لقد اطل علينا شهر رمضان الفضيل
بنفحاته وروحانياته وها نحن قد دخلنا في جو رمضاني جميل يترك المرء العنان
لروحه كي تنطلق بين آيات الذكر الحكيم تارة وبين صيام النهار وقيام الليل
تارة أخرى .
ان شهر رمضان ربيع القلوب ،
والقرآن شفاء لما في الصدور ، ولآيات الذكر الحكيم واقع وتأثير على النفوس
فهي تحيي القلوب وتلين الجلود فيخرج دعاء وبكاء ومناجاة من القلوب الخاشعة
والعيون الدامعة .
لقد حث رسول الله صلى الله عليه
وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فيه ، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليه ،
فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا
عنها بما لا فائدة منه .
صلاة التراويح او صلاة القيام في
رمضان هي صلاة في الاسلام للرجال والنساء تؤدي كل يوم من ايام شهر رمضان
بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها الي قبيل الفجر وقد حث النبي علي قيام شهر
رمضان حيث قال "(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
وقال بعض العلماء انها سنة، وقيل انها فرض كفاية، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع .
لم يثبت في حديث النبي عليه
الصلاة والسلام شيء عن عدد ركعات صلاة التراويح، إلا أنه ثبت من فعله عليه
الصلاة والسلام أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك أم المؤمنين عائشة
حين سُئلت عن كيفية صلاة الرسول في رمضان، فقالت: " ما كان رسول الله يزيد
في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن
وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً " متفق
عليه، ولكن هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - لا يدل على وجوب هذا
العدد، فتجوز الزيادة, فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " له أن يصلي عشرين
ركعة ".
ثم استمر المسلمون، بعد ذلك يصلون
صلاة التراويح كما صلاها الرسول، وكانوا يصلونها كيفما اتفق لهم، فهذا
يصلي بجمع، وذاك يصلي بمفرده، حتى جمعهم " عمر بن الخطاب " على إمام واحد
يصلي بهم التراويح، وكان ذلك أول اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان .
ونري الكثير من الناس خاشعين مع
الله اثناء الصلاة والقيام وبعد ان تنتهي الصلاة يدير وجهه وينطلق الي ما
كان عليه قبل الصلاة فعلينا ان نحرص علي مراقبة الله عز وجل في كل اوقاتنا
وصدق الشاعر اذ يقول :
إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني