قَدْ جَآءَكُم مِنَ اللـه نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللـه مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِوَيُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هل القرآن كتاب لعامة الناس ؟ ام هو للخاصة
منهم؟ هل ان خطابات القرآن تشمل عوام الناس و العلماء و المفكرين ام ان
مستواه يختلف عن ذلك فلا يفهم من القرآن الا من هو عالم بالعلوم المختلفة ،
هل نستيطع ان نفهم القرآن و يفهمه كل من يفتحه و يتلوه ، ام ان ذلك متروك
لبعض الناس كالاولياء و العلماء و من اشبه.. هل القرآن كتاب غامض ام كتاب
واضح؟
هناك ثلاثة اراء يقول الاول ان القرآن نزل
للناس كافة لذلك فان خطابات القرآن تشمل “يا ايها الناس” .. “يا ايها الذين
ءامنوا” .. فهذا كتاب نزل للجميع لا لفئة دون فئة ”
قد جائكم من الله نور و كتاب مبين” و مبين يعني واضح لا لبس فيه.. هناك الكثير الكثير من الايات الواردة في القرآن الكريم تدل على ان القرآن واضح وبين “
بلسان عربي مبين ” “وكذلك انزلناه ايات بينات” و الرأي الآخر يقول ان الكتاب لهو مستوى
رفيع، فهو كتاب الله ، علم الله و قد يستدل ببعض الروايات انما يعلم القرآن
من خوطب به، ليس كل الناس، او روايات اكثر صراحة في ذلك.. فهذا الرأي يقول
ان القرآن كتاب خاص للأولياء فقط، للنبي ص و اهل بيته الكرام،
الرأي الثالث يقول ان القرآن ليس كتاباً
عاماً بشكل مطلق، ولا هو كتاب خاص بشكل مطلق، بل هو امر بين الأمرين ، بشكل
عام القرآن كتاب واضح ، قليلة هل الآيات التي اذا تلوتها و انت تعرف اللغة
العربية لا تفهم منها شيئا، فلذلك ظاهر القرآن حجة، فالقرآن كتاباً خاصاُ
بشكل مطلق، هل انه كتاب عام بشكل مطلق، فلا نحتاج الى غير القرآن ام اننا
بعض الأوقات محتاج.
انظروا في القرآن :
“
اعلموا ان هذا القرآن هو الناصح
الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل و المحدث الذي لا يكذب وما جالس هذا
القرآن احد الا وقام عنه بزيادة او نقصان، زيادة في هدى او نقصان من عمى “وواجبنا تجاه القرآن الكريم هو ان نعمل به،
ولكن كيف نعمل به ما دمنا لم نفهمه، وكيف نفهمه ما دمنا لم نتدبر فيه،
فالتدبر في القرآن هو الوسيلة الوحيدة للعمل به، إذ أن اللـه تعالى أودع
كتابه الكريم نوراً يهدي الانسان إلى ربه العظيم، فيؤمن به، وبعد الإيمان
يطبق شرائعه. من هنا ليس على الإنسان سوى أمر واحد هو الانفتاح على القرآن،
واستعداد التفهم له، وهذا يكون بالتدبر فيه.
يقول اللـه سبحانه:
{ قَدْ جَآءَكُم مِنَ اللـه نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللـه مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِوَيُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة/15-16(
ان القرآن ذاته نور، فكما انه لرؤية النور
لا نحتاج الى ان نفتح اعيننا تجاهه كذلك لا نحتاج للاستفادة من القرآن الى
ان نفتح ابصارنا تجاهه و نستفيد من تلك المعارف الالهية التي اودعها الله
فيه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ان المطلوب من الإنسان الانفتاح على القرآن واستماع آياته بتدبر وتجرد. وعندئذ سوف يجد المرء كيف تحدث المعجزة؟
لقد حاول رجل مجرم أن يتسلق جداراً لينهب المال ويغتصب النساء، فسمع صوتاً ينبعث من داخل البيت، ويتلو هذه الآية:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللـه} (الحديد/16)
فاستمع إلى الآية بضع ثوان، ثم انفجر
باكياً وقال: بلى آن ذلك الوقت الذي يخشع قلبي القاسي لذكر اللـه وما نزل
من الحق، بلى آن، فهبط من الجدار وتولى بوجهه شطر مسجد، واعتكف فيه إلى
الأبد.
ان تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوّله من مجرم متمرس بالجريمة الى معتكف في محراب العبادة.
فكيف إذا تدبر الإنسان في كل القرآن! أفلا يتحول من رجل الى مَلَك بل إلى من هو فوق درجات الملك؟
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
” وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص.