لماذا لا نراه وهو فيما بيينا ؟ لماذا قد عُمى علينا رؤية هذا الدجال الكافر ؟ لماذا أتدرون لماذا ؟
لأن هناك اتبع له قد انفقوا من المال ما لا يحصى في سبيل جعل أمر عبادتهم له سرياً جداً ولا يعرفه إلا القليلون، ولأن الإعلام والصحافة والمؤسسات حول العالم جميعاً تحت أمرته يحركها كيفما شاء وتجعل كل من يحاول البحث وراءه يصطدم بحائط اسمه الإحباط والغموض، ولأنه كلما استطاع أحد الأشخاص أن يكتشف أمراً ما ويصل إلى حقيقة ويفك لغز من تلك الألغاز، إذا به يصطدم بلغز أكبر، فيصاب بالأحباط ويتوقف عن البحث ليتأتي من بعده شخصاً ما ويكشف لغزاً ما ثم ما يلبث أن يصطدم بدوره بلغز آخر.. والخ.
لماذا لا نرى الكافر الدجال على الرغم من أنه موجود فيما بينا ولطالما كان موجود منذ القدم ؟
أين ذهب قابيل بعد أن قتل هابيل ؟ وأين ذهب السامري بعدما أضل بني إسرائيل ؟ وأين ذهب ابن صياد بعد وفاة الرسول ؟ وأين ذهب شكسبير ؟ وأين ذهب ريتشارد جينفر ؟ وأين ذهب ادم وايزهاوبت ؟ وأين ذهب كل من تمثل بهم الدجال الكافر منذ أن جاء إلى هذه الدنيا ؟
كل أولئك لا نعرف أين ذهبوا وكيف كانت نهايتهم، فهو في غاية الدهاء والمكر والفجور والسحر والدجل ودائماً ما كان يستطيع أن يمسح أثره من كل مكان تواجد فيه، وكل شخصية تمثل بها.
لماذا كل من اشتهروا حول العالم من الغرب سواء في الادب او الكيمياء أو أي شيء وكان لهم تعاليم تتوارثها الأجيال لم يعرف بأمرهم أحد إلا في وقت نجاحهم وبداية بزوغ نجمهم، وكأنهم جاءو من العدم وليس لها أصل، الغريب في الأمر أن معظم علماء الغرب كانو لقطاء أي بلا أب وعندما يذهبوا ويتركو هذه الدنيا لا يعلم عنهم أحد إلا القليل وهذا القليل قد تركه الدجال وراءه ليهدي إلى حقيقة مزيفة قد قام هو بصنعها وسخر اتباعه ليروجوا لها لكي تصبح حقيقة يراها الناس ويعتقدون بها.
يظن البعض بأنني مجنون أو قد مسني مس من الشيطان جعلني أهزي بما أقول وأقول ما لا أعرف.
أفي استعمال عقلي والتفكر فيما حدث ويحدث وسيحدث جنون أو هزيان أو خلل في تفكيري ؟
سيرد عليا البعض ويقولون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أن الدجال لن يدخل المدينة ولا مكة وأن بن صياد دخل المدينة ومكة وحج مع المسلمين ولا أختلف معكم في هذا ولكن سؤالي لكم هو عن أي حقبة زمنية تحدث رسول الله عندما أشار إلى أن الدجال الكافر لن يدخل المدينة ومكة، وفي الحديث التالي يمكننا الرد على هذا السؤال:
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه
وتكمن المشكلة في أننا دائماً عندما يعجزنا أمراً ما ليس فقط نتوقف عن البحث بل إن الكثير يجادلون مع من يحاول الوصول إلى الحقيقة فالحديث واضح صريح جلي ولا يحتمل التأويل وليس فيه إبهام فقد قصد من ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم أنه عندما تأتي فتنة الدجال الكافر ويخرج خروجه الأخير ألا وهو خروجه علناً للناس ودعوته للناس لعبادته من دون الله ويكون على صورته التي وصفها لنا رسول الله صل الله عليه وسلم بأن له عين ممسوحة ومكتوب بين عينيه كافر ومعه جنة ونار ظاهرهما يخفي باطنهما، هنا الإشارة إلى أن في تلك اللحظة لن يستطيع الدجال الكافر دخول طيبة (المدينة) ولا مكة لأن عليها ملائكة تحرسها وأنه كلما حاول أن يدخل من نقب منها اعترضته الملائكة إذا فإن هذا سوف يحدث ساعة اللقاء العلني والظهور الجلي بكل الوصف الذي وصفه لنا رسول الله صل الله عليه وسلم لطبيعة وشكل هذا الدجال وليس كما هو الآن متخفي في صورة أحد الأشخاص يتجول في العالم أجمع يجمع العلوم ويتعلم طرق التكلم بكل الألسنة، فهو الآن يمد بعض من اتباعه بالمال الوفير والعلم والقدرات ويتحكم في حكومات العالم القوية حول العالم من أجل الاستعداد للحظة الحاسمة ألا وهي غضبه الشديد الذي سوف يغضبه ويظهر على حقيقته الكريهة المقززة بالوصف الذي وصفه به رسول الله صل الله عليه وسلم
أما الآن وفي زماننا هذا وفي كل زمن سبقنا فهو لم يعلن عن نفسه صراحة في أي وقت ولم يقل أنه المسيح الدجال ولا يستطيع أن يدعو الناس لعبادته لأنه يعلم أن الساعة لم تأتي بعد فموعد خروجه كما سبق الإشارة في المقال السابق ستكون بعد الملحمة الكبرى بقيادة المهدى المنتظر الذي سيستطيع أن يوحد المسلمين على قلب رجل واحد ويعيد للإسلام والمسلمين هيبتهم وعزمهم وساعتها سوف يغضب غضبته التي يخرج منها الكافر من داخله باطناً وظاهراً.
يتبع