| سوق السيئات ... هل من مشترى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 4:08 | |
| الحمد لله يربي أحبابه علي موائد آدابه يسدل ثوابه على من يشاء بغير حساب . أحمد الله وأشكره أتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأرجوه الحكمة وفصل الخطاب . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان خيرة خلق الله . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلى آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلى يوم الدين . أما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم
ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير : يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين "َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " [الحجرات : 12].
عباد الله أيها المسلمون :
الغيبة هي : أن تذكر أخاك بما يكره سواء كان ما ذكرته في نفسه أو بدنه . أو قوله أو فعله . أو دينه أو خلقه. وهذا ما عبر عنه النبي فيما رواه الدارامي وأبو يعلى رحمهما الله عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة قال" ذكرك أخاك بما يكره قالوا يا رسول الله وإن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته". وقال الإمام الحسن ذكر الغير في غيبته علي ثلاث حالات " غيبة وبهتان وأفك : الغيبة :هي أن تذكره بما يكره ويكون فيه . والبهتان : تذكره بما يكره وليس فيه . والإفك : تذكره بما بلغك عنه من كلام الناس ". وللغيبة أضرار كثيرة : فهي أشد من الزنا. وأشد من الربا. ورأي النبي عذاب المغتاب في رحلة الإسراء والمعراج . كما أن المغتاب يعذب في قبره . وللغيبة أثرها على الحسنات . وضرب الله للمغتاب أقبح مثل . فهي أشد من الزنا : قال صلي الله عليه وسلم " إياكم والغيبة فإنها أشد من الزنا فقد يزني المؤمن ويتوب فيتوب الله عليه وصاحب الغيبة لا يغفر الله له حتى يغفر له صاحبه " كما أنها أشد من الربا: قال صلي الله عليه وسلم " درهم ربا أشد من ست وثلاثين زنية وإن أربى الربا عرض المسلم ". ورأى الرسول المغتاب يعذب وهو في رحلة الإسراء والمعراج: فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه رأى قوما لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل فقال هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم " . والمغتاب يعذب في قبره " مر رسول الله على قبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله وأما الثاني فكان يمشي بين الناس بالنميمة فأمر النبي بجريدة رطبة وكسرها أمر بهما فغرستا وقال يخفف عنهما مالم تيبسا "وذكر أن عذاب القبر علي ثلاثة أثلاث " ثلث للغيبة وثلث للنميمة وثلث للبول ". وللغيبة أثرها على الحسنات فيؤخذ من حسنات المغتاب ويعطي للذي اغتابه فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئات الذين اغتابهم وطرحت على سيئاته ثم طرح في النار " . وقد ضرب الله للمغتاب اقبح مثل فقال ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "فمثل الذي يغتاب الناس كمثل رجل يأكل لم أخيه المسلم وهو ميت ولا شك أن هذا شيء مستقذر تأنف منه النفس وتشمئز . من أجل هذه الأضرار كلها وقف النبي صلي الله عليه وسلم ناصحا ومرشدا : فقال "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا يغتب بعضكم بعضا وكونوا عباد الله إخوانا "وقال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته ". وللغيبة أنواع كثيرة : غيبة اللسان وغيبة الإشارة وغيبة التقليد والمحاكاة وغيبة الكتابة وغيبة القلب ولاستماع إلى المغتاب أما غيبة اللسان : فهي الغيبة المعروفة لدينا وهي أن تذكر أخاك المسلم بما فيه ويكرهه ونهي الإسلام عنها قال تعالي ولا يغتب بعضكم بعضا وقال صلي الله عليه وسلم "إياكم والغيبة " وأما غيبة الإشارة : فهي أن تغتاب عن طريق الإشارة جاءت امرأة إلى بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعدما مشت أشارت عائشة عليها أنها قصيرة فقال الرسول لقد اغتبتيها ". وأما غيبة التقليد والمحاكاة : فهي الغيبة عن طريق تقليد الآخرين فيما فيهم من العيوب علي نحو السخرية والاستهزاء وهو ما نهي عنه القرآن " ويل لكل همزة لمزة " قال المفسرون : نزلت في الوليد بن المغيرة وأمية بن خلف فقد كانوا يغتابون النبي صلي الله عليه وسلم والمؤمنين . وأما غيبة القلم : فقد صح في الخبر " القلم أحد اللسانين " وأما غيبة القلب : فهي سوء الظن بالناس وميل القلب لغيبة الناس واحتقارهم فقد نهي الرسول عنه فقال " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " أما حيث النفس دون ميل قلبي فهذا معفو عنه قال صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عن ما حدثت به نفسها ". وأما الاستماع إلى المغتاب : فهذه غيبة أيضا فبمجرد أن تسمع له وتوافقه فيما يقول تصبح شريكا له في الإثم قال صلى الله عليه وسلم " المستمع أحد المغتابين " فعليك أن تذب عن عرض أخيك . قال صلى الله عليه وسلم " من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه يوم القيامة " . أو تنصرف عن الموقف في الحال واسمع لربك " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين ". وللغيبة أسباب منها : الغيظ والتشفي ومجاملة الأقران أو قد تظن أن أحدا يغتابك فتغتابه وقد تبلغ أن أحدا يغتابك فتغتابه وقد يكون السبب هو الهزل واللعب وقد يكون الغضب والانتقام وقد يكون الحسد والسخرية والاستهزاء . وتباح الغيبة في حالات : عند التظلم وعن الاستفتاء وعند تغيير المنكر وإذا كان الشخص لا يعرف إلا بهذا الاسم وعند التحذير وعند المجاهرة بالمعاصي أما عند التظلم : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن لصاحب الحق مقالا " وعند الاستفتاء : يروى أن زوجة أبى سفيان قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي فقال الرسول خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " وعند تغيير المنكر: يروى أن عمر مر على طلحة فسلم عليه فلم يرد فراح يشتكيه لأبي بكر ثم بدأ يصلح المنكر. وإذا كان الشخص لا يعرف إلا بهذا الاسم : مثل الأعرج والأعمش وغيرها وعند التحذير: قال صلى الله عليه وسلم " اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس "وعند المجاهرة بالمعاصي : قال صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا غيبة لهم الإمام الجائر والمبتدع والمجاهر بفسقه " . علاج الغيبة : أن تعلم أنها تعرضك لغضب الله . كما أنها تأكل حسناتك قال صلى الله عليه وسلم " ما النار في اليبس بأسرع منها في حسنات العبد ". كما يؤخذ من سيئات الذين اغتبتهم ويطرح على سيئاتك . وأن تنشغل بعيبك عن عيوب الناس: قال صلى الله عليه وسلم " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس " . وان تعالج الغيبة بعلاج أسبابها. ومن جميل ما يروي أن الإمام الحسن بلغه أن أحدا قد اغتابه فأعد طبقا فيه تمر وأهداه إليه وقال له أتانا انك قلت عنا كذا وكذا أما انك بذلك أهديتنا من حسناتك فأهديناك هذا التمر ". أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم الثانية : كفارة الغيبة : توبة وندم حتى يخرج من حق الله . يستحل من صاحبها حتى يخرج من حق العباد . ثم يستغفر لصاحبها . قال صلى الله عليه وسلم "كفارة الغيبة أن يستغفر لمن اغتابه " . وأن يسارع في ذلك قال صلى الله عليه وسلم " من كانت له مظلمة عند أخيه في عرض أو مال فليتحلله منه قبل أن يأتي يوم لا دينار فيه ولا درهم " وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبت من ماله فهذا مالي فليقتص منه ومن أصبت ظهره فهذا ظهري فليقتص منه " ..
اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 4:22 | |
| النميمة:
تعريفها: هي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد. حكم النميمة: فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب. فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك. آثارها: التَّفرقة بين الناس، قلق القلب، عارٌ للناقل والسامع، حاملة على التجسُّس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق النَّاس، ماذا نفعل اذا سمعنا أشخاص يسعون في النميمة؟ عدم الجلوس معهم ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وقوله عز وجل : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه . عقابها: جاء في الحديث: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم. قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11) النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم. النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه . في حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب". النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه(( فالمسلم الصادق أيها الإخوة: له وجه واحد حيثما كان وله لسان واحد لا ينطق إلا بما يرضي ربه عز وجل. ومن أمثلة النميمة: كأن تقول: قال فلان فيك كذا وكذا وهو يكرهك ولا يحبك وسواء كان هذا الكلام بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، إلى غير ذلك من الكلام غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا لا يجوز أيضا نقله لأن هذا من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه، ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل. الأمور التي تساعد على النميمة: إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها: 1- جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة. 2- ما في النفس من غل وحسد. 3- مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه. 4- أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان. من صفات النمام: قال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم . الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس. الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه. الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء. الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه. الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره. السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً. السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم. الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة. التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد. علاج النَّميمة: يكون بتوعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم. واجب السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق والفاسق مردود الشهادة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6) كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنه الكلام، فالله يقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ( سورة الحجرات ( أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت(( قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر. ماذا يفعل الشخص اللذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟ أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا: أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه. ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت. ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه. رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم. خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة. سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته. سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر. ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة. تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة . قصة في النميمة : أن رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين. أرأيتم ما تصنع النميمة كيف أودت بحياة رجل وزوجته وأوقعت المقتلة بين أقاربهما هذا صنيع ذي الوجهين دائما. قال الحافظ: 10/472 وجه الجمع بين الخَصلتين أن البرزخ مُقدمة الآخرة وأول ما يُقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله الصلاة ومن حقوق العباد الدماء. ومفتاح الصلاة التطهر من الخَبَث ومفتاح الدماء الغيبة والسعي بين الناس بالنميمة بنشر الفتن التي يُسفك بسببها الدماء. اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 4:28 | |
| قذف المحصنات إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } آل عمران102. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء1 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70 } يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }[الأحزاب71،70 ] أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي نبينا محمد r، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار. أحبتي في الله ...... هذا هو لقاءنا الأخير مع السبع الموبقات التي حذر منها النبي r في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال: (( اجتنبوا السبع الموبقات )) . قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟ قال ((الشرك بالله، والسحرُ وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكلُ مال اليتيم، وأكلُ الربا، والتولي يوم الزحف وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ونحن اليوم على موعد مع الكبيرة الأخيرة ألا وهي قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وحتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا فسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم في العناصر التالية. أولاً : المعنى اللغوي. ثانياً : شروط القذف وبما يثبت؟ ثالثاً : حكم القذف وعقوبته في الدنيا والآخرة. رابعاً : نموذج من القذف البشع. وأخيراً : صور مشرقة. فأعيروني القلوب والأسماع، فإن هذا اللقاء من الأهمية بمكان . أولاً : المعنى اللغوي. جاء في لسان العرب لابن منظور : القذف هو : الرمي والسَّب ومعناه هنا : رمي المرأة بالزنا أو ما كان في معناه . والمحصنات : جمع محصنة وهي المرأة المتزوجة . والُمحْنَةُ ، والُحْصِنةُ كذلك : هي المرأة العفيفة البعيدة عن الريبة والشك . والغافلات : من الغفلة ، وهي الترك والسهو . والغافلات: هن البريئات الطوايا المطمئنات النفس لأنهن لم يفعلن شيئا يحذرونه، ويخفن منه. ثانياً : شروط القذف وبما يثبت . إن القذف لا يصبح جريمة تستحق الجلد إلا بشروط منها ما يجب توفره في القاذف ومنها ما يجب توفره في المقذوف ، ومنها ما يجب توفره في الشيء المقذوف به. الشروط التي يجب توفرها في القاذف وهي : *: العقل والبلوغ والاختيار . وهذه الشروط هي أصل التكليف فإذا كان القاذف مجنوناً أو صغيراً أو مُكْرها فلا حد عليه . لقول النبي r في الحديث الذي رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والحاكم وغيرهم من حديث عليّ وصحح الحديث شيخنا الألباني في صحيح الجامع أنه r قال : (( رُفِعَ القلمُ عن ثلاث ، عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يفيق )) وفي لفظ ((عن المعتوه حتى يعقل)) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) ولقوله r في الحديث الذي رواه الطبري عن ثوبان وصححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع أنه r قال : ((رُفِعَ)) ، وفي لفظ ((وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه .)) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) الشروط التي يجب توفرها في المقذوف وهي : · العقل · البلوغ (أيضاً) فلا يحد من قذف الصغير أو الصغيرة ، ولكن الإمام مالك رحمه الله يقول : إذا قذف بنتا قبل البلوغ ولكنها من الممكن أن يزنى بها والعياذ بها ، فإنه يستحق الحد لأنه قد يفسد عليها مستقبلها ويؤذي أهلها . ولكن جمهور العلماء قالوا يَزر ، ولا حد عليه · الإسلام : أي أن يكون المقذوف مسلماً · العفة : أي يكون المقذوف عفيفاً بريئاً من فعل الفاحشة التي رمي بها . · الحرية : أي أن يكون المقذوف حراً وإن كان قذف الحر للعبد محرماً . لما رواه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص أنه r قال : ((من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قاتل )) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) ولما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ، وهذا لفظ البخاري في كتاب الحدود أنه r قال : (( من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جُلِدَ يوم القيامة إلا أن يكون كما قال )) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) الشوط التي يجب توفرها في المقذوف به وهي : التصريح بالزنا أو التعريض الظاهر الذي يفهم منه القذف ويستوي في ذلك القول والكتابة. ويثبت حد القذف بأحد أمرين * إما بإقرار القاذف نفسه . * أو بشهادة الشهود عليه . ثالثاً : حكم القذف وعقوبته في الدنيا والآخرة . أحبتي في الله : إن الإسلام منهج حياة متكامل لا يقوم أساسا على العقوبة ، إنما يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة ، وتحقيق الضمانات والوقاية . ثم يعاقب بعد ذلك من يدع الأخذ بهذه الأسباب الميسرة والضمانات الأمنية ليتمرغ في أحوال المعصية طائعاً مختاراً أو غير مضطر ومن ثم يشدد الإسلام في عقوبة القذف جزافا هذا التشديد ويتوعد عليها بأشد الوعيد ، لأن ترك الألسنة تلقي التهم جزافا بدون بينة أو دليل بترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقذف بتلك التهمة النكراء ، ثم يمضي آمنا مطمئنا فتصبح الجماعة وتمسي ، وإذا أعراضها مجرحة وسمعتها ملوثة وإذا كل فرد فيها متهم ومهدد بالاتهام !! وإذا كل زوج فيها يشك في زوجه !! وكل رجل فيها يشك في أصله !! وكل بيت فيها مهدد بالانهيار !! وهي حالة من الشك ، والقلق والريبة لا تطاق !! ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) ومن هنا ..... صيانة للأعراض وحماية للمجتمع ، شدد الإسلام في عقوبة القذف . وأوجب عل القاذف إذا لم يقم البنية ثلاثة أحكام وهي : الأول : أن يجلد ثمانين جلدة . الثاني : أن ترد شهادته أبدا . الثالث : أن يصبح فاسقاً ليس بعدل لا عند الله ولا عن الناس وهذا كلام متفق عليه بين العلماء ، ما لم يتب القاذف إلى الله جل وعلا . وهذه الأحكام الثلاثة نصت عليها آية محكمة واحدة من سورة النور قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{4} إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور 5،4] . أخرج أحمد وعبد الرزاق وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية قال سعد بن عبادة سيد الأنصار رضي الله عنه أهكذا أنزلت يا رسول الله ؟! فقال رسول الله r : ((يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقوله سيدكم ؟)) فقالوا : يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور ، والله ما تزوج امرأة قط إلا لكرا ، وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منَّا على أن يتزوجها من شدة غيرته . فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني لأعلم أنها الحق، وأنها من الله ، ولكني تعجبت أني لو وجدت (لُكاعّا) – أي امرأة – قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى يأتي بأربعة شهداء فوالله لا آتي بهم إلا وقد قضى حاجته ))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفي رواية البخاري ومسلم من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال : (( لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله r فقال: أتعجبون من غيرة سعد ؟ والله لأنا أغير منه والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وبالفعل لم يلبثوا إلا يسيرا ، وقد وقع ما ذكره سعد بن عبادة رضي الله عنه . ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ، وأحمد من غيرهم من حديث ابن عباس رضي الله عنها قال : فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشاءً فوجد عند امرأته رجلا يزني بها يقال له شريك بن سحماء فرأى هلال بن أمية بعينيه ، وسمع بإذنيه فلم يهيجه، حتى أصبح فغدا على رسول الله فقال : يا رسول الله ، إني جئت على أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني !! فكره رسول الله ما جاء واشتد عليه واجتمعت عليه الأنصار ، وقالوا : قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة . وهكذا أيها الأحبة قذف هلال بن أمية زوجته عند النبي r بشريك بن سمحاء . فقال النبي r : (( البينة أو حد ظهرك )). فقال هلال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة ؟ فجعل النبي يقول : (( البينة ، أو حد ظهرك )) فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبريء ظهري من الحدِّ! يقول ابن عباس : فوالله إن رسول الله يريد أن يأمر بضربه إذ أنزل الله على رسوله الوحي، وكان إذا نزل الوحي عرفوا ذلك فأمسكوا حتى فرغ من الوحي . فنزل قول الله تعالى([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) :{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ{7} عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ{9} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ } [النور: 6-10]. فَسُرِّيَ عن رسول الله وقال : ((أبشر يا هلال فلقد جعل الله لك فرجا ومخرجا)) فقال هلال : قد كنت أرجو ذلك من ربي عز وجل فقال رسول الله : ((أرسلوا إليها )) فجاءت . فتلا النبي r عليهما الآيات فذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا . فقال هلال : والله يا رسول الله لقد صدقت . فقالت زوجته : كذب فقال رسول الله : (( لاعنوا بينهما )) فقيل لهلال : اشهد فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين . فلما كانت الخامسة : قيل يا هلال اتق الله فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وإن هذه الموجبة عليك العذاب . فقال هلال : والله لا يعذبني الله عليها كما لم يجلدني عليها . فشهد في الخامسة : أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . ثم قيل للمرأة إشهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين . وقيل لها عند الخامسة : اتق الله فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وإن هذه الموجبة عليك العذابك . فتلكأت ساعة وهمت بالاعتراف . ثم قالت : والله لا أفضح قومي . فشهدت في الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين !! . فَفَرَّق رسول الله r بينهما وقضى بأن الولد لها ولا يدعى لأب ولا يرمى ولدها . ثم قال رسول الله: ((إن جاءت به (أي ولدها) أكحلُ العينين سابغ الألْيَتَيْن خَدَلَّج الساقين فهو لشريك بن سحماء)) فجاءت به كذلك . فقال رسول الله : (( لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن )) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) وثبت أيضاً في الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي أن آيات اللعان نزلت في عُويمر العجلاني . ويتبين لنا أيها الأحبة أن اللعان بمنزلة البينة للرجل الذي رأى مع امرأته رجلاً ولا يمكنه أن يأتي بالبينة . ويترتب على اللعان الأحكام التالية : أولاً : الفرقة بين الرجل وزوجته . ثانياً : تحرم عليه تحريماً أبدياً . ثالثاً : ينتفي عنه النسب فلا ينسب الولد إليه . رابعاً : يسقط عنه حد القذف . خامساً : وجب على المرأة الرجم . فإذا لا عنت الزوجة أيضاً وشهدت أربع شهادات بالله أن زوجها لمن الكاذبين ثم قالت في الخامسة أن غضب الله عليها إن كان زوجها من الصادقين فيما رماها به . فإنه لا يتعلق بلعانها إلا حكم واحد وهو سقوط الحد عنها . هذا هو حكم القذف . وهذه هي عقوبة القاذف في الدنيا . أما عقوبته في الآخرة فإنها والله لقاسية يقول الله عز وجل : {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{23} يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور : 23-25] رابعاً : نموذج من القذف البشع من هذه النماذج البشعة ما حدث للطاهرة العفيفة .. الحصان الرزان الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها !! وتعالوا بنا أيها الأحباب نستمع إلى القصة كما ترويها أمنا أم المؤمنين عائشة تقول رضي الله عنها وأرضاها : كان رسول الله r إذا أراد أن يخرج سفراً أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه .قالت : فأقرع بيننا في غزاة غزاها ، فخرج سهمي فخرجت معه بعدما أنزل الحجاب وأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه . فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار وفي رواية : جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه . وأقبل الرهط الذي كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوا على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فحملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا . فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينما أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت. وكان صفوان ابن المعطل السلمي ثم الذكواني عرس من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني . وكان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهه بجلبابي والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه . وهوى حتى أناخ راحلته فوطيء عليها يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش قالت : فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي بن سلول. والحديث بطوله رواه البخاري ومسلم وغيرهما . وفي بعض الروايات أن عبد الله بن أبي سلول لما رأى صفوان بن المعطل رضي الله عنه جاء مقبلاً يجر الراحلة بهودج أم المؤمنين رضي الله عنها . قال رأس النفاق : من هذا ؟ قالوا : أم المؤمنين عائشة ، فقال رأس النفاق : والله ما نجت منه ولا نجا منها !! ثم قال – وبئس ما قال – امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت ثم جاء يقودها . يا لها من قولة خبيثة .. يا لها من قولة شديدة آثمة وطير المنافق هذه القولة وتناولتها عصابات النفاق .. وسقط في الهاوية بعض المسلمين ولاكت ألسنتهم هذه الفرية المرعبة!! وماجت المدينة المطهرة بهذا الخبر الأليم شهراً كاملا!! الله أكبر ... رسول الله يرمى في طهارة فراشه وهو الطاهر الذي فاضت طهارته على العالمين !! رسول الله يرمى في صيانة حرمته وهو القائم على صيانة الحرمات في أمته!! ها هو رسول الله يرمى في كل شيء حين يرمى في عائشة !! يرمى في فراشه !! يرمى في شرفه !! يرمى في قلبه !! يرمى في رسالته !! ولحكمة يعلمها اللطيف الخبير العليم يدع الله هذا الأمر شهراً كاملاً لا تنزل فيه آية على رسول الله r !! ورسول الله r يتألم آلاماً تنوء الجبال الراسيات بحملها . وها هي عائشة الصديقة ترمى في أعز ما تعتز به أي امرأة !! ترمى في شرفها وهي التي ترتبت في العش الطاهر الرفيع !! ترمى في إيمانها وهي الزهرة التي تفتحت في حقل الإسلام وبستان الوحي !! وعلى يد مَنْ؟! على يد سيد البشر محمد r . وها هو أبو بكر الصديق يحطمه الألم وهو يرمى في عرضه !! وفي من ؟! في ابنته زوج رسول الله r صاحبه وحبيبه ونبيه ورسوله الذي آمن به وصدقه. ولكنه الصابر المحتسب القوي على آلامه وجراحه . فيقول بمرارة مريرة : والله ما رمينا بهذا في الجاهلية أفنرمى به في الإسلام !! وها هو الصحابي الجليل الطيب الطاهر المجاهد في سبيل الله صفوان بن المعطل يرمى بخيانة نبيه في زوجه !! فيرمى بذلك في إسلامه وفي أمانته وفي شرفه !! الله أكبر ... إنها خطورة الكلمة !! ونعود إلى أمنا أم المؤمنين الصديقة الطاهرة الشريفة العفيفة عائشة رضي الله عنها عندما علمت أن الناس تلكموا غيها وفي عرضها تقول : فقلت : سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا ؟! أي بالإفك . قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي فدعا رسول الله r علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استبلث الوحي([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) يشيرهما في فراق أهله . قالت : فأما أسامة فأشار عليه بما يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال أسامة : هم أهلك ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])يا رسول الله ولا نعلمن والله إلا خيراً . وأما علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) قالت : وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى أظن أن البكاء فالق كبدي . قالت فبينما أبواي جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي . فبينما نحن كذلك إذ دخل علينا رسول الله r فسلم ثم جلس . قالت : ولم يجلس عندي من يوم قيل ما قيل ؟ وقد مكث شهراً لا يوحى إليه في شأني بشيء . قالت فتشهد رسول الله r حين جلس ثم قال : ((أما بعد يا عائشة إنه قد بلغني عنك كذا كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله – عز وجل – وإن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إن أذنب واعترف بذنبه وتاب إلى الله ، تاب الله عليه )) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فلما قضى رسول الله [b]r مقالته قلص دمعي حتى ما أحس عنه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله r فيما قال !! قال : والله يا ابنتي ما أدري ما أقول لرسول الله r . فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله فيما قال . قالت : والله يا ابنتي ما أدري ما أقول لرسول الله r . قالت : وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن فقلت : إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما تحدث الناس به حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به لئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم إني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترف لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني فوالله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف إذ قال : {وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [يوسف/18] . ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببرائتي . ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في شأني وحياً يتلى ، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم الله بالقرآن في أمري . ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله r في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت : فوالله ما رام([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) رسول الله r مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله على نبيه ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شاتٍ من ثقل القول الذي أنزل عليه . قالت فَسُرِّ عن رسول الله r وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي : يا عائشة احمدي الله . ومن الرواة من قال : أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت لي أمي : قومي إلى رسول الله r . فقلت : لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل برءتي فأنزل الله عز وجل.{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{11} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ{12} لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ{13} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ{15} وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ{16} يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{17} وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{18} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])[ النور / 11- 19] . في مقابل هذه الصورة القاتمة البشعة (صورة الإفك) نرى هذه الصورة المشرقة الوضيئة. إنه الفتى الذي لم يجاوز العاشرة من عمره إلا قليلاً . إنه عمير بن سعد الذي مات أبوه وتزوجت أمه برجل ثري يقال له : الجلاس بن سويد الذي أحب عميراً حباً شديداً . وفي السنة التاسعة للهجرة أمر النبي r المسلمين أن يستعدوا ويتجهزوا لغزوة تبوك وتسابق المؤمنون الصادقون وتكاسل المنافقون وذهب الفتى المؤمن عمير بن سعد ليقص على الجلاس ما رأى وما سمع من المؤمنين الصادقين الذين راحوا يبذلون كل ما يملكون لرسول الله r . وإذ بالجلاس ينطق بعبارة تخرجه من الإسلام دفعة واحدة وتدخله في الكفر من أوسع أبوابه فلقد قال الجلاس لعمير : إن كان محمد صادقاً فيما يدعيه فنحن شر من الحمير !!! فالتفت الفتى المؤمن عمير بن سعد إلى الجلاس وقال : والله ما كان على ظهر الأرض أحد بعد رسول الله r أحب إليّ منك فأنت آثر الناس عندي وأجلهم على ولقد قلت مقالة إن ذكرتها فضحتك وإن أخفيتها خُنْتُ أمانتي وأهلكت نفسي وديني وقد عزمت على أن أمضي إلى رسول الله r وأخبره بما قلت فكن على بينة من أمرك . ومشى عمير بن سعد وأخبر النبي r بما سمع من الجلاس بن سويد . فاستبقاه الرسول r عنده وأرسل أحد أصحابه ليدعو له الجلاس فجاء الجلاس وحيا النبي r وجلس بين يديه . فقال له النبي r : ما مقالة سمعها منك عمير بن سعد ؟! وذكر له النبي ما قال . فقال الجلاس : كذب على يا رسول الله وافترى !! فما تفوهت بشيء من ذلك وإني أحلف بالله أني ما قلت شيئا مما نقله لك عمير !! والتفت الرسول r إلى عمير فرأى وجهه وقد احتقن بالدم والدموع تنحدر مدراراً من عينيه فتتساقط على خديه وصدره ، وهو يقول : اللهم أنزل على نبيك بيان ما تكلمت به واستجاب الله دعوة هذا الفتى المؤمن فغشيت رسول الله السكينة فعرفوا أنه الوحي فلزموا أماكنهم وسكنت جوارحهم ولاذوا بالصمت ، وتعلقت أبصارهم بالنبي r يتلو قول الله عز وجل : {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}[التوبة:74] فارتعد الجلاس من هول ما سمع ، وظل يصرخ : بل أتوب يا رسول الله !! بل أتوب يا رسول الله !! صدق عمير يا رسول الله وكنت من الكاذبين !! وهنا توجه النبي r إلى الفتى البار .... إلى الفتى الصادق عمير بن سعد ودموع الفرح تبلل وجهه المشرق بنور الإيمان ، فمد الرسول الكريم يده الشريفة إلى أذن عمير وأمسكها برفق وقال : وفت أذنك ما سمعت وصدقك ربك يا عمير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أسأل الله جل وعلا أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.
اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 4:34 | |
|
قول الزور
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين - وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
عباد الله:
فقد جاء في صحيحين عن أبي بكرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: (ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور) فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت"1.
والأظهر من السياق أن المراد لا يشهدون الزور أي لا يحضرونه، ولهذا قال تعالى:
{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}(72) سورة الفرقان، أي لا يحضرون الزور، وإذا اتفق مرورهم به مروا ولم يتدنسوا منه بشيء، ولهذا قال: {مَرُّوا كِرَامًا}.
وقوله: "وكان متكئاً فجلس" يشعر بأنه اهتم بذلك حتى جلس بعد أن كان متكئاً، ويفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه، وسبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعاً على الناس، والتهاون بها أكثر، فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم، والعقوق يصرف عنه الطبع، وأما الزور فالحوامل عليه كثيرة، كالعداوة والحسد وغيرها، فاحتيج للاهتمام بتعظيمه، و ليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها من الإشراك قطعاً، بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد بخلاف الشرك، فإن مفسدته قاصرة غالباً"2. وقول الزور أبلغ من فعله، ولأنهم إذا مدحهم على مجرد تركهم شهوده، دل على أن فعله مذموم عنده معيب؛ إذ لو كان فعله جائزاً والأفضل تركه لم يكن في مجرد شهوده أو ترك شهوده كبير مدح، إذ شهود المباحات التي لا منفعة فيها، وعدم شهودها، قليل التأثير. والواقع عباد الله: أنه قد كثر في هذه الأيام قول الزور بين الناس، وحضور أماكنه، والخوض فيه، فانتشرت شهادة الزور، وأنتشر اللهو الباطل من الأغاني والمسلسلات والفضائيات وكل هذا من الزور المنهي عنه. فينبغي عباد الله: أن تجتنبوا قول الزور كله، ولا تقربوا منه شيئاً لتماديه في القبح والسماجة، وما ظنك بشيء قرن بعبادة الأوثان. "وعدم شهادة الزور قد تكون على ظاهر اللفظ ومعناه القريب، أنهم لا يؤدون شهادة زور، لما في ذلك من تضييع الحقوق، والإعانة على الظلم. وقد يكون معناها الفرار من مجرد الوجود في مجلس أو مجال يقع فيه الزور بكل صنوفه وألوانه، ترفعاً منهم عن شهود مثل هذه المجالس والمجالات. وهو أبلغ وأوقع. وهم كذلك يصونون أنفسهم واهتماماتهم عن اللغو والهذر:{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}(72) سورة الفرقان، لا يشغلون أنفسهم به، ولا يلوثونها بسماعه؛ إنما يكرمونها عن ملابسته ورؤيته بله المشاركة فيه، فللمؤمن ما يشغله عن اللغو والهذر، وليس لديه من الفراغ والبطالة ما يدفعه إلى الشغل باللغو الفارغ، وهو من عقيدته ومن دعوته ومن تكاليفها في نفسه وفي الحياة كلها في شغل شاغل"3. عباد الله: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد حذر من الزور، وقوله، والعمل به حتى قال:(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)4.
وقال تعالى:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}(30) سورة الحـج، الذي هو الباطل، وسمي زوراً لأنه مائل عن الحق، والمراد هنا قول الزور على العموم، وأعظمه الشرك بالله، بأي لفظ كان، وقال الزجاج: "المراد بقول الزور ها هنا تحليلهم بعض الأنعام وتحريمهم بعضها، وقولهم هذا حلال وهذا حرام، وقيل المراد به شهادة الزور"5
فشهادة الزور سبب لزرع الأحقاد و الضغائن في القلوب، لأن فيها ضياع حقوق الناس و ظلمهم، و طمس معالم العدل و الإنصاف، و من شأنها أن تعين الظالم على ظلمه، و تعطي الحق لغير مستحقه، و تقوض أركان الأمن، و تعصف بالمجتمع و تدمره. لقد بلغت الاستهانة و قلة التقوى بالبعض أنه كان يقف بأبواب المحاكم مستعداً لشهادة الزور رجاء قروش معدودة بحيث تحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سنداً للباطل، و مضللة للقضاء، و يستعان بها على الإثم و البغي و العدوان.
عباد الله إن من صفات المؤمنين أنهم :{لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}
أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في آيات الله والجدال الباطل والغيبة والنميمة والسب والقذف والاستهزاء والغناء المحرم وشرب الخمر وفرش الحرير، والصور ونحو ذلك، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فمن باب أولى وأحرى أن لا يقولوه ويفعلوه.
وشهادة الزور داخلة في قول الزور تدخل في هذه الآية بالأولوية:{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ} وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فيه فائدة دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم
{مَرُّوا كِرَامًا} أي: نزهوا أنفسهم وأكرموها عن الخوض فيه، ورأوا أن الخوض فيه وإن كان لا إثم فيه، فإنه سفه، ونقص للإنسانية والمروءة، فربأوا بأنفسهم عنه. وفي قوله:{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ} إشارة إلى أنهم لا يقصدون حضوره ولا سماعه، ولكن عند المصادفة التي من غير قصد يكرمون أنفسهم عنه"6.
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : "تعدل شهادة الزور بالشرك، وقرأ:
{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}(30) سورة الحـج، و عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : قدم رجل من العراق على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: جئتك لأمر ماله رأس ولا ذنب، فقال عمر: و ما ذاك؟ قال: شهادة الزور ظهرت بأرضنا، قال: وقد كان ذلك؟ قال: نعم، فقال عمر بن الخطاب: والله لا يؤسر (لا يحبس) رجل في الإسلام بغير العدول. فشهادة الزور نوع خطير من الكذب، شديد القبح سيئ الأثر، يتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال، و قد حكى البعض الإجماع على أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر. ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً فضلاً عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جداً، ولا يحل قبولها و بناء الأحكام عليها. أسأل الله تعالى أن يطهرنا من الزور وحضوره والقول به إنه ولي ذلك والقادر عليه. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله مُيسرِ سبل العبادة لمن سلكها، ومبين طُرق النجاة لمن طلبها، وقابل الحمد من قلوب عن الغفلة والغواية والردى أبعدها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق النفس من العدم فأنطقها، وبث في الكون آثار وحدانيته فجلاها وأظهرها، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله خير البرية أجمعها وأزكاها وأطهرها - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-.
أما بعد: فعلى الرغم من خطورة اقتطاع حقوق الناس بشهادة الزور إلا أن لها معاني أخر لا تقل في خطورتها، فالزور هو الشرك و هو الغناء، و هو الكذب، أو هو أعياد المشركين، وهو مجالس الباطل، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى:{وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}(30) سورة الحـج، يعني: الافتراء على الله و التكذيب، و قال الطبري: و اتقوا قول الكذب و الفرية على الله بقولكم في الآلهة:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}(3) سورة الزمر، وقولكم للملائكة هي بنات الله، و نحو ذلك من القول فإن ذلك كذب و زور و شرك.
وعن عائشة - رضي الله عنها - أن امرأة قالت: يا رسول الله أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)7. و هكذا فالزور عبارة عن وصف الشيء على خلاف ما هو عليه فعلاً، و هو من جملة الكذب.
وفي الحديث :(خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته)8 قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد. وإذا كانت شهادة الزور مذمومة، فشهادة الحق محمودة، ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}(النساء:135).
وقال عز من قائل: {إلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (الزخرف: من الآية86). فنسأله سبحانه أن يجعلنا من الشهداء بالحق القائمين بالقسط إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
فاتقوا الله رحمكم الله، واستقيموا إلى ربكم واستغفروه، ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال عز من قائل:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب:56.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام والمسلمين، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، اللهم افتح مسامع قلوبنا لقبول الحق يا رب العالمين، اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا، واجعلنا هداةً مهتدين اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 4:41 | |
| تعريف الفتنة :
أولاً : الفتنة في اللغة :-
قال الأزهري : جماع معنى الفتنة في كلام العرب : الابتلاء ، والامتحان وأصلها مأخوذ من قولك : فتنتُ الفضة والذهب ، أذبتهما بالنار ليتميز الردي من الجيد ، ومن هذا قول الله عز وجل : " يومهم على النار يفتنون " أي يحرقون بالنار . ( تهذيب اللغة 14 / 296 ) .
قال ابن فارس :" الفاء والتاء والنون أصل صحيح يدل على الابتلاء والاختبار " ( مقاييس اللغة 4 / 472 ) . فهذا هو الأصل في معنى الفتنة في اللغة .
قال ابن الأثير : الفتنة : الامتحان والاختبار ... وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار من المكروه ، ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء .( النهاية 3 / 410 ) .وبنحو من هذا قال ابن حجر في الفتح ( 13 /3 ) .
وقد لخص ابن الأعرابي معاني الفتنة بقوله : " الفتنة الاختبار ، والفتنة : المحنة ، والفتنة : المال ، والفتنة : الأولاد ، والفتنة الكفر، والفتنة اختلاف الناس بالآراء والفتنة الإحراق بالنار" . ( لسان العرب لابن منظور ) .
ثانيا : معاني الفتنة في الكتاب والسنة :
1- الابتلاء والاختبار : كما في قوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) العنكبوت/2 أي وهم لا يبتلون كما في ابن جرير
2- الصد عن السبيل والرد : كما في قوله تعالى ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك) المائدة/ من الآية49 قال القرطبي : معناه : يصدوك ويردوك .
3- العذاب : كما في قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:110) فتنوا : أي عذبوا .
4- الشرك ،والكفر : كما في قوله تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) البقرة/193 قال ابن كثير: أي شرك .
5- الوقوع في المعاصي والنفاق : كما في قوله تعالى في حق المنافقين ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِي)الحديد/ من الآية14 قال البغوي :أي أوقعتموها في النفاق وأهلكتموها باستعمال المعاصي والشهوات .
