الطريق الى الله

اما بعد ..

فقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه : ( وانك لعلى خلق عظيم ) من سورة القلم وحين سئلت عائشة ( رضى الله عنها ) عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القران ويقول هو صلى الله عليه وسلم محددا الهدف من بعثته : ((بعثت لاتمم مكارم الاخلاق )) .. وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اوصنى .. قال (( اتقى الله حيثما كنت )) قال : زدنى .. قال : (( اتبع السيئة الحسنة تمحها )) قال : زدنى .. قال (( خالق الناس بخلق حسن )) .. وقيل : يارسول الله ؛ اى المؤمنين اكمل ايمانا ؟ .. قال : (( احسنهم خلقا )) .. وقد كان من دعائه صلى الله علية وسلم (( اللهم اهدنى لاحسن الاخلاق ؛ لا يهدى لاحسنها الا انت ؛ واصرف عنى سيئها ؛ لا يصرف عنى سيئها الا انت )) والخلق فى اللغة هو ما ياخذ به الانسان نفسه من الاداب ؛ لانه يصير كالخلقة فيه .. وحسن الخلق وقد يكون هبة من الله عزوجل بحيث يولد الانسان كامل الغقل ؛ حسن الخلق ؛كما هو الحال بالنسبة اللانبياء .. وقد يكون مكتسبا با لمجاهدة ؛ وحمل النفس على الاعمال التى يقتضيها الخلق المطلوب .. فمثلا من اراد يتخلق بالكرم ؛ والسخاء ؛ فعليه ان يتكلف الانفاق فى وجوه الخير ؛ ودعوة الناس الى الطعام ؛ وبذل المال للمحتاجين ؛ ويواظب على ذلك تكلفا مجاهدا نفسه حتى يصير ذلك طبعا له ؛ فيسهل عليه الانفاق ؛ فيصبح كريما جوادا بالتطبع .. وهكذا فى جميع الاخلاق المطلوبة ؛ والتى امر بها الاسلام ؛ وكان رسول الله صلى الله علية وسلم قدوة ؛ واسوة لنا فيها .

والمتامل فى التكاليف الشرعية انها جميعا ليست غايات فى حد ذاتها ؛ وانما هى وسائل للوصول الى غايات : فمثلا الصلاة يقول الله عز وجل فى شانها : ( ... واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون ) من سورة العنكبوت اذا فالصلاة وسيله ؛ والغاية ان ينتهى الانسان عن الفحشاء والمنكر ؛ فمن لم تنهه صلاته عن ذلك فقد قصرت به الوسيلة عن بلوغ الغاية .. ولو نظرنا الى الصيام لوجدنا الله تبارك وتعالى يقول : ( يايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) من سورة البقرة فالصيام وسيلة لبلوغ التقوى ؛ لذلك قال النبى صلى الله علية وسلم : (( من لم يدع قول الزور ؛ والعمل به فليس لله حاجة فى ان يدع طعامه وشرابه )) .. وكذلك الزكاة ماهى الا نوع من التكافل الاجتماعى ؛ واحساس الغنى بالفقر ؛وايجاد التراحم بين الناس ؛ والتعاطف ؛ لذا كان المن باعطاء الزكاة للفقير مبطلا لها كما قال الحق تبارك وتعالى : ( يايها الذيت امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن ولاذى ...) من سورة البقرة اذ ان الزكاة لم تصل بصاحبها الى غايتها وهى الرحمة والاخوة ؛ والاحساس بان الفقير حقا علية ؛ وانه اخ له فى الاسلام .. وكذالك جميع الاوامر مثل : بر الوالدين ؛ وصلة الرحم ؛ وكفالة اليتامى ؛ وحسن الجوار ؛ ومعاشرة الزوجة بالمعروف ؛ واكرام الضيف ؛ والعفو ؛ والصفح ؛ والكرم؛ والامانة ؛ والعدل ..ماهى الا اخلاقيات كريمة ؛ اذا سادت المجتمع صلح ؛ وصلح افراده , وعاش الناس فى ووئام ..كذلك جميع النواهى : كالنهى عن العقوق , والزنا , والسرقة , والغش , والخيانة , والظلم , والغيبة , والنميمة , والقتل , والربا , والبذاءة , والسباب , والعداوة , وما الى ذالك .. ماهى الا نهى عن السوء والخلق الذى يفسد ما بين الناس , فيفسد المجتمع , وتضيع الحقوق , وتضمحل القيم , فتنهار الامة من داخلها .

وصدق رسول الله صلى الله علية وسلم حيث يقول : (( ان من احبكم الى , واقربكم منى مجلسا يوم القيامة : احاسنكم اخلاقا .. وان ابغضكم الى , وابعدكم منى مجلسا يوم القيامة : الثرثارون , والمتشدقون , والمتفيهقون )) قالوا : يا رسول الله , قد علمنا الثرثارون , والمتشدقون , فما المتفيهقون ؟ قال : (( المتكبرون )) وهكذا ترى ان علو المنزلة يوم القيامة لا يتم بلوغها الا بحسن الخلق ؛ اذ ان اعلى المنازل على الاطلاق منزلة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وبالتالى كان القريبون منه مجلسا هم الحائزون لاعلى المنازل الذين بلغوها بحسن الخلق .

وقد اجملنا - ايها القارىء الكريم - فيما يلى بعض اخلاقيات الاسلام التى اتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحون من بعده ؛ لعل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا بفضله اللا تصاف بها , ويلهمنا بكرمه العمل على بلوغها ؛ كى نفوز بسعادة الدارين ..

انه على ما يشاء قدير .. وبالاجابة جدير ..
و هو نعم المولى .. و نعم النصير ..

موضوع اكثر من رائع
جزاك الله كل الخير

شكرا ليك هيما على قراء الموضوع

» الطريق الى الله
» الطريق الى الله
» الطريق إلى الجنة في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» الغيرة الغيره ....... ياعباد الله إن الله تعالى يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه
» يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ويُضلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء