قالوا لأمي عمر ابنك وقع من الدور التاني على سور وراح المستشفى من تلت ساعات ولسه مش رجع
أمي كانت في البيت بتموت وهي مش عارفة ايه الي حصلي ولا عارفة اذا كنت حي ولا ميت
بس لو قالولها من البداية وراحت معاي وشافتني ما كانش هيحصلها حاجة لأني كنت عادي جدا
وكل التاخير كان بسبب الاشعة علشان يتأكدوا أنه ما فيش نزيف داخلي ولا كسور في جسمي
هكذا هو الحال
هناك مواقف كثيرة تحتاج منا أن نعيشها لنعرف حقيقتها ولا نصل إلى حالة معينة
هذه الحالة هي حالة بناء العقل لأفكار سلبية وتخيلات يمكن أن تدمرنا وبلا أي سبب
ما قلته في بداية هذا المقال صحيح وقد حدث معي بالفعل فقد سقطت عندما كنت صغيرا من الدور الثاني على سور
ولكن الله قد سلم ولم يحدث لي أي شيء ولو حتى خدش أو جرح بسيط وكل ما حدث هو إغماء نتيجة السقوط من الدور الثاني على سور
لو أنهم تركوا لوالدتي خيار الذهاب معي لكان حالها اختلف ولرأتني بعينها واطمأن قلبها ولم يبدأ عقلها في بناء أفكار سيئة عن حقيقة موتي من حياتي
فالخبر في كثير من الأحيان ربما يكون وقعه على الانسان أكبر بكثير من معايشته والتواجد فيه
ربما طرحت هذا المثال للتعريف بشيء مهم في حياتنا وهو ضرورة إيصال الخبر كاملاً أياً كان نوع هذا الخبر
فلو كان حدثاً أو مشكلة أو خطأ أو أي شيء
عندما نعيش الخبر نستطيع الحكم بعقولنا وبواقعية أكبر
ولكن إذا لم تسمح الظروف بمعايشة هذا الخبر
فعلى صاحب أن يكون صداقاً في طرح هذا الخبر وأن يسرد كل ما حدث وبكل مصداقية ومن كافة الجوانب
فلو أنني قلت مثلا أن فلان قد اعتدى على فلان وسكت فهذا أمر مزموم
ولكني لو قلت أن فلان اعتدى على فلان لأن فلان قد فعل كذا وكذا هنا يستطيع المستمع أن يحيط بالأمر وأن يحكم على هذين الشخصين بالعدل
فلو أنهم قالوا لأمي تعالي لكي تري عمر بعدما سقط ورأتني لارتاح قلبها ولعلمت بحقيقة الأمر
مجرد خاطرة حبيت أسردها واحنا مع بعض وليها اكتر من معنى وتتعلق بموضوعات كتير سبق واتكلمنا فيها
يا ريت الي عنده خبر أياً كان ( حدثاً - أو مشكلة - أو خطأ شخص ما - أو سوء تفاهم )
يسرد الخبر كاملاً ولا ينطق بما يحب أن ينطق به ويتوقف لأن إيصال الخبر أمانة كبيرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت
إذاً فالخير إن كنت ستقول خبراً أن تقوله كاملاً
فلا تسرد عيباً فيا وتنسى محاسني
لا تتذكر لي أنني تعديت على فلان وتنسى أنه هو من بدأ بالتعدي عليا
كل عام وانتم بخير
موضوع: قالوا لأمي ابنك قد سقط من الدور الثاني وصمتوا 
الأحد 21 أغسطس 2011 - 22:03
