اِلْمُحَاكْمَةْ !!
من يناير للنهاردة عَدِتْ شهور
وإحنا لسه زي ما إحنا
وسط دوامة كبيرة تِلِفْ بينا
وإحنا فيها واقفين نِدُورْ
المطالب نفس المطالب
والكلام نفس الكلام
والسُطور نفس السُطور
عن حقوقنا وملياراتنا
وعن بيوتنا وعن قصور
عن سفن شَالِتْ و خَبِتْ
وجَرْيْ هِرِبِتْ في البُحور
وطيارات راحتْ و عَبِتْ
بإسم قائد للعبور
......................
بَسْ يا خسارة القيادة
لما تتحول لِعَادةْ
وأما شَهوة الوراثة
تِحَوِلْ القائد لبائدْ
ويبقي عِبْرَةْ ويبقي محبوس
بعد ما كان نِسر النسور
وآهي دايرة ودايرة بينا
ولو نسينا ..
الدنيا يوم لازم تِدُورْ
......................
ياتري .. المحاكمة حق
أَخَرُوه ليه من يناير ؟
وللا بس يِظْهَرْ بِضَغْطْ
ووقف حالنا كل جمعة
من مظاهرة لمظاهرة تانية
والميدان بركان يِثُور
......................
الكلام عن المحاكمة
بس رغبة في المحاكمة
وللا رغبة في العدالة
إللي مقصود يا ترى
عدل وحقيقة
وللا مقصود منظرة
وحُبْ الظهور
.....................
يعنى إيه المحاكمة تبقى قصة
وكام سيناريو وكاميرات
علشان نشوف
وفيلم هَنْصَور و نِبْعَتْ
والمتاجرة بدم شُهدا
والكلام ببلاش و عَبِي
للصحافة والكتابة والحروف
والبرامج وتُكْ تُكْ يا شو
وَلَّعُوها ويا الضيوف
العدالة إستحالة تكون كلام
وإستحالة قبل المحاكمة
هاتوا سِكِّينْة الخروف
مش بدافع عن جرايم للنظام
النظام راح لِحالُه والسلام
وأنا دُقْتْ من هَمُه صُنوف
و إنْكَوِيتْ من عمايله
زيِيِ زَيْ بَقيتْ ألوف
وشُفْتْ يا ما ناس عَرايا
في عز الشتا ما تعرفش صوف
ياما حسيت بالغلابة
إللى نايمه على الرصيف
وكنت أسمع عن رقاب
ياما طارتْ من مُسدس
وإللي طارتْ من سِيوف
بس إللي عاش طول عمره حُرْ
دَمْهُ حُرْ , قلبه مابيعرفش خُوف
من سنين بأكتبْ وأعارضْ
والمعارضة في رأي حُرْ
رأي مكتوب في القصايد
المعارضة مش شِتِيمة
وللا سَبْ في الجرايد
المعارضة مش بس أخالف
وللا أقلل من عمايل وللا أزايد
المعارضة مصلحة بلدي أهم
وأما تحتاجنى تلاقيني واقف بأساعدْ
وأما تحتاج للبُنَا أبني وأساندْ
...................
لكن أما يبقى خِصمِي
خلاص مِطَاطِيْ أو ضعيف
أسيب أُمُورُه للمحاكمة والعدالة
وشرع ربي والظروف
غلطتي قلبي نضيف
عمري ما عرفت إنتقام
ولا قُلتْ أنا نفسي أشوف
وللا كان همي الكلام
بس عشان أكتب وأنشر
وأبقي مشهور في البرامج
بأمشي بكتابتي أطوف
..........................
ميت خسارة لأنه مصري
كنا نتمناه شَرِيفْ
عمري ماتمناها حالة للشماته
إستحالة .. يا لطيف
افتح التلفاز وشوف كل الكلام
كل يوم عن المحاكمة
دي محاكمة والسلام
وللا شهوة الإنتقام
صدقوني سيبوا حُكْمُه للعداله
والقَدَرْ عَدْلُه إستحاله يوم يِميل
وإللي زَرعْ زَرْعَة بِيجني زرعته
وإللي مَالْ في الحكم أحكامه تِميل
وإللي حفظ العهد حَفَطُه
وإللي صانُهْ
هيلاقي من صان الجميل
بُصوا لبلدنا و حَالْهَا
لو عاجبكم مستحيل
البلد محتاجه ثورة في النفوس
والنفوس عاوزه دليل
والدليل محتاج لحكمة والحكمة محتاجة لقائد
يَاخُدْ بإِيْدِيهَا و يشيل
..................
والعدالة مالهاش عيون
الميزان له كفتين
وإللي قَصْدُه الحق
يسمع للآيات لو كلمتين
الكتاب فيه كل حاجة
و المحاكمة النهاردة بَقتْ حقيقة
والحقيقة .. حق و دينْ
وللا بس عشان نشوف
وعشان نِرَيَّحْ شَماتينْ
سيبوا قَدَرْ الله يقرر
وسيبوا أمرُه للمحاكمة
حتى لوطالتْ شهور
حتى لو أخدتْ سِنين
المحاكمه
يعني شرع الله وحُكْمُه
عَدْله فيه كل الحقيقة
عَدْله فيه كل اليقينْ
وإللي كَاتْبُهْ الله يِكُونْ
وحِدُوهْ يا مْوَحِّدِينْ
شعر د هاني أبوالفتوح
الكويت – السبت 29 يوليو 2011