أبو العباس، الذي كان
يبدو سعيداً بنجاح مؤتمره حيث تم انتخابه من قبل أعضاء الجبهة أميناً عاماً ولم
يدرك أحد آنذاك أن هذا الرجل الذي كان يتحدث عن جبهته والساحة الفلسطينية بهدوء
وثبات، سيصبح بعد شهر واحد لغزاً محيراً تتحدث عنه وكالات الأنباء العالمية . كما
لم يلاحظ أي من الموجودين ذلك الشاب الأسمر البشرة النحيف والمتوسط القامة والذي لا
يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر، يقف قريبا من المنصة، خافياً مسدسه بذكاء ولا
تبدو عليه سمات المرافق . وقد يكون إبراهيم سلمان نفسه لم يفكر في تلك اللحظة بأنه
سيخوض حرب مخابرات في قصة من أخطر قصص الحرب السرية بين المخابرات الفلسطينية
والموساد. وكانت عينا سلمان ترقبان الحضور بحذر، وعادة يشعر المرافق بالتوتر والقلق
في مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات مهما بلغت الاحتياطات الأمنية، فالمفاجآت غير
السارة واردة في أية لحظة .

وأخيراً وقف عرفات وألقى كلمة تحدث في بدايتها عن تأييده للمؤتمر، ثم انتقل بسرعة
إلى قضية حساسة وقال : " لقد وصلتنا معلومات من جهات صديقة مفادها أن مجلساً
وزارياً إسرائيليا مصغراً قد اجتمع وقرر أن تشن إسرائيل غارة جوية على مقرات منظمة
التحرير الفلسطينية " .

وأضاف : " وفى
طريقي إلى هنا تحدثت مع المسؤولين التونسيين وأبلغتهم بالموضوع، فأعلنوا حالة
الاستنفار في الجيش التونسي " . ثم واصل حديثه عن الأوضاع السياسية وخصوصا اتفاق
عمان وضرورة مواصلة التحركات السياسية لعقد المؤتمر الدولي للسلام .

وكان واضحاً أن حديث عرفات بدا مستعداً لدى الكثيرين، فمسألة وصول الطائرات الحربية
الإسرائيلية إلى تونس ليست سهلة من الناحية العملية، إلا أن مسحة من الرهبة سيطرت
على القاعة، وكان التساؤل الوحيد الذي يدور في ذهان الحاضرين : هل يمكن أن تصل
الطائرات الإسرائيلية إلى هذا المكان ؟ !

وتناقلت
وكالات الأنباء حديث أبو عمار. وكانت هذه المعلومات بحوزة المخابرات الفلسطينية قبل
عشرين عاماً من عملية لارنكا التي اتخذتها إسرائيل ذريعة لقصف مقر منظمة التحرير في
حمام الشط ، وهو ما يؤكد أن عملية لارنكا كانت مجرد ذريعة . أما نية العدوان فميتة
وجاهزة في انتظار التوقيت المناسب . تماماً كما حصل في الغزو الإسرائيلي للبنان عام
1982 عندما اتخذت إسرائيل من اغتيال السفير الإسرائيلي أرجوف في لندن ذريعة لهذا
العدو. وقد غطت أحداث لبنان آنذاك على السبب المباشر في الغزو، أي محاولة اغتيال
السفير الإسرائيلي الذي أصيب بشلل وأصبح مقعداً بعد العملية، إلا أن هذه العملية
التي تردد أبو نضال خطط لها كانت من ضمن عدة عمليات كان – كما تردد أبو نضال يخطط
لها فضلاً عن قائمة شملت عدة أسماء .

إلا أن نبيل
الزملاوي، مدير مكتب المنظمة في لبنان، آنذاك كانت مفاجأته أكثر من الجميع عندما
اكتشف بعد عملية اغتيال أرجوف أن الشاب مروان الذي يرتبط بعلاقة قرابة مع صبري
البنا (أبو نضال) وتحديداً ابن أخته، كان أحد مرافقيه وكان كثيراً ما ينوب عنه
ويمثله في المهرجانات السياسية في بريطانيا، ولم يدرك حقيقة انتمائه إلا بعد الحادث
إذ تبين أن مروان كان أحد الذين نفذوا عملية اغتيال السفير الإسرائيلي وكانت لدى
المخابرات الفلسطينية قبل الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 بشهور معلومات حول
الحشود والاستعدادات الإسرائيلية للعدوان الذي خطط له أرئيل شارون .

في لارنكا
فجر يوم 25
أيلول 1985 اقتحم ثلاث مسلحين اليخت " فيرست " في ميناء لارنكا القبرصي حيث قتلوا
امرأة واحتجزوا رجلين رهينتين مطالبين بالإفراج عن 20 معتقلاً فلسطينياً في السجون
الإسرائيلية . وقد انتهت هذه العملية باستسلام الفدائيين الثلاثة ومن بينهم أيان
ديفيسون البريطاني، بعد مقتل الإسرائيليين الثلاثة، الذين كانوا أعضاء في جهاز
المخابرات الإسرائيلية
الموساد وكانت بينهم امرأة أصبحت معروفة في الموساد ومن ألمع الجواسيس الإسرائيليين

وكان هؤلاء
الإسرائيليين الثلاثة يشكلون وحدة تجسسية تقودها المرأة التي عملت في اليخت باسم "
أستر بولزار " واسمها الحقيقي سيلفيا رافائيل واستعملت أثناء خدمتها في الموساد
أسماء عديدة مستعارة وجوازات سفر مزيفة .

وكانت مهمة سيلفيا رصد تحركات الفلسطينيين في قبرص، عبر عميل للشبكة يدعى مصطفى
صبرا، لقي حتفه عندما قررت " القوات 17 " تصفية هذه الشبكة . وقبل هذه العملية
بشهور، قامت الزوارق الحربية الإسرائيلية باعتراض العديد من السفن التجارية التي
كانت تقل مجموعات فلسطينية متوجهة من قبرص إلى لبنان، وكانت مهمة صبرا استدراج
الفلسطينيين إلى سفن معينة ومعروفة تلك التي يستخدمونها للعودة إلى لبنان وإعلام
إسرائيل عنها مما أدى إلى اعتقال العديد من المقاتلين والكوادر الفلسطينية من خلال
اعتراض السفن اللبنانية والقبرصية . أما سلفيا فكانت مطلوبة لدى المخابرات
الفلسطينية نظراً للجرائم العديدة آتى ارتكبتها، ولعل أهمها جمع المعلومات وتسهيل
دخول فريق اغتيال من الموساد إلى بيروت لتفخيخ السيارة التي تم بواسطتها اغتيال أبو
حسن سلامة قائد " القوات 17 " في 22 يناير ( كانون الثاني ) 1979
وقد أحدث مقتل
سيلفيا رافائيل صدمة عنيفة لدى الموساد وأوساط المخابرات الإسرائيلية التي كانت
تعتبرها نادرة في حقلها وهذه الجاسوسة من مواليد جنوب أفريقيا من أب يهودي وأم غير
يهودية، هاجرت إلى فلسطين المحتلة في شبابها وفى السبعينات انتحلت شخصية مصورة
صحفية تحت اسم " باتريشيا روكسبرغ " وكانت مهمتها رصد الأحداث في الشرق الأوسط. ومن
خلال شخصيتها الجذابة وعملها المثابر استطاعت أن تنشئ اتصالات مع شخصيات سياسية
مسؤولة، وكانت مهمتها إعطاء إسرائيل معلومات تساعد في تصعيد المشاعر ضد
الفلسطينيين، وفى النصف الثاني من السبعينات ظهرت سيلفيا في النرويج حيث التقت
بمجموعة من عملاء الموساد وكانت مهمتها ملاحقة أبو حسن سلامة . ولكن التباساً حصل
بين شخصين أدى إلى أن يقتل الموساد نادلاً مغربياً يدعى محمد بوشيكي ظاناً أنه قائد
" القوة 17 " . وأثر هذا الحادث قبضت السلطات النرويجية على رافائيل وخمسة آخرين
بتهمة القتل . وقال القاضي حينئذ أن الجريمة كانت جزءاً من عملية للمخابرات
الإسرائيلية . ولم يمض سوى 19 شهراً حتى أخلى سبيل رافائيل لتظهر بعد ذلك فر باريس
حيث جهزت شقة بمثابة مخبأ أمين لعملاء الموساد ثم اختفت بعدها عن الأنظار .

وفى عام 1979 تم اغتيال أبو حسن سلامة بتفجير سيارته لاسلكياً في بيروت . وتحدثت
التحقيقات حينئذ عن اختفاء سيدة إنجليزية هادئة، كانت في الشقة المجاورة لمكان
التفجير . وكانت سيلفيا تمتلك شققاً في تل أبيب وباريس وقلما كانت تقيم في إسرائيل،
وكانت ترغب في اعتبارها يهودية، ولكن بعض الأوساط الإسرائيلية كانت ترفض ذلك
باستمرار لأنها من أم غير يهودية .

وأثر عملية
لارنكا حددت القيادة الإسرائيلية توقيت الغارة على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في
تونس، في حين اتخذت إجراءات أمنية فلسطينية لمواجهة اعتداء محتمل . وكعادتها قامت
أبواق الدعاية الصهيونية بشن حملة كبرى ضد منظمة التحرير و الإرهاب لتشكل غطاء
للعدوان الذي خططت له قبل شهور من الغارة . كما كانت المخابرات الإسرائيلية في
الوقت نفسه تلاحق طائرة أبو عمار . وهكذا تقررت الغارة صبيحة اليوم الأول من تشرين
الأول 1985 .


طائرة عرفات

في فجر ذلك
اليوم كانت الطائرة التي أقلت ياسر عرفات وأبو أياد من بغداد إلى المغرب ثم إلى
تونس . قد غيرت طريقها نتيجة لمعلومات حول نية الطائرات الحربية الإسرائيلية اعتراض
سبيلها في الجو، وتحويل مسارها إلى مطار إسرائيلي أو إسقاطها . لكن هذه المحاولة
الإسرائيلية فشلت لتصل بأمان إلى تونس، وذهب عرفات إلى مقر قيادته في حمام الشط ،
وما كاد يلتقط أنفاسه حتى كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف المقر في تمام الساعة
العاشرة والربع صباحاً، بينما كان عرفات غير بعيد عن مقر إقامته يقوم بتمارين
رياضية كعادته كل يوم فهو حريص على الركض والسباحة وركوب الخيل وقد كان في تلك
الساعة يرتدى لباساً رياضياً وشاهد الغارة التي استهدفت مقر القائد العام والأركان
و" القوة 17"
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد أقلعت فجرا من فلسطين المحتلة ورصدت وحدات
الرادار المصري هذه الطائرات ولكنها عجزت عن تحديد الجهة التي تقصدها .

واظهرت أجهزة
الرصد المصرية إن هدفا بحريا غير إسرائيلي كان يساعد في القيام بتشويش إداري أثناء
تحليق الطائرات الإسرائيلية في الجو، وأعطيت أوامر فورية للطيران المصري وأجهزة
الدفاع بالتعامل مع الطائرات الإسرائيلية إذا ما اخترقت المجال الجوى المصري، كما
تم رفع حالة التأهب القصوى إلا أن أثر الطائرات الإسرائيلية فقد على أجهزة الرادار.
الأمر الذي أدى إلى تحريك طائرة استطلاع مصرية على الفور لملاحقة الطائرات
الإسرائيلية التي أخذت خط سير مطابقاً لطرق الطيران الدولية فوق البحر المتوسط .

وقد استخدمت
إسرائيل في الغارة 16 طائرة من نوع " أف 16 " تزودت في الوقود بالجو . وعلى الرغم
من أن إسرائيل لا تمتلك طائرات الصهريج، وهى من نوع " بيونغ – 707 " أو " دى . سى 9
" أو " دى سى 10 " فقد تم تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود في الجو ثلاث مرات،
مرتين في الذهاب ومرة في العودة . وانطلقت طائرات الصهريج من إيطاليا بدون علم
الحكومة الإيطالية . وكانت قد وصلت إلى مطار روما ثلاث طائرات صهريج أمريكية من
نوع" بيونغ – 707 " في السابع والعشرين من أيلول تابعة للسرب الثالث عشر في وحدة
التزويد بالوقود بالجو لدى الحرس الأمريكي ومقرها ولاية أوهايو،
وذلك للمشاركة في مناورات لحلف شمال الأطلسي. ورصدت إيطاليا طائرة من هذا النوع في
الممر الجوى الذي استخدمته الطائرات الإسرائيلية في الغارة. كما أن مصادر مطار روما
ذكرت أن طائرتين من الثلاث قد تركتا مربضيهما في أقصى اليسار من المطار في ساعة
مبكرة من فجر يوم 1 تشرين الأول وعادت إحداهما إلى ممر الهبوط في الساعة العاشرة
والربع صباحاً فيما طلبت الثانية الإذن بالهبوط الساعة السادسة والنصف مساء .

وبعد الغارة
مباشرة وضعت الحكومة الإيطالية حراسة مشددة وغير عادية على الممر الذي تربض فيه
الطائرات الأمريكية الثلاث، وأدان رئيس الوزراء الإيطالي بتينو كراكسى إسرائيل
بلهجة قاسية جداً وقال إن إيطاليا مصممة على استعمال حقها لمعرفة ما إذا كانت
طائرات واشنطن قد استخدمت الأراضي الإيطالية لتزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود .

ولم تخف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للغارة الإسرائيلية وباركت ما حصل بعد
ربع ساعة فقط من الغارة وعلى لسان لارى سبيكس الناطق الرسمي للبيت الأبيض، في حين
واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ادعائها بمقتل عرفات، حتى ظهر مساء ذلك اليوم في
حديث مباشر من تونس مع التلفزيون الإيطالي القناة الأولى . وبعد ساعة من الغارة
الإسرائيلية أعلنت إذاعة تونس النبأ على النحو التالي : "


طائرات
مجهولة الهوية قامت بقصف منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط " .

وكان مطار قرطاج الدولي قد رصد الطائرات الإسرائيلية قبل الغارة بدقائق وأبلغت
المعلومات إلى وزارة الدفاع ، التي رصدت راداراتها الطائرات المغيرة قبل دقائق من
وصولها ، في حين أبلغت إيطاليا تونس قبل دقائق من الغارة بأن طائرات مقاتلة تتجه
نحو تونس !!

وجاءت الغارة
الإسرائيلية في ظل أجواء من التوتر في العلاقات التونسية – الليبية وكانت هذه
العلاقات شهدت تدهوراً خطيراً خلال الشهور التي سبقت الغارة ، وكان الجيش التونسي
وقد وضع في حالة تأهب قصوى لمواجهة عملية عسكرية ليبية ضد تونس ! الرأي العام
التونسي كان مهيأ لغارة ليبية إسرائيلية، بسبب الحرب الإعلامية المتبادلة بين
البلدين وفعلاً، قام الجيش التونسي بنقل طائراته الحربية من نوع ف – 5 إلى قواعد
عسكرية في الجنوب التونسي ، قرب الحدود التونسية الليبية، قبل الغارة، وذكرت بعض
المصادر أن بورقيبة أصدر أوامره بعدم خروج الطائرات الحربية التونسية للتصدي
للطائرات الإسرائيلية، وعلق محمد مزالي على هذه الحادثة بعد الغارة في حديث بثه
التلفزيون التونسي، قائلاً : " لو خرجت الطائرات التونسية لاصطادتها الطائرات
الإسرائيلية مثل العصافير " .

وقد حاول
الضباط التونسيون في قاعدة " سيدي أحمد " الجوية قرب بنزرت، التي تبعد حوالي 50
كيلو مترا عن مقر المنظمة، الخروج بطائراتهم بغض النظر عن نوعية الطائرات يدفعهم
الحماس للدفاع عن الوطن. وبعد نصف ساعة من انتهاء الغارة جاءت طائرات جزائرية
مقاتلين اشتركت مع الطائرات التونسية في التحليق فوق حمام الشط وتونس العاصمة،
خوفاً من قيام الطائرات الإسرائيلية بعملية التفاف خصوصاً أنه بعد الغارة مباشرة
وصل عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين والتونسيين إلى مكان الغارة ومنهم عرفات
وأبو أياد وأبو جهاد وأبو العباس . ومن الجانب التونسي جاء محمد مزالي والهادي
البكوش ووسيلة بورقيبة وزين العابدين بن على .

وكانت ردة
الفعل التونسية الشعبية قويت فعمت المظاهرات العاصمة التونسية وتوجهت إلى السفارة
الأمريكية مطالبة بقطع العلاقات التونسية – الأمريكية، وفى الوقت نفسه استقيل
مستشفى شارل نيكول في العاصمة الجرحى والشهداء الذين بلغ عددهم حوالي 200 جريح و 70
شهيداً، فشهد المستشفى اكبر عملية تبرع بالدم، وكان كل تونسي يريد التعبير بأي شكل
عن انتمائه وتضامنه وتعلقه بالقضية الفلسطينية وأقبل أصحاب الجرافات من المواطنين
ليتبرعوا بالعمل تطوعاً لإزالة الأنقاض .

وعلى أثر هذه
الغارة وتصريح سبيكس، توترت العلاقات التونسية الأمريكية، فاستدعى الرئيس السابق
الحبيب بورقيبة السفير الأمريكي في تونس، بيتر سيبستيان ، وأبلغه استنكار الموقف
الأمريكي، ولا سيما أن الغارة كانت خرقاً للتعهدات الأمريكية بعدم السماح باعتداءات
أجنبية على تونس . ولم يكن لدى السفير ما يقوله سوى : " سأبلغ واشنطن " ! وقد تعمد
بورقيبة سماع السفير كلاماً قاسياً، غير أن هذه السحابة لم تمر بهدوء ، ولم يتم
تجاوزها إلا في شباط 1986 عندما قام جورج بوش، نائب الرئيس الأمريكي حينها وجورج
شولتز وكاسبار واينبرجر بزيارة قصيرة لتونس، فسوى الخلاف بتقديم مساعدات عاجلة،
لتحديث أسلحة الجيش التونسي .


الرد على العدوان

ولم تكن
الغارة على مقر منظمة التحرير حدثاً عاديا يمكن أن تزول آثاره بسهولة . ومنذ
الساعات الأولى التي تلت الغارة وردود الفعل المختلفة تتواصل وتتفاعل رسمياً
وشعبياً، فلسطينياً وعربياً ودولياً، ففي 5 تشرين الأول 1985، بعد الغارة بخمسة
أيام، كان في رأس بركة جنوب سيناء، جندي مصري يدعى سليمان خاطر . يفجر حزنه على
ضحايا الغارة ونقمته على الإسرائيليين بإطلاق الرصاص على مجموعة من الإسرائيليين
الذين أهانوا العلم المصري، فقتل سبعة منهم وحوكم في 28 تشرين الأول بالأشغال
الشاقة المؤبدة في محكمة السويس العسكرية وبعد ذلك تم إعدامه داخل السجن. كذلك حركت
النقمة شرطياً تونسياً يعمل في فرقة " النظام العام " وهى كانت تقوم بحراسة مقر
منظمة التحرير في حمام الشط، وكانت المجموعة تتكون من 12 رجلاً، مسلحين ببنادق
رشاشة، وأحد أعضاء المجموعة لم يستسلم للصواريخ والقنابل التي تقذفها الطائرات
الإسرائيلية، رغم معرفته أن رصاصته لن تصل إلى الطائرات المغيرة، فعادت إحدى
الطائرات وأطلقت سيلاً غزيراً من مدفعها الرشاش فاستشهد مع مجموعته. وكان الحادث
الثاني بعد عملية سليمان خاطر، ذلك الذي أطلق خلاله الشرطي التونسي الرصاص على
مجموعة من اليهود في جزيرة جربة التونسية. وفى 5 تشرين الأول ذاته كان المفاجأة
عندما أدان مجلس الأمن العدوان الإسرائيلي على مقر المنظمة وصوت 14 عضواً في صالح
قرار الإدانة وامتنعت الولايات المتحدة للتصويت ولم تستخدم " الفيتو " وطالب قرار
مجلس الأمن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بصفة عاجلة اتخاذ إجراءات لاقناع
إسرائيل بعدم اللجوء إلى مثل هذه الأعمال التي تنتهك سيادة أي دولة، ووحدة أراضيها
وأكد القرار أن لتونس الحق في الحصول على تعويضات مناسبة نتيجة للخسائر في الأرواح
والأضرار المادية .

ولم تتخذ الإجراءات التي تحدث عنها مجلس الأمن ولم تقتنع إسرائيل بعدم اللجوء إلى
مثل هذه الأعمال، فاغتالت أبو جهاد في تونس في 16 نيسان 1988. واختطفت الطائرة
المدنية الليبية التي أقلت عبد الله الأحمر، نائب الأمين العام لحزب البعث الحاكم
في سوريا وولدت الغارة الإسرائيلية حالة يأس من قدرة العالم على إقناع إسرائيل
بالكف عن ممارسة الإرهاب، واتخذ قراره بالرد بمنتهى العنف، فشهدت الأراضي العربية
المحتلة عمليات جريئة ضد أهداف إسرائيلية، ولا سيما بناية المخابرات الإسرائيلية في
القدس ، التي انهارت بفعل انفجار. كما أدت الغارة إلى التعجيل فلا تنفيذ عملية كبرى
كان يخطط لها أبو العباس استهدفت ميناء اشدود في الساحل الفلسطيني، وقد كان من
المقرر لهذه العملية أن تحصل بعد التاريخ الذي نفذت فيه وهو 8 تشرين الأول بأسبوعين
على الأقل. وكان من ضمن الخطة أن تحمل الباخرة عدداً من الصواريخ ، إلا أن الغارة
عجلت بالتنفيذ . ولم يكن المقصود احتجاز رهائن على الباخرة الإيطالية " أكيلي لاورو
" بل كانت مجرد وسيلة وصول إلى ميناء اشدود لتنفيذ عملية فدائية كبرى داخل الأراضي
المحتلة ، ولم يكن من ضمن توجهات منظمة التحرير العودة إلى العمليات الخارجية ، كما
أكد ذلك ياسر عرفات في 7 تشرين الثاني 1985 في مصر، فيما عرف " إعلان القاهرة "
الذي أوقف بموجبه العمليات الخارجية، ليقتصر الكفاح المسلح على الأراضي المحتلة إلا
انه كان من حق المنظمة اتباع كافة الوسائل للوصول إلى الأراضي المحتلة للقيام
بالعمليات المسلحة في إطار النظام الفلسطيني المشروع ، وكل ما حصل في عملية " أكيلي
لاورو " إن الأسلحة اكتشفت على ظهر السفينة . وكان قرار المجموعة بتحويل وجهتها
حفاظا على دماء الأبرياء ، ولو حصل ووصلت الباخرة إلى اشدود لاستغلت إسرائيل الفرصة
وهاجمت السفينة وحدثت مجزرة .

ووجدت وسائل الإعلام الصهيونية في العملية فرصة لتحويل أنظار العالم عن الجريمة
الإسرائيلية في انتهاك الأراضي التونسية ، وقصف مقر المنظمة . واتهمت إسرائيل وسائل
الدعاية الصهيونية في أمريكا أبو العباس بقتل عجوز أمريكي مقعد ، على الرغم من أنه
لا علاقة للمجموعة بمقتله، وكان منطقياً أنه باستطاعة المجموعة المسلحة قتل العشرات
على ظهر الباخرة لو أرادت ذلك في عرض البحر، ولم يكن هناك سبب واحد يمنعهم من ذلك ،
لكن نية الاختطاف أو القتل لم تكن متوفرة . إلا أن إسرائيل عمدت بكافة الوسائل
وبالتأثير عبر اللوبي الصهيوني في أمريكا، إلى إثارة الولايات المتحدة ضد منظمة
التحرير وملاحظة أبو العباس، صفحة جديدة من مطاردة المخابرات لهذا الرجل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wagna.ahlamontada.net
رياض العربى
صاحب الموقع

صاحب الموقع
رياض العربى


العمل/الترفيه : مدرس
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 17/10/2009
عدد المساهمات : 13693

إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية   إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالجمعة 10 فبراير 2012 - 13:59


الفصل الثاني


المنظمة
رشحت إبراهيم والموساد جندته



صدف أن
الباخرة الإيطالية " أكيلي لاورو " تحفل بتاريخ مأساوي . ففي 1972 شب حريق على
سطحها ثبت أنه تم بفعل فاعل، بينما كانت موجودة في حوض جاف في جنوا شمال إيطاليا،
وأدى الحريق إلى إصابة عدد كبير من العمال ورجال المطافئ ، وفى 1975 اصطدمت بسفينة
شحن لبنانية صغيرة تدعى " يوسف بابا " عند مضيق الدردانيل ولم يصب أحد من ركاب
السفينة ال750 حينئذ ، إلا أن أربعة من طاقم السفينة اللبنانية اعتبروا في عداد
المفقودين، وفى 1975 تم احتجازها أثر شكوى تقدمت بها الشركة البحرية وتمت ملاحقتها
قضائياً رغم أنها أفضل سفينة لدى أكبر الشركات البحرية الإيطالية . وفى 1976 صادرت
الشرطة 29 طاولة ميسر كانت على متنها، ومثل مالكها أمام القضاء بتهمة انتهاك
المنظمة للعب الميسر و" قواعد " الميسر . وفى 1981 شب حريق آخر على سطحها وهى في
عرض البحر أمام جزر الكناري أدى إلى مقتل اثنين من الركاب وبعد عام من هذا التاريخ
استطاع الدائنون في جزر الكناري الحجز عليها أكثر من عام ، وبعد ثلاثة أعوام أي في
8 تشرين الأول1985، تم اختطافها .




اثر ذلك أعلن وزير الدفاع الإيطالي جيوفانى سبادولينى حالة التأهب بين جميع الوحدات
العسكرية القادرة على العمل لحماية المواطنين الإيطاليين ، واختطفت الطائرة على بعد
50 كيلو متر شمال بور سعيد، خارج المياه الإقليمية المصرية، إلى أن انتهت دراما
السفينة التي كان على متنها حوالي 400 شخص من جنسيات مختلفة ، بعد أن احتجزتها
السلطات المصرية أربعة أيام، بعد ذلك أقلت طائرة مصرية مدنية المسلحين الأربعة
ومعهم أبو العباس ومرافقه الخاص أبو على كاظم، من قاعدة عسكرية مصرية غرب القاهرة
إلى تونس ، وفى الجو حصلت المفاجأة حيث تم اعتراض الطائرة المدنية المصرية من قبل
14 طائرة حربية أمريكية انطلقت من حاملة الطائرات في الأسطول الأمريكي السادس ،
وأجبرت طائرة أبو العباس ومقاتليه على الهبوط في صقلية . وأثر ذلك سمحت السلطات
الإيطالية لأبو العباس بالسفر إلى بلغراد ، ومن هناك توجه إلى جهة مجهولة ، لتبدأ
صفحة من مطاردة المخابرات الإسرائيلية له في كل مكان في العالم .




تصفية ضباط " الموساد "



ولم تكن
المخابرات الفلسطينية بمعزل عن هذه الأحداث فقد زودتها معلومات تشير إلى وصول
ضابطين من المخابرات الإسرائيلية " الموساد "في 6 تشرين الأول إلى أسبانيا، وقد
دخلاها على أنهما بحاران، فصدرت التعليمات إلى فريق متخصص الساحة الأسبانية
باستدراجهما . وفعلاً . بعد توقف سفينتهما في عاصمة إقليم كتالانيا، وهما صهيون أبو
يعكوف، وملأبوهما، حتى انتقلا إلى برشلونة من أجل تنفيذ مهمة الموساد وعلى الفور
تحرك الفريق الفلسطيني الذي قام بتضليل الرجلين واستدراجهما إلى شقة في شارع
فالنسيا حيث تم التحقيق معهما عدة ساعات ثم قتلا في الشقة . وفى 16 تشرين الأول
1985 عثر البوليس الأسباني على جثتيهما ، فاضطر المدير الإقليمي للموساد في أسبانيا
والبرتغال للانتقال إلى مدريد بعد اكتشاف الجثتين للتحقيق في الموضوع ، في حين كان
شمعون بيريز يتابع الحادث والتحقيقات المتعلقة به شخصياً . وأعلنت " القوة 17 "
مسئوليتها " عن الحادث، علماً بأن عدة أجهزة فلسطينية اشتركت مع المخابرات
الفلسطينية في تنفيذ العملية التي تمت بسرعة . وهذه الأجهزة هي " جهاز الغربي "
الذي كان يرأسه الشهيد أبو جهاد وجبهة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها " أبو
العباس " وجهاز " القوة 17 " الذي يرأسه العقيد أبو الطيب .




ومن خلال المعلومات والمعطيات التي كانت بحوزة جهاز المخابرات الفلسطينية ، بات
واضحاً أن إسرائيل قامت بقصف مقر منظمة التحرير لتحقيق عدة أهداف، أولها ضرب جهود
التسوية بعد توقيع الأردن " اتفاق عمان " الذي كان بمثابة مبادرة سياسية أردنية –
فلسطينية مشتركة، شكلت إحراجا كبيراً للقيادة الإسرائيلية التي ترفض السلام عملياً
رغم حديثها المستمر عنه ، وتعرقل أية خطوات جدية عربية أو دولية ، وبالتالي فقد
حققت الغارة أهدافها من حيث إدخال المنطقة في مرحلة من العنف، لكنها لم تستطع أن
تضرب التوجهات العربية نحو السلام .




وقد عرفنا كيف مهدت إسرائيل للغارة وخططت لها وانتظرت التوقيت المناسب . ثم أوعزت
إلى وسائل الدعاية الصهيونية في العالم ، بإثارة ضخمة عالمية حول عملية " أكيلي
لاورو " واتهام مجموعة أبو العباس بقتل عجوز أمريكي مقعد على ظهر الباخرة . رغم أن
التحقيقات أثبتت أن أحد المسافرين الصهاينة ألقى به عن ظهر السفينة ، لإثارة الرأي
العام العالمي ضد الفلسطينيين . وقد أثارت إسرائيل هذه الزوبعة لتحقيق عدة أهداف ،
أهمها صرف الأنظار العالمية عن جريمتها بقصف مقر المنظمة في تونس ، ثم خلق موقف
أمريكي معاد للقضية الفلسطينية ، عبر وسائل الإعلام الصهيونية ، وبواسطة اللوبي
الصهيوني في أمريكا إضافة إلى عنصر هام جداً ، وهو تزويد المخابرات المركزية
بمعلومات مغلوطة حول منظمة التحرير لضرب أية محاولة تقارب بين أمريكا والمنظمة .
بالإضافة إلى هدف آخر أرادت إسرائيل تحقيقه ، وهو الظهور أمام الرأي العام
الإسرائيلي بأنها الدولة الوحيدة التي تقف ضد الإرهاب بفعالية .




ومن خلال معلومات المخابرات الفلسطينية كانت صورة المرحلة المقبلة تبدو قائمة
فالمنظمة تتجه نحو المزيد من العنف ، والمعلومات تشير إلى أن المخابرات الإسرائيلية
ستستغل هذه الضجة الإعلامية التي أثارتها الأصابع الصهيونية حول " أكيلي لاورو "
لتنفيذ عدة اغتيالات ضد القيادة الفلسطينية .




الجاسوسة سوزان



وفى اجتماع
مصغر عقد في غرفة مكافحة التجسس الفلسطينية نوقشت برقية وردت من باريس تقول أن
الجاسوسة الإسرائيلية سوزان آتية من باريس في مهمة تجسسية لم تعرف تفاصيلها . وكانت
دماء شهداء حمام الشط لم تجف بعد ، ورأى بعض الضباط أن اعتقال الجاسوسة والتحقيق
معها وإعدامها أفضل معالجة للأمر.



إلا أن أبو
محمد على بسيونى رأى غير ذلك ، من خلال استشفافه للمرحلة المقبلة . فالمخابرات
الإسرائيلية حسب رأيه بحاجة إلى روافد جديدة للمعلومات ، ولعل المهمة الرئيسية
الموكلة إلى سوزان الآتية من باريس ، هي ترشيح عملاء " الموساد " لأن المرحلة
مشحونة بالعنف المتبادل ورغم تطور وسائل جمع المعلومات إلا أن العنصر البشرى يبقى
الأهم .



وكان اقتراح
أبو محمد يتمثل في ترشيح أحد الشباب ليلعب دور العميل المزدوج . ولم يلق الاقتراح
معارضة، إلا أن الشخصية المطلوبة ومواصفاتها أثارت جدلاً كبيراً، إذ أن الكفاءة
ليست هي الصفة الوحيدة المطلوبة للرجل الذي سيلعب الدور، فالعملية تتطلب مواصفات
ومميزات عديدة يصعب توفرها باستمرار في شخصية واحدة . وظهرت فكرة مجنونة ومغامرة
ومحفوفة بالمخاطر.



Ø
عندما قال
أبو محمد " إنني أرشح إبراهيم سلمان " ، وصعق الضابط حسين لهذه الفكرة وقال موجهاً
حديثه إلى أبو محمد :



Ø
" أنت تعرف
طبيعة عمل إبراهيم سلمان " .



Ø
فأجاب أبو
محمد : " لهذا السبب رشحته " .



Ø
واستطرد
حسين : " ولكن هذه مخاطرة "



Ø
فأجاب أبو
محمد : " إنني أراهن عليه " .



وكان رهانا
خطيرا بالفعل فسلمان يعمل مرافقا للقيادات الفلسطينية، وقد أراد أبو محمد أن يقدم
طعما يسيل له لعاب الموساد، والاهم انه يريد معلومات تتعلق بالقيادات في المرحلة
المقبلة . فهذا المرشح للدور شاب وطني موثوق به ، ومطلع على أمن القيادات، وحساس،
وزكى وسريع البديهة ، هل يقبل هو القيام بهذا الدور ؟ فوجئ الشاب وهو يستمع إلى أبو
محمد عندما طلب منه تنفيذ المهمة . ومضت دقائق طويلة وهو صامت لا يتحدث وكأنه فقد
القدرة على النطق لكن أبو محمد كان يحس بالشاب . وبالأفكار التي تدور في رأسه ،
وتذكر موقفاً شبيهاّ عندما رفض واحد من ضباط المخابرات الفلسطينية العاملين تحت
إمرته بتوجيه أحد العملاء المزدوجين لأن العملية بطبيعة الحال تقتضي تزويد العميل
بمعلومات معينة ومدروسة وفيها نسبة محددة من الصحة ، فرفض الضابط المهمة بقوله أنه
لا يستطيع أن يزود العدو بمعلومات حتى لو كان الأمر يتعلق بلعبة تجسسية . واحترم
أبو محمد موقف ضابطه ونقله إلى عمل آخر في الجهاز .



وخرج سلمان عن
صمته وقال بصوت مخنوق :



Ø
" الأفضل
إذا كان بالإمكان أن تعفيني من المهمة "



Ø
فقال أبو
محمد : " لم أجد أفضل منك الآن لهذه العملية . ونحن بحاجة إليك ، وفلسطين كلها
بحاجة إليك يا إبراهيم "



Ø
وبصوت بدا
معه وكأنه يحدث نفسه أجاب : " وهل تعتقد أن من السهل على شخص مثلى أن يتعاون مع
العدو حتى في إطار مهمة مكلف بها ؟ ! "



Ø
فقال أبو
محمد : " لو وجدت غيرك الآن لأعفيتك. ولكن ثق تماماً أنني لم أجد أحد بمواصفاتك " .



Ø
فقاطعه
سلمان قائلاً : " أعصابي لن تحتمل مثل هذا العمل " .



