هل أخطأ الثوار فى حق ثورتهم؟ نرصد 8 أخطاء
وقع فيها شباب الثورة فأبعدتهم عن الشارع.. أبرز المخالفات: التمسك بالرأى
لدرجة الاستبداد والخروج عن السلمية وتغليب الحريات على الأمن والاقتصاد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هل أخطأ الثوار فى حق ثورتهم؟.. تكثُر التساؤلات عن أخطاء أطراف
الحياة السياسية إلا الثوّار، إذ يبدو الاقتراب من غالبيتهم بالنقد فى هذه
المرحلة محفوفاً بالمحاذير لعدة اعتبارات، منها أن يخشى منتقِدُهم تصنيفه
كعدوٍ للثورة أو حليفٍ للمجلس العسكرى أو حتى للتيارات الإسلامية الحاصلة
على ثلثى البرلمان المنتخَب، غير أن السؤال عن أخطاء الثوار يبدو الآن، ومع
حلول الذكرى الأولى لثورةٍ يجمع الكل على استكمال أهدافها، أكثر إلحاحاً..
فما الذى أدى لتباعدٍ فى المسافات بينهم وبين الشعب؟
8 أخطاء وقع فيها الثوّار فكانت بمثابة ثغرات فى العلاقة بين قطاعات واسعة
من المصريين وبين الثورة،
أول هذه الأخطاء الإفراط فى الاعتصام بالتحرير،
وغلق مداخل ومخارج الميدان مع كل اعتصام واسع، بما قد يحمله من توقفٍ
للمرور وتعطيلٍ للمتاجر والشركات المحيطة بالميدان إلى استياءٍ بين مواطنين
لا يحملون غضاضة تجاه الثورة أو شعاراتها، وإنما يختلفون فى الوسيلة
ويرفضون قطع الطرق أياً كان المبرر، ويخشون تحوُّل أى اعتصام مفتوح إلى
مناخ يحتمل الفوضى كما جرى فى اعتصامات فبراير وإبريل ويوليو ونوفمبر التى
انتهت بعنف وشَهِدَت سقوط قتلى وجرحى.
الخطأ الثانى هو التمسك بالرأى لدرجة الاستبداد فى كثيرٍ من الأحيان، وعدم
تقبل الآراء المخالفة، بدعوى أنها ضد الثورة وصادرة عن "فلول" أو "حزب
كنبة"، وما كانت محاولات طرد د.محمد البلتاجى، القيادى بجماعة الإخوان
المسلمين، وممدوح حمزة، وحازم أبو إسماعيل، ومحمد سليم العوا، وصفوت حجازى،
وعمرو حمزاوى وغيرهم من الميدان إلا انعكاساً لما يصفه البعض بـ"استبداد
التحرير"، وهو فعلٌ قد يمارسه الشباب بحسن نيةٍ إلا أن آثاره تبدو سلبية
فهى توحى بأن من بين الثوار من يحتكر الثورية على نفسه، وينزعها عن آخرين
بعكس أيام الثورة الأولى التى كان النزول فيها حقاً للجميع.
ثالث الأخطاء التى قللت من رصيد الثوار الخروج عن السلمية فى عدة وقائع،
منها جمعة تصحيح مسار الثورة فى 9 سبتمبر الماضى، والتى انتهت بمحاولةٍ
لاقتحام مديرية أمن الجيزة، وسفارتى السعودية وإسرائيل، واعتصام 8 يوليو
الذى شَهِدَ تعذيب 2 ممن يُشتَبه فى كونهم بلطجية وربطهما بالحبال فى
أشجار، واعتصام نوفمبر الذى أصر المشاركون فيه على قطع شارع مجلس الشعب
ومنع د. كمال الجنزورى، رئيس الوزراء، من دخول مبنى الحكومة.
ويعد الخروج عن السلمية واحداً من أهم العوامل التى خصمت من رصيد الثوار
لدى الشارع الذى التحم بالميادين بعد 25 يناير لإدراكه حينها سلمية المشروع
الثورى، و
هو خطأٌ يرتبط بآخر، وهو عدم تنقية صفوف الثوار من عناصر مخرِّبة تدخل إلى الميدان ثم تمارس الفوضى، فتتصدر المشهد ويعلو صوتها وفعلها على
العقلاء من الثوار، مما يترك انطباعات سلبية فى ذهن المواطن تجاه المجموع.
أما خامس الأخطاء فيتمثل فى التقليل من أهمية الانتخابات البرلمانية، وعدم
التركيز عليها، بل والدعوة فى بعض الأحيان لمقاطعتها باعتبارها غير شرعية
لإجرائها فى ظل سلطة العسكريين، وللإنصاف لم يقع كل شباب الثورة فى هذا
الخطأ فمنهم من شارك فيها ترشحاً وتصويتاً، غير أن آخرين لم يكتفوا
بمقاطعتها فقط وإنما تحدثوا بنبرةٍ نخبوية عن كونها غير معبرة عن الشعب، مع
انتقادٍ لمن اختاروا التيار الإسلامى بدعوى جهلهم وقلة وعيهم وعدم قدرتهم
على استيعاب الديمقراطية.
ويأتى تغليب ملف الحريات على ملفى الأمن والاقتصاد كسادس الأخطاء، فرجل
الشارع العادى أبدى طوال السنة الماضية تلهفه لعودة الأمن وانتعاش الاقتصاد
فى وقتٍ وجد فيه الكيانات المتحدثة باسم الثورة تركز على ملف الحريات أكثر
من اهتمامها بالأمن والاقتصاد، وهو ما دفعه لهجر الفعاليات الثورية شيئاً
فشيئاً حينما وجدها تبتعد عن مطالبه الملحَّة بل وتساهم أحياناً فى مزيدٍ
من مظاهر الانفلات الأمنى،
فيما يكمن الخطأ السابع فى تصدير شخصيات تتحدث
باسم أهداف الثورة ثم تستخدم ألفاظاً تسىء للآخر وتحقِّر منه بدلاً من نقده
بموضوعية حتى لو وصلت لدرجة الحدَّة، فالقطاع الأوسع من المواطنين يرفض
توجيه السباب حتى للمخالفين له.
أما ثامن الأخطاء فهو العمل على توسيع دائرة الفلول حتى صارت تضم سياسيين
وشخصيات عامة كانت لهم مواقف ضد النظام السابق، ثم وُصِفُوا بالفلول
لمخالفتهم آراء الثوار.
ولا يعنى رصد هذه الأخطاء أن كل الثوار ارتكبوها، فمنهم من بذل الجهد لرأب
الصدع والإبقاء على الصورة الإيجابية لشباب الثورة فى الأذهان، وقد يبدو أن
هذه المحاولات لم تنجح خلال أول عامٍ مر على 25 يناير، إلا أن الفرصة تظل
قائمة، كما لا ينفى الرصد أن بقية الأطراف كالقوى السياسية والمجلس العسكرى
لم تخطئ فى حق الثورة، إلا أن أخطاء شبابها بدت الأكثر تأثيراً على
العلاقة بين الثورة والمواطنين.