الزواج بمساعدة طرف ثالث موضة لتجنّب العنوسة «تعرف الرجل إلى المرأة، أو العكس، يتم بطرق مختلفة، وتنتفي أهمية الطريقة إذا كان القصد هو الزواج وإيجاد الشريك المناسب».
هذا ما قالته دراسة برازيلية عن ظاهرة اجتماعية تنمو بسرعة في العالم،
وتعتبر أحد الوسائل لإيجاد شريك الحياة الزوجية وتجنب العنوسة، في يومنا
هذا هناك طرق مختلفة ومتعددة لالتقاء الرجل بالمرأة، في المطعم، في السوبر
ماركت، في الشوبينغ سنتر، في السينما، ولكن أهمها هو اللقاء في الحفلات
العائلية بمساعدة أصدقاء كطرف ثالث، فكيف تكون هذه الزيجات؟
قالت الدراسة ـ التي أشــرف عـلى إعدادها وإصدارها منظـمة الأســرة
البــرازيلية في مدينة ساو باولو مؤخرًا ـ إن الناس يلتقون في كل مكان،
وهذا أمر عادي، لأن الإنسان كائن اجتماعي، وليس انعزاليًا كبعض أنواع
الحيوانات التي تعيش وحيدة، وتلتقي فقط في فصل التكاثر، طبقًا لغريزة كل
نوع، أما لقاءات البشر فهي مختلفة تمامًا، لأنها ليست غريزية، وهناك
اللقاءات العابرة التي تجمع بين شخصين أو أكثر، ربما مرة واحدة في الحياة
لا تتكرر، وهناك اللقاءات المركزة التي لها مغزى ومعنى، بحسب الدراسة،
وبخاصة إذا كان طرفا اللقاء رجلاً وامرأة يسعيان للزواج.
وأضافت الدراسة أن اللقاءات العابرة كثيرة وعادية، وقد لا يأتي منها أي
نتائج جادة على صعيد الزواج، في مجتمعات عملية يكثر فيها التعارف العابر
بين رجل وامرأة لقضاء وقت عمل، ومن ثم الافتراق، وربما عدم اللقاء ثانية،
ووصفت بأنها لقاءات فارغة المضمون، هذه الحقيقة أدخلت المجتمعات العصرية
في دوامة فارغة، لأن اللقـاء يهـم الـمرأة أكـثر مـن الرجل التي تفكر
دائما بشكل أعمق إذا تعلق الموضوع بعلاقة تنتهي بالزواج.
وتــابعــت الدراســة تــقــول: »غــالبـية الناس قد ملت الحال، وبدأت
تتجه وتبحـث عن لقاءات مركزة ذات مغزى، وتنتهـي بالــزواج«، يقول المــثل
الشائع »الحاجة أم الاختراع «، وبالنسبة للعـرب فهم معروفون في مجال
العلاقات الاجتماعية، لأن تربيتهم الدينية تؤكد على صلة الرحم والمحبة بين
الأقارب والأصدقاء، وكما هو معروف أن نسبة العنوسة بين صفوف النساء في
العالم تجاوزت الـ40 % في بعض البلدان.
الطرف الثالث شرحت الدراسة اللقاء المركز بالقول: إنه اللقاء الذي يؤدي في النهاية إلى
ابتكار مشاعر وعواطف بين الناس، خاصة بين الرجل والمرأة، وبما أن اللقاءات
المركزة هي أكثر ندرة، فإنها عادة ما تتم عن طريق طرف ثالث ربما يكون
محايدًا أو غير محايد، المقصود بالطرف الثالث، طبقًا للدراسة، هو الشخص
الذي يجمع بين أشخاص آخرين من أجل التعارف الذي يساهم بدوره في إيجاد
أحاديث متنوعة المواضيع والأهداف، فإذا مال رجل لامرأة أو العكس قد تبرز
أحاديث فيها شيء من المشاعر والعواطف التي تتعمق إذا كان الطرفان يفكران
أو يخططان للزواج والارتباط.
وأكدت الدراسة أن اللقاءات المركزة تتم عبر إقامة الحفلات العائلية التي
تضم الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء، وهنا بيت القصيد، أي أن اللقاءات المركزة
المرجوة والمهمة هي بين أصدقاء الأصدقاء، امرأة جلبت معها شقيقتها، وآخر
جلب معه شقيقته أو صديقه أو ابنة عمه، هذا بالضبط ما يتطور ويكتسب أهمية
خاصة بشكل يدعم ويشجع على الزواج عند إيجاد شريك مناسب جدير بالثقة.
وقد ثبت من خلال استبيانات الرأي، أن 30 % من اللقاءات المركزة، حسب تسمية
الدراسة، والتي تتم في الحفلات العائلية أو حفلات الأفراح ومناسبات أخرى
تجمع بين الأصدقاء تنتهي بالزواج، وقد أصبح ذلك وسيلة لإيجاد الشريك
المناسب.
الطرف الثالث والتمهيد الطرف الثالث الذي يجمع بين قلبين، إنما يمهد للقاءات بين رجال ونساء هم
في الأصل مستعدون للزواج، وإلا فإن اللقاء المركز سيتحول إلى لقاء عابر،
حيثُ تفقد فكرة الزواج قيمتها وتعود المرأة إلى عالم العنوسة من جديد،
ويعود الرجل لعالم الوحدة مجددًا، إذن التمهيد للقاء الأصدقاء المستعدين
للزواج أمر هام، يجب أن يسبق اللقاء، ذلك يمثل عبئًا على الطرف الثالث،
ولكن من الذي لا يحب الجمع بين القلوب المحبة؟
وأضافت الدراسة أن الزواج عن طريق الطرف الثالث في المناسبات الاجتماعية،
أصبح أكثر أهمية من مكاتب الزواج المنتشرة بكثرة في البلاد العربية، فهذه
المكاتب تجمع بين أناس ربما لا تتواجد بينهم أي قواسم مشتركة، أما
اللقاءات الاجتماعية، فتحظى بأهمية خاصة؛ لأن معرفة صديق جيد يعني بأنه
ينتقي صداقاته ويحظى بثقة الآخرين.
لمواجهة شبح العنوسة بدا الطرف الثالث، وسيلة ناجعة لمواجهة شبح العنوسة، ل
عدة أسباب حددتها الدراسة ومن أهمها:
1 -التعارف عن طريق أصدقاء مشتركين أو غير مشتركين يولد الثقة ولا يحتاج إلى جهد كبير للبحث عن أصل وتاريخ هذا وذاك.
2 -بما أن التعارف يتم بعد تمهيد جيد، يقوم به الطرف الثالث، فهذا يساعد على إيجاد تفاهم سريع لا يحتاج إلى كثير من الوقت.
3 -تعطي العائلات، ما يتناسب من حرية الحديث للمرأة في اللقاءات التي تتم عن طريق طرف ثالث؛ لأن ذلك يسهل عملية التفاهم المشترك.
4-وجود قواعد للمحادثة في اللقاءات، وعلى رأسها عدم تأجيل التطرق لموضوع الزواج وأهميته وقيمه في أي مجتمع من المجتمعات البشرية.
5 -عدم إعطاء المرأة مجالا للرجل، يشعره بأنها قد تقبل اللقاء العابر،
ومن ثم تنتهي العلاقة قبل أن تبدأ، فالرجل والمرأة عادة ما يضعان الأوراق
على الطاولة إذا كان هناك علم مسبق بنية كل منهما للزواج.