احذري من الخضوع بالقول
حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض وما أكثرهم
وإلينا قصة من القصص القرآني التي توضح لنا كيف يكون التعامل الحق
.............................
إنها قصة سيدنا موسى مع بنات سيدنا شعب عليهما السلام
المكان
أرض فيها بئر ماء يزدحم حوله رجال يسقون رعيهم.
الأشخاص ~ »
عابر سبيل مرهق اتعبه السفر يستظل تحت شجرة.
امرأتان , أختان واقفتان على بعد تريدان بلوغ الماء يمنعهما الازدحام .
- الرجل ما خطبكما؟)
- المرأتان لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير )القصص : 23
انظري أختي وتفكري في هذا الخطاب المقتضب المباشر الذي لا تورية فيه ولا مواربة.
سؤال واضح حاد: ما خطبكما؟لم يقل ماذا هناك؟ لماذا أنتما هنا؟ أعانكما الله على المشقة والعناء!فهو إن قال غير ما قال سوف يفتح المجال أمامه
وأمامهما لحوار لن يفضي إلا إلى كلام زائد لا مبرر له ليفتح بابا للشيطان.
لكن انظري إلى جواب الفتاتين:
( لا نسقي حتى يصدر الرعاء)
نحن ننتظر الرجال ليحصلوا على الماء فلا نزاحمهم ولا نخالطهم.
لكنهما استطردتا ( وأبونا شيخ كبير) فبينتا له سبب وجودهما في مقام غير مقامهما إلا أن الحاجة أباحت لهما ذلك.
بعد ذلك سقى لهما وعادتا إلى ابيهما تحدثانه بما جرى عند البئر.
وبينما هو جالس يسبح الله ويحمده ( جاءته إحداهما تمشي على استحياء)
نعم.بحياء فهذا هو سمت المؤمنة العفيفة .الحياء والعفة اللذان يصونان عزتها ويحفظان شرفها.
(قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) القصص: 25
(إن أبي يدعوك)لكنها لم تتوقف عند هذا كي لا تفتح له المجال لطرح الأسئلة.لماذا؟ وأينأبوك؟ أين تسكنين؟ أين أختك الأخرى؟
بل أتبعت الخطاب مباشرة (ليجزيك أجر ما سقيت لنا)لقد أبدت السبب الصريح لتقطع عليه التساؤلات والتخمينات التي لا مبرر لها ولا مناسبة.
هذا هو الأدب القرآني في التوجيه والتربية.هذه هي الحساسية والشفافية في توضيح الصور والأبعاد النفسية التي تترتب عليها.
هو رجل في نفسه ما فيها من حب فطري وميل نحو المرأة , وهي كذالك
لكن الضوابط تهذب ذلك الميل وتلك الفطرة وتخط لهما الطريق السليم لتسير فيه وتكون بما يرضي الله ويهدئ النفوس ويريح الضمائر.
رسالة
أختاه ~ »
لم يفت الوقت بعد.عند دخولك مكانا عاما حددي عباراتك واضبطيها مختصرة ملتزمة.
لا تخضعي ابدا. إذا ناسبك الثمن فاشتري وإذا لم يناسبك فدعيه
وانتقلي إلى مكان آخر راجية وجه الله تعالى .كوني على يقين أن ما كان لله وفقك الله فيه وآتاك ثمره وسهل لك خيره.
وهل غير وجه الله تبتغي المؤمنة العفيفة؟
اللهم آكفنا بحلالك عن حرآمك وآغننا بفضلك عمن سوآك
فكيف لا تتبعي أمراً بدء الله به أطهر النساء على وجه الأرض
أمهات المسلمين رضي الله عنهم أجمعين
حينما قال عز من قائل:
فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً