ذاقت الدنيا عبير الفاتحين المسلمين...
وتهللت الاسارير مع هذا اليوم الجديد المشرق بنور من الله جلاوعلا على اهل الاسلام.
وشعر الناس بان شيئا جديدا يتحرك فى نفوسهم ...شيئا لم يتعودوا عليه من قبل شيئا يحثهم بل يدفعهم للسؤال عن اخر الاخبار عن ارض المعركة....هناك ...فقد كان اخر ما وصلهم من اخبار أن الجيش الاسلامى يستعد لليوم الفصل....يوم النصر....يوم التحرير...يوم الوعد الحق...يوم العودة....
وقبل أن يقتلهم القلق...........جاءهم البيان...............................لقد بدأت الاسطورة....
اليوم الموعود(27 رجب 1470 )
هناك فى ارض الشام وما حولها ....وفى احدى الغرف البسيطة من ارض المعركة اجتمع قادة الجيش الاسلامى لوضع اللمسات الاخيرة لتحرير القدس الاسير بعد عدة جولات خاضوها -وبفضل الله ثم صحوة الجهاد وروح النصر وروح العودةالتى سيطرت على عباد الرحمن من ابناء الين لتطهير ارض الاسراء –تواصل الفتح وتعالت رايات النصرحتى باتت مدينة القدس قاب قوسين أوأدنى من........ زيارة الفاتحين المسلمين.........
وفيما كان القادة يضعون خطة المعركة كان هناك عدد من الجنود فى ناحية اخرى من نواحى المعسكر يستعدون لهذا اليوم ولكن بطريقة مختلفة ...واقتربت عدسات الملائكة التى تجوب سماء المعسكرالذى لم يكن سوى محراب عالمى تنوع رواده مابين صلاة ودعاء ....وطلب ورجاء....مناجاة وتضرع....
اقتربت عدسات الملائكة لتكتب للتاريخ الاخروى اهم لحظات الدنيا الصغيرة كما يراها جنود النصر ....هؤلاء الفتية الذين تخلوا عن ميادين الدنيا وانطلقوا ينضمون الى الجيش الاسلامى لتحرير القدس املين فى احدى الحسنيين النصر.....او الشهادة.
نفوس لا تعرف الكراهية..
فى هذة الجاسة الصغيرة التى بدات بايات القران تلتها دعوات بكل خشوع تسال الرحمن الشهادة عند عتبات الاقصى .... وتعاهد الفتية على الالتقاء هناك مهما كان الثمن ...هناك...لرفع راية النصر فوق الاقصى...............
وبينما كانت الملائكة تبتسم لهذا الاصرار فى عيون البشر جاء النفير ليعلن الاستعداد ليوم سيغسل فيه المسلمون عار السنوات الماضية.....سنوات الذل......سنوات الاهانة.....سنوات الانكسار......سنوات الارهاب العالمى ضد عباد التوحيد.....
انطلقت الصفوف فى كل مكان تستمع لقائدها وهو يعلن عن المهمة المطلوبة من كل فارس حتى دخول المدينة المقدسة ........
وبدات اللحظات الحاسمة ونظر الفرسان الصغار الى بعضهم البعض وكل منهم يردد فى نفسه ...لبيك يا اقصى البطولة.....لبيك يا عرض الاسلام.......لبيك با مدينة الصلاة ..............
الله اكبر.....و...
وبدأت المعركة......
رهبان الليل............
من اعلى ارض المعركة...كانت مئات بل الالاف من الملائكة ينظرون الى ارض المعركة والى هؤلاء الاشاوس ويسجلون هذا الاحتفال الضخم بعودة الدين الى قلوب المسلمين.... بل عودة الحياة الى الناس وتدور الملائكة هنا وهناك كى تنقل بعدساتها المقربة لحظات البطولة والفداء ...
