سيف القذافي يتودد للثوار
مبادرة من سيف الإسلام القذافي للثوار (الجزيرة-أرشيف)
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن مندوبين عن سيف الإسلام القذافي أكدوا
على دعمه لإصلاحات جذرية وانتخابات ديمقراطية في البلاد من خلال اتصالات
غير رسمية بقيادة الثوار، في محاولة لإبرام اتفاق لإنهاء القتال.
وقالت مصادر دبلوماسية إن المؤيدين الذين يتحركون من خلال وسطاء لسيف
الإسلام أكدوا على اتصالاته السابقة بمعظم كبار أعضاء الإدارة الانتقالية
في بنغازي لتوضيح التزامه المسبق باتفاق محتمل.
وكشفت الصحيفة الأسبوع الماضي أن سيف كان يقترح اتفاقا يقيد دور والده ويضم شخصيات معارضة في حكومة انتقالية.
ويمكن أن تجرى انتخابات في المستقبل القريب وتتم عملية مصالحة في محاولة للأم الجروح الغائرة بين النظام ومعارضيه.
وقالت الصحيفة إن مقترحات مماثلة قدمها ليبيون يعيشون في الخارج يقولون إنهم يريدون إنهاء القتال الذي أزهق أرواح آلاف المواطنين.
وأضافت أن أولئك الذين يحاولون الدفاع عن سيف القذافي يشيرون إلى علاقته
السابقة بـمصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني للثوار وعلي العيساوي ممثل
المجلس للشؤون الخارجية.
لكن، كما قالت الصحيفة، هناك القليل الذي يشير إلى أن حملة سيف القذافي
لإظهار نفسه بأنه الرجل الذي يأتي بالسلام لليبيا تلقى أي نجاح.
فقد اعترفت الحكومة الإيطالية أمس بإدارة الثوار ممثلا شرعيا لليبيا. وأعلن
وزير خارجيتها فرانكو فراتيني أن إيجاد حل لمستقبل ليبيا مشروط برحيل نظام
القذافي ومغادرة القذافي نفسه وعائلته البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى أمس من أن
الناس قد يقولون إن اقتراح سيف الإسلام فاشل ولن يكتب له النجاح، لكن من
الواضح أنه لا يعتقد ذلك.
وأضاف المصدر أن "هناك دليلا على أن بعض التحركات المترددة وجس النبض تجري
عبر أطراف ثالثة، لكن من غير المعلوم ماذا سيكون موقف معمر القذافي من كل
هذا، فالنظام يبحث عن مخرج، والمعارضة أدركت أنها لا تستطيع تحقيق نصر
عسكري سهل".
ونوهت الصحيفة إلى جولة نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي عبيدي في
اليونان وتركيا ومالطا لإجراء مناقشات حول إمكانية وقف إطلاق النار. وقال
مسؤول في أثينا إن "المبعوث الليبي يريد أن ينقل أن ليبيا لديها النية
للتفاوض. ونحن لا نعتقد أن من الممكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة".