ا
لحب من طرف واحد من أصعب حالات الحب
اعتقد أن الكثيرين سيتفقون معي في أن هناك العديد من أنواع الحب الأخرى التي تكون اشد قسوة وإيلاما من الحب من طرف واحد، إنها أصعب أنواع الحب، إن تكون أنت ولوحدك من تحب
ويكون الطرف الأخر يرفضه ويرفض الاستسلام لفكرة الحب في تلك الحالة المؤلمة و يرفض القلب والعقل فكرة البعد والنسيان ويظل الطرف المحب يدور في دوائر مفرغة من المشاعر الواهية المختَلَقة و تنتهي
هذه الحالة في كثير من الأحيان إما بكارثة حين يتغلب عقل الإنسان الواعي على قلبه المريض ويدرك حقيقة الأشياء إن أصعب حب حقاه وان تكتشف إن الذي تهواه لا يبادلك نفس الشعور وترفض أن تصدق
الحب بصفة عامة هو مشاركة بين شخصين أما الحب من طرف واحد فهو مشاعر معينة موجودة عند شخص ما لكن بشكل شخصي وداخلي دون إظهار هذه المشاعر والعواطف للطرف الأخر فهو ينفرد بها لنفسه فقط .
ورأى الطب النفسي أن الحب من طرف واحد يبدأ في مرحلة المراهقة عندما تكون صورة الحب والترابط ليست واضحة وبسيطة فكل شخص يحتاج في هذه المرحلة أن يمارس مشاعر الحب دون وجود طرف أخر لذا نجد أنفسنا ننجذب إلى قراءة القصص الرومانسية أو مشاهدة أفلام معينة ونرتبط عاطفيا بالأبطال أو بأي شخص نراه مناسبا وبه صفات رائعة كثيرة لشريك العمر .
وهنا نستطيع ان نجزم ان هذه المشاعر طبيعية جدا ولا يجب ان تنتقضها الأسرة فكل ما يحتاجه المراهق فقط هو مزيد من الرعاية والاحتواء وعدم الضغط على هذا الوتر الحساس واتهامه بالخيال لان هذه المشاعر الحقيقية المتدفقة مشاعر نابعة من ذاته ولا يجب القلق حيال ذلك بل يجب ان نترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي مع الرعاية والاحتواء والمراقبة من بعيد لابعاده في النهاية عن هذا الحب الذي مصيره ان يزول ويذوب.
أما إذا استمر الحب من طرف واحد بعد فترة المراهقة فنحن لسنا بحاجة إلى استعمال الطريق المباشر بالبوح عما بداخلنا للطرف الأخر خاصة ” المرأة ” أن هناك طرق مختلفة للبوح بهذا الحب تغني عن الكلام وذلك عن طريق التماس بعض المشاعر والعاطفة من الطرف الثاني للتأكد من هذا الحب الحقيقي وهل يشعر به الطرف الأخر أيضا وهل الإحساس هذا والإعجاب متبادل بين الطرفين قبل التصريح به , وهل مصيره الزواج في النهاية , اي انه ياتي بمقاصد شريفة.
ومن هنا تستطيع المرأ معرفة هل الطرف الأخر يستجيب لها هو أيضا أم لا قبل أن يتحول هذا الإعجاب إلى حب ثم إلى ألم ثم إلى حالة مرضية مزمنة لا يمكن التخلص منها طول العمر . حيث تترك ألمها وبصمتها وقت أطول مما نتخيل وقد تشوه مفهوم الحب بداخلنا إلى الأبد . فلذلك ينصح خبراء الطب النفسي , ان لا يطور الشباب والفتيات مراحل حب بينهم , بدون ان يكون المكسب الرئيسي في النهاية هو الارتباط رسميا.
وكثيراً ما نجد من يعاني من الحب لطرف واحد لا يشعر به يبقى حائرا ويسأل ماذا يفعل؟ هل يذهب ويعبر عن مشاعره؟ أم يبقى صامتا لكي لا يخسرها؟ لذلك تقدم أستاذة العلاقات العاطفية مروة رخا بعض النصائح لمن يواجه تجربة الحب من طرف واحد.
ونقدم ثلاث نصائح سريعة ومدروسة لكل من يتولد لديه شعور الحب من طرف واحد ونقول:
- لابد أن يسأل نفسه هل هو شخص يستحق الحب؟ وإذا أجاب نفسه بنعم، فيعلم أنه أحب شخصا لا يستحق حبه.
- لابد أن تعلم أن “الطريقة التي تعامل نفسك بها هي نفسها الطريقة التي سوف يعاملك بها الناس ” لذلك لابد أن تنظر لنفسك على أنك تستحق الحب “.
- لابد أن تتحلى بالذكاء وتتابع تصرفات من تحبه، فإذا وجدته يتكلم معك بلهفة، يهتم بإخبارك، يبتسم في وجهك، تلمع عينيه وهو يتكلم معك وأشياء كثيرة، فلابد أن تلاحظ كل ما يصدر منه تجاهك، فإذا تأكدت أنه يبادلك نفس الشعور، فعليك أن تبوح بحبك الآن له ولا تنتظر شيئا.
لا تكن من هؤلاء أناس يحبون الضحك على أنفسهم، رغم أن الحقيقة أمامه وتكون واضحة لكنه يصرعلى تعذيب نفسه ويجعل حياته تتوقف ويعيش في حكايات وروائيات ويحتفظ بالذكريات، فيجب أن يساعد نفسه لينسى من رفض حبه، ويعلم أن الدنيا ستستمر ولن يموت أحد من الحب، ويجب أيضا أن يبتعد عن الأغاني الحزينة والتي تجعله ضعيفا”.
فجمال الحب هو تبادل المشاعر بين الطرفين، فإذا لم يستجب الطرف الثاني لحبك وكان الحب من طرف واحد، فعليك أن تنساه وتبحث عن من يقدر حبك، ولا تعش وهم تجربة الحب إن كان من طرف واحد.