Ø
فأجابه أبو
محمد : أعدك " في المرحلة التي تقرر فيها التوقف عن العلم أن أوقف العملية مهما كان
الثمن " .



Ø
فابتسم وهو
يسأل : " هلهل هذا وعد ؟ ! "



Ø
فاجابه أبو
محمد : " أنت تعرفني جيدا " .



انفرجت أسارير
سلمان بعض الشيء إلا أن شعورا غامضا قلقا كان يشع من عينيه، في حين كان أبو محمد
يقول في نفسه الحمد لله . وبدأت جلسة العمل الأولى مع سلمان حدد فيها أبو محمد
خطوات العمل في المرحلة الأولى وافهمه كيف سيتصرف في كل المواقف المحتلة ، وحدد له
وسائل به شخصيا . وفى اليوم التالي وردت معلومات جديدة تقول إن سوزان ستغادر باريس
في 29 تشرين الأول 1985 .




لقاء العميلين



وفى المقعد
المجاور للنافذة في الطائرة الفرنسية جلست فتاة شقراء، شعرها الأصفر ينساب على
كتفيها وهى تحاول تجاهل نظرات الرجال كلما تحركت في مقعدها . وفتحت صحيفة فرنسية و
أخذت تقرا فيها في حين جلس إلى جوارها رجل عجوز مع زوجته . ومثل كل العجائز أخذا
يثرثران بشكل أزعج الفتاة التي كانت بحاجة إلى الهدوء للتفكير في المهمة الصعبة
التي جاءت من اجلها، ولكنها لم تلاحظ عينين كانتا تراقبانها من مقعد خلفي فلم تكن
تدر أنها منذ فترة وهى محل مراقبة دقيقة من المخابرات الفلسطينية والتقارير كانت
ترد بانتظام حول نشاطها وتحركاتها .



في المساء
هبطت الطائرة من في مطار تونس، فتوجهت سوزان إلى قسم الجوازات والجمارك وقدمت جواز
سفرها البريطاني المزور، حيث تمت الإجراءات بشكل عادى وسريع مثل أية إجراءات خاصة
بالسيدات الأجانب . وأخذت أمتعتها ولم يكن لديها ما تصرح به للجمارك من أدوات
كهربائية أو ممنوعات ، ثم خرجت تبحث عن سيارة أجرة ، فأشارت إلى السائق الذي حمل
الأمتعة المكونة من حقيبة زرقاء كبيرة ، وحقيبة يد جلدية صغيرة بنية اللون .



تحركت سيارة
الأجرة البيضاء من نوع " بيجو 205 " ، وقال السائق بلغة فرنسية مكسرة، لأنها اللغة
الأجنبية الوحيدة التي يعرفها : أهلاً بك في بلدنا . الحمد لله على السلامة ، أجابت
الفتاة وهى تبتسم ، وقال بفرنسية سليمة : " شكراً فندق هيلتون " .



اثر وصولها
إلى الفندق الذي يعتبر واحد من أفخم الفنادق في العاصمة التونسية بالرغم من أن
تاريخ بنائه يعود إلى السبعينات ، ولكنه بقى محافظاً على مستواه كفندق خمس نجوم ،
بدا أن اختيار سوزان هذا الفندق ليس اعتباطياً وانما يعود إلى سبب أمنى يتعلق
بمهمتها ، فعل هذا الفندق يتردد يوميا عشرات الفلسطينيين من المسؤولين والكوادر
والمرافقين وينزل به بعض مسؤولى منظمة التحرير الفلسطينية وهذا الفندق أصبح يشهد
يومياً في الصباح وفى المساء ندوات سياسية وغير منظمة تشارك فيها كوادر منظمة
التحرير الفلسطينية ، قبل أن تتخذ قراراً بالحد من نزول كوادر المنظمة في الفنادق
وتأمين شقق خاصة لاعتبارات أمنية .



وفى صباح
اليوم التالي وفى حوالي الساعة التاسعة كانت سوزان تجلس في بهو الفندق وأمامها على
الطاولة الصغيرة مفتاح غرفتها رقم 512 . تناولت سيجارة من علبة السجائر الفرنسية من
نوع " رويال " التي كانت ملقاة على الطاولة وبجانبها ولاعة ثمينة . وبعد ربع ساعة
جاء سلمان وجلس على مقعد قريب منها ، فيما يقرأ صحيفة يومية باللغة العربية ، وينظر
في ساعته بقلق وكأنه ينتظر قدوم شخص ما .



أخرج علبة
سجائره وتقدم منها طالباً الولاعة، فابتسمت وأشارت إلى الولاعة بيدها ، وتظاهرت
بالانشغال عنه في حين كانت تراقب حركاته بطرف عينها منذ جلوسه ، ونظر إليها نظرة
ذات مغزى ، وقال :



Ø
" أنت سائح
أليس كذلك ؟ " .



Ø
فرفعت رأسها
وقالت بحذر " نعم " .



وبدأ الشاب في
حوار مفتعل مع سوزان حول الطقس في أوروبا والبلدان العربية والسياحة ، على طريقة
الشباب الذين يطاردون السائحات الأجنبيات، أعجبها الحديث . وأخذت تتفاعل معه على
أنها إنجليزية تعيش في فرنسا ووالدها مليونير لديه شركات في لندن وباريس .



Ø
وفجأة سألته
: " ما هي جنسيتك ؟ "



Ø
قال بخبث :
" لا داعي .. قد يزعجك ! " .



Ø
وفتحت
عينيها باستغراب وقال : " لماذا ؟ ! "



Ø
قال : "
لأنني فلسطيني "



Ø
فأبدت بعدم
اكتراث وهى تقول : " هل تعتقد أن هذا مزعج ؟ " .



Ø
قال : "
أنتم الأوروبيين تعتقدون أننا إرهابيون " .



Ø
فابتسمت
بارتياح وقالت : " أنت مخطئ ، لقد تغيرت مواقفنا وتبدلت الصورة القديمة، ولكن
الفلسطينيين لم يستوعبوا التغيير الذي طرأ على مواقف الشعوب الأوروبية، من القضية
الفلسطينية " .



Ø
قال : "
يسعدني أن أسمع هذا الكلام ". ثم التفتت إليه وقالت : " ماذا تعمل ؟ "قال : لسوء
الحظ ، في منظمة التحرير الفلسطينية " .



Ø
أحست الفتاة
أن الشاب لديه الكثير مما يقوله ، فسألت : " لماذا تقول هكذا ؟



Ø
" قال : "
إذا التقينا مرة أخرى ستعرفين السبب " .



Ø
قال : " انه
موضوع يخصك وحدك على أية حال " .



Ø
قال : " أنا
مضطر لأن أغادر الآن . لدى عمل ، لقد انتظرت صديقي لنشرب القهوة ولم يأت " . ثم
أضاف بانفعال : " يبدو أننا فعلاً لا نعرق النظام " .



Ø
قالت: " إذا
أردت اجلس لنتحدث . أنا لا يوجد لدى ما أعمله الآن " .



Ø
قال : " لا
أستطيع لدى عمل لكن إذا أردت سأتصل بك في الهاتف . ونتقابل مرة أخرى . في أية غرفة
تنزلين ؟ "



Ø
قالت : "
بكل سرور . غرفة رقم 512 " .



Ø
قال : " هذا
رقم هاتفي إن احتجت إلى أي مساعدة أنا تحت أمرك " .



وقدم لها رقم
هاتفه في المنزل ، ثم انصرف . لكن اللقاءات تواصلت

وبدأت العلاقة
تتوطد بين سوزان وسلمان واللقاءات تتكرر في حين كانت الفتاة طوال الوقت تدرس شخصية
سلمان من جميع الجوانب، حالته المادية، علاقته بمسئوليه، وبمعارفه وهواياته،
ارتباطاته العائلية، حبه للظهور، سريته في العمل، طموحاته حبه للمال وعلاقته مع
الجنس الآخر . وفى نفس الوقت كان هو يجيب عن كل تساؤلاتها ويسرب إليها بطريق غير
مباشر وبالاتفاق مع أبو محمد – معطيات حوله حتى بلغت الموساد الطعم . وهذه المرحلة
كانت الأصعب فقد كانت الخطة تتركز على ترشيح سلمان بطريقة سليمة، وكان لابد أن يكون
الطعم مغرياً . وفعلاً، ما إن مرت خمسة أيام على زيارة سوزان حتى فوجئ الشاب بعرض
مثير تقدمه له، فقد عرضت عليه السفر إلى باريس للعمل في إحدى شركات والدها وكان هو
قد اشتكى مبدياً تذمره من العمل مع المنظمة، لأنه متعب ويستغرق كل وقته وأنه أصيب
بالإرهاق من هذه الدوامة إلا أن أبو محمد طمأنه إلى أنه لم يبدأ بالعمل الجدي بعد .
وان كانت هذه أهم مرحلة . وعندما جاء العرض بدأ الشاب يشعر بالرهبة والقلق والحماس
. وكانت مشاعر متداخلة انتابته وهو يستمع إلى اقتراح الفتاة إلا أن رده كان مدروساً
أيضاً،



Ø
فقالا لها :
" هذا مجهود أشكرك عليه . ولكن هل اقدم استقالتي من عملي ؟ "



ارتبكت بعد أن انتقل إلى مرحلة الهجوم



Ø
وقالت : " كلا ، لماذا تستقيل ؟ قد لا
يعجبك العمل في باريس فتعود . وحتى لا تخسر كل شئ ، خذ إجازة عادية




Ø
وهناك قرر : إما أن تستقيل أو تعود إلى
عملك " .




لم تكن المسألة سهلة ، فالحذر واجب وجميع الاحتمالات واردة . والعرض الذي قدمته
الموساد سريعاّ يثير الشكوك . فإما أنهم بلعوا الطعم فعلاً أو أنهم يستدرجون الشاب
إلى باريس، ولكنهم على كل حال لا يزالون يجمعون المعلومات حول سلمان من مصادرهم في
تل أبيب وعملائهم في الخارج .



وبدأت
التعقيدات المفتعلة تواجه سوزان في سفر الشاب، فقد طلب منها إمهاله عدة أيام حتى
يقنع المسؤولين عنه بأخذ إجازة ، ثم ليبحث عن أحد الأصدقاء ليستدين مبلغاً من المال
يؤمن به ثمن التذكرة ، وفعلاً أصبح بعيداً عن الشكوك إذ لم يترك ثغرة واحدة . إلا
أن الموساد لم تقرر بعد أن تضع فيه ثقتها حتى يتعرض لاختبارات عديدة أحياناً لا ترى
بالعين المجردة . ولكن أبو محمد الذي كان يوجهه لم يتركه وحده يواجه مصيره المجهول
في باريس فبعد أن تقرر السفر في 6 تشرين الثاني كلف فريقاً من المخابرات
الفلسطينية بمراقبته مراقبة سرية دون أن يعرف هو بذلك .




الوصول إلى باريس



وصل سلمان
بصحبة سوزان إلى مطار أورلي في باريس . وبعد إتمام الإجراءات الروتينية في المطار،
كانت سيارة زرقاء من نوع " رينو 9 " في انتظارها . وحمل الحقائب سائق كان طويل
القامة وذا شعر أسود ويضع على رأسه قبعة فرنسية من النوع الذي يرتديه سكان مارسيليا
. وكان إلمام إبراهيم بالفرنسية ضعيفاً ولكنه كان قادراً على فهم الحديث .



انطلقت
السيارة باتجاه أحد فنادق الدرجة الأولى في باريس، وتوقف السائق وأنزل الحقائب،
فصافحته سوزان مودعة وهى تقول له : " سأتصل بك فيما بعد "ووجد سلمان غرفة محجوزة
باسمه في الفندق وسرعان ما تمت الإجراءات الروتينية ونزل في الغرفة رقم 620 .



وكان سلمان
منهكاً ذلك المساء . فاستغرق في نوم عميق . وفى صباح اليوم التالي نهض واستحم، ثم
تذكر أمراً مهماً فماذا لو لم تتصل به سوزان ؟ نزل إلى بهو الفندق وجلس ينتظر وطال
انتظاره . و مضى اليوم الثاني ثم الثالث دون أن تتصل أو تأتى فشعر بالقلق . وصار
يعتقد انه تعرض لمقلب سخيف ، وأصبح في ورطة حقا . فالفندق نفقاته مرتفعة ، والمبلغ
الذي يحمله لا يكفى، وبدأت الهواجس تنتابه من كل الجهات . وكان برنامجه اليومي يقضى
بأن يخرج في الصباح والمساء فيتجول قليلاً في شوارع باريس ويتوقف أمام الواجهات ثم
يعود إلى الفندق . وأنه سيعرف أنه في أسوأ الأحوال سيتصل هاتفياً مع أبو محمد لحل
المشكلات المالية على الأقل. ولكن المخاوف المالية كانت أصغر المخاوف الأخرى التي
كان يحس بها .




في صباح اليوم الرابع جلس كعادته في بهو الفندق يحتسى القهوة. عند الساعة الثامنة
والنصف . فتقدم منه رجل قصير القامة، ممتلئ الجسم قوى البنية كأنه مصارع، في
الخمسين من العمر .



Ø
وقال بلغة
عربية ذات لهجة شمال أفريقية : " ممكن أجلس ؟ " نظر إليه سلمان ، فاعتقد أن الرجل
الغريب من الثقلاء الفضوليين.



Ø
فرد عليه
بضجر واضح : " تفضل " فجلس الرجل بجانبه



Ø
وقال وهو
يطلق ابتسامة خبيثة : " كيف حالك ؟ " .



استغرب الشاب هذا التطفل



Ø
وقال
باقتضاب : " الحمد لله " . وواصل الرجل هجومه المفاجئ



Ø
فأجابه :
قائلا : " هل جئت تبحث عن عمل في باريس أم أنك هنا للسياحة " .



Ø
فأجابه : "
جئت أبحث عن عمل، فان لم أوفق اعتبرها سياحة " .



Ø
نظر الرجل
إلى سلمان نظرة فاحصة ثم همس : " أنا سأساعدك " .



هم سلمان
بالنهوض ليترك المكان .



Ø
لكنه قال
للرجل : " هذا أسلوب سخيف وأنا لم أطلب مساعدتك " ! وضع الرجل يده على كتف الشاب
وقال بلهجة آمرة



Ø
" اجلس ..
أريد أن أتحدث معك " .



فجلس سلمان
يستمع إلى هذا الرجل الغريب، الذي بدأ جولة جديدة في الحديث :



Ø
" أريدك أن
تسمع كلامي جيدا، إن منظرك الكئيب يؤكد أنك لست سائحاً واما جئت تبحث عن عمل، وأنا
سأساعدك وسأضع بين يديك فرصة العمر . والفرصة تأتى مرة واحدة، إما أن تستغلها وتصعد
إلى أعلى واما أن تكون غبياً وتبقى في الحضيض " .



Ø
قاطعه سلمان
قائلاً : " أدخل في الموضوع "



Ø
" جميل
سنصبح أصدقاء . باستطاعتك منادتى جون . ما اسمك ؟



Ø
" فرد عليه
قائلاً : " إبراهيم " .



Ø
واصل جون
حديثه : " أنت بحاجة الآن إلى تغطية نفقات الفندق، وقد جئتك بعد أن سمعت موظفة
الفندق تطالبك بدفع مبلغ معين واعتذرت أنت ووعدتها بأنك ستدفع غداً أو بعد غد .
لكنك لم تلاحظني . كنت أقف على مقربة منك وسمعت الحديث . ولهذا السبب جئت أتحدث معك
" .



Ø
عندئذ صاح
سلمان وقد تذكر أمراً مهما ً : " أنت والد سوزان أليس كذلك ؟ أنا آسف لم أنتبه إليك
ولم أعرفك " .



Ø
لم يدعه جون
يسترسل في اعتذاراته فقال : " من سوزان هذه التي تتحدث عنها ؟ لا أعرف عن من تتحدث
" .



Ø
فاختصر
سلمان النقاش وقال : " لا أحد أكمل حديثك



Ø
فسأله جون :
" ما هو عملك بالضبط ؟ "



Ø
قال : " قبل
عملي كيف تعلمت اللغة العربية ؟ "



Ø
قهقه جون
ضاحكاً وقال : " " لأنني أعمل مع العرب يا صديقي " .



Ø
أدرك الشاب
منذ اللحظات الأولى أن الرجل من الموساد ولكنه تظاهر بعدم معرفة هوية جون، ومثل
الرجل من الموساد ولكنه تظاهر بعدم معرفة هوية جون، ومثل الدور، وأخذ يتراجع شيئاً
وقال همساً بعد أن مال برأسه نحو جون



Ø
" في منظمة
التحرير الفلسطينية "،



Ø
وسأله جون :
" ولماذا تبحث عن عمل ؟



Ø
أجاب :
أسباب كثيرة، الراتب القليل، ولا يوجد مستقبل في العمل مع المنظمة، إضافة إلى خطورة
عملي " . وواصل تذمره من عمله، في حين كانت علامات الارتياح تبدو على وجه جون وهو
يستمع إلى هذه الحكاية.



Ø
ثم عاد
سلمان وقال له : " إن أردت مساعدتي فعلاً ابحث عن سوزان . والدها معروف ويمتلك
شركات في باريس ولندن ، وقد وعدتني بالعمل مع والدها " .



Ø
وقاطعه جون
بعصبية قائلاً : " دعك من سوزان هذه . أنا سأساعدك .



Ø
ثم كيف
سأبحث عنها . هل تعتقد أنك في قرية ! أنت في باريس " .



Ø
وسأله سلمان
: " ماذا سأعمل معك ؟ هل لديك شركة ؟ "



Ø
أجاب جون :
" دخلنا في الموضوع . ستعمل مع المخابرات الإسرائيلية " .



Ø
ونهض سلمان
وقال : " ابتعد عنى لا أريد أن أراك ثانية هنا " .



بقى جون
جالساً وكأن سلمان يوجه حديثه إلى شخص آخر . في تلك اللحظة أخرج جون ظرفاً صغيراً
بني اللون، وألقاه على الطاولة ثم نهض وقال وهو يحدق في سلمان



Ø
" فكر جيداً
يا إبراهيم سلمان أنت الآن في قبضتي ولن تفلت منى . إما أن تفهم وتكون عاقلاً واما
.. الجواب في الظرف " .




وانصرف جون خارجاً من الفندق، بينما امتدت يد سلمان وهى ترتعش وتناول الظرف ليجد 6
صور بالأسود والأبيض، لأفراد عائلته في الأرض المحتلة، التقطت أمام منزلهم وفى
أماكن أخرى بالشارع والأسواق، وهى صور لوالده ووالدته وأخواته وإخوانه .




عملية ابتزاز



أحس سلمان
بالدنيا تدور به ، وعلى الرغم من انه يعرف مسبقا انه سيتعرض إلى عمليات ابتزاز بأي
شكل من الأشكال لكنه يواجه امتحانا صعبا . وخرج من الفندق هائماً على وجهه ،
فالمفاجأة كان لها وقع على نفسيته ورغم أنه كان يمثل دوراً، إلا أن عواطفه ومشاعره
تجاه عائلته لا تقل أهمية عن إيمانه بقضيته ووطنه . وكان يعرف تماماً كيف سيتصرف،
وتصرف بشكل سليم، ولكنه كان يحس بغليان داخل صدره .



بعد ساعة عاد
إلى الفندق ومكث في غرفته حتى الساعة الثامنة مساءً عندما رن جرس الهاتف في غرفته،
فرفع السماعة فسمع صوت جون على الطرف الآخر يقول له



Ø
" أهلاً
إبراهيم .. أنا في الفندق تحت في انتظارك " .



مضت دقائق قبل
أن يهبط إلى بهو الفندق، فوجد جون في انتظاره جالساً بمفرده تقدم منه وجلس دون أن
يصافحه .



Ø
وبدأت لهجة
جون تتبدل وأخذ يتحدث قائلاً : " أعتقد أنك غاضب منى . ولكن ستعرف أنني فعلت ذلك
لمصلحتك . لديك مستقبل كبير معنا، وستحصل على المال الذي تريده . وثق تماماً أن أحد
لا يمس أهلك ، ولم يكن أمامي إلا أن أفعل ذلك لأنك عنيد . ولو طاوعتني منذ البداية
لما صدمتك . أرجو أن تنسى الموضوع تماماً ودعنا لنبدأ صفحة جديدة من العمل لدينا
عمل كثير . سأدفع عنك نفقات الفندق وتذكرة السفر وسأعطيك بعض النقود لتأخذها معك "
.



Ø
تظاهر سلمان
بالاقتناع تدريجياً بحديث جون وقال : " من يضمن لي أنكم لم تمسوا عائلتي ؟ ! " .



Ø
ابتسم جون
بغرور وقال : " أنت الضامن ؟ "



Ø
وسأل سلمان
: كيف ؟



Ø
قال جون : "
ما دمت تعمل معنا بصدق وتطيع أوامري فلن يمس أحد عائلتك . بالعكس، باستطاعتك
زيارتهم في إسرائيل، وسنعطيك جواز سفر إسرائيليا ولم يعرف أحد أنك زرت إسرائيل " .



Ø
ورد سلمان :
" ولكن أهلي سيعرفون وهذا أمر مرفوض " .



Ø
وبدت علامات
الارتياح على جون وهو يقول : " كما تريد . الحذر مفيد ، وأنت عاقل " ثم أضاف : " لم
يبق معنا وقت كثير . إجازتك ستنتهي ويجب أن تعود بأسرع وقت . لدينا جلسة عمل الليلة
" .



نهض جون وتبعه
سلمان إلى خارج الفندق، حيث كانت تقف سيارته وهى من نوع " بيجو 604 " .



وانطلقت هذه
السيارة البيضاء في شوارع باريس، متبعة طرقاً ملتوية، حتى توقفت قرب إحدى العمارات
فنزل الاثنان وتوجها إلى بناية قديمة ولكنها عصرية من الداخل . لم يستخدم جون
المصعد، أشار إلى الشاب أن يتبعه على الدرج المؤدى إلى الطابق الأول . وتوقف أمام
إحدى الشقق وضغط على الجرس مرة واحدة . وبعد لحظات طرق على الباب طرقاً خفيفاً ثلاث
مرات . انفتح الباب وأطل منه رجل في الأربعين من العمر طويل القامة نحيف وأسمر
البشرة،



Ø
وقال مرحباً
: " أهلاً " دخل الرجلان وأغلق الباب ، وبعد دردشة قصيرة في الصالون .



Ø
قال جون "
مستر دافيد سيعلمك الكتابة بالحبر السري " .



وبدأ الرجل
عمله على الفور دون مقدمات . وخلال ساعة كان سلمان قد أتقن العملية، فحمل الرجل
حقيبته وانصرف، بينما بقى جون وسلمان وحدهما . وما أن خرج الرجل، حتى بدأ جون في
الحديث عن العمل بشكل عام، وأخذ يعطى سلمان درساً بالأمن الشخصي . وقال له يجب ألا
يتوجه إلى أي مكان يقصده مباشرة واما عليه أن يتبع طريقاً ملتوياً حتى يتأكد من أن
أحد لا يتبعه فيقصد المكان الذي يريد . وأضاف جون أن عليه أن يأخذ سيارة أجرة إلى
مكان معين ثم ينزل منها ويسير مسافة على قدميه، وبعد ذلك يأخذ سيارة أجرة ثانية ولا
ينزل أمام المكان المطلوب مباشرة بل يسير مسافة على قدميه فيتوقف أمام واجهة ما ،
ويتظاهر بمشاهدة الصحف أو الأشياء المعروضة ، ثم ينظر في زجاج الواجهة ليشاهد من
يقف خلفه، وبعد ذلك يدخل . فان كان الذي يقف خلفه يقصده فانه سيتبعه .



Ø
قال سلمان
معترضاً : " هذا عمل معقد ومتعب ومكلف



Ø
واجاب جون :
" التكاليف ندفعها نحن . انك وسلامتك مسئوليتنا ونحافظ عليك . المطلوب فقط أن تحضر
لي الفواتير حتى لو دفعت ثمن علبة سجائر . أما التعب والتعقيد فسرعان ما تتعود
عليهما ليصبحا جزءاً من سلوكك اليومي " .



Ø
قال سلمان :
" كيف سأحضر فواتير بأجرة تاكسي أو علبة سجائر ؟



Ø
قال جون : "
أكتب فقط المبلغ والتاريخ والوجهة التي قصدتها وتوقيعك " .



Ø
ثم أضاف : "
وبالنسبة إلى وسائل الاتصال فسأعطيك رقم هاتف في باريس، لا تستعمله إلا إذا زرت
العاصمة الفرنسية وفى حالات الضرورة القصوى . ثم لا تتحدث معي من هاتف منزلك . بل
انزل إلى أي هاتف في الشارع واطلبني . وحتى في باريس لا تطلبني من الفندق . وعندما
تستعمل الهاتف تقول التالي فقط بدون كلام كثير، فأنتم العرب تحبون الكلام الكثير في
الهاتف . قل : " أنا جاك وأريد جون ورقم هاتفي كذا في باريس بقلب الأرقام وتبديلها
. ولا تضف شيئاً وبعد أن تترك الرسالة اقفل الخط ولا علاقة لك بالباقي " . واتفق
معه على شيفرة معينة لرقم الهاتف .



Ø
ثم قال : "
يجب أن تعود إلي باريس خلال شهر ، وإياك أن تحاول الهرب لأن الموساد قادرة على أن
تصل إليك ولو كنت في آخر الدنيا . هل تفهم ؟ سأعطيك الآن عناوين ترسل إليها رسائلك
بالحبر السري في باريس ولندن وروما . أرسل إلى أي عنوان تريده . وإذا استدعى الأمر
في حالات الضرورة القصوى اتصل بي بالهاتف للإبلاغ عن عملية إرهابية مثلاً أو أي شئ
من هذا القبيل وسنتفق على شيفرة للحديث بالهاتف . وأنا سأرسل لك بالبريد رسائل
الحبر السري . فيها الأسئلة التي نريد إجابات عنها " .




ونهض جون إلى غرفة داخلية وأحضر حقيبة صغيرة سوداء ، فتحها وقال:




Ø
" هذا جيب
سرى في الحقيبة لن ينتبه إليه أحد في المطارات . تضع الأوراق المهمة والفلوس فيه،
وبالمناسبة لا تضع فلوسك في البنك، لأن كل البنوك مراقبة من المخابرات وهذا كفيل
بان يفتح عليك العيون . كذلك لا تحاول أن تنفق أموالاً كثيرة أمام أشخاص يعرفونك ..
ابق كما أنت وحاول أن لا تغير أي شئ في سلوكك وكن حذراً " .



ثم ناوله ورقة
الأسئلة وثمن التذكرة ونفقات الفندق ومبلغ ألف دولار ليتمكن من السفر مرة أخرى إلى
باريس .



Ø
وقال جون :
" أية نفقات تطلبها ستحصل عليها . حاول التقرب من زجال منظمة التحرير ووسع علاقاتك
. ولديك المال الكافي لذلك ، ولكن لا تتهور . كن متزناً وحذراً وقريباً سنوفر لك
غطاءاً مالياً إن احتجت إلى ذلك " .



Ø
وتحرك سلما
في مقعده وقال : " هذه أمور صعبة وليس من السهل على استيعابها بسرعة " .



Ø
فرد جون : "
أعرف ذلك وعندما تأتى إلى باريس ، وتترك لي الرسالة سأتصل بك بالهاتف في اليوم نفسه
أو في اليوم التالي ، و أقول لك : سنتقابل اليوم الساعة كذا .. فتعرف مباشرة أن
اللقاء بيننا سيكون في هذه الشقة . وعندما تقوم بالإجراءات الأمنية التي شرحتها لك،
وتدخل من باب هذه العمارة أية عمارة تدخلها ولا تتوجه مباشرة إلى الطابق الذي تريده
. فإذا كان الطابق الرابع مثلاً، تصعد بالمصعد إلى الطابق الخامس أو السادس وتنزل
على الدرج مفهوم ؟ " .



Ø
قال سلمان
وقد أحس بالضجر : " هذا تعقيد لم أتعدو عليه " .



Ø
فأجاب جون:
" يجب أن تتعود عليه يا صديقي . أنا أعيش بهذا الأسلوب منذ عشرين سنة . والمسألة
بسيطة ولا تخف " .



وواصل جون شرح
بعض الإجراءات الأمنية الإضافية ومنها كيف يؤمن شقته بحيث يترك علامات صغيرة للغاية
ليتأكد لدى عودته يومياً إلى المنزل مما إذا كان أحد قد دخل الشقة في غيابه أم لا ،
وكيف يتعامل مع سائقي الأجرة ممن يعملون مرشدين للمخابرات والبعض الآخر رجال من
المخابرات يعملون بعد الظهر في مهمات خاصة " . ثم قام بتدريبه على إدارة النقاشات
وجمع المعلومات والمصدر ومدى مصداقيته . وقال له في ما لو التقى به صدفة في فندق أو
لأي مكان أو في الشارع إلا يسلم عليه أو يحدثه وكأنه لا يعرفه ، ولا يتبادل معه حتى
التحية .






وبدأ الشاب في
تنفيذ المهمة الأولى للموساد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wagna.ahlamontada.net
رياض العربى
صاحب الموقع

صاحب الموقع
رياض العربى


العمل/الترفيه : مدرس
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 17/10/2009
عدد المساهمات : 13693

إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية   إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالجمعة 10 فبراير 2012 - 14:10


الجزء الثاني


الفصل الثالث


خطة لشن غارة على الجزائر

في الجلسة
الأخيرة في باريس التي جمعت بين ضباط الموساد جون وإبراهيم سلمان، وبعد أن شرح
الأول للثاني تفاصيل العمل وقام بتدريبه على توفير أمنه الشخصي واستعمال الحبر
السري ووسائل الاتصال، تخلل الجلسة حديث عام حول الجاسوس الأمريكي – الإسرائيلي
جوناثان بولارد .



Ø
فقد سأله
إبراهيم : " كيف تتجسسون على الولايات المتحدة وهى الحليف الرئيسي لإسرائيل ؟ "



Ø
فقال جون :
" الخطأ الذي يقع فيه العرب باستمرار هو الاعتقاد السائد بينهم بأن لا فرق بين
إسرائيل وأمريكا . والحقيقة عكس ذلك تماماً . صحيح أن علاقاتنا مع أمريكا قوية جداً
لكن هتاك أمور لا يراها العرب ونعرفها نحن . فعلى الغم من التنسيق الكامل بلين
المخابرات المركزية والموساد فنحن لا نثق بهذا التنسيق ولا في المعلومات التي نحصل
عليها من الأمريكيين في هذا الإطار، لأننا نثق فقط بالمعلومات التي نحصل عليها
بوسائلنا الخاصة، حتى من داخل أمريكا . والهامش الواسع الذي يتيحه لنا التنسيق
والتعاون لا يرضينا. ففي كثير من الأحيان تقتضي مصلحة إسرائيل إعطاء الأمريكيين
معلومات غير صحيحة في إطار التبادل على هذا الصعيد ونتوقع في المقابل أن يكون جزء
من المعلومات التي نحصل عليها منهم خاضعاً للاعتبار ذاته " .



Ø
ثم أضاف : "
مثلا قضية صاحبك أبو العباس . فلو تركنا الأمر لتتصرف به أمريكا بمفردها لما حصل شئ
مما تراه وتسمعه .كما يجب أن تفهم أمرا مهما وهو أن نفوذنا في الولايات المتحدة
كبير جدا ولا يمكن أن نسمح لأحد داخلها في خارجها بان يزعزع هذا النفوذ، لان
استمرار وجود إسرائيل قوية مرتبط بالولايات المتحدة " .



Ø
ثم انتقل
جون إلى موضوع المهمة قائلا : " أول ما ستقوم به تحيد موعد سفر أبو العباس الباقي
علينا . و أن كل شئ بثمنه ".



Ø
فقال
إبراهيم ممازحا : " المهم أن لا تنسوا انتم ذلك لأنني لن أنساه " .




Ø
رد جون : "
لا تخف . قائلاً تعرفنا، سوف تحصل على مبالغ لم تحلم بها في حياتك، المهم أن تعمل
بصدق واخلاص معنا " .



عندئذ كانت
عقارب الساعة تشير إلى منتصف الليل .



Ø
فقال
إبراهيم : " يجب أن اخرج الآن لا حاول الحجز على أول طائرة " .



Ø
قهقه جون
وقال : " لقد رتبنا كل شئ . فهناك حجز باسمك على طائرة الساعة الثانية بعد الظهر
غدا " .



Ø
وأضاف : "
لا تنس أن تكون بعد شهر عندي هنا في باريس " .



Ø
قال إبراهيم
: " سأحاول جهدي " .



Ø
رد جون : "
لا يوجد شئ في عملنا اسمه " سأحاول " . هناك " موافق " . يجب أن تتعلم ذلك .



Ø
قال إبراهيم
: " حتى أتمكن من الحصول على إجازة من العمل ، سأحاول أن أحصل على إجازة مرضية رد
جون : إجازة مرضية إجازة غير مرضية ، هذا شغلك . المهم أن تكون عندي هنا.



Ø
قال إبراهيم
: " موافق " .



Ø
فرد جون : "
بدأت تفهم العمل " .



Ø
نهض إبراهيم
وحمل المبالغ المادية والأوراق والأدوات والأسئلة



Ø
ثم قال : "
هل ستوصلني إلى الفندق ؟ "



Ø
قال جون : "
كلا . ومنذ الآن لن يشاهدنا أحد معاً . يجب أن تنزل وحدك وتتبع الإجراءات الأمنية
التي دربتك عليها، وإلا فما فائدة هذه الجلسة الطويلة ؟ هل تعتقد أنني أردت تسليتك
؟ ! "



فحمل إبراهيم
حقيبته وتوجه نحو الباب وإذا بجون يقول له : " قف مكانك " . فتوقف والتفت إلى
الوراء فتقدم جون نحو الباب ثم أصغى السمع لعل هناك أحد كان يصعد الدرج . ثم نظر في
" العين السحرية " .



وعندما تأكد
من عدم وجود أي شخص فتح الباب بهدوء



Ø
وقال : "
الآن باستطاعتك أن تخرج " .



خرج إبراهيم
من الشقة إلى الشارع وسار مسافة على قدميه، وأخذ يتذكر توصية جون بألا يصعد أبدا في
سيارة أجرة واقفة فقد تكون في انتظاره ويقودها رجال المخابرات، وبأن لا يوقف تكسى
يقترب منه، بل يفوت عدة سيارات قبل أن يوقف إحداهما . وقال ببعض الإجراءات دون أن
يكملها فتذكر كلام أبو محمد الذي كانت عباراته طوال الجلسة ترن في أذنيه : "ويجب أن
تنفذ كل ما يطلبونه منك، كما يجب أن تنفذ كلامي حرفياً " . ولكنه كان يحس نفسه
منهكاً فانطلق إلى الفندق وهو يشعر بصداع مؤلم كان رأسه أصبح في حجم برج ايفيل .




