يحرص كل منا على أن
تكون صورته حسنة ومنظره جميل أمام الناس ولنا كل الحق في ذلك فالله عز وجل
أمرنا بذلك ، وفي التزين والتجمل مرضاة لله تبارك وتعالى يقول عز وجل في
القرآن الكريم : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ
عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ
يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31
وقد يتخيل بعض الناس أن التزين التجمل مدعاة للكبر وصورة من صور التفاخر
والاستعلاء وأن الله عز وجل لا يرضي بذلك وهم في هذا الأمر واهمون يقول
النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : " لا يدخل
الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون
ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب
الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس ".
ولكن أتدري أخي الفاضل ما هو أجمل يتزين ويتجمل به الإنسان ؟؟
إنه تقوى الله عز وجل ، يقول عز من قائل في القرآن الكريم : {يَا
بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ
وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ
لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
كلمة التقوى نرددها كثيرا ولكن هل نعرف حقا معنى كلمة التقوى ؟؟
قال عنها علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
" التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل "
وقال عنها ابن مسعود رضي الله عنه :
"أن يطاع الله فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر"
وقيل: وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه
ويحذره وقاية تقيه منه فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه
من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه .
ومن أجمل ما قرأت في ذلك قول طلق بن حبيب رحمه الله : "التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله".
ومن أجمل أسباب التقوى - وإن لم يكن لها من سبب سواه فكفى - هو النجاة من المهالك في الدنيا والآخرة قال تبارك وتعالى : {....وَأَقِيمُوا
الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ
لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق2،3
فعليك أخي الكريم بتقوى الله فإنها خير زاد قال تعالى : {.....
وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ
}البقرة197
فاحرص أخي الكريم على أن تتزين بالتقوى فإنها خير وأنفع ما يتزين به الإنسان