أثار إعلان رسمي عن استعداد رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف الزواج في فبراير المقبل، جدلاً في الشارع المصري، امتد إلى مجلس الشعب، خاصة أن الإعلان جاء في بيان رسمي صدر عن المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء.
وأبلغ النائب مصطفى بكري -رئيس تحرير صحيفة "الأسبوع"- أنه تقدم بـ"طلب إحاطة عاجل" إلى رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور، حول الإعلان رسمياً عن زواج رئيس مجلس الوزراء، معتبراً أن الأمر "خاص بالدكتور نظيف"، ولا يجب أن تكون الحكومة طرفاً فيه.
وأضاف بكري أن الإعلان "أثار تساؤلات بين عامة الناس"، حول طبيعة دور ومهمة المتحدّث باسم رئاسة مجلس الوزراء، وهل من ضمن صلاحياته إبلاغ الشعب بزواج رئيس الوزراء؟ مشيراً إلى أن هذا الأمر ربما كان معتاداً في العصر الملكي، واصفاً إياه بأنه "توظيف" لمجلس الوزراء.
وكانت وسائل الإعلام المصرية قد نقلت عن بيان رسمي صدر عن المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء مجدي راضي، أن الدكتور نظيف سيعقد قرانه في فبراير المقبل من زينب عبد اللطيف زكي (40 عاماً)، وذلك بعد أقل من عام على وفاة زوجته منى السيد عبد الفتاح، التي توفيت في الخامس من مايو عن عمر يناهز 57 عاماً، بعد صراع مع المرض.
وجاء في طلب الإحاطة المقدم من بكري: "نشرت الصحف المصرية القومية والحزبية والخاصة خبراً يفيد بنية الدكتور أحمد نظيف -رئيس مجلس الوزراء- بالزواج الشهر المقبل من الدكتورة زينب زكي، والتي كانت تعمل مديراً لمكتبه على مدى سنوات طويلة، وتعمل الآن بمنصب نائب رئيس هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات".
وتابع بكري قائلاً: "والحقيقة أن زواج الدكتور نظيف هو أمر يخصه وحده، وهو حق لا يستطيع أحد أن يضاهيه فيه، ولكن أن يخلط بين موقعه الرسمي كرئيس لمجلس الوزراء، وقرار خاص بالزواج، فهو أمر يثير علامات استفهام كثيرة، ويجعلنا نتساءل: ما علاقة مجلس الوزراء بخبر زواج الدكتور نظيف وعقد قرانه الشهر المقبل؟".
وأضاف قائلاً: "الغريب في الأمر أن المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء، والمعني بنقل أخبار مجلس الوزراء إلى وسائل الإعلام والمواطنين، هو الذي أعلن في تصريح رسمي صادر عن مجلس الوزراء عن زواج د.أحمد نظيف الشهر المقبل".
واستطرد قائلاً: "إنني أتساءل كمواطن مصري: ما علاقتنا نحن، وما علاقة مجلس الوزراء بزواج الدكتور نظيف؟ ولماذا هذا الإعلان؟ وهل هناك أسباب طارئة دعت إلى هذا الإعلان، خاصة أنه يسبق موعد الزواج بشهر؟ هل هناك مشكلة معينة قد حدثت، أم أن هذا إنذار مبكر للمصريين جميعاً حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لإتمام هذا الزواج الميمون، الذي سيحقق سعادة كبرى للمصريين؟".
واختتم بكري طلبه بالقول: "إن هذا الإعلان هو هزل يعكس حالة الانهيار التي يعيشها الجهاز الحكومي، في الوقت الراهن"، وطالب رئيس الوزراء بـ"الاعتذار للشعب المصري، عن تسخير مجلس الوزراء لإمكاناته لخدمة أغراضه الخاصة في الإعلان عن الزواج وتبعاته".
ويُعد الدكتور أحمد نظيف، البالغ من العمر 58 عاماً، أصغر رئيس وزراء في تاريخ مصر، عند توليه منصبه في يوليو عام 2004، وشغل منصب أول وزير للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في حكومة سلفه الدكتور عاطف عبيد.
وقال سعد الكتناتني لـ"العربية.نت" إن الناس بطبيعة الحال في مصر تهتم بأخبار رئيس الوزراء المصري سواء كانت طيبة أم سيئة، ولا أرى ضررا في الإعلان أن استحسن رئيس الوزراء ذلك".