سَأَظلُ أبحثُ عنكـ ..

على عتبات الزمن
فوق أدراج الأيام
تُسيجها على الأطرافِ السنين
سأظلُ أبحث عنكـ

بين متاهات الدروب
وتقاطع أرصفة الطرقات
والصخور المترامية على جوانبها
سِرتُ أبحث عنكـ

بين قصاصات الورق التي نسج فيها اسمكـ
و تبعثر الصور التي خيطت بها ملامحكـ
وبين نغماتٍ كونت نبرة صوتكـ
سأكونُ هناكـ .. لعلي أجِدُكـ

بين تعابير حديثِ العيون
وإشارات دلائل الصمت
وحركة إرتعاش الجفون
أبحثُ عن طيفكـ

في عيون البراءة لدى الأطفال
وطيش ورعونة الشباب
ونقاء قلوب الكبار
أبحثُ عنكـــــ لعلي ألقاكـ

في وجوهـٍ إختطفتها الكآبة
ووجوهـٍ ترتوي بالبشاشة
ورسومِ أشكالٍ غريبة
بحثتُ عنكــــ ومازلت

في دموعٍ تتساقط
ورسومِ من بسماتٍ
وضحكاتٍ تتراقص
سأنظُر لربما تكون هناكـ

في زرقة السماء عند الصفاء
وحيثُ الغيوم تنبض بالعطاء
وطيورٍ بجانبها تُشاركها اللقاء
سأطيرُ بحثاً عنكـ

بين دفء الربيع وزهورهـ
وصقيع الشتاء وثلوجهـ
وحرارة الصيف وأشعتهـ
وتساقط أوراق الخريف عند صفرتها
تجولتُ شوقاً لرؤياكـ

فوق لهيبِ براكينِ الشمس
وروعة إطلالة القمر
وحُمرةِ تُرابِ المريخ
وجمالِ كوكب الزهرة
سافرتُ أبحث عنكـ

على طولِ مسارِ حياتي
في تصاوير الأحلامِ عندما تراودني
في يقظتي عندما افتحُ عيني
كُنتُ أبحث عنكـ

قضيتُ معظم لحظات أفكاري
وأنا أسأل عنكـ
وأبحثُ عن هويتكـ
لستَ من البشر
ولستَ أُنثى ولا ذكر
لا تتنفسُ برئتيكـ
ولا ترى بعينيكـ
وليس لكـ قدرةٌ على الكلام كما نتكلم

حارت الألوانُ في تصنيفكـ
وعجزت الكُتُبُ في حِفظِ تاريخكـ
وأخفق كُلُ من أراد تحريفكـ
حاولوا .. وجازفوا .. واستسلموا
في معرفة ذاتكـ

لكنني سأُخبركـ
أنني مازِلتُ أترقبكـ
وأحيا مع تصاويركـ
وسأبقى للأبد حتى موعد اللقيا
أبحثُ عنكـ