عندما تعاندك الابتسامة النابعة بصدق من أعماقك
وعندما يغيب عن مشاعرك ذلك المعنى الحقيقي للفرح
وعندما تئن تلك الآلام الصامتة في بحرك العميق
وعندما تتقطع بك السبل في طريق الحيرة والهم
وعندما تتكاتف الظروف محاولة كسر ذلك الشموخ فيك
وعندما تتحول تلك العيون إلى عدسة تدقق وتسجل كل عثراتك
وعندما يحاول الكثيرون أن يضخموا تلك العثرات في ظروفك القاسية
وعندما تشعر بأن أضلعك قد ضاقت ذرعاً بقلبك الحزين
وعندما يسود حولك ظلام حالك يحجب عنك نور الفجر
وعندما يعجز عقلك عن إدراك ما قد يحيط بك من معاناة وآلام
وعندما تفرض الأيام عليك الصمت فلا تستطيع البوح بمكنوناتك
وعندما يعبس الوقت في وجهك محاولاً تغيير ملامح جمال أيامك
وعندما تكسر رياح الزمن مجاديفك بقسوة حتى لا تبحر
وعندما ترى أنك قد أُحطت بما لا تطيقه استطاعتك وقوتك
وعندما ترى كل الحروف قد حاولت أن تخون تلك التعابير الصادقة في وجهك
وعندما ترى أن تلك الشمس التي تنير لغيرك لا يصل نورها إليك
وعندما تتمكن كل مقومات الانكسار من مواطن القوة في قناعتك
وعندما تتراكم تلك الأحمال الثقيلة على كاهلك لتقعدك عن المسير
وعندما تُحس أنك تتكلم لكن من غير صوت مسموع
عندما تترجم مشاعرك بإحساس صادق وتُفهم بعكس ما تتمناه
عندها....
ارحل إلى الأعماق قليلاً ...
تمسك ببارقة الأمل التي تلوح لك في الأفق ولو حجبتها عنك غياهب الهموم
حاول أن تُركز قوتك في أعماقك فهي بداية لقوتك الخارجية
كن كمن يتمتع بالمرونة التي تعيدك إلى حيث كنت تدريجياً
كن مرناً أمام هذه الظروف في خارجك وقوياً متماسكاً في داخلك
حاول أن تكيف نفسك مع هذه الظروف تكيفاً يعيدك لطريقك الصحيح
استمع لكل شعور صادق يناديك في داخلك
وانظر ملياً في هؤلاء الذي يحيطون بك
فبينهم إنسان محب لا يعلم ماذا يقدم لك
وبينهم إنسان محب لا يعلم أين ومتى يبدأ معك
وبينهم إنسان محب يريد أن يراك قوياً
وبينهم إنسان محب يكفي أن تفعل المستحيل من أجله
وبينهم إنسان محب ربما قست عليه الأيام كما تقسو عليك
وبينهم إنسان محب يريد أن يوقد شمعته من طاقتك وقوتك
وبينهم إنسان محب يحس بك وإن لم يستطع أن يعبر لك
وقبل هذا تذكر أنه كلما قست الأيام فإنها ستلين يوما
و تذكر أن مرارة التجارب تنضج العقل
و تذكر أن الأيام تدور بحلاوتها ومرارتها
و تذكر أن بعد الدمعة ابتسامة وأنه بعد العتمة يأتي نور الفجر
و تذكر أن الشيء لا يرى جيداً ويعرف إلا بنقيضه
أغمض عينيك قليلاً ...
لترى النور في أعماقك يبحث عن مخرج
وأعلم أن الألم يعلمنا كيف نتجاوز الضعف
لا تحاول أن تسجن تلك الدمعة
فربما كانت هي من يسقي جذور الابتسامة
وبعدها انهض من أعماقك
قبل أن ينهض جسدك
واستقبل الدنيا بقوة تعينك على إكمال هذا السير مستعينا بالله العظيم
واعلم أن مع العسر يسراً وأن النصر مع الصبر
فالدنيا لن تتوقف من أجل أحد ولن تنتظر من يتعثر
وأخبر من كان يتمنى أن تتحطم ...
بأنك لن تبقى مقعداًَ لتلك الهموم ...
وبشر من كان ينتظر منك هذه القوة ..
بأنك ستفعل المستحيل ..
والآن انفض عنك غبار الهموم والأحزان وانهض من جديد..