وانتشرت الاشلاء فى كل مكان ...اشلاء طاهرة....مع اخرى ...لكن شتان شتان بين اشلاء تنتظرها الملائكة بالرياحين..........واخرى تنتظرها نيران الجحيم.......
انطلقت صيحات من الجنود .....صيحات تعبر عن تسعون عاما من الصمت.....تسعون عاما من التعذيب.......تسعون عاما من الابعاد والتشريد.....تسعون عاما من المجازر......تسعون عاما بعضها يفضى لبعض كالسلاسل قد الجموا الافواه...والافكار....بل هدموا الفضائل.....
انطلقت الصيحات لتعلن عودة المارد النائم .....لتعلن نهاية زمن الغضب الكامن ....انطلقت الصيحات من الجنود......بل من كل المسلمين فى شتى ارجاء الارض.....انطلقت الصيحات لتعلن عودة القدس.....
اخيرا.......
عاد الاقصى....
عاد الى حمى اهله.......
عاد الى بيته......
عاد الى محبيه......
بل عدنا نحن الى ارضنا...........
ارتفعت عدسات الملائكة من ارض المعركة الى السماء ....مشهد سماوى رائع لملايين الملائكة التى باتت تجوب السماء فرحه بهذا النصر ...وعودة القدس......
لكن مهلا....
المعركة لازالت هناك....
عادت العدسات مسرعة الى كل مكان من ارض المعركة لكى تسجل مشهدا واسعا ...عريضا...لهذا الجهاد الدامى قبل ان نهبط فجاءة نحو مشهد مصغر يضم الفتيان الذين تعاهدوا على الشهادة...
انهم هناك.... يقتربون من حلمهم....هناك...عند باحات الاقصى....بل داخله...نظروا جمبعا لهذا البناء الشامخ الذى صمد ضد كل الهجمات.....هذا الصرح الذى صمد ضد كل الغضب اليهودى ضد الاسلام......
نظروا جميعا الى المسجد قبل ان تعلو وجوههم ابتسامات النصر.....
هيا لرفع الراية.....
الراية هناك فوق الاقصى ترفرف معلنة عودة الاقصى رسميا الى ديار المسلمين ....
الراية عالية هبطت معها كل اصوات المنافقين....ودعاة الارهاب....وهبطت معها كل احلام الارهاب اليهودى الذى بنى امله على تعذيب اهلنا وسرقة ارضنا......
اللحظات الاخيرة.....
نحو المسجد انطلق الجميع الكل يريد التنعم بهذا البناء المقدس ....
وكذلك انطلقت رصاصات الياس اليهودى محاولة حصد اى انتصار.....قبل ان تخمد الى غير رجعة...........
نحو المسجد ...كل الانظار....
كل امال النصر والتوحيد...
كل امال الاصرار والشهادة....
امال تتحقق على ارض الواقع.....
وفود......بل جيوش من الملائكة جاءت تغطى هذا المشهد الكريم....
وتستعد للتنافس على نقل الشهداء الى الجنان...الفردوس......فردوس السماء....
نعم ليس الا الفردوس......فقد ماتوا فى فردوس الارض...فليس لهم الا فردوس السماء....
وقبل غروب شمس اليوم ...انطلق جنود من جيش التحرير لتفقد ارض المعركة...والبحث عن اى مصاب او يدا تحتاج الى العون .....
ومع تفقدهم ساحة الاقصى ...وجدوا هناك بجوار الراية اشلاء الفتية.....
نعم لقدو نالوا الشهادة تماما....كما تمنوا...وعند اعتاب الاقصى ....كما ارادوا......
وسال احدهم زميله...
هل رايت هذه الخيول فى ارض المعركة؟
فأجاب عليه الاخر .... بلى رايتها ....ولكن هل تعرف من اين جاءت هذه الخيول؟
فابتسم زميله وهو يرد .....من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم...
فنظر اليه زميله باستغراب قبل ان ينطلق الاثنان فى ضحكات رددتها جدران الاقصى.......