احزان زمان
المدير العام
رقم العضوية : 306 تاريخ التسجيل : 11/04/2010 عدد المساهمات : 9679
| موضوع: عد نفسك لطاعة ربك الخميس 9 يونيو 2011 - 0:05 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عد نفسك لطاعة ربك
قال الشيخ العلامة المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله : " طريق الله طويل ,
و نحن نمضى فيه كالسلحفاة .., و ليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق .,
و لكن ..!! الغاية أن تموت على الطريق ... " .
إذا كنت تريد الإستعداد لطاعة إذا يجب عليك محاسبة نفسك
وإذا كنت تريد محاسبة نفسك إذاً يجب عليك إعداد طاعاتك
وإذا بدأت في ذلك فعلياً إذاً انت صادق فى سعيك
قال تعالى{ وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً }،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والطاعة لابد أن يُمهَّد لها بوظائف شرعية كثيرة حتى تؤتي أكلها ويُجتبني جناها،
وخاصة في شهر رمضان حيث تكون الأعمال ذات فضل وثواب وشرف مضاعف لفضل الزمان.
وبالمثال يفهم الكلام
انت نويت تصلى فى
في البداية ستُحْسن الوضوء
ثم تُسرٍع فى تلبيه نداء ربك حى على الصلاه وهتحتسب الاجر والثواب
ستحضر قلبك حال الذهاب للصلاة
ستمشى كما أمر نبيك -صلى الله عليه وسلم-
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- " متفق عليه
كل هذا ان تحضر نفسك للقاء حبيبك ربك حتى تخشع فى صلاتك
وعند دخول المسجد لابد أن يدخله معظمًا مظهرًا الوجل من مهابة المكان وصاحبه،
فإن المساجد منازل الرحمة ومهابط البركات،
لذا شرع أن يقول الداخل إلى أي مسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
فإذا دخل المسجد شرع في السنة الراتبة أو النافلة ريثما يقام للصلاة،
وأهمية هذه السنة أو النافلة تكمن في تهيئتها وتمهيدها للفريضة لكمال الحضور فيها.
ثم يشرع في صلاة الفريضة مستحضرًا ما سنذكره عن وسائل تحصيل لذة الطاعة في الصلاة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن جنس هذا الاستعدادُ لصلاة التراويح فإنها من أعظم العبادات في ليالي رمضان،
ففي الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
وعن أبي ذر قال: صمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ويشكو كثير من المواظبين على قيام الليل في رمضان من عدم لمسهم لثمرة هذه الصلاة
مع اعتقادهم بأهميتها وسعيهم لبلوغ الغاية من أدائها.
والحق أن هذه الصلاة المهمة كغيرها تحتاج إلى إعداد وتهيئة، فيلزم الراغب في الانتفاع من صلاة التراويح
إقلال الطعام للغاية، ويحبَّذ أن يأتي المسجد وفي بطنه مسُّ من جوع، فإنه مثمر جدًا في حضور القلب،
وينبغي عليه أن يتطهر جيدًا ويلبس أحسن الثياب ويأتي الصلاة مبكرًا، وقبيح جدًا أن تفوته صلاة العشاء،
فهذا دليل الحرمان وعدم الفقه في الدين، فإن صلاة العشاء في جماعة تعدل قيام نصف ليلة كما في الحديث،
فوق كونها فريضة والله عز وجل يقول: في الحديث القدسي: "وما تقرب إليّ عبدي بأحب إليّ مما افترضته عليه" رواه البخاري.
ثم يستحضر القدوم على الله والوفادة إليه وانتهاز فرصة التعرض لرحمته ومغفرته والعتق من النار،
ويذهب إلى المسجد يدفعه الشوق والرغبة في الفضل، ويكدره الحياء من الله وخوف الرد والإعراض،
ويطلب مساجد أهل السنة حتى يُوهَبَ للصالحين إن كان من غير المقبولين ثم يستحضر ما ذكرناه
من وظائف عند الدخول في الصلاة وأثنائها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما محاسبة النفس
على الطاعات فهذا من أنفع الوظائف التي يقوم بها العابدون في شهر رمضان،
والأصل أن المحاسبة وظيفة لازمة للسالك طريق الآخرة، ولكنها تتأكد وتزداد في هذا الشهر.
والمحاسبة معناها: فحصُ الطاعة ظاهرًا وباطنًا، وأولاً وآخرًا، بحثًا عن الثمرة ليعرف مأتاها فيحفظَه،
وقدرها فينميه، ووصولاً للنقص سابقًا، ليتداركه لاحقًا.
والمحاسبة تكون قبل العمل وأثناءه وبعده.
أما قبله فبالاستعداد له واستحضار ما قصّر فيه حتى يتلافاه،
وأثناءه بمراقبة العمل ظاهرًا وباطنًا أوله وآخره، والمحاسبة بعد العمل بإعادة ذلك العمل.
وهذه المحاسبة إذا واظب عليها المرء صارت مسلكًا لا يحتاج إلى تكلّف ومعالجة وسيجد غِبَّ هذه المحاسبة
وثمرتها تزايدًا في مقام الإحسان الذي سعى إليه كل السالكون وهي أن يعبد الله كأنه يراه.
ومثل هذه المحاسبة ينبغي أن تكون في الخفاء، يحاور نفسه وهواه ويعالج أي قصور بِلوم نفسه
وتقريعها وعقابها على كسلها وخمولها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولا يُنصح بمداومة الاعتماد على أوراد المحاسبة الشائعة، وقد اختلف فيها الناس على طرفين،
فمنهم من جعلها وسيلة دائمة للتربية، وطريقة ناجحة لتقويم النفس، ومنهم من بالغ ومنع منها مطلقًا
واصفًا إياها بالبدعة، والحق التوسط، نعم هي وسلة لم ترد عن سلف هذه الأمة لكن تشهد لها نظائر في الشرع
مثل عد التسبيح بالحصى ونحو ذلك مما ثبت عن الصحابة والتابعين،
ثم إننا لا نقول بجواز الاعتماد على تلك الأوراد في كل الأحايين بل ننصح بها في بداية السير
وأيضًا لا نُلزم بها أحدًا، ولكن من عوّل عليها في بداية سيره لكون نفسه متمردةً شمُوسًا
فنرجو ألا يكون ثمة حرج، شرط عدم توالي اعتماده عليها.
والصواب تنشئة النفس على دوام المحاسبة الذاتية والمراقبة الشخصية، وتعويدها على العقاب عند الزلل،
فإن هذا من شأنه أن ينقّي العبادة من أي حافز خارجي دخيل على النية الصالحة
كرغبة في تسويد ورقة المحاسبة أو نحو ذلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|