خلفيات الصراع



في اليوم
التالي كان إبراهيم يجلس في مقعده في الطائرة الفرنسية عائداً إلى تونس حيث أبو
محمد . وراح يستعيد شريط الرحلة ، بدءاً بلقائه مع سوزان في " فندق هيلتون " وصولاً
إلى سفره إلى باريس ولقائه مع ضابط " الموساد " جون ، وكانت الأحداث تمر بسرعة
فائقة، حتى أنه لم يجد الوقت الكافي لاستيعاب ما يجرى . فقد كان في حالة هجوم
واندفاع، ووضع نصب عينيه النجاح . وأحس بالسعادة والفرح لاعتقاده أنه نجح في المهمة
التي كلفه بها أبو محمد، وتذكر في الوقت نفسه الدوامة التي دخلها . وشعر أنه كبر
عشرين عاماً . وهذه الأيام التي قضاها في باريس بدت وكأنها سنوات . وتذكر صور
عائلته فعلت وجهه مسحة من الحزن والألم . فإذا عرفت الموساد أنه يكذب عليها فهل
تنفذ تهديداتها ؟ وتذكر أخاه الذي استشهد في 1982 فامتلأ قلبه بالحماس والاندفاع،
فقد منحه استشهاد أخيه دفعاً معنوياً رأى معه تهديدات جون فارغة وتافهة ولا تستحق
حتى أن يلتفت إليها .




قرر أن يواصل العمل، وهو لم يكن جديداً على العمل النضالي . فقد قاتل في بيوت ضد
الإسرائيليين وعمل في عدة مواقع في منظمة التحرير . والتغير البطيء الذي طرأ أنه
انتقل الآن إلى الخطوط الخلفية للعدو ، فقد أصبح وجهاً لوجه مع " الموساد " ودخل
كواليس الصراع الخفي، وعليه أن يتأقلم مع الواقع الجديد .



تنبه إلى صوت
المضيفة وهى تطلب ربط الأحزمة . ولم يشعر بالرحلة إطلاقا، فقد كان يعيش في عالم آخر
. وكانت عشرات الأسئلة تتلاطم في ذهنه كأمواج البحر فتتكسر وتعود لتزمجر من جديد .
وبدأ وكأن معركة كاملة يدور رحاها بين جهازي الموساد والمخابرات الفلسطينية، لكن
ساحتها كانت بالنسبة إليه في رأسه وعقله وجسمه ومشاعره . فهل سيتحمل هذا الصراع
الرهيب ؟ .



راح أبو محمد
يتفحص ورقة الأسئلة والحقيبة والمبلغ المالي، ثم استمع إلى الرزالية كاملة بالتفصيل
منذ سفره حتى عودته، وبعد أن انتهى من الحديث



Ø
قال إبراهيم
: " هل تعتقد أنني نجحت ؟



Ø
رد أبو محمد
: الآن لا أستطيع الحكم، ويجب أن تكتب لي كل رحلتك بأدق التفاصيل حتى ملابس جون
والشقة ونوع السيارات التي استخدموها وأرقامها، ويجب عليك أن تتذكر كل شئ .



Ø
ثم صمت
قليلاً وتابع : لقد قلت لك أنه يجب أن تنفذ تعليماتهم بدقة كما يجب أن تنفذ
تعليماتي . أليس كذلك ؟ ودهش إبراهيم من هذه اللهجة فقال : لقد فعلت كل ما طلبته
منى . فنظر إليه أبو محمد بعينين كالصقر . ثم قال : ليلة اجتماعك معه في الشقة
لماذا لم تتبع كل كلامه ؟ لقد خرجت إلى الفندق مباشرة ، فصعق الشاب من هذا الحديث
وقال : كيف عرفت ذلك ؟



Ø
فرد عليه
أبو محمد : يجب أن تفهم أنهم كانوا يراقبونك كما راقبتك أنا . وكانت التقارير تصلني
يومياً إلى هنا ، وكان يجب أن لا أقول لك هذا الكلام ، لكنني فعلت ذلك حتى لا تقع
مرة أخرى في خطأ أكبر في مرات لاحقة .





مراحل سريعة



كان تقييم هذه
المرحلة في المخابرات الفلسطينية غير واضح، وكانت المسألة تحمل عدة تفسيرات ، فــ
الموساد أسرعت كثيراً في تجنيد الشاب، وهذا يعود إما إلى نهاية تحضر عملية خطيرة
وهى بحاجة ماسة إلى معلومات من نوعية خاصة لا يمنكن أن يوفرها إلا إبراهيم،
وبالتالي تكون قد بلغت الطعم أو أنها فهمت اللعبة وكشفته وبالتالي فان كل ما يحمله
إبراهيم من مهمات وهم وتضليل .



إلا أن
الاحتمال الأخير لم يكن له ما يؤكده، خصوصاً أن جون كان يحرق المراحل . فما حصل
عليه إبراهيم في رحلته كان من المفروض أن يحصل عليه بعد ما لا يقل عن شهرين من
بداية تجنيده . إضافة إلى نوعية الاحتياجات التي طلبتها الموساد منه، إذ أرسلت معه
أسئلة اختباريه كانت الأجوبة عنها معروفة مسبقاً لدى الموساد ودست بين هذه
الأسئلة الاحتياجات الحقيقية .




وكانت أهم الأسئلة تدور حول مصادر تمويل جبهة التحرير الفلسطينية ، وحجم الأموال
التي تحصل عليها ، وهل هناك علاقات بين الجبهة والحكومة التونسية ؟ وهل هناك عمليات
إرهابية محتملة ضد إسرائيل ؟ وفى الوقت نفسه طلبت الموساد تزويدها بكل ما يحصل عليه
إبراهيم من معلومات إضافية .



فضلاً عمن هو
ضابط الاتصال بين الجبهة والحكومة العراقية . وهل كان رئيس منظمة التحرير ياسر
عرفات على علم مسبق بعملية " أكيلي لاورو " إضافة إلى أسئلة اختباريه عديدة . لكن
أهم ما ورد وجعل الموساد تسرع إلى هذه الدرجة في تجنيده هو أين يقع مكان إقامة أبو
العباس بشكل محدد ودقيق، وما الحراسات القائمة حول وعدد الرجال ونوع الأسلحة، وهل
يلبسون سترات واقية من الرصاص إلى جانب تنقلاته ومواعيد سفره، ومكتبه وعدد الغرف
فيه والأشخاص الذين يترددون على هذا المكتب يومياً .



وعدد الأشخاص
الذين يبقون في المكتب ليلاً والمكان المحدد الذي ينام فيه الحراس. وكان واضحاً أن
المخابرات الإسرائيلية تخطط لاغتيال هذا الرجل أما عن طريق عملية كوماندوس داخل
مكتبه أو منزله ، أو بواسطة اختطاف طائرة قد يكون مسافراً فيها . وفي الوقت نفسه
أعلن وزير خارجية أمريكا جورج شولتز عن جائزة مالية قدرها 250000 مايتان وخمسون ألف
دولار لمن يساعد الحكومة الأمريكية في القبض على أبو العباس لتقديمه إلى المحاكمة
في محكمة أمريكية وبدأ التنافس شديداً بين المخابرات المركزية والإسرائيلية للوصول
إلى الرجل . واستغلت إسرائيل هذه الحملة لتدبير اغتياله هو وغيره من المسؤولين
الفلسطينيين .




وخلال كانون الأول1985 سافر أبو محمد إلى إحدى دول أوروبا الشرقية للقاء عدد من
المسؤولين السوريين في إطار الحوار بين منظمة التحرير الفلسطينية ودمشق إلا أن هذه
الحوارات تعثرت وفشلت سياسياً . مع ذلك تواصلت الحوارات والاتصالات على مستوى
الأجهزة ليقتصر التنسيق على بعض الجوانب الأمنية . وبعد عودة أبو محمد ، استعد
إبراهيم للسفر حاملاً معه الأجوبة والمعلومات التي زوده بها الأول وبينما أرسل قسم
من هذه الأجوبة بوسائل الاتصال المتفق عليها، بتوجيه من نائب أبو محمد في هذه
العملية الضابط حسين الذي زوده بتعليمات جديدة للرحلة . وكان أبو محمد قد أبلغ أبو
العباس بفحوى المعلومات دون أن يعلم الأخير مصدر هذه المعلومات بطبيعة الحال .




وفى 25 كانون الأول سافر إبراهيم إلى باريس، وفور وصوله اتصل هاتفياً بجون وترك له
خبراً . وفي اليوم التالي اتصل جون وحدد لإبراهيم موعداً تمام الساعة السابعة من
مساء اليوم التالي . وفى هذا الموعد الذي صادف 27 كانون الأول 1986 كان إبراهيم
يطرق باب الشقة بعد قام بالإجراءات الأمنية المطلوبة . وبعد ثوان فتح الباب وأطل
جون باسماً.



Ø
وقال همساً
: تفضل ادخل .



ودخل الشاب
وأغلق الباب خلفه ثم صافح ضابط الموساد وتوجها إلى قاعة الجلوس . وبعد السؤال عن
الصحة والأحوال، بدأ جون يسأل إبراهيم عن رحلته وهل ضايقه أحد في المطار ؟ وهل أتم
العمل بشكل جيد ، وهل شك أحد بعلاقته مع الموساد وكانت الإجابات نفياً . وبدأ جون
كئيباً، فسأله إبراهيم عن السبب فقال : ألم تسمع الأخبار ؟ رد : كلا ، ماذا حصل ؟
قال لقد قامت مجموعة إرهابية اليوم بإطلاق النار على المسافرين في مطار فيينا وروما
وقتل عدد كبير من المدنيين .



ذهل الشاب
لهذا الخبر المفاجئ وقال : لم أسمع الأخبار . من الذي نفذ العملية، من الذي نفذ
العملية



Ø
فرد جون :
مهمتك أن تعرف الجهة التي تقف وراء العملية ، وهو أمر مهم للغاية ، وأية تفاصيل
تحصل عليها ومهما كانت بسيطة ، أبلغني بها.






ثم استعرضا
المعلومات التي أحضرها معه، واتفقا على اللقاء في الثامنة من مساء اليوم التالي .



وقد كانت
عملية مطار فيينا وروما بداية المرحلة الجديدة من العنف التي أعقبت الغارة
الإسرائيلية على حمام الشط في تونس، وما تبعها في تشرين الأول من تصعيد . وقد بدأت
تصورات أبو محمد عن أن المرحلة تحققت وأثبتت الأحداث فهم ما بعد وضوح رؤيته
السياسية والأمنية . على أن هذه العملية أسفرت عن مقتل 14 شخصاً واصابة 68 بجراح في
مطار ميتشينو بالإضافة إلى مقتل 3 أشخاص واصابة 47بجراح في مطار شفتات في فيينا .
واستنكرت منظمة التحرير العملية في حين أعلن أبو نضال مسئوليته عنها من خلال اتصال
هاتفي أجراه مجهول ينتمي إلى جماعة أبو نضال ( فتح المجلس الثوري ) في ملقا
( جنوب أسباني ) . وفي الوقت نفسه قام عملاء الموساد في قبرص بمحاولة اغتيال سمير
أبو غزالة ممثل منظمة التحرير في قبرص عندما حاول هؤلاء العملاء تفخيخ سيارته . وقد
اكتشف أمر المجموعة أثناء قيامها بالعملية فأطلقن النار عليه ولاذت بالفرار .




سأل ضابط الموساد إبراهيم :



Ø
هل التقيت
أبو العباس خلال الفترة الماضية ؟



Ø
قال إبراهيم
: كلا ولم أشاهده منذ عملية " أكيلي لاورو " إذ بت أرافق شخصيات أخرى بين الحين
والآخر، ومعظم عملي أصبح في المكتب .



Ø
علق جون :
هذا جيد ، ويعطيك حرية حركة أكثر، ولكنه لا يعفيك من المسؤولية .




Ø
دهش الفتى
من هذه اللهجة المفاجئة وقال : ماذا تقصد ؟



Ø
قال جون :
إننا ندفع لك مبالغ كبيرة وتوجد رسالة خاصة بك من تل أبيب . ثم أضاف : هل تعرف
أحداً في معسكر تبسة في الجزائر ؟



Ø
صمت إبراهيم
قليلاً وقال : نعم ، أعرف بعض الأصدقاء من المقاتلين .



Ø
وقال جون :
جيد .


Ø
رد إبراهيم
لم أفهم .


Ø
قال جون :
نريدك أن تسافر إلى تبسة

التخطيط لغارة تبسة


وبدت علامات
الدهشة على إبراهيم وتسائل :



Ø
لماذا
تريدني أن أسافر إلى تبسة ؟ ! فابتسم جون بخبث وقال :



Ø
وهل تعتقد
أنها رحلة سياحية ؟ يوجد لدينا عمل كثير ونريد معلومات هامة من المعسكر .



Ø
فاعترض
إبراهيم وقال : لا يمكنني السفر .



Ø
قال جون :
لماذا ؟



Ø
رد إبراهيم
: بسبب الإجازات .



Ø
ماذا سأقول
للمسؤولين هذه المرة ؟



Ø
جون : قل
لهم أن والدك قد توفى .



Ø
قال إبراهيم
: وهل والدي في تبسة ؟ !



Ø
رد جون :
استغل الظروف المناسبة وعندما تستطيع الحصول على إجازة مرضية أو عادية سافر فوراً
بحجة زيارة صديقك في تبسة قاطعه إبراهيم وما هو المطلوب منى ؟



Ø
قال جون
المطلوب كثير وسأعطيك ورقة أسئلة وسنتناقش فيها في ما بعد وقبل ذلك هناك أمر مهم
أيضاً .



Ø
لقد وردت
إلينا معلومات عن أبو العباس سيسافر إلى الجزائر .



Ø
إبراهيم :
أرجوك. دعني من هذا الرجل .



Ø
جون : ماذا
تقول ؟



Ø
إبراهيم :
أنا لم أشاهدهم منذ عملية " أكيلي لاورو " . كما أن الرجل يتخذ احتياطات أمنية غير
عادية ومن المستحيل معرفة مواعيد رحلاته .



Ø
جون (
ضاحكاً بخبث ) : أنت الوحيد الذي لا يوجد أمامه مستحيل .



Ø
إبراهيم :
ماذا تقصد ؟



Ø
جون : أنت
مرافق ، وتعرف جميع مرافقي القيادات ، وقادر على أن تتصل هاتفياً بأحد أصدقائك
وتسأله .



Ø
إبراهيم :
وهل تعتقد أنني على هذه الدرجة من الغباء ؟ أو أن أي مرافق مهما كانت علاقته بي
سيسر إلى بأمر كهذا ؟ أنت تجهل أمن منظمة التحرير .



Ø
جون : هل
أنت معنا أم معهم ؟



Ø
إبراهيم :
أنا مع الواقع وأصول الشغل . ولا أريد أن أكذب عليك !






وبدت علامات
الارتياح على وجه جون وقال :



Ø
فهمتك يا
نمس ! كل شئ بثمنه . وإذا استطعت أن تحدد رقم رحلة أبو العباس فلك مكافأة مالية
كبيرة من الموساد وهذا الكلام ليس من عندي بل من تل أبيب وهذه رسالة تل أبيب إليك
.



Ø
إبراهيم :
شولتز يعرض 250 ألف دولار . فكم تعرض تل أبيب ؟



Ø
جون : لا
تصدق كلام شولتز . هل تعرف شروط الجائزة الأمريكية ؟ ! فلن تنال دولاراً واحد قبل
أن يقبض على أبو العباس ويحاكم أمام محكمة أمريكية ثم يقرر بعد ذلك . وأنا أعرف
الأمريكان انهم لا يصدقون .ويقتلونك بعد القبض على أبو العباس، أو يبلغون عنك أي
جهاز مخابرات، وفى أحسن الأحوال سيعطونك دولارات مزيفة ليكون مجرد حملها جريمة
يعاقب عليها القانون . وبالنسبة إلينا، فلو استطعت تحديد رقم الرحلة، ولا علاقة لك
بالأمر، سواء قبضنا عليه أم أسقطنا طائرته فنحن أحرار نفعل ما نريد، ولكن عندما
تسلمني رقم الرحلة تقبض المبلغ فوراً . وهذا المبلغ لا علاقة له برواتبك ونفقاتك .



Ø
إبراهيم :
أية رواتب ؟



Ø
جون : لقد
حددت لك تل أبيب راتباً شهرياً قدره 1000 دولار . وهذا لا تعطيه تل أبيب إلا لرجال
على مستوى عال .



Ø
وابتسم
إبراهيم وقال : أشكر تل أبيب على هذه الثقة .



Ø
فأضاف جون :
أريد منك بعض التفصيلات حول أبو العباس، وهى : هل يستعمل ماكياج ؟ وهل يتنكر أثناء
سفره ؟ هل يستعمل أقنعة أو غير ذلك ؟ أنت مقصر من هذه الناحية وتريد تل أبيب بشكل
عاجل تفصيلات من هذا النوع .




ويتحدث أبو العباس حول هذه النقطة ويقول انه خلال الحملة التي شنتها المخابرات
المركزية و الموساد ضده وما تبعها من إيداع مذكرة توقيف بحقه لدى الانتربول، سافر
في إحدى المرات إلى باريس وبقى خمس ساعات في قاعة الترانزيت في مطار أورلي ومعه
مرافقه الخاص أبو على كاظم، علماً بأن الأخير مطلوب أيضاً وهو يشتبه أبو العباس إلى
حد بعيد . ومن لا يعرف أبو العباس شخصياً ويرى أبو كاظم، يعتقد أنه هو ولعل اختياره
هذا المرافق الخاص الذي لا يفارقه كظله، يعود إلى هذا الاعتبار. وبقى الرجلان في
مطار أورلي دون أن ينتبه إليهما أحد، على الرغم من أن صور أبو العباس كانت تنشر
يومياً في الصحف وتعرضها التلفزيونات الأمريكية الغربية، مما يؤكد أن الإجراءات
الأمنية لا يمكن أن تكون مثالية، والعنصر الأساسي والمعلومات .




ثم تحدث إبراهيم قائلاً : أنا لا أستطيع السفر كل شهر إلى باريس . فهذا سيكون موضوع
شك من جانب رؤسائي وزملائي .



Ø
جون : أنا
معجب بحرصك وحذرك . وهو دليل على نجاحك ولا داعي لأن تسافر باستمرار إلى باريس ففي
استطاعتك السفر إلى أي بلد أوروبي . إلى قبرص مثلاً فأنت تتردد عليها كثيراً وكل
سفره إلى قبرص، تتصل بي وأنا أتيك خلال ساعات . لكن بعد زيارتك إلى تبسة يجب أن
أراك في قبرص، والمهم أن أراك وهذا ضروري، ويجب أن تسافر إلى تبسة بالسرعة الممكنة
هذه ليست تعليماتي . إنها من تل أبيب . وهى تلح عليك في الموضوع . وستأخذ مكافأة
خاصة بعد تبسة كما سأعطيك الآن أي مبلغ تريده كنفقات الإقامة وراتبك الشهري وتذاكر
السفر .



Ø
وواصل جون
حديثه قائلاً : أبو نضال عاد بقوة، وعملية الأمس قام بها أبو نضال .



Ø
إبراهيم :
ولكنكم تتهمون منظمة التحرير الفلسطينية ؟



Ø
جون (
متضايقاً من هذا السؤال ) : هذا ليس من شأنك أو شأني . فنحن لا علاقة لنا بسياسة تل
أبيب . انهم يعلنون ويتهمون كما يريدون ، والمهم عملنا نحن . يجب أن نركز على أبو
نضال ، وهى مهمة جديدة لك . أبحث عن أية معلومات حوله . لقد بدأت مرحلة العمل الجدي
ونحن بحاجة ماسة إليك في هذه المرحلة .






ثم أعطى جون
إبراهيم عدة أوراق للأسئلة ، منها قسم خاص بتبسة إضافة إلى أسئلة أخرى تتعلق بجبهة
التحرير الفلسطينية وأبو العباس وأبو نضال . كذلك أعطاه المبالغ المالية بالدولار،
ثم قدم له ايصالاً وطلب منه أن يوقع عليه بأنه استلم مبلغ ( كذا ) من المخابرات
الإسرائيلية . فوقع الاتصال ثم نهض بعد أن حمل أغراضه وخرج ليسافر في صباح اليوم
التالي عائداًُ إلى أبو محمد .




وزير الداخلية النمساوي



عاد الشاب
ليجد أبو محمد وقد سافر إلى فيينا حيث التقى مع وزير الداخلية النمساوي، في إطار
التنسيق الأمني بين المخابرات الفلسطينية والنمساوية . وقد جاءت زيارة أبو محمد
بسبب عملية أبو نضال واشرح توجهات منظمة التحرير نحو إدانة الإرهاب ومكافحته تنفيذ
ل " إعلان القاهرة " الذي قطع فيه عرفات الطريق على إسرائيل، عندما أعلن في 7 تشرين
الثاني 1985 عن وقف العمليات الخارجية وأكد تمسكه بالمؤتمر الدولي للسلام وشجب
المنظمة وادانتها جميع عمليات الإرهاب، سواء التي تتورط فيها الدول أو التي يرتكبها
الأفراد أو الجماعات ضد الأبرياء والعزل في أي مكان وأكد القرار الصادر عام 1974
بإدانة جميع العمليات الخارجية وكل أشكال الإرهاب وشدد على التزام جميع الفصائل
والمؤسسات الفلسطينية بهذا الإجراء . وأضاف أن المنظمة ستتخذ كافة التدابير الرادعة
بحق المحالفين . كان هذا البيان التاريخي محوراً للقاء أبو محمد مع وزير الداخلية
النمساوي في كانون الثاني 1986 حين بدأ الوزير منفعلاً نتيجة عملية مطار فيينا،
وقال سنقطع دابر الإرهاب، وقد اتخذنا إجراءات أمنية مشددة في المطارات والنقاط
الحدودية وداخل النمسا " وأبدى أبو محمد دهشته لهذه اللهجة الغريبة وقال الإجراءات
الأمنية ليست الحل الأمثل للإرهاب، فمعالجة القضية لا تتم من خلال تكثيف الإجراءات
الأمنية ومطاردة الإرهابيين، وقد أثبتت الأحداث فشل هذه النظرية . والحل هو البحث
عن الجذور والأسباب ... الخ .




ولم تستطع عملية مطار فيينا أن تهدم جذور الثقة بين المنظمة والحكومة النمساوية،
وتطورت العلاقات السياسية والأمنية بينهما بشكل سليم. وعلى أثر هذه الزيارة انتقل
أبو محمد إلى عدن بعد أن وقعت الأحداث الدامية هناك محاولاً احتواء الخلافات لكن
الأزمة كانت أكبر من التوقعات. وخلال هذه الفترة كان الضابط حسين يتولى التنسيق مع
إبراهيم . لكن القرار النهائي كان ينتظر أبو محمد الذي ما إن عاد من جولته حتى وجد
الشاب في انتظار التعليمات. وبعد أن اطلع على الأسئلة الخطيرة أدرك فوراً أن أجهزة
الموساد بدأت مرحلة جديدة من العمل مع إبراهيم . فقد تجاوزت مرحلة الشك، لكن
الأسئلة الاختبارية تبقى واردة طوال خدمة العميل لأن الثقة مسألة نسبية حسب رأى أبو
محمد، ولا توجد في عمل المخابرات ثقة مطلقة فــ الموساد تخضع ضباطها سنوياً
لاختبارات كشف الكذب ويبقى الضابط تحت الاختبار طوال فترة عمله، لأنه معرض للسقوط
في أي لحظة . أما المخابرات الفلسطينية فإنها تتبع نظاماً مختلفاً . وإذا كان هذا
النظام من حيث المبدأ مشابهاً إلا أن الوسائل الاختبارية تختلف . فــ الموساد تنتمي
إلى المدرسة الأمريكية مع شخصية مستقلة، فيما المخابرات الفلسطينية تنتمي إلى
المدرسة الشرقية مع شخصية هي الأخرى مستقلة . وتتميز المخابرات الفلسطينية بأن
النظريات المتبعة في العالم لا تنطبق في كثير من الأحيان على عمل هذه المخابرات
لأنها تشكل مدرسة مستقلة ومتميزة عن المدارس الأخرى كونها تعمل على أرض ليست أرضها
ويتوزع " المركز " بين دول عديدة . وهى في النهاية مخابرات حركة تحرر وان كانت
تمارس مهام الدولة منذ قيامها بشكل عملي .




وقد فشلت المخابرات الإسرائيلية والغربية في لبنان، لأنها طبقت النظريات على واقع
مختلفاً تماماً عن تل أبيب أو واشنطن أو المخابرات الفلسطينية لمكافحة الإرهاب،
بسبب نقص في الخبرة بالواقع اللبناني الذي امتد إلى دول عديدة في العالم . وكانت
أسئلة الموساد هذه المرة تشمل قائمة بأسماء كوادر من جبهة التحرير الفلسطينية وتطلب
أية معلومات تفصيلية حول واحد منهم، ومعلومات شخصية وأرقام هواتف وعناوين وحقيقة
المهمات وهم : أبو العلاء ، أبو أحمد حلب ، زياد العمر ( مع تركيز خاص على زياد )
أبو على كاظم ، أبو العمرين ، حسين العايد ، على اسحق ، الرائد فهد ، أبو مازن وأبو
رباح . فضلاً عن سؤال مكرر هو ما إذا كان عرفات على علم مسبق بعملية " أكيلي لاورو
" وإذا كانت هناك عمليات محتملة ضد إسرائيل . إضافة إلى أسئلة حول علاقة ليبيا
بالإرهاب وأبو نضال وعلاقة سورية بأبو نضال والتسهيلات التي تزعم الموساد أن
السفارات الليبية والسورية تقدمها إلى أبو نضال وأية تفصيلات حول هذا الأخير وعبد
الرحمن عيسى، وعاطف أبو بكر . وما علاقة أبو العباس بالحكومة العراقية ؟ وأين توجد
معسكرات أبو العباس في العراق والجزائر ؟ ومنذ كانون الثاني كانت الموساد قد بدأت
في إثارة الولايات المتحدة الأمريكية ضد ليبيا لتنفذ الغارة بعد هذا التاريخ بشهور
. وكانت الأسئلة كثيرة وخطيرة، فاتخذ أبو محمد قراره بأن يسافر إبراهيم إلى تبسة

إلى تبسة


في أواخر كانون الثاني 1986 سافر إبراهيم سلمان إلى معسكر تبسة في الجزائر مزوداً
بتسهيلات غير مباشرة من أبو محمد، تحت غطاء زيارة عادية إلى أحد الأصدقاء حيث مكث
عدة أيام عاد بعدها ليلتقي أبو محمد الذي زوده مرة أخرى بتوجيهات وأجوبة عن الأسئلة
. منها أن عرفات لم يكن على علم بعملية " أكيلي لاورو " وأنه اتخذ إجراءات ضد جبهة
التحرير الفلسطينية كعقاب على تجاوزها، في حين كلفه ببحث عدد من النقاط لمعرفة
قضايا خصوصاً ما يتعلق بتبسة . كما زوده بالمعلومات اللازمة حول طريقة حصوله على
الأجوبة .




وسافر إبراهيم في منتصف شباط 1986 إلى لارنكا ومنها إلى نيقوسيا، حيث نزل في فندق "
كينيدي " وهناك اتصل بباريس، وترك خبراً لجون . وفي مساء اليوم نفسه اتصل به هذا
الأخير محدداً موعداً للقاء الساعة السابعة من اليوم التالي. وفى هذا الموعد كان
جون يطرق باب غرفة إبراهيم طرقات خفيفة بإصبعه ثم دخل لتبدأ جلسة جديدة من العمل،
استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل. سجل جون على أثرها الأجوبة، وخصوصاً حول تبسة وهى
أسئلة كانت طويلة ودقيقة. كم عدد مقاتلي المعسكر؟ من هم مسئولو المعسكر؟ وما نوعية
التدريبات التي يتلقاها المقاتلون في المعسكر، وهل هي كلاسيكية أم خاصة؟ وهل يوجد
في المعسكر تدريب على العمليات الإرهابية، مثل اختطاف الطائرات وتهريب المتفجرات في
المطارات واحتجاز الرهائن؟ وكيف يتحول المقاتلون من تبسة إلى لبنان وما هي الطرق
التي يسلكونها والوسائل التي يستخدمونها ؟ من هم الأشخاص الذين يسهلون في قبرص
عمليات إعادة المقاتلين إلى لبنان؟ ومن يرشحه المقاتلون لقيادة المنظمة بعد عرفات؟
وما أنواع الأسلحة وهل توجد حراسات جزائرية وكم عددها وتسليحها وكم ضابطاً
فلسطينياً في المعسكر وأسماء المسؤولين ورتبهم ؟ وهل قادة المعسكر شعبيون بالنسبة
إلى المقاتلين وهل يشتكى المقاتلون من شيء مثل سوء المعيشة أو نقص الراتب؟
وكان أبو محمد قد اتصل بشكل سرى مع مسؤول الاستخبارات العسكرية في المعسكر وطلب منه
معلومات محددة وزود الشاب بمعلومات إضافية مدروسة ، ومنها وجود سجين برتغالي عمل
مع الموساد في لبنان ويسجن الآن في المعسكر. وكانت المفاجأة عندما قدم جون إلى
الشارب خارطة عن الجزائر طالبا منه وضع إشارة " اكس " على المعسكر. ثم طلب تحديد
مقر قيادة المعسكر. زياد الأطرش، ومساكن الضباط والمقاتلين ومخازن الأسلحة والحراسة
الجزائرية. فارتبط إبراهيم من هذه الأسئلة الخطيرة وأدرك اللعبة على الفور، فقال :
لم أتمكن معرفة مخازن الأسلحة وأشار إلى النقاط الأخرى .



وفى اليوم
التالي عاد ضباط الموساد وطلب من إبراهيم رسم خريطة للمعسكر، كما طلب منه تحديد
مسافات المعسكر ، طولا وعرضا بالأمتار . وبعد قام بذلك ، قال ضابط الموساد:



Ø
الآن حدد
مواقع الصواريخ " سام " والمضادات للطائرات .



Ø
فقال
إبراهيم : لا أعرف مواقع الصواريخ ولا ما إذا كانت موجودة أم لا .




Ø
فرد جون :
ماذا تقول ؟ يجب أن تعرف فهذا أهم من كل الأسئلة الأخرى حول المعسكر .



Ø
فقال
إبراهيم على الفور : أنك لم تطلب منى ذلك .



Ø
فابتسم جون
بخبث وقال : هذه غلطتي، ولكن هل تعتقد أن المضادات للطائرات موجودة داخل المعسكر أم
خارجه ؟ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wagna.ahlamontada.net
رياض العربى
صاحب الموقع

صاحب الموقع
رياض العربى


العمل/الترفيه : مدرس
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 17/10/2009
عدد المساهمات : 13693

إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية   إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالجمعة 10 فبراير 2012 - 14:26



الفصل الرابع


الموساد
تتجسس على مندوب أمريكا



تضمنت تعليمات
أبو محمد إلى إبراهيم سلمان قبل سفره أنه إذا سأله ضابط الموساد جون معلومات إضافية
عن المعسكر، فعليه أن يكون متنبها.ً وقد رفض الشاب تحديد مواقع صواريخ سام
والمضادات للطائرات، بحجة عدم مشاهدتها ، أو الاطلاع على مواقعها في حال وجودها .




وفى اليوم الثالث عاد جون وطلب من إبراهيم رسم خارطة ثالثة عن المعسكر سائلاً إياه
تحديد أمور أخرى أكثر دقة . وبعد انتهاء جلسات العمل زوده بمبالغ مالية ومجموعة
عديدة من الأسئلة حول المرحلة المقبلة . وبعد عودة إبراهيم، بدأت الأمور تتضح، إذ
وردت على المخابرات الفلسطينية معلومات من عدة مصادر، بينهما عملاء مزدوجون . وفى
إطار تبادل المعلومات مع المخابرات الصديقة، تأكد أن إسرائيل تخطط ضربة عسكرية ضد
معسكر تبسة. إلا أن التحليل الذي وصل إليه أبو محمد في البداية، عندما أحضر الشاب
الأسئلة ، رجح إلى عدة احتمالات : الأول إما أن الموساد تعرف عن معسكر تبسة أكثر من
غيره وشاءت اختبار إبراهيم، أو أنها تنقصها بعد المعلومات عن تبسة . أما الاحتمال
الثالث فهو أن تكون إسرائيل بصدد ضرب هذا المعسكر بالذات. ومن المعلومات المتوفرة
خرج أبو محمد بقناعة مفادها أن إسرائيل تخطط فعلاً لقصف المعسكر، وخصوصاً بعد أن
استفسر أبو محمد طويلا عن أسلوب جون في الحديث، وأسئلة أخرى عديدة. وقد أرسل هذه
المعلومات إلى الجهات المختصة في منظمة التحرير الفلسطينية، وجرى توجيه قيادة
المعسكر لاعلان الاستنفار، وأبلغت المعلومات إلى وزارة الدفاع الجزائرية التي وضعت
قواتها في تأهب. وتم تسريب هذه الإجراءات إلى وكالات الأنباء بشكل معتمد. وأحبطت
العملية المتوقعة . وبعد فترة قليلة، اتصل المسؤول عن الاستخبارات في معسكر تبسة
بأبو محمد وأبلغه أن شخصاً ما يبحث بطريقة سرية عن السجين البنغالي . وعلى الفور
جمعت المعلومات حول هذا الشخص، ثم ألقى القبض عليه واعترف بعلاقته مع الموساد وأن
هذه الأخيرة كلفته البحث عن البنغالي، مما يعتقد أنه نتيجة المعلومات التي سر بها
أبو محمد إلى المخابرات الإسرائيلية بعدما توفرت لديه معطيات سابقة حول الموضوع
واراد التأكد منها .




إلا أن العملية الإسرائيلية لم تتوقف عند تبسة، بل تجاوزتها إلى القيادات
الفلسطينية، فحمل إبراهيم أسئلة جون هذه المرة وهو حول أمن القيادات الفلسطينية
وأبرزها ياسر عرفات وأبو أياد وأبو جهاد .




وبعد عودة إبراهيم بدأت أسئلة إضافية ترد باستمرار، في حين كان هو يرسل الأجوبة
بوسائل الاتصال المتفق عليها. وكانت المؤشرات والمعلومات تدل على نوايا إسرائيل
استغلال الحملة الأمريكية على منظمة التحرير لتنفيذ عدة عمليات، منها الغارة على
تبسة. وكان التخطيط الإسرائيلي يقتضي إعادة سيناريو عملية فردان في بيروت. ولكن
الاحتياطات الفلسطينية جعلت التنفيذ صعباً، وبدأ منذ ذلك التاريخ سباق بين مخططات
الموساد والإجراءات الفلسطينية المضادة لحماية بعض القادة. فقد تم تزويد المخابرات
الإسرائيلية بمعلومات تمويهية على هذا الصعيد. وكان أبو عمار وأبو أياد في جو
الإجراءات الأمنية، في حين كان أبو جهاد العقبة الوحيدة، إذ كان يرفض تكثيف
الحراسات والتمويه على تحركاته، لأنه كان غير مقتنع بهذه المظاهر .




وخلال شهري آذار ونيسان اتخذت الأجهزة الفلسطينية إجراءات احترازية . وقد ترجمت هذه
الإجراءات عملياً . وأسهم إبراهيم في هذه المسألة بإرسال معلومات زوده بها أبو محمد
للتمويه على تحركات بعض القادة الفلسطينيين . فيما بعد عندما تبينت الموساد عدم
صحة معلوماته أنه ينقل ما يسمعه من المرافقين ومعارفه . وأن الذنب ليس ذنبه . وقد
أحبطت عملية فردان الجديدة وبدأ للموساد أن من المستحيل تنفيذها في ظل معلومات
إبراهيم وفي نيسان 1988 وصلت لأبو جهاد واغتالته في منزله، بعد أن توصلت إلى قناعة
نتيجة لتجربتها الأولى مع إبراهيم بأنه يستحيل تحقيق أكثر من هدف دفعة واحدة . وعلى
الرغم مما أحاط اغتيال أبو جهاد من ملابسات، فالمعلومات الفلسطينية أشارت إلى أن
الموساد تخطط عمليات أخرى وكان أبو جهاد الحلقة الأضعف في القيادات الفلسطينية
والحراسات، بسبب قناعاته المشار إليها .



وفى الوقت
نفسه وردت مجموعة هامة من الأسئلة حول أبو محمد تقول : أنه طالما يسافر كثيراً إلى
أوروبا الشرقية فأين مكاتبه السرية في هذه البلدان ؟ وأين يقيم ؟ وأين مكاتبه
العلنية ؟ وكم عدد العاملين فيها ؟ وطلبت تفاصيل أخرى . إذ لم يكن أبو محمد مجهولاً
لدى الموساد بل هو معروف في دوائرها منذ 1986 ، وقد نفذ عمليات ناجحة ، وبحثت عنه
الموساد لكنه بقى بالنسبة إليها مجهول


الغارة على
ليبيا



في تلك الفترة
بدأت الأسئلة تتكاثر عن سورية وليبيا وأبو نضال ، وحول دعم ليبيا للعمليات
الإرهابية .



وكان إبراهيم
يرسل الأجوبة : لا علاقة لليبيا وسورية بالإرهاب لتثير الولايات المتحدة ضد هاتين
الدولتين . فالاستخبارات الإسرائيلية ترتبط بعلاقات تعاون وتنسيق أمنى مع المخابرات
المركزية
( سى. آى . إيه ) بمعلومات مغلوطة حول علاقة المنظمة بالعمليات الإرهابية وهو أسلوب
اتبعته الموساد سابقاً مع بعض المخابرات الأوروبية . ومن خلال هذا التعاون تقدم
معلومات تضليلية، الغرض منها إثارة الولايات المتحدة ضد العرب، والحصول على أكبر
كمية من المساعدات والأسلحة ونسف أي تقارب عربي – أمريكي أو فلسطيني – أمريكي . فقد
بحثت الموساد في فترة سابقة عن عدد الخبراء السوفييت في بعض بلدان المنطقة . وهي
ليست احتياجات إسرائيلية بقدر ما هي احتياجات أمريكية، كما أنها تزود المخابرات
الألمانية الغربية إذ بذلت جهدها من أجل منع أي تقارب بين بون ومنظمة التحرير،
ولجأت إلى أسوأ الحيل، نشرت معلومات مضللة حول تعاون المخابرات الإسرائيلية
والألمانية في اغتيال بعض القيادات الفلسطينية، كما في قضية أريكا تشامبرز ( سيلفيا
رافائيل ) المتهمة بالاشتراك في اغتيال أبو حسن سلامة ، قائد " القوة 17 " في بيروت
عام 1979 .




وقد سعت الموساد إلى مد جسور مع الاستخبارات الألمانية . ورغم الشك الذي سيطر على
الاتصالات الأولى التي أجريت بين الطرفين ، فقد استطاعت تخطى مرحلة الحذر وبناء
روابط قوية أدت فيما بعد إلى إجراء مفاوضات سرية مع الحكومة الألمانية من أجل تزويد
الجيش الإسرائيلي ببعض المعدات والأسلحة المتطورة . غير أن همزة الوصل بدأت تتعمق ،
بعد أن قامت الموساد بتزويد المخابرات الألمانية المسؤولة مقابل هذا التعاون حق
استجواب العرب الذين تعتقلهم السلطات الألمانية . والواقع أن الموساد مارست هذا
الحق منذ 1973 رغم مخالفته القوانين المحلية . على أن العلاقات بين الموساد
والمخابرات المركزية الأمريكية هي الأقوى، فقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق
مناحيم بيغن في أول زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة في تموز1977، إبراز فضل
المخابرات الإسرائيلية على المعلومات التي تملكها دوائر وزارة الدفاع الأمريكية في
ما يتعلق بالأسلحة السوفيتية، بغية التأثير على سياسة الرئيس السابق جيمي كارتر
حيال الشرق الأوسط، إذ قدم بيغن إلى كارتر لدى وصوله إلى البيت الأبيض ملفاً مليئاً
بالأوراق والوثائق طلب منه الاطلاع عليه بالتفصيل . وضم الملف لائحة بالمعدات
العسكرية التي استولت عليها إسرائيل منذ العدوان على سيناء عام 1956 وقدمتها إلى
الخبراء العسكريين الأمريكيين من أجل فحصها ودراسة نقاط ضعفها .




والحقيقة أن التعاون الإسرائيلي – الأمريكي في مجال التجسس يعود إلى الخمسينات .
فقد كان المقر التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية يضم قسماً على درجة عالة من
السرية ، وكانت مهمة هذا القسم تنسيق العمليات المشتركة مع الموساد وكان على رأسه
حينئذ جيمس أنغلتون الذي كان معروفاً بعدائه الشديد للسعودية والسوفييت . ومن أجل
كسبه إلى جانبها بدأت الموساد تتحين الفرص لإسداء خدمة تساعده على دعم مركزه داخل
الاستخبارات حتى كانون 1956 حين نجحت المخابرات الإسرائيلية بفعل وجود عدد من
اليهود الروس داخل أجهزة الحزب الشيوعي في موسكو، في تسريب بعض الخطاب السري الذي
ألقاه الزعيم السوفييتي السابق نيكيتا خروتشوف في ذلك الخطاب معارضته الشديدة
لسياسة سلفة ستالين، كما حذر من وجود تمرد شعبي في عدد من دول أوروبا الشرقية. كما
استطاع أنغلتون بمساعدة الموساد إنشاء جهاز مخابرات قوى وهو السافاك . واتسع
التعاون بين الموساد والمخابرات المركزية، إذ عمد الجهازان إلى دعم التمرد الكردي
في المناطق الشمالية المحاذية للحدود الإيرانية. وفي الفترة التي أعقبت سقوط
أنغلتون بسبب تورطه مع الموساد في الإعداد للانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس
الليندي ي تشيلى ، بدأت وكالة المخابرات المركزية منذ 1975 عهداً جديداً في ظل
رئيسها في تلك الفترة جورج بوش، فقامت بغية عرقلة الموافقة على طلبات الأسلحة التي
تقدمت بها إسرائيل بتصوير الوضع أمام المسؤولين الأمريكيين على أن إسرائيل متفوقة
عسكرياً على العرب . وعمدت إلى نشر بعض المعلومات المتعلقة بالقنبلة النووية
الإسرائيلية .






وكانت إسرائيل
تخفى بعض تحركاتها الإقليمية عن واشنطن، وتعمل سراً على التخلص من الأصوات المنادية
داخل الولايات المتحدة بإجراء حوار مع الفلسطينيين . وطلب رئيس الاستخبارات أسحق
هوفى من الحكومة الضوء الأخضر لمعاقبة هؤلاء المتشددين ضد المصالح الإسرائيلية.
وجاءت الموافقة الفورية من بيغن . وتم بعد ذلك التركيز على سفير الولايات المتحدة
في الأمم المتحدة أندرو يونج بسبب تصريحاته الإيجابية إزاء الفلسطينيين، التي أزعجت
الدوائر المسؤولة في تل أبيب. وابتداء من 1979 قامت الموساد بتسجيل بعض محادثات
يونج في نيويورك، عندما كان يجتمع من وقت إلى آخر بممثل منظمة التحرير زهدي الطرزي
وقد عمدت بعد تسجيلها الحديث الذي دار بين يونج وطرزي إلى تسريب مضمونه إلى مجلة
نيوزويك الأمريكية، الأمر الذي أحدث ضجة في الأوساط الأمريكية الرسمية وأدى إلى
استقالة يونج من منصبه. وخلال آذار وأوائل نيسان كانت المخابرات الإسرائيلية تبحث
عن علاقة ليبيا سورية بالعمليات الإرهابية. واستطاعت التضليل من خلال معلومات
مغلوطة عبر افتعالها حادث تفجير ملهى " لابيل " في برلين واتهام ليبيا وأبو نضال
بتدبيره على الرغم من أن كل التحقيقات أثبتت أن لا علاقة لليبيا بالعملية . وقد
أرسل أبو محمد عبر إبراهيم ووسائل أخرى، معلومات إلى الموساد تنفى علاقة ليبيا أو
سورية بالحادث . وأرسل إبراهيم ما مفاده أن " لابيل " يمتلكه شخص إيطالي، ووضع
قنبلة في الملهى الذي يرتاده الجنود الأمريكيون كما يرتاده الآخرون ، إنما وضعت
لأسباب عديدة . فقد يكون صاحب الملهى الإيطالي قام بالعملية للحصول على مبالغ من
التأمين، وقد يكون السبب تصفية حسابات بين عصابات المخدرات، وأنه لا أسباب سياسية
وراء الحادث. وكانت إشارة واضحة إلى أن الموساد هي التي افتعلت العملية، كي تنفذ
أمريكا تهديد ضد ليبيا .




الغارة الأمريكية



وكان لدى
إسرائيل ما يشير إلى أن الغارة الأمريكية على ليبيا باتت مؤكدة . وقبل الغارة بيوم
جرى اتصال هاتفي بين جون وإبراهيم فهم الشاب خلاله بالرموز أن هناك عملية ضد ليبيا
، وطلب منه جون أن يكون حذراً كما سأله عدم السفر خلال هذه الفترة . وكانت
التساؤلات المطروحة : هل تنفذ أمريكا الغارة ؟ ولكن المعلومات التي كانت في حوزة
الأجهزة الفلسطينية أشارت إلى أن الهجوم وشيك . وقبل الغارة بست ساعات فقط، أرسلت
هذه الأجهزة تنبيهاً إلى الجهات الليبية توقعت فيه أن الطائرات الأمريكية آتية.



وصبيحة 16
نيسان 1986 قامت الطائرات الأمريكية بقصف طرابلس وبنغازي مستهدفة مقر الرئيس الليبي
وبنغازي مستهدفة مقر الرئيس الليبي معمر القذافي عادت المنطقة إلى دوامة جديدة من
العنف الذي تثيره باستمرار المخبرات الإسرائيلية .




ومع مطلع أيار1986 وردت إلى إبراهيم أسئلة مختلفة تبحث عن نوع من التنسيق بين بعض
الجهات الفلسطينية وجهات أمريكية مماثلة. وتردد أن القنوات السياسية على هذا الصعيد
لم تنقطع منذ السبعينات عندما كان جورج بوش مديراً للمخابرات المركزية، وقد تمت
الاتصالات مع أبو حسن سلامة، قائد القوة 17 ، لكن الموساد نسفت هذه الاتصالات
واغتالته في كانون الثاني 1979 .




وخلال 1986 وإزاء تصاعد العنف ضد المصالح الأمريكية، ونجاح التنسيق الأمني بين بعض
الجهات الفلسطينية ومثيلاتها في فرنسا وأسبانيا بشكل خاص، وأوروبا بشكل عام، إذ
وصلت العلاقات إلى مستوى جيد، ظهرت بوادر حول تنسيق مماثل مع الولايات المتحدة .
وخلال الفترة ذاتها أجرت الشبكة التلفزيونية الأمريكية " ان. بي. سى " حديثاً مع
أبو العباس هدد فيه المصالح الأمريكية داخل الولايات المتحدة وأن من الظلم أن تتحمل
أوروبا تبعة الصراع مع أمريكا . وقد أثار هذا التصريح الولايات المتحدة، واستغلته
الموساد أفضل استغلال، فأثارت المخابرات المركزية مجدداً ضده ممات حمل الرئيس
رونالد ريغان في قمة طوكيو للبلدان الصناعية على شن حملة من التهديدات . وفي الوقت
نفسه أصدرت الموساد تعميماً



على سفاراتها
ضمنته ضرورة تحديد مكان أبو العباس وموعد سفره والطائرة التي تقله ورقم الرحلة .



وكانت معلومات
الموساد تقول أن أبو العباس في الجزائر وسيسافر إلى أبو ظبي .




وقد عرف إبراهيم فيما بعد أن التعميم الذي صدر إلى سفارات إسرائيل في العالم، حمل
إشارة خاصة به وأرسل إلى السفارة الإسرائيلية في باريس . وكانت الموساد تتوقع أن
يستخدم أبو العباس طائرة سوفيتية في سفراته لأن اختطاف هذه الطائرة من قبل الموساد
إلى الولايات المتحدة يعتبر أمراً مستحيلاً .






وقد وردت
الإشارة في التعميم المرسل إلى إبراهيم عبر سفارة إسرائيل في باريس من خلال عبارة "
الرجل رقم واحد " في حين كانت مؤكدة لتوجيه ضربة إلى سورية مع عدم تدخل أمريكي
مباشر .



وحسب قول جون
فان " أمريكا لديها الثقة الكاملة في قدرتنا على ضرب سورية بمفردها " .




أبو موسى وباريس



وحاولت
الموساد بشتى الوسائل عرقلة أي تقارب سوري – فلسطيني، من خلال بث أخبار كاذبة
وتنفيذ تفجيرات واغتيالات . ففي أواخر أيار 1986 وردت برقية عاجلة إلى إبراهيم من
الموساد تطلب فيها معلومات عاجلة للغاية حول أبو موسى ومهدى بسيسو ( أبو علي ) مع
أوصاف مادية لأن إبراهيم يعرف الرجلين معرفة شخصية، وكانت الاحتياجات تؤكد أن
الموساد تخطط لأمر دموي . وفي الوقت نفسه وردت معلومات إلي المخابرات الفلسطينية من
قبرص قالت أن أحد اللبنانيين كانت لديه مجموعة من المقاتلين يعملون معه قد اجتمع
بضابط من الموساد وتم الاتفاق على اغتيال أبو موسى في دمشق. إلا أن الأجهزة
الفلسطينية قامت بإبلاغ أبو موسى عبر معلومات وصلت متأخرة . وفعلاً، بعد أقل من
أسبوعين، تسلل ذلك المقاتل اللبناني وجماعته إلى سطح العمارة التي يسكن أبو موسى في
شقة في آخر طابق فيها .



وعندما هم
المسؤول الفلسطيني بدخول منزله، ومع مرافقه الخاص ابنه محمد، كان اللبناني يلقى
عليهما قنبلة يدوية ويفر هارباً، فأصيب محمد بجراح وصمم دائم في أذنيه ونجا أبو
موسى ، وقد تمت هذه العملية بقصد توسيع الخلاف بين رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات
وأبو موسى وبين المنظمة وسورية بعد أن برزت بوادر لإعادة
العلاقات
إلى حالتها الطبيعية في تلك الفترة .




وخلال حزيران 1986، عادت الموساد إلى البحث عن أبو العباس، فوردت أسئلة حول عملية
محددة كان يحضر هو لها داخل الأراضي المحتلة. وكانت هذه العملية الفدائية تستهدف
الكنيست الإسرائيلي. لكن خللاً طرأ على العملية عندما قبضت المخابرات الإسرائيلية
على شاب من جبهة التحرير الفلسطينية أثناء قيامه بشراء كمية من الأسلحة من أحد
اليهود الإسرائيليين . وخلال الشهر ذاته طرحت على إبراهيم أسئلة سياسية دقيقة تقول:



Ø
من يدعم
منظمة التحرير الفلسطينية في الحكومة التونسية ؟ وما هي تطورات العلاقات التونسية –
الفلسطينية ؟ كما وصلت برقيات أخرى تطلب منه السفر .






وفي منتصف
تموز سافر إبراهيم سلمان إلى تونس، وكالعادة اتصل هاتفياً بضابط الموساد جون . وفي
اليوم التالي ظهراً اتل به مرحباً وحدد له موعداً الساعة الثامنة ليلاً في الشقة.
وعند السابعة خرج من الفندق، وتوجه إلى الشقة وقام بالإجراءات الأمنية كاملة وبشكل
دقيق، حتى وصل إلى الباب في الموعد المحدد بالضبط ، فرن الجرس . ومرت لحظات قبل أن
يفتح جون الباب، فرحب بإبراهيم قائلاً :



Ø
أهلاً بك ..
تفضل وادخل !



فدخل الشاب
إلى الشقة حيث كان في قاعة الجلوس رجل لم يره من قبل، أسمر البشرة، نحيف ومتوسط
القامة ، يضع نظارات طبية على عينيه، فسلم عليه وقدمه جون باسم الدكتور شلومو. وبدأ
الحديث عادياً ولكن إبراهيم كان مشغولاً بهذا الشخص الذي أمامه وبقى صامتاً يستمع
إلى الحوار الدائر بينه وبين جون وفي الحقيقة، تل أبيب تشكرك على خدماتك، وأنت
اليوم الرجل رقم واحد بالنسبة إلى الموساد ولا أخفى عليك أن تل أبيب تراهن عليك
وتكن لك معاملة خاصة، ومستقبلك كبير معنا. ولقد أثبتنا أننا صادقون معك، فكل
المبالغ المستحقة وصلتك وأرسلت إليك. أليس كذلك ؟ وأية نفقات إضافية تطلبها نحن في
الخدمة .



ولم يكن هذا
الحديث مطمئنا لإبراهيم الذي ظل يستمع فيما شلومو يراقب بطريقة خفية . فواصل جون
حديثه :



Ø
لقد قررت تل
أبيب زيادة راتبك إلى 1500 دولار شهرياً، وهو مبلغ لا تدفعه الموساد إلا لأناس على
مستوى كبير. وأنت أحدهم وهم قلة.



Ø
فقاطعه
إبراهيم قائلاً: ولكن أسئلتكم كبيرة ومتعبة، فقد وصلت إلى مرحلة لم أعد معها قادراً
على الحصول على أجابا. ألا توجد إجازات في العمل ؟.



Ø
رد جون : في
الفترة الماضية، كانت احتياجات تل أبيب كبيرة. وفي المرحلة المقبلة ستغدو
الاحتياجات أكبر والعمل متواصلاً .



