نبذه عن تاريخ الرافضة اويسمى من قبل القرامطة - الشيعة و مذاهبهم
وان تاريخهم طويل وعريض ولكن نتحدث عمة فعلة هؤلا المجرمون فى مكة والتى قامو فى سرقة الحجر الاسود----
!!!! سرقة الحجر الأسود !!!!
كان في عهد المعتضد رجل يدعى أبو سعيد الحسن بن بهران الجنابي في البحرين
والأحساء دعا أهلهما إلى مذهب السبعية _ الذي نسميه نحن الباطنية _ فأضلهم
وقوي أمره ولما استحكم شأنه هناك أخذ يقطع الطرق ويغير على النواحي
والأطراف وأظهر الإباحة علنا واستمر على هذا المنوال شطرا من الزمن إلى أن
اغتاله أحد الخدم وتولى بعد أبي سعيد ابن له كان يكنى بأبي طاهر الذي أخذ
نفسه بالصلاح حينا وكان يعرف شيئا من مقالة السبعية.
أرسل أبو طاهر فدعا كل من كان في البحرين والأحساء من الشباب وعشاق السلاح
هلموا إلي فإن لي بكم حاجة وكان ذلك قبيل موسم الحج فتجمع حوله خلق لا
يحصون عدا فمضى بهم إلى مكة ووصل في وقت أداء الفريضة وقد كان الحجيج
محرمين فأمر رجاله أن اشرعوا سيوفكم واقتلوا كل من تصادفونه وأطلقوا أيديكم
بالمكيين والمجاورين واستلوا علي سيوفهم وأعملوها في الناس قتلا فلما رأت
الخلائق هذا فزعت إلى داخل الحرم ووضعت المصاحف أمامها أما المكيون فهرعوا
إلى السلاح وتأزر كل من كان لديه سلاح به ومضى إلى ساحة الوغى فلما رأى أبو
طاهر الأمر على هذه الحال أخرج إلى وسط ساحة القتال رسولا يقول لقد جئنا
للحج لا للقتال وكان الذنب ذنبكم إذ أفسدتم علينا إحرامنا وقتلتم واحدا منا
دون ذنب فاضطررتمونا إلى حمل السلاح وإذا ما ذاع في العالم أن المكيين
يتأبطون الأسلحة ويعبثون في الحجيج قتلا فسيعزف الناس عن الحج وتؤصد طريقه
وتسوء سمعتكم لا تفسدوا علينا حجنا بل دعونا نؤدي الفريضة وخيل للمكيين صدق
قوله ولم يستبعدوا أن أحدا قد تحرش بهم فشهر سلاحه عليهم وقتل واحدا منهم _
وهذا من جهلهم وعدم معرفتهم بأحوال تلك الفرقة الخبيثة _ واتفقوا على أن
يعيد الجانبان السيوف إلى أغمادها وأقسما بالقرآن الكريم يمينا لا رجعة
فيها بأن لا يعودا إلى القتال ثانية وأن يتراجع المكيون ويعيدوا المصاحف
إلى أمكنتها في الحرم حتى يتمكن الجانبان من زيارة الكعبة وتأدية مناسك
الحج وأقسم المسلمون من المكيين والحجاج كما أقسم أبو طاهر ورجاله وفق
إرادتهم ثم تراجعوا وألقوا السلاح وعاد المكيون ثم أعادوا المصاحف إلى
أماكنها _ كل ذلك ودار الخلافة في عالم آخر _ واستأنف الحجيج تأدية مناسكهم
وطوافهم .
سرقة الحجر الأسود
ولما رأى أبو طاهر أن حملة السلاح قد تفرقوا أمر أعوانه أن هبوا إلى السلاح
واندفعوا إلى الحرم واقتلوا كل من تلقونه في داخله وخارجه فاندفعوا
بسيوفهم ورماحهم إلى الحرم بغتة وأخذوا يقتلون كل من يجدونه في طريقهم إلى
أن قتلوا المجاورين جميعا وخلقا كثيرين غيرهم وجعل الناس يلقون بأنفسهم في
الآبار ويفرون إلى رؤوس الجبال خوفا من السيف فما شعروا إلا بالقرمطي قد
خرج عليهم في جماعته يوم التروية فانتهب أموالهم واستباح قتالهم فقتل الناس
في رحاب مكة وشعابها حتى في المسجد الحرام وفي جوف الكعبة، وجلس أميرهم
أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي - لعنه الله - على باب الكعبة،
والرجال تصرع حوله في المسجد الحرام في الشهر الحرام ثم في يوم التروية،
الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول:
أنــا باللـه وباللـه أنـا
يخــلق الخــلق وأفنيهــم أنـا
فكان الناس يفرون فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل
يقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف، وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ
يطوف، فلما قضى طوافه أخذته السيوف، فلما وجب أنشد وهو كذلك:
تـرى المحـبين صـرعى في ديارهم
كفتيـة الكـهف لا يـدرون كـم لبثوا
ثم أمر القرمطي - لعنه الله - أن تدفن القتلى ببئر زمزم، ودفن كثيرا منهم
في أماكنهم وحتى في المسجد الحرام - ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة - ولم
يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم؛ لأنهم شهداء في نفس الأمر، بل من خيار
الشهداء، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها
بين أصحابه، وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فأراد أن يقتلعه، فسقط على
أم رأسه فمات لعنه الله وصار إلى أمه الهاوية، فانكف اللعين عند ذلك عن
الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، وجاءه رجل فضرب الحجر بمثقل في يده
وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود،
شرفه الله وكرمه وعظمه، وأخذوه معهم حين راحوا إلى بلادهم، فكان عندهم
ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. فإنا لله وإنا
إليه راجعون.
و كان من جملة من قُتل ذلك العام التابعيّ الجليل عبدالرحمن بن عبداللـه بن
الزبير، وقد سبى ما يقارب الثلاثين ألفاً من النساء والغلمان .ولما رجع
القرمطي إلى بلاده، تبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده وسأله وتشفع إليه في
أن يرد الحجر ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال، فلم يفعل -
لعنه الله - فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهله وجنده، واستمر
ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وأموال الحجيج.
وروى إبن الأثير عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام يوم اقتلع الحجر
الأسود إذ دخل رجل وهو سكران راكب على فرسه، فصفر لها حتى بالت في المسجد
الحرام في مكان الطواف، ثم حمل على رجل كان إلى جانبي فقتله ثم نادى بأعلى
صوته: يا حمير، أليس قلتم في بيتكم هذا وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا فأين
الأمن؟ قال: فقلت له: أتسمع جوابا؟ قال: نعم. قلت: إنما أراد الله: فأمنوه.
قال: فثنى رأس فرسه وانصرف.
وكان أبو طاهر عليه اللعنة قد ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد
صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة ،وأقام بمكة
أحد عشر يوما ثم انصرف إلى بلده هجر - اى المنطقة الشرقية فى السعوديةالآن
- وحمله معه وبقي الحجر الأسود عندهم أكثر من عشرين سنة واحتفظ القرامطة
بالحجر الأسود بعد أن بنو له كعبة جديدة في دولتهم طوال 22 سنة . وبقى مكان
الحجر خالياً يلتمس الحجاج والمعتمرين فجوته بأيديهم وهم يبكون ويتوسلون
إلى الله أن يعيد لهم الركن إلى مكانه .هلك أبو طاهر القرمطي سنة 332هـ
.ومع هلاك سليمان القرمطيّ عام 331هـ وانقسام الحكم بين أبنائه، خفّت قوّة
القرامطة وتهديدهم لدولة الإسلام، واقتصرت أعمالهم على قطع الطريق وبعض
الهجمات الخفيفة لتأمين مصدرٍ لعيشهم. وقد كان الزمن كفيلاً بزيادة ضعفهم
وحاجتهم إلى المال، فما أتى عام 339هـ حتّى استبدلوا الحجر الأسود بخمسين
ألف دينار أعطاهم إيّاها الخليفة المطيع، وذلك إن دلّنا على شيء فإنّما
يدلّنا على مقدار ضعفهم وحاجتهم. وقد تكفل اللـه سبحانه وتعالى أمر تلك
الطائفة، وإن كان قد أمهلها بعض الوقت، فقضى عليهم ومحى ذكرهم وجعلهم عبرة
لمن يعتبر، ولم يبقَ في أيّامنا هذه إلاّ بقايا لهم في تلك الديار