رمضان الخير و الجماعة
إن رمضان يحث المؤمنين على سبيل الهدى والرشاد ويظهر ذلك جليا فى
نشيد الجمع والتلاقي مع نبذ التفرقة، والتضاغن " التشاحن" وإن المتأمل لمنح
هذا الشهرالكريم يجد أن أعظم رسائله إلى الأمة هي رسائل الوحدة والحب
وكأنه قائم بأمر الله في تجميع الأشتات "المتباعدين" بالتقائها على:
- الجمع على الإفطار والإمساك "الصيام"، فالإفطار والسحور من أسباب الجمع
على الموائد بعد أن كان الجلوس عليها من ذي قبل في غير رمضان فرادى أو يزيد
لكثرة الشواغل وأسباب أخرٍى، وهذا يدل على أن رمضان يجمعنا حتى على
الموائد .. فاجتمعوا ولا تتفرقوا بعد ذلك .
- الجمع على القيام في صورة
تكسب النفس روح الامتثال لرب العالمين فى الجماعة لا فرادى لأن الفرد لن
يتذوق هذا المذاق الإيماني إذا صلى وحده .. فما أجملها من عبادة جامعة .
- الجمع على القرآن ومجالسه ومدارسته لما يفيض به على نفوس المسلمين من التلاقي على مائدته على كتاب الله العزيز .
- الجمع على حلقات العلم والتعلم من العلماء ليزداد الجميع نوراً في القلوب وانشراحاً في الصدور.
- الجمع على معنى صلة الرحم والإحسان إلى الجيران بمزيد الكرم .
- درس الوحدة من زكاة الفطر بوحدة المشاعر الحية بعطف الغني على الفقير .
وباختصارٍ فإن رسائل الوحدة في رمضان لا تنتهي، لكنها لا تصل إلا إلى كل قلب سليم خالِ من الأمراض والعلل والأحقاد