ننشر نص كلمة الهيئة البرلمانية لـ"حزب
النور" ومبادرة التوافق الوطنى: "لسنا بخياركم وإن أحسنا فأعينونا وإن
أسأنا فقومونا".. ونتعهد بالانحياز لمطالب الثورة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور نص كلمة الهيئة البرلمانية لحزب النور
اليوم الاثنين، فى أولى جلسات مجلس الشعب، والتى تطرح مبادرة للتوافق
الوطنى. وجاء نص الكلمة والمبادرة كما يلى:
"الحمد لله الذى هدانا أن نقوم اليوم هذا المقام بعد ستين عاماً خلت من
الظلم والاستبداد وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، ولأنه ما شكر الله من
لم يشكر الناس، فالشكر ُموصولٌ لشهداء مصر الأبرار الذين جعلهم الله سبباً
أن ترى مصر النور بعد طول ظلام. وبعد.. فاليوم تكتب مصر فصلاً جديداً فى
تاريخها بيد أبنائها الذين أثبتوا قدرتهم على اجتياز أقسى الصعاب وإبهار
العالم بأسره يوماً بعد آخر، فلأول مرة نشهد برلماناً يعبر بصدقٍ عن نبض
الشارع المصرى بعد انتخاباتٍ شهد القاصى والدانى بنزاهتها والإقبال الشعبى
غير المسبوق عليها.. اليوم نطوى صفحة الظلم والطغيان والفساد لنبدأ رحلة
البحث عن مكانٍ لمصر تحت شمس الحضارة الإنسانية.. اليوم نستعير كلمات أبى
بكر فنقول للملايين التى أولتنا ثقتها وتأييدها، إننا قبلنا تكليفكم ولسنا
بخياركم فإن أحسنا فأعينونا وإن أسأنا فقومونا.
ونحن إذ نؤكد فى هذا المقام التزامنا الكامل بأن ينحاز مجلس الشعب من اليوم
الأول لمطالب الثورة، وأن يبذل أعضاؤه وسعهم فى سبيل تحقيق أحلام الملايين
التى وثقت بهم؛ ولأن الشعب المصرى يأمل الكثير من المجلس الذى اختاره
ليكون ابناً شرعياً لاستفتاء ١٩ مارس كحلقةٍ أولى فى سلسلة انتقال السلطة
من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية منتخبة؛ فإنه تجدر الإشارة إلى الخطوط
العامة التى تحدد أولوياتنا فى المرحلة القادمة لتكون بمثابة التزام صريح
منا أمام الجميع:
1- الحرص على التوافق الوطنى داخل المجلس لاسيما مع اشتراك أعضائه فى
الكثير من نقاط التفاهم طالما كانت الشريعة الإسلامية هى المظلة التى لا
يختلف على مرجعيتها اثنان.
٢-الانفتاح على جميع القوى الثورية والشبابية غير الممثلة فى مجلس الشعب ونقل مطالبها إلى المجلس.
2- مراقبة أداء الحكومة فيما يتعلق بتحقيقات جادة لكل الجرائم التى ارتكبت
فى حق الشعب المصرى طيلة العام المنصرم تتبعها محاكمات عادلة تنجز القصاص
الذى تنتظره دماء الشهداء.
٣- مناقشة ضوابط الهيئة التأسيسية للدستور، بحيث تقر وتشكل بمجرد انتهاء
انتخابات الشورى للانتقال إلى انتخابات الرئاسة حتى يتم تسليم السلطات
للمدنيين بصورة تامة ويعود الجيش إلى ثكناته.
٤- وقف سياسة التوسع فى الاقتراض التى انتهجتها كل الحكومات الانتقالية منذ بداية الثورة
مع دراسة توفير السيولة من الصناديق الخاصة كبديل.
٥- العمل على تسريع وتيرة عودة الأموال المهربة
٦-مطالبة الحكومة بالكشف عن خططها بشأن توفير الغذاء-الوقود للشعب المصرى
وإعلان ذلك بمنتهى الشفافية؛ تمهيداً لمراقبة أدائها فى علاج هذه الملفات
المزمنة.
٧- الاهتمام بسرعة عودة المحليات إلى عملها لو بمجالس انتقالية فى الوقت الراهن.
وختاماً أيها السادة النواب، فإن المسئولية الملقاة على عاتقكم أمام الله
سبحانه وتعالى ثم أمام الناس لا تحتمل منكم إلا بذل الغالى والنفيس للخروج
بمصر من رحم أزمتها وانتهاز الفرصة التاريخية التى واتتنا لنعيد للبلاد
سابق مجدها؛ ولتعلموا أن أحداً لن يغفر لنا تقصيراً أو تفريطاً فى حمل
الأمانة من الآن فصاعداً؛ نسأل الله أن يكون لنا عوناً ونصيراً وأن يلهمنا
الرشد والسداد