Ø
ثم ألقى على
شلومو نظرة ذات معنى وقال لإبراهيم : هل حدثتك سابقاً عن أنك يجب أن تخضع لامتحان ؟
قال إبراهيم بدهشة : أي امتحان ؟.



Ø
فابتسم جون
وقال : جهاز كشف الكذب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wagna.ahlamontada.net
رياض العربى
صاحب الموقع

صاحب الموقع
رياض العربى


العمل/الترفيه : مدرس
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 17/10/2009
عدد المساهمات : 13693

إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية   إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالجمعة 10 فبراير 2012 - 14:30


الفصل الخامس


مقتل ضابط
الموساد




أبدى إبراهيم دهشته من حديث جون وقال :



Ø
لماذا أتعرض
لهذا الامتحان ؟



Ø
فرد جون
:لدينا تقليد في الموساد يتعرض خلاله سنوياً مرة واحدة لهذا الامتحان وهو أمر عادى
.



إبراهيم : لا
علاقة لي بهذا الأمر .



Ø
جون :
المسألة عادية ، والدكتور شلومو جاء خصيصاً ليقوم بالفحص ، لأنه من غير الممكن أن
تسافر إلى تل أبيب دون هذا الإجراء .




واستمر جون في إقناع إبراهيم ، وتوجه الاثنان ومعهما شلومو إلى غرفة الطعام في
الشقة . ولدى دخول إبراهيم وقعت عيناه على جهاز بحجم حقيبة " سامسونايت " (حوالي 50
×40 سم ) . وطلب جون من إبراهيم أن يجلس إلى يمينه على كرسي قرب الجهاز . أما جون
فكان خلف إبراهيم مباشرة . وعلى الأثر وضع شلومو إشارة " اكس " على الباب المغلق
أما إبراهيم وعلى مستوى نظره بشكل أفقي . ثم طلب منه أن ينظر إلى الإشارة ولا يحول
بصره عنها يمينا أو يسارا . وبعد ذلك قام شلومو بربط أسلاك تنتهي بنهايات معدنية
وجلدية سميكة، وربط هذا الأسلاك على صدره وبطنه وأصابع اليد وذلك لقياس التعرق . ثم
ربط على ذراعه آلة لقياس الضغط . وطلب من عدم التحرك أو التدخين . وبدأ الاستجواب
على شكل مجموعات كل منها تتشكل من خمسة أو عشرة أسئلة، وكان المطلوب منه الإجابة عن
كل سؤال بنعم أو لا فقط دون شرح ، في حين كان الجهاز الذي يشبه إلى حد بعيد آلة
تخطيط القلب ، يخرج شريطاً ورقياً عليه رسوم بيانية .



Ø
هل اسمك
إبراهيم سلمان ؟



Ø
نعم .



Ø
هل زرت تل
أبيب ؟



Ø
لا .



Ø
هل تعتقد أن
علاقتنا سرية ؟



Ø
نعم .



Ø
هل كذبت علينا خلال فترة عملك معنا ؟




Ø
لا .



وضمنت
المجموعة الثانية الأسئلة التالية :



Ø
هل أخبرت
أحداً عن علاقتنا ؟



Ø
لا .



Ø
هل اسمك
إبراهيم سلمان ؟



Ø
نعم .



Ø
هل تعتقد أن
علاقتنا سرية ؟



Ø
نعم .



Ø
هل تعمل مع
المخابرات السوفيتية ؟



Ø
لا .



Ø
هل أخبرت
الأجهزة الفلسطينية عن علاقتنا ؟



Ø
لا .




أما المجموعة الثالثة فتضمنت ما يلي مع العلم أن بعض الأسئلة تكررت في العديد من
المجموعات :



Ø
هل زرت تل
أبيب ؟



Ø
لا .



Ø
هل يعلم أحد
غيرنا بوجودك هنا ؟



Ø
لا .



Ø
هل تخفى عنا
معلومات ؟



Ø
لا .



Ø
هل تكذب
علينا ؟



Ø
لا .



Ø
هل أنت على
علاقة بالمخابرات الصينية ؟



Ø
لا .




فترة التراجع



وبعد ذلك توقف
شلومو وأوقف الجهاز وسحب الشريط الذي كان يلتف أمامه وراح ينظر إليه ويضع إشارات
بالقلم . ثم رفع رأسه وقال موجهاً حديثه إلى إبراهيم :



Ø
أنت تكذب
علينا .



Ø
فنظر إليه
إبراهيم بازدراء وقال : من قال لك ذلك ؟



Ø
رد شلومو
الجهاز .... انظر .



Ø
وراح يشير
إلى الشريط بالقلم وقال : مثلاً عندما سألتك عن اسمك بصدق وعندما طرحنا عليك
الأسئلة الأخرى كنت تكذب .. لا تغضب ، فالجهاز يقول ذلك وليست أنا وهو لا يكذب .



Ø
فأجاب
إبراهيم ببرودة : إذن دع الجهاز يعمل معكم بدلاً منة وانتهى الأمر .



Ø
شلومو : يا
صديقي ، لسانك يقول شيئاً وجسمك يقول شيئاً آخر .



Ø
إبراهيم :
أنا أجيب بما أعرف .



Ø
وهنا تدخل
جون في النقاش وقال : هل أنت مريض بشيء ؟



Ø
إبراهيم :
كلا .



Ø
شلومو : هل
تناولت اليوم أي نوع من الأدوية ؟



Ø
إبراهيم :
كلا .. لماذا ؟



Ø
شلومو :
لأنك إذا تناولت اليوم أدوية فسد عمل الجهاز . وما حصل الآن أنك أجبت عن السؤال
إجابة صحيحة ، ولكن جسمك قال أنك كذبت علينا . والجهاز لا يمكن أن يكذب .



Ø
إبراهيم :
إذا كان هذا رأيكم ، فالأفضل أن أترك العمل من الآن .



Ø
جون : كلا
لم نطلب منك ذلك ، ولكن يجب أن تأخذ المسألة بروح رياضية.



Ø
إبراهيم :
لقد تعرضت للمخاطر خلال الفترة الماضية ، وأعيش حالة خوف دائمة من انكشاف أمري . أن
العقوبة على عملي معكم هي الإعدام . وأعصابي لا تحتمل . وها أنت تقول لي أنني أكذب
.



Ø
جون : لا
تغضب سنعيد التجربة .






وفى تلك
الأثناء ، دار حديث بالعبرية بين ضابطي الموساد وكان إبراهيم يتظاهر بعدم معرفة
هذه اللغة، فقال شلومو موجهاً حديثه إلى جون :



Ø
حاول
استفزازه حول ما إذا كان قد أبلغ لأحداً في منظمة التحرير أو أية جهة ثانية أخرى ،
وفى هذه الحالة سنلعب معه .



Ø
جون : ما
رأيك ؟ هل هو صادق أم كاذب ؟



Ø
شلومو : لم
يتبين بعد . وفى النهاية سأعطيك تقييمي له .




واستمرت الجلسة أربع ساعات متتالية دون انقطاع لم يسمح أثناءها للشاب بالتدخين أو
حتى بشرب الماء، فأحس بصداع شديد، وشعر أن رأسه يكاد ينفجر . وكانت معركة ضارية ،
فكن يرد على الاتهامات، وأحس من خلال النقاش بين الرجلين أنه في وضع جيد ولا يشكون
فيه، وان الامتحان قد تم للتأكد فعلاً .



وفى نهاية
الجلسة قال شلومو موجهاً حديثه بالعبرية إلى جون :



Ø
ممتاز ...
لا يكذب



وبعد هذه
العبارة قال شلومو بالعربية :



Ø
على كل حال
، سنجتمع ونرسل هذه المعلومات إلى تل أبيب وهى تقرر . وأعتقد أنك تكذب علينا وهذا
ما يقوله الجهاز .




وبعد انتهاء الجلسة نهض إبراهيم وتوجه إلى قاعة الجلوس فيما كان يحس بالسعادة
لنجاحه في الامتحان رغم إحساسه بالإرهاق الشديد والصداع الذي يكاد أن يفجر رأسه .
وجاءه جون وحدد معه موعداً مساء الغد في الساعة السابعة مساء في الشقة .




مهمة جديدة



في مساء اليوم
التالي وفى الموعد المحدد، كان جون في انتظار إبراهيم . وبدأ الأول الحديث :



Ø
لقد أكد
الجهاز أنك صادق معنا .



Ø
فقال
إبراهيم بانفعال : إذن ، لماذا كنت تدعى أنني كاذب ؟



فقهقه جون
وقال : هذه أصول الشغل يا صديقي . هل تعرف أنني عرضت على الجهاز في أوائل عملي في
الموساد وجاءني خبير عصبي وعنيد وبدأ يتهمني بأنني على علاقة مع المخابرات الروسية
فثارت ثائرتي لكنني اكتشفت فيما بعد أن المسألة لعبة . وعلى كل حال انس الموضوع،
فلدينا الآن عمل كثير، وسأزودك بمجموعة من الأسئلة سأعطيك قبلها اسمي شخصين في
منظمة التحرير على علاقة وطيدة مع أبو نضال وعبد الحمن عيسى . وأريدك أن توطد
علاقتك بهما .



Ø
وبدأت
المخاوف تنتاب الشاب وقال مستفسراً : ماذا تقصد ؟



Ø
جون : أبو
نضال إرهابي خطير، ويعمل بطريقة سرية للغاية، وينظم عناصره بأسلوب غريب ويجب أن
تكون مهيأ لذلك ، ففي العادة تجد شخصاً يتقرب إليك ويحدثك في السياسة بشكل عام،
وبعد شهور يبدأ في خصوصيات سياسية ثم يعلمك بأنه من " فتح " . وبعد ذلك يعرض عليك
العمل . فإذا وافقت وعملت معه و نفذت عدة مهمات بسيطة وأنت تعتقد انه " فتح " لكن
فجأة يستدرجك إلي مكان ما وتعتقل ويبدأ التحقيق معك حول علاقتك بالمخابرات
الإسرائيلية أو بأية مخابرات أخرى، ويتم خلال التحقيق تعذيبك، فان اعترفت أعدمت وان
لم تعترف وتكون فعلاً لا علاقة لك مع الموساد عندئذ يتم تنظيمك بشكل جدي . وقد
حاولنا دفع أكثر من 20 شخصاً إلى تنظيم أبو نضال دون نجاح يذكر .



Ø
تسمر
إبراهيم في مكانه وقال : وقال : ولكن ما علاقتي بهذا الموضوع ؟ !




Ø
ابتسم جون
وقال : لأننا سنحاول هذه المرة .



Ø
انفعل
إبراهيم وأحس بأن ريقه قد تجمد في حلقه وقال : تحاول ؟ وهل تعتقد أنني حقل تجارب
للموساد أنا أرفض المحاولة وأرفض العمل مع الموساد .



Ø
جون :
اسمعني يا صديقي . أنت من أفضل رجالنا وأكفاهم .



Ø
ولا تنس أنك
الرقم واحد في نظر تل أبيب . ولم توكل هذه المهمة إلا إلى رجل خطير مثلك . وأنا
متأكد أنك قادر على العملية .



Ø
إبراهيم :
هذه مهمة مستحيلة .



Ø
جون : صعبة
ولكنها ليست مستحيلة. والمهم أن تتقرب من هذين الشخصين، وقد أردت أن أحدثك عن
الموضوع بهذا التفصيل لأنك قد تتعرض لموقف ما على الغم من أنني يجب أن لا أحدثك عنه
لأنني لا أعرف متى يتم لقاؤنا المقبل .



Ø
قال إبراهيم
محدثاً نفسه : لن نتقابل بعد الآن .



Ø
جون : المهم
، من الآن سنسير باتجاه أبو نضال خطوة . ولكن في هذه الأثناء لدينا أعمال كثيرة
أخرى .



Ø
إبراهيم :
مثل ماذا ؟



Ø
جون : علاقة
منظمة التحرير ب " حزب الله " والرهائن في لبنان . نريد أية معلومات حولهم . وهواري
يجب أن لا يغيب عن عينيك . نريد أية معلومات حول نشاطه، فقد عاد إلى الساحة. وكذلك
أبو جابر محمد الذي أصبح من جماعة هواري .



ثم أعطاه ورقة
عليها أسئلة وبعض المال . وعاد الشاب ليلتقي أبو محمد .




نفسية سيئة



وخلال تشرين
الأول وصلت برقيات الحث على موضوع أبو نضال وطلبت من إبراهيم السفر . وكانت نفسية
الشاب سيئة للغاية، وبدأ يحس بانهيار حقيقي . فالعمل كان متعباً من الناحيتين
النفسية والجسدية .



وفي أحد
اللقاءات مع أبو محمد تحدث إبراهيم عن همومه الشخصية.



Ø
وقال : لقد
تعبت من هذه اللعبة ، وأفضل أن أترك العمل، وقد وعدتني بذلك ، هل تذكر ؟ !



Ø
فقال أبو
محمد : أذكر . لكن هل فكرت ملياً ؟



Ø
إبراهيم :
نعم .



Ø
أبو محمد :
المرحلة المقبلة جديدة وستبدأها الموساد معك . وأقول بصراحة أنها ستكون مفيدة
للغاية . فقد تحملت أنت الكثير وأنا أعرف ذلك فلا تتوقف في منتصف الطريق . لقد
عملنا بشكل ممتاز .



Ø
إبراهيم :
لا أستطيع .



Ø
أبو محمد :
هناك قاعدة في المخابرات تقول : " لا توجد خطوة إلى الوراء، فهناك خطوة إلى الأمام
" .



Ø
إبراهيم :
أريد أن أتوقف . وأعرف أنه ليس باستطاعتي العودة إلى الأمس.



Ø
أبو محمد :
لن تتركك " الموساد " فستطاردك .



Ø
إبراهيم :
سأختفي عن الأنظار .



Ø
أبو محمد :
ما دام هذا قرارك فجهز نفسك للسفر ولا تخبر أحد أنك مسافر . ويجب أن لا يعرف أحد
أثر عنك بعد اليوم .



Ø
ويتحدث أبو
محمد قائلاً : لقد طاردت الموساد أحد الشباب بعد أن قامت بتجنيده . وعندما عاد
إلينا اعترف بكل شئ ورفض أن يواصل العمل لكننا فوجئنا به في أحد الأيام وهو يدخل
المكتب مذعوراً . فقد كان رجال الموساد يطاردونه بالهاتف ويطالبونه بمواصلة العمل،
ثم تحولوا إلى المرحلة الثانية عندما طاردته سيارة وحاولت قتله .






ويعود أبو
محمد إلى الحديث عن ضابط الموساد جون، واسمه الحقيقي زربيب صاموئيل عمل في
المخابرات الإسرائيلية منذ الستينات في تهريب أموال اليهود من الخارج، وكذلك هجرة
اليهود إلى فلسطين المحتلة . ويعتبر من المتخصصين في شؤون شمال أفريقيا، وكان يرئس
محطة الموساد في باريس منذ سنوات تحت غطاء وكالة عقارية ويدير شبكة تجسسية فيها
العديد من الفتيات الفرنسيات والإسرائيليات .



وكان أبو محمد
قد عرض على إبراهيم صوراً لضباط الموساد في أوروبا فتعرف إبراهيم عليه، ولكن أحد لم
يشاهده في باريس . فقد مات في حادث سيارة على إحدى الطرق السريعة خارج العاصمة
الفرنسية . أما إبراهيم فقد توارى وعاش متخفياً في أحد البلدان الأوروبية الشرقية
منذ أواخر 1986
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wagna.ahlamontada.net
 
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حصريا : من ملفات المخابرات المصرية مسلسل :: رأفت الهجان :: الأجزاء 1 & 2 & 3
» مصطفى حافظ - أخطر رجال المخابرات المصرية في اسرائيل - المخابرات المصرية
» وفاة الدكتور إبراهيم الفقى وشقيقته وخادمته فى حريق شقته بمدينة نصر - حريق بفيلا الدكتور إبراهيم الفقى تؤدى لوفاته
» السلطة الفلسطينية وحماس تتبادلان الاتهامات
» الخارجية ترحب باعتراف بوليفيا بالدولة الفلسطينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وجنة ::  المنتديات الأدبية ::  منتدى عالم الجاسوسية و المخابرات-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» الحشيش والدم
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالإثنين 14 فبراير 2022 - 16:50 من طرف رياض العربى

» اهم الاماكن ودورها في علاج الـــــــــــــــــ
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالأربعاء 12 يونيو 2019 - 3:06 من طرف مروة التيمي

» أفضل شركة بالدمام
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالجمعة 17 مايو 2019 - 2:51 من طرف مروة التيمي

» ادمان العين
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالثلاثاء 7 مايو 2019 - 1:46 من طرف مروة التيمي

» علاج الــ :cry:
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالأربعاء 1 مايو 2019 - 22:05 من طرف مروة التيمي

» كيف يتم تشخيص الــ
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالأحد 28 أبريل 2019 - 23:55 من طرف مروة التيمي

» اعراض ادمان ........
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالجمعة 19 أبريل 2019 - 15:44 من طرف مروة التيمي

» مصائب في اتجاه المجتمع
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2019 - 22:43 من طرف مروة التيمي

» احصائيات عن الحشيش
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالأحد 7 أبريل 2019 - 20:05 من طرف مروة التيمي

» شبح الموت!!!
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_icon_minitimeالأربعاء 3 أبريل 2019 - 19:36 من طرف مروة التيمي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رياض العربى
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
احزان زمان
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
mnona
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
العرايشي
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
حمودى الروش
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
برديس المصريه
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
عمر
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
مشموشى
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
محمود السعيد
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap 
الامير
إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_rcapإبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية 11110إبراهيم سلمان - فدائي في المخابرات الإسرائيلية - من ملفات المخابرات الفلسطينية I_vote_lcap