[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لم يعرف سكان العمارات المطلة على ميدان التحرير طعم النوم لمدة 18 يوما، هى عمر اعتصام التحرير فى ثورة 25 يناير، كانت الهتافات التى تتصاعد من الميدان تهز حجرات النوم، وقنابل الغاز المسيل للدموع تتسرب من بين فتحات النوافذ، وأصوات الطلقات الحية تخترق آذانهم قبل أن تخترق أجساد الغاضبين.
18 يوماً كاملة قضاها سكان العمارات المطلة على ميدان التحرير قبل أن يعلن الرئيس مبارك تنحيه عن الحكم، ويعيش الميدان ساعات من الفرحة تشير إلى انتهاء القلق الذى عاشوه.
فى إحدى شقق العمارة التى تعلو أحد مطاعم الوجبات السريعة تسكن أسماء على فى الطابق الأخير، تسكن الشقة منذ ما يقرب من 26 عاماً، شهدت كل الأحداث المهمة التى مرت على مصر منذ يوم 25 يناير، مؤكدة أن الحكومة تعاملت فى البداية دون عنف مع المتظاهرين، قبل أن تتحول إلى العنف بداية من يوم 28 يناير.
وأضافت: فى يوم 25 يناير شهدت هذه البناية على الشهداء من المدنيين وأسفلها كانت واحدة من المحطات الإذاعية للميدان لبث الأغانى الوطنية والهتافات.
لأسماء وجهة نظر مختلفة عن اعتصام الميدان: أريد إخلاء الميدان لأننى منذ بداية الأحداث وأنا أبكى خوفا على حياتى، وعقب العنف الذى تعرض له المتظاهرون لم أذق طعم النوم.
بالطبع ما حدث بالميدان من مظاهرات ووجود أماكن للتفتيش فى مداخله ومخارجه، جعل وصولنا إلى منازلنا وأعمالنا صعب، هذا إلى جانب استحالة النوم بسبب الهتافات المستمرة. ويؤكد رامز، أحد سكان الشقق المطلة على الميدان أنه شارك بقوة فى المظاهرات، وأضاف: خطاب ما قبل التنحى للرئيس مبارك يوضح أن مساعدى مبارك خدعوه حول حقيقة اعتصام التحرير.
بينما وصف «بيير فيلى» الذى يسكن إحدى البنايات فى بداية شارع التحرير، الميدان بأنه نبض مصر كلها، واعتبره رمزا ملهما للثورة وللشباب.
بيير حوّل منزله إلى مكان لاستضافة الصحفيين والمصورين، مؤكدا أنه لم ينزعج مما يحدث فى الميدان رغم أن كثرة الضيوف حرمته من النوم، وأبدى بيير دهشته من شك البعض فيه بسبب اسمه ولكنته التى ورثها عن أبيه، وأن عدداً من المواطنين استوقفه للتأكد من هويته ومن بطاقته المصرية، مستنكرا حالة الرعب التى اجتاحت البعض من الأجانب تأثراً بالإعلام الحكومى.