في نادي المطيعات.. أحلام الرجال أوامر
في نادي المطيعات.. أحلام الرجال أوامر - الطاعة النبيلة من المرأة ... عطاء بلا حدود من الرجل عندما سمع أحمد وهو زوج وأب عن "نادي الزوجات المطيعات بماليزيا" قال
فرحا: "الله أكبر، ماينفعش نعمل واحد عندنا في مصر، ولا حتى نستورد واحد من
ماليزيا.. المرأة المصرية فعلا محتاجة كورسات في تعلم فن الطاعة الزوجية
بعد حالة التمرد اللي هي عايشة فيها اليومين دول".
أحمد لم يكن الرجل الوحيد الذي قابل هذا الخبر أو هذه البشرى كما يعتبرها
بهذا الفرح والتفاؤل، فمعظم الرجال ،إن لم يكونوا كلهم، قابلوا الفكرة
بترحاب شديد خاصة وأن القائمين على النادي أعلنوا أنه سيقوم بتعليم النساء
الآليات الصحيحة لإرضاء الأزواج.
ونادي المطيعات الماليزي ، ناد اجتماعي يهدف إلى التصدي لجرائم الخيانة
الزوجية والعنف الأسري والطلاق، وذلك عن طريق إرضاء الزوج للحيلولة دون
لجوئه للخيانة وطلب الملذات خارج بيته.
وتعود فكرة إنشاء النادي، إلى جماعة "غلوبل إخوان" الماليزية التي تشجع في
الأساس تعدد الزوجات, حتى أنها شكلت ناديا آخر لا يقبل في عضويته غير
"المعددين" وذلك في عام 2009.
تقول "روحية محمد" رئيسة النادي بالإنابة: "إن الزوج السعيد في بيته لن
يضطر للانغماس في الرذيلة خارجه, فكثير من الجرائم والآفات الاجتماعية مثل
البغاء والعنف الأسري والاتجار بالبشر وانتشار اللقطاء تنبع من فشل العلاقة
بين الزوجين".
هذا في الوقت الذي كشفت فيه مديرة النادي في ماليزيا "فوزية عارفين" أن
عدد المسجلين فيه بلغ قرابة الألف, في حين بلغ أعضاؤه في الأردن نحو
مائتين, وسيعلن عن إطلاق نسخته الإندونيسية خلال أيام.
ومن ضمن الأنشطة التي سيقوم النادي بها عقد دورات وإعطاء دروس للمقبلين
على الزواج والمتزوجين بشأن "أصول العلاقة الزوجية الناجحة" كما سيوفر قسما
للاستشارات الأسرية.
وفي الوقت الذي أعلن فيه النادي عن ترحيبه بانضمام أي شخص إليه، ثار جدلا
واسعا حول فكرة النادي داخل ماليزيا بين مؤيد يرى فيه وسيلة لمكافحة الآفات
الاجتماعية المنتشرة, وبين معارض اعتبر أهدافه مهينة ومذلة للمرأة
الماليزية على اعتبار أن هذه الأهداف قدمت المرأة على أنها مخلوقة فقط
لإسعاد الزوج وإمتاعه.
وبلغ الجدل ذروته بدخول مسئولين حكوميين رفيعي المستوى فيه, واتهام "مجيدة
إبراهيم" المسؤولة بديوان رئاسة الوزراء القائمين على الفكرة بأنهم ينتمون
إلى جماعة "ابن الأرقم" الدينية المحظورة "التي تواصل إرسال صورة سلبية
خاطئة للمجتمع عبر طرح مثل هذه الأفكار والحديث عن المرأة بصورة سلبية" وفي
المقابل أعلن مفتي ولاية بيراك عن تأييده التام لتأسيس هذا النادي, ودعا
في تصريحات صحفية إلى تأسيس المزيد من هذه النوادي التي تساهم في مكافحة
الآفات الاجتماعية.
الزوجة المعارضة مرفوضة
أما على المستوى المصري فقد كان من الضروري أن نتعرف على رؤية بعض الرجال
المصريين لفكرة النادي، وهل نحن بحاجة إلى نسخة مصرية منه كما يحلم أحمد
وكما حدث في الأردن وما سيحدث في إندونيسيا أم لا؟!
يقول السيد ، صحفي وهو زوج وأب لطفلين، : "حقيقة في ظل التمرد والنكد الذي
تبرع في خلقه المرأة المصرية: أعتقد أنها تحتاج إلى جرعات في تعلم فن
الطاعة الزوجية.. لأنها تظن أن طاعة الزوج نوع من الخضوع والذل ولكنه في
الحقيقة غير ذلك تماما لأن الزوج يقدر بشدة طاعة زوجته له ويزداد تقديره
وحبه لها كلما زادت طاعتها".
أما سامح فيقول: إن الرجل عامة لا يحب الزوجة المعارضة، وإذا فهمت السيدة
أن الرجل لا يحب إلا الزوجة المطيعة ولو ظاهريا فإن هذا يرضي غروره بشدة
وفي المقابل يلبي لها كل طلباتها، والطاعة مرتبطة بثقافتنا الإسلامية فهناك
في المأثوررات مثلا: "بارك الله في الزوجة المطيعة والدابة السريعة "كما
أنه يوجد حديث يقال أنه حديث ضعيف يقول فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها"
ضلت الطريق
"المرأة المصرية ضلت الطريق فيما يتعلق بالتحرر".. هكذا بدأ "حاتم"كلامه
موضحا أن السيدات في مصر خرجن على طاعة الزوج نتيجة لأفكار ومفاهيم سيئة عن
تحرر المرأة فهمنها بطريقة خاطئة، وأن التحرر لديهن يعنى التمرد على
الجميع خصوصا الزوج وكذلك العادات والتقاليد.مؤكدا أن ما لا تفهمه المرأة
أن تحررها الحقيقي هو تحرر للعقل وللمفاهيم والبحث عن دور في المجتمع، وليس
التمرد على الزوج.
من جانبه يقول محمد بشكل حاسم : "لو لم تكن زوجتي مطيعة من الأصل لم أكن
لأتزوجها، ولكن ياريت يعملوا حاجة في مصر مثل نادي ماليزيا هذا ليعلموا فيه
السيدات والبنات كيفية التعامل مع الرجال، فالمرأة المصرية أثبتت غباءها
فيما يتعلق بفهمها وتعاملها مع زوجها بدليل ارتفاع نسب الطلاق".
وعلى الجانب الآخر يقول "باسم" أنه لا يجب أن تكون الزوجة مطيعة على طول
الخط فالحياة يلزمها بعض الملح والفلفل والبهارات حتى تستمر، ويكون هناك
تجدد وحياة بين الزوج والزوجة، كما أن الزوجة ليست هي المسئولة في كل
الأحوال عن "طفاسة" الرجل ولجوءه للخيانة الزوجية.. وأعتقد أن نادي بهذا
الشكل يعلم النساء الطاعة فقط هو نادي مخل والقائمون عليه مختلون عقليا.
صراع الأزواج
وفي أول تعليق له عند سماعه فكرة هذا النادي – يقول د.محمد المهدي ،رئيس
قسم علم النفس بجامعة الزقازيق والطبيب النفسي المشهور،: "ياااااه فكرة
حلوة قوي محتاجين نوادي زي دي كتير في مصر.. وانتوا اعملوا النوادي دي -
يقصد السيدات- ونحن سندفع كل التكاليف – يقصد الرجال طبعا".
سألته ضاحكة: هل تتحدث بجدية دكتور محمد، فرد قائلا: بالطبع، فعندما كنت
في مدينة براغ بتشيكوسلوفاكيا لاحظت احتراما غريبا ومبالغا فيه من قبل
المرأة ناحية الرجل، قد يقول البعض أن ذلك ناتج عن قلة عدد الرجال في
تشيكوسلوفاكيا فنسبة الرجال إلى النساء تقريبا من 1 إلى 3، ولكن طريقة
التفكير نفسها مختلفة عنها في مصر فالرجل له احترامه وتقديره وقيمته
المعتبره.
أما في جنوب شرق آسيا فحدث ولا حرج على أهمية الرجل ومدى احترامه وتقديره
من قبل النساء، حتى إن الكثيرين من العرب والمصريين في دول الخليج راحوا
يتزوجون بكثرة من الفليبينبات والإندونسيات والسبب واضح وجلي للعيان وهو أن
الرجل يلجأ للسيدة التي تجله وتحترمه.
أما في مصر ومع تصاعد دور المرأة والحديث المستمر عن التمكين والتحرير
ووجود كثير من الشخصيات التي تحشد وتحفز وتستعدي المرأة ضد الرجل، وكأن كل
الرجال متسلطون وقاهرون، وعلى النساء جميعا أن يتحدن ضد الرجال جميعا، فقد
خلق هذا ندية وتنافسية كبيرة داخل البيوت. وهذه الندية وتلك التنافسية كان
لها أثرها البالغ والظاهر على ارتفاع نسب الطلاق والعنوسة. فكثير من الشباب
يخشون من المرأة بسبب تلك الندية والتنافسية فالرجل يخاف من تفوق المرأة
وذكائها وتفوق دخلها على دخله أيضا في بعض الأحيان. وهكذا تحولت العلاقة
الزوجية من مودة وسكن ورحمة إلى تنافس وصراع.
ويكمل: الرجل بفطرته السوية يريد من المرأة الحنان والوداعة والطمأنينة
وشىء من الخضوع، الخضوع الأنثوي الجميل وليس خضوع مذلة ولكن نوعا من خفض
الجناح. فالرجل في تركيبته هو طفل كبير ولديه حنين للرعاية الأمومية غير
المشروطة الحنونة التي لا تأخذ شكل التنافس ولا التناحر، لذا فهو يهفو
للرعاية الأنثوية المسالمة الحنونة، وحين غابت هذه المعاني لدى الزوجات
المصريات لم يعد للشباب رغبة في الزواج.. وقد سمعت كثيرا من الشباب
يتساءلون لماذا أتزوج "واحدة" توجع قلبي وندخل في معركة زوجية.
أيضا لا يمكن أن نغفل أن البنت هذه الأيام أصبحت لا تحتمل طاعة الزوج، فهي
تعتبرها نوعا من العبودية والاستغلال السيئ ضد الرجل وانتقاصا من كيانها
الإنساني، فتقول لنفسها "ليه أطيعه"، "أنا راسي براسه"، لأن مفهوم الطاعة
النبيلة المختارة المتبادلة في الحقيقة غائب وغير موجود. والطاعة النبيلة
من قبل المرأة يقابلها الرجل النبيل بعطاء لا قبل له. أما النساء فهن يلصقن
مفهوم الطاعة بالعبودية والمذلة والتسلط وتعتبر أن الحياة الزوجية مقسمة
بين "سيد وجارية". بينما الطاعة الزوجية المحبة النبيلة تماثل الرعاية
الأمومية التي يطوق لها الرجل في شكل آخر بجانب الناحية الزواجية
والأنثوية، والزوجة الناجحة هي من تستطيع أن تعطي كل هذا