6- اشتباه الحق بالباطل : كما في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) لأنفال/73 فالمعنى : " إلا يوالى المؤمن من دون الكافر ، وإن كان ذا رحم به ( تكن فتنة في الأرض ) أي شبهة في الحق والباطل ." كذا في جامع البيان لابن جرير .
7- الإضلال : كما في قوله تعالى : ( ومن يرد الله فتنته ) المائدة / 41 ، فإن معنى الفتنة هنا الإضلال .البحر المحيط لأبي حيان ( 4 / 262 )
8- القتل والأسر : ومنه قوله تعالى : (وإن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) النساء / 101 . والمراد : حمل الكفار على المؤمنين وهم في صلاتهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم . كما عند ابن جرير .
9- اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم : كما في قوله تعالى : ( ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ) أي يوقعوا الخلاف بينكم كما في الكشاف ( 2 / 277 ) .
10 - الجنون : كما في قوله تعالى ( بأيِّكم المفتون ) .فالمفتون بمعنى المجنون .
11- الإحراق بالنار : لقوله تعالى : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) .
( البروج :10 )
قال ابن حجر : ويعرف المراد حيثما ورد بالسياق والقرائن . الفتح ( 11 / 176 )
تنبيه :
قال ابن القيم رحمه الله : " وأما الفتنة التي يضيفها الله سبحانه إلى نفسه أو يضيفها رسوله إليه كقوله: ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ) وقول موسى : ( إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ) فتلك بمعنى آخر وهي بمعنى الامتحان والاختبار والابتلاء من الله لعباده بالخير والشر بالنعم والمصائب فهذه لون وفتنة المشركين لون ، وفتنة المؤمن في ماله وولده وجاره لون آخر ، والفتنة التي يوقعها بين أهل الإسلام كالفتنة التي أوقعها بين أصحاب علي ومعاوية وبين أهل الجمل ، وبين المسلمين حتى يتقاتلوا و يتهاجروا لون آخر . زاد المعاد ج: 3 ص: 170 اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 4:44 | |
|
(( سوء الظن بالناس ))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يغلب على البعض من الناس اليوم خلق ذميم ربما ظنوه نوعاً من الفطنة وضرباً من النباهة وإنما هو غاية الشؤم بل قد يصل به الحال إلى أن يعيب على من لم يتصف بخلقه ويعده من السذاجة وما علم المسكين ان إحسان الظن بالآخرين مما دعا إليه ديننا الحنيفة فالشخص السيئ يظن بالناس السوء، ويبحث عن عيوبهم، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]"وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا" (النجم:28) وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف ، فإن هذا عين الكذب " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " [ وأخرجه البخاري ومسلم ، الترمذي 2072 ] وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم :[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [الحجرات : 12] روى الترمذي عن سفيان: الظن الذي يأثم به ما تكلم به، فإن لم يتكلم لم يأثم. وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين ثم قال: وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به. وحكى القرطبي عن أكثر العلماء: أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم :[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً". قال ابن سيرين رحمه الله: "إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه". وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده فقال للشافعي: قوى لله ضعفك ، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال : والله ما أردت إلا الخير . فقال الإمام : أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير .فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول : " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك " وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قال موسى عليه الصلاة والسلام يارب يقولون بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب فبم قالوا ذلك ؟ قال: «إن إبراهيم لم يعدل بي شيء قط إلا اختارني عليه، وإن إسحاق جاد لي بالذبح وهو بغير ذلك أجود وإن يعقوب كلما زدته بلاء زادني حسن ظن».[ تفسير ابن كثير ج / 7 ص / 22 ] وعن الفضيل بن عياض عن سليمان عن خيثمة قال قال عبد الله والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى [color=black]سن الظن بالله -الجزء 1 صفحة 96 ] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين . عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( حسن الظن من حسن العبادة ))[ رواه الحاكم وأبو داود وأحمد في مسنده ] اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك رزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا والحمد لله رب العالمين اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 4:52 | |
| الجهر بالسوء من القول
تفسير قوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](148) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](149) . النساء يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي: يبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله. ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول كالذكر والكلام الطيب اللين. وقوله: ( إِلا مَن ظُلِمَ ) أي: فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه، ويجهر بالسوء لمن جهر له به، من غير أن يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه، ومع ذلك فعفوه وعـدم مقابلته أولى، كما قـال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . ( وَكَانَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سَمِيعًا عَلِيمًا ) ولما كانت الآية قد اشتملت على الكلام السيئ والحسن والمباح، أخبر تعالى أنه ( سميع ) فيسمع أقوالكم، فاحذروا أن تتكلموا بما يغضب ربكم فيعاقبكم على ذلك. وفيه أيضا ترغيب على القول الحسن. ( عَلِيمٌ ) بنياتكم ومصدر أقوالكم. ثم قال تعالى: ( إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ ) وهذا يشمل كل خير قوليّ وفعليّ، ظاهر وباطن، من واجب ومستحب. ( أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ ) أي: عمن ساءكم في أبدانكم وأموالكم وأعراضكم، فتسمحوا عنه، فإن الجزاء من جنس العمل. فمن عفا لله عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه، فلهذا قال: ( فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ) أي: يعفو عن زلات عباده وذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره، ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته. وفي هذه الآية إرشاد إلى التفقه في معاني أسماء الله وصفاته، وأن الخلق والأمر صادر عنها، وهي مقتضية له، ولهذا يعلل الأحكام بالأسماء الحسنى، كما في هذه الآية. لما ذكر عمل الخير والعفو عن المسيء رتب على ذلك، بأن أحالنا على معرفة أسمائه وأن ذلك يغنينا عن ذكر ثوابها الخاص.
اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 5:11 | |
| النفاق
النفاق : تعريفه ، أنواعه أ - تعريفه :
النفاق لغة : مصدر نافق ، يُقال : نافق يُنافق نفاقًا ومنافقة ، وهو مأخوذ من النافقاء : أحد مخارج اليربوع من جحره ؛ فإنه إذا طلب من مخرج هرب إلى الآخر ، وخرج منه ، وقيل : هو من النفق وهو : السِّرُ الذي يستتر فيه.
وأما النفاق في الشرع فمعناه : إظهارُ الإسلام والخير ، وإبطانُ الكفر والشر ؛ سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ، ويخرج منه من باب آخر ، وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .
أي : الخارجون من الشرع .
وجعل الله المنافقين شرًّا من الكافرين فقال : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ .
وقال تعالى : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ، يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ .
أنواع النفاق : النفاق نوعان : النوع الأول : النفاقُ الاعتقادي : وهو النفاق الأكبر الذي يُظهر صاحبه الإسلام ، ويُبطن الكفر ، وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار ، وقد وصَفَ الله أهله بصفات الشر كلها : من الكفر وعدم الإيمان ، والاستهزاء بالدين وأهله ، والسخرية منهم ، والميل بالكلية إلى أعداء الدين ؛ لمشاركتهم لهم في عداوة الإسلام . وهؤلاء مَوجودون في كل زمان ، ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولا يستطيعون مقاومته في الظاهر ، فإنهم يظهرون الدخول فيه ؛ لأجل الكيد له ولأهله في الباطن ؛ ولأجل أن يعيشوا مع المسلمين ويأمنوا على دمائهم وأموالهم ؛ فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ؛ وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به ، لا يؤمن بالله ، ولا يؤمن بأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولًا للناس يهديهم بإذنه ، وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه ، وقد هتك الله أستار هؤلاء المنافقين ، وكشف أسرارهم في القرآن الكريم ، وجلى لعباده أمورهم ؛ ليكونوا منها ومن أهلها على حذر . وذكرَ طوائف العالم الثلاث في أول البقرة : المؤمنين ، والكفار ، والمنافقين ، فذكر في المؤمنين أربع آيات ، وفي الكفار آيتين ، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية ؛ لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم ، وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله ، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدًّا ؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته ، وهم أعداؤه في الحقيقة ؛ يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح ، وهو غاية الجهل والإفساد.
وهذا النفاق ستة أنواع
1 - تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم .
2 - تكذيبُ بعض ما جاءَ به الرسول - صلى الله عليه وسلم -
3 - بُغضُ الرسول - صلى الله عليه وسلم -
4 - بغضُ بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم .
5 - المسرَّة بانخفاض دين الرسول - صلى الله عليه وسلم .
6 - الكراهية لانتصار دين الرسول - صلى الله عليه وسلم .
النوع الثاني : النفاق العملي : وهو عمل شيء من أعمال المنافقين ؛ مع بقاء الإيمان في القلب ، وهذا لا يُخرج من الملة ، لكنه وسيلة إلى ذلك ، وصاحبه يكونُ فيه إيمان ونفاق ، وإذا كثر صارَ بسببه منافقًا خالصًا ، والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - : أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كانَ منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا اؤتمن خان ، وإذا حدّث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر .
فمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع ، فقد اجتمع فيه الشر ، وخلصت فيه نعوت المنافقين ، ومَن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق ، فإنه قد يجتمع في العبد خصال خير ، وخصال شر ، وخصال إيمان ، وخصال كفر ونفاق ، ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك .
ومنه : التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد ؛ فإنه من صفات المنافقين ، فالنفاق شر ، وخطير جدًّا ، وكان الصحابة يتخوفون من الوقوع فيه ، قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: ( أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهم يخاف النفاق على نفسه ) .
الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر : 1 - إن النفاقَ الأكبرَ يُخرجُ من الملَّة ، والنفاقَ الأصغر لا يُخرجُ من الملَّة .
2 - إن النفاق الأكبر : اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد ، والنفاق الأصغر : اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد .
3 - إن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن ، وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن .
4 - إن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ، ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم . بخلاف النفاق الأصغر ؛ فإن صاحبه قد يتوب إلى الله ، فيتوب الله عليه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وكثيرًا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ، ثم يتوبُ الله عليه ، وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق ، ويدفعه الله عنه ، والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان ، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره ، كما قال الصحابة : يا رسول الله ، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخرّ من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به ، فقال : ذلك صريح الإيمان . وفي رواية : ما يتعاظم أن يتكلم به ، قال : الحمدُ لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة ، أي حصول هذا الوسواس ، مع هذه الكراهة العظيمة ، ودفعه عن القلب ، هو من صريح الإيمان ) انتهى .
وأما أهل النفاق الأكبر ، فقال الله فيهم : صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ . أي : إلى الإسلام في الباطن ، وقال تعالى فيهم : أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وقد اختلف العلماءُ في قبول توبتهم في الظاهر ؛ لكون ذلك لا يُعلم ، إذ هم دائمًا يظهرون الإسلام ). اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الأربعاء 27 يوليو 2011 - 19:16 | |
| هذا هو سوق السيئات لمن أرد ان يشترى منه و ما اكثر الطلب على ما فيه
من سلع رخيصة
من نفاق و غيبة و نميمة و قول الزور و الفتنة و قذف المحصنات و سوء الظن بالناس
عجبا لم يتناقل كلام ليس له اى اساس من الصحة و يزيد عليه ما شاء من عنده
و عجبا لم يصدق هذا الكلام ليحظى بجزء من سلع السوق
فكيف يستر الله عبدا و يقوم هو بفضح ما قام به
و الاغرب أن يكون الكلام صادر من بنت الاولى بها أن تنفى هذا الكلام
و العكس هى ما تقوم بنشر هذا الكلام
كيف يصدق هذا و الاغرب من هذا تقوم بعض البنات بالحديث و قذف اخريات دون وجه حق
الا انه اعمى الحقد قلبها فقالت كلام على بنات هم فى الحقيقة أبعد من هذه التهم
اتقوا الله فيما تسمعوا أو تقولوا ولا تتناقلوا الاشاعات بينكم الا بعد التاكد منها
هنيئا لكم فقد ربحت تجارتكم من سوق السيئات و اشتريتهم الكثير و الكثير
فبعتم الحسنات مقابل الحصول على السيئات
اجتهدوا للفوز بالسيئات و ها نحن على مقربة من رمضان
اجتهدوا و تحدثوا و تناقلوا الكلام و بيعوا حسناتكم
اما نحن فلنا الله فهو نعم المولى
و حسبى الله و نعم الوكيل
اللهم انى اشهدك ان دخلت السوق رغما عنى فلا تحرمنى من حسنات من يتكلم عنى ولا تحرمهم من سيئاتى اللهم يا غافر الذنب و قابل التوب اشهدك انى اتوب إليك يا أرحم الراحمين | |
|
| |
حبيبه عضو متميز
العمل/الترفيه : الدعوه رقم العضوية : 229 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 عدد المساهمات : 1585
| موضوع: رد: سوق السيئات ... هل من مشترى الجمعة 29 يوليو 2011 - 17:36 | |
| مجهود كبير جدا يااستاذ رياض
جزاك الله خير الجزاء
انا قرات بعيني سريعا ويكفي اننا نعرف السيئه ويكفي انها حرام وكلنا عارفين
جميل جدا جدا | |
|
| |
| سوق السيئات ... هل من مشترى | |
|