زوجى مدلل ومش بتاع شغل وعدها بالغالي والثمين وأنه سيحقق لها كل ما تمنته طيلة حياتها، قال لها
أنه الإبن الوحيد وأنه سيرث الكثير، وأنه ليس بحاجة إلى العمل، فهو من
الأثرياء وبالتالي لن يضطر إلى الاستيقاظ مبكرا أو العمل تحت رئاسة مخلوق..
سعدت به وبكلامه وكانت تشعر أنه الأفضل.. فإضافة لثرائه هو الأوسم والأشيك
والأكثر اهتماما بنفسه وبمظهره.. كما أنه "فنجري" لا يتوانى عن إدخال يده
في جيبه ليخرج الأموال التي ينفقها بسخاء على الآخرين .
هذه الصورة الجميلة جعلتها توافق على الزواج منه في تحد لوالدها الذي
نصحها بأنه "بتاع مظاهر ومش بتاع شغل" وأنها لن تسعد معه لأنه الولد المدلل
ولكنها صممت.. وكان الزواج.
بالتدريج عرفت أن كلام والدها صحيح، فزوجها ليس إلا صورة من الخارج فقط
أما من داخله فهو ضعيف.. غير واثق بنفسه.. ليس له إلا ما يطلبه، لا يفكر في
الآخرين حتى أولاده الذين أنجبتهم منه..لا يتوانى عن ضربها أو جرح مشاعرها
إذا طلبت منه أن يغير من حاله ورغم ما تلاقيه لا تستطيع الكلام أو طلب
الطلاق.. فقد نصحها أبوها سابقا وعليها الآن أن تتحمل نتيجة اختيارها.
لم تكن بطلتنا الزوجة الوحيدة التي تعرضت لهذا المأزق، فالكثير من الزوجات
تشتكين من نموذج الزوج المدلل الذي لا يستطيع تحمل مسئولية أسرته حتى ولو
رزق بأطفال.. وتكون الزوجة هي المتحملة لكل المهام والمسئوليات الخاصة
بالأسرة.. قد تتحمل إحداهن على مضض وقد تطلب أخرى الطلاق وثالثة قد تتعايش
بنجاح مع هذا النموذج من الأزواج.
تبادل أدوار
تقول "س" : تزوجت من رجل بهرني بكلامه وطموحه ومظهره الجذاب، ولكنني لم
أكن أعرف أنه الابن المدلل الذي لا يجب أن يُعتمد عليه في شىء، شعرت أننى
تم الاستخفاف بي وبطموحي، ولكنني لم أستسلم ..صحيح أنني وقعت في المحظور
لكن لابد أن أتعامل مع الأمر الواقع، كان زوجي يمتلك متجرا ولكنه لم يكن
يحب أن يعمل فيه، فأصبحت أنا من أقوم بالعمل خارج المنزل والحمد لله أكرمني
ربي، والمتجر الواحد أصبح أربعة متاجر، أما زوجي فهو يجلس مع الأولاد
بالمنزل ليرعاهم ويذاكر لهم .!
وتوضح الزوجة المثابرة أنها رغم ذلك حرصت على التعامل مع زوجها بمنتهى
التواضع والحب والإكبار أمام الجميع وأمام أولادهما حرصا على صورته وحفاظا
على سعادة أسرتها .
إذا كان عاجِبك
ولكن هذا لم يكن حال (ف، م ) فقد تزوجت رجل من بلد آخر، سافرت معه بعد
العقد مباشرة، قدم لها العديد من الوعود قبل الزواج لم يتحقق أي منها،
وعدها بشقة فخمة ثم أسكنها مع أمه، ادعى أنه يشغل منصبا كبيرا واكتشفت أنه
عاطل، أعلن مسئوليته عن تحقيق كافة أحلامها.. وتحمل أخوه وأمه كافة نفقاته
وهي معه.
حاولت معه كثيرا لكي يعمل بدون جدوى.. كان يخاصمها بالأيام كلما فتحت معه
الموضوع، حتى قالها صراحة " إذا أردت أن تنعمي بحبي عليك أن تتقبليني كما
أنا "
من شابه أباه
الحكاية الثالثة لزوجة تحملت زوجها طوال عشرين عاما لم يثبت خلالها في عمل
واحد أكثر من عام..تقول: أعترف أنني فشلت طوال هذه السنين في إقناعه أن
ينجح ويحقق ذاته حتى يكون قدوة لأولادنا.. والنتيجة أني أرى أولادي غير
أسوياء نفسيا، فأحدهم مثل أبيه تماما لا يستطيع عمل شىء ولايجيد إلا الضحك
والتهريج، والثاني أصبح قابعا في غرفته طول الوقت.. ولكنني أحاول معه بكل
الطرق أن يندمج في المجتمع ويجد له الحياة الناجحة التي تعوضه عما يراه
داخل أسرتنا من فشل.
