طفلان على الطريق . أحدهما يمسك بيد أبيه والآخر وحيدًا . الذى يمسك بيد أبيه أنيق الملبس ، والآخر رث الثياب . متسخ الوجه .
الثلاثة يقفون بالطريق يريدون عبوره إلى الجهة الأخرى ويحذرون انطلاقات السيارات القادمة فى الإتجاه الآخر . قبض الأب على اليد الصغيرة البضة وُعبر بأبنه الطريق فى حذر وانتباه من قدوم السيارات والحافلات المسرعة فى جنون .
بخطى وئيده ثابتة عبر الرجل الطريق بأبنه على الجانب الآخر . والطفل الثاتى يراقب عبورهما معًا . ثم بدأ التقدم للإنطلاق نحوهما . يتقدم الطفل ليعبر الطريق دون أن يعيره إنتباهًا ، أو يحذر انطلاقة السيارات المسرعة . ألتفت يمينًا ويسارًا وإنطلق حتى اصبح فى نهر الطريق . هنا خذلته قدماه الصغيرتان فذلتا : وحينما لم ينتبه لذلته أحد صدمته حافلة مسرعة صدمة قوية أطاحت به عاليًا ليسقط فوق الأرض غارقا فى دمائه سمع المارة ومعهم الأب وأبنه صوت الإرتطام فألتفتوا خلفهم ليروا تهشم الطفل الصغير بقارعة الطريق .
إنزعج الأب فخشى على ولده من رؤية المشهد المأسوى فضمه بين ساقيه حتى لا يرى شيئا ، لكن الطفل كان قد رأى كل شئ . فسال أباه عما وقع للطفل رث الثياب متسخ الوجه .
أجابه ـ صدمته حافلة لأنه كان يعبر الطريق منفردًا .
سأل الأبن ـ ولماذا يعبر الطريق منفردًا يا أبى ؟
أجابه ـ تركه والده وحيدًا .
سأل مرة أخرى ـ ولماذا يتركه حتى تصدمه سيارة ؟
أبتعد الأب بأبنه بعيدًا عن موقع الحادث الذى ألتف حوله كثير من المارة والناس .
ـ إنها غلطة أسرته لأنها تركته هكذا بالطريق .
سال الطفل فى براءة حزينة ـ وهل مات ؟
هز الأب رأسه دون أن ينبس بكلمة .
إنهمرت دمعة من عين الطفل ودق قلبه الصغير .
فقال لأبيه ـ أنا لن أعبر الطريق دونك يا أبى .
مسح الأب على رأس ولده محدثًا .
ـ بل أنا لن أتركك وحيدًا ياولدى .
سأعبر معك كل الطرق .
قال الأبن لأبيه ـ أنى أحبك كثيرًا يا أبى ضغط الأب بيده على يد أبنه التى ظلت بين أصابعه ثم قبله قبلة حنونة . دافئة ..