التكيف هو الحل
في تعليقها على هذا الموضوع تقول سمر عبده ،المستشارة الاجتماعية: على
الزوجة أن تدرك أن هذه هي شخصية زوجها وهذه هي طبيعته الثابتة، وعليها أن
تدرك أيضا أنه ليس من السهل تغييره، وحتى لو حدث تغيير فسيكون طفيفا جدا،
فهؤلاء الأزواج لديهم خلل في الإشباع نتج عنه "احتياج" مستمر وضعف ثقة
بالنفس وعدم نضج.
وعلى الزوجة أن تتكيف مع المشكلة ولا تحاول أن تحلها بشكل جذري، وأن تحاول
تعويض النقص الموجود في الأسرة في حال أرادت أن تكمل معه المشوار إلى
النهاية، دون أن تحيل الحياة إلى جحيم لأنها ستكون الخاسرة في كل الأحوال،
ولكن عليها أن تجاريه في طبيعته حتى لا تتضرر نفسيا هي وأولادها، وفي نفس
الوقت تبحث عن المصادر الأخرى التي تدعمها ماديا ومعنويا .
- وعن كيفية التكيف مع هذا النوع من الأزواج تقدم سمر عبده بعض النصائح للزوجة :
- هذا النوع لديه احتياج دائم إلى التقدير، فهو يشعر أنه قليل، وبالتالي يحتاج أن تقنعيه دائما أنه مهم الزوج من
- كبري به أمام الآخرين، ولا تشعريه أنه أقل من أحد خصوصا أمام الأولاد
- لا تعتمدي عليه في كثير من الأشياء كأن يدير عملا أو يتحمل مسئولية
أولاد أو أي مسئولية مالية، لأنه ببساطة لن يستطيع ولن يجني إلا الفشل
- أحسني معاشرته، فهذا من شأنه أن يزيل جو التوتر داخل البيت فيهدأ الأبناء ويشبوا أسوياء
- لابد أن يكون للأبناء نموذج آخر من الرجال بين الأقارب ليقتدوا به ،
وهذا يحدث بفعل احتكاكهم بشكل متواصل مع الأجداد والأعمام والأخوال
- عليك أن تبحثي عن روافد أخرى كي تساندك ماديا في حال كنت في حاجة للدعم
المادي. وغالبا لابد أن يكون هذا السند من أهل زوجك أو أهلك أنت
- لابد أن يكون لك عمل أو أن تكملي تعليمك حتى يكون لك منفذ خارجي تفرغي فيه سلبية زوجك وإحباطك الزوجي
- لا تعتبري الأبناء من الروافد التي يمكن من خلالها تعويض ما حدث لك مع
زوجك، وبالتالي تؤثري عليهم سلبا فالأم تعطي الأولاد ولا تأخذ منهم خصوصا
في مرحلة الطفولة
- احذري أن تجعلي من أبنائك نفس شخصية زوجك فهذا النموذج يتكرر نتيجة
التدليل الزائد عن الحد أو القسوة الزائدة أو نتيجة الإثنين معا.. كأن
يقوم الأب بالتدليل وتقوم الأم بالعكس، فهذا كفيل بأن ينتج شخصية مختلة
بهذا الشكل
-الزوج من هذا النوع له بعض المميزات التي يجب أن تدركها الزوجة، بالرغم
من عيوبه الكثيرة، فهو شخص عاطفي لديه القدرة أن يجعل زوجته سندريلا في حال
أعطته إحساسا أنه الفارس. وهو أب حنون أيضا وشهم إذا استحضرتي لديه هذه
الصفة
- إذا أوصلت لزوجك شعورا أنك أعلى منه شأنا لأنك تقومين بمهامه، لن تحصلي
منه إلا على الجانب السىء من شخصيته الغاضبة الضعيفة التي تعوض ضعفها
بالاستقواء ضربا، فيقوم بإيذائك وإبهارك بقوته العضلية والصوتية والرجولة
الكاذبة
- وأخيرا لا يجب أن تستسلمي وتقولى أنه لا يوجد أمل، فحسن العشرة والصبر تدفع الزوج لبعض التغيير