نكمل سوية ما قمنا بطرحه من شخصية شكسبير ذلك الشخص الذي كانت حول حياته ومنشأه ومماته الكثير والكثير من الغموض على الرغم من شهرته الكبيرة حتى الآن، وكيف أن حاله كحال الكثير ممن جاءو واشتهروا ولا أحد يعرف خبرهم مثل ابن صياد ، ويأتي هنا السؤال .. سؤال لا اعتقد بأن الكثيرين سألوه لأنفسهم ليصلو إلى الحقيقة
أين ذهب السامري بعدما قام نبي الله موسى بطرده ؟
ولكن اعذروني واعيروني انتباهكم لبعض اللحظات فهناك سؤال قد قمت بطرحه ولم أجد من إجابة ألا وهو . .. لماذا لم يقتل نبي الله موسى هذا السامري بعدما علم من أمره من الكفر والنفاق والسحر والدجل والكفر بوجود الله بل وصناعة العجل من حلي الفراعنة وجعل بني إسرائيل يعبدونه ؟ !
هل من الصعب علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال ؟ والله إنه لمن العيب بل هو تقصير منا في حق رسول الله موسى عليه السلام حينما نترك الأمر ليمضي هكذا وكأن هذا هو كل ما استطاعه نبي الله موسى، كيف لم نفكر في أمر هذا الرجل ورد نبي الله موسى عليه بأن قال له إذهب .. قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه ... الآيات.
أهذا هو رد سيدنا موسى عظيم البنية قوية الغلبة، والذي وكز رجل وكزة فقضى عليه، من فكر في نهاية هذا السامري، وكيف رحل دون أن يمسه، لماذا لم نلحظ أن هناك أمراً أكبر من سيدنا موسى هو الذي جعله يتملك نفسه من الغضب الذي بداخله على دين الله، لماذا لم نفكر بأن هذا الرد لم يأتي من سيدنا موسى وإنما كان أمراً من الله له بأن هذا الرجل ألا وهو السامري له موعد لا يجوز لأحد أن يتعدى عليه قبل مجيء هذا الموعد...
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر المسيح الدجال بأن الذي سيقتله هو المسيح عيسى ابن مريم
عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الدجال: "إنه شاب قطط عينه طائفة... فمن أدركه، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف.. فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً وأسبغة ضروعاً وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم،فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق... فيقتله" رواه مسلم.
إذن فقد قدر الله عز وجل بأن نهاية هذا المسيح الدجال ستكون على يد نبي الله عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق.. وهنا يأتي التفسير واضح وصريح ولا لبس فيه في أمرين.. الأول أنه لن يقتل هذا السامري أو المسيح الدجال سوى نبي الله عيسى عليه وعلى نبيا الصلاة والسلام... والأمر الآخر هو المفاجأة والتي هي بدورها بميعاد يأذن الله به عز وجل ويخرج فيه المسيح الدجال بصورته الحقيقة ليس بتلك الشخصية التي يتخفى فيها من زمان لزمان،، ومن مكان لمكان... فهذا هو سبيله في الحياة فيما بين الناس يبث سحره ودجله وكذبه وخداعه بين الناس حتى يكون من الأعوان من يعينه على أمره وهم بالفعل موجودون في عصرنا هذا وكثيراً جداً
المسألة الثانية أن المسيح الدجال يخرج في غضبة يغضبها
دلت بعض الروايات ان المسيح الدجال يخرج من غضبه يغضبها لسبب ما ,
وجاء أثر صحيح عن حفصة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: (( إنما يخرج الدجال من غضبه يغضبها)) ...
وموعد خروج الدجال يكون بعد الملحمة الكبرى , عن معاذ بن جبل قال : عن الرسول صلى الله عليه وسلم " عمران بيت المقدس خراب يثرب ,وخراب يثرب خروج الملحمة , وخروج الملحمة فتح القسطنطنية , وفتح القسطنطنية خروج الدجال " .
هل من هذين الحديثين نتسنتج ان الدجال يخرج ويغضب بسبب انتصارات المسلمين وخاصة بالملحمة بقيادة المهدي المنتظر وفتوحاتهم للقسطنطنية وسائر المدن
وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن الذي يقتل هذا المسيح هو نبي الله عيسى عليه السلام، لذلك السبب تركه سيدنا موسى عليه السلام ولم يقتله لأن أمر قتله قد أوكله الله عز وجل لأحد عباده ورسول من رسوله ليس سيدنا موسى ولأن الله قد أخر تلك الفتنة لآخر الزمان حتى يميز الخبيث من الطيب وهو الأعلم بما في قلوب عباده ؟
إن المسيح الدجال موجود في أيامنا هذه ولكن لا يجد في خروجه حاجة فأعوانه وتابعيه يقومون بالمهمة على أكمل وجه أمام خزلان وانكسران المسلمين الموحدين حول الأرض ولهذا فلا داعي لخروجه ولفتنة الناس فالناس قد شغلتهم حياتهم وأولادهم ومناصبهم وكراسيهم وليس في حاجة لفتنة حتى يخرج لهم هذا الدجال، ولكن غضبته ستأتي يوم أن يرى المسلمين قد بدأو في ملحمتهم العظيمة وهي الانتصار على اليهود والنصارى وعودة الخلافة الإسلامية على يد المهدى المنتظر.
من اسمه يتضح لنا شخصيته ... المسيح الدجال ... والمسيح بمعنى أنه يمسح الأرض ويطوفها... والدجال هو كثير الكذب والغش والتدليس والنفاق والسحر والكفر... فهل من الصعب على شخص اجتمعت فيه كل هذه الصفات أن يخفي عنه وجهه القبيح بالوصف الذي وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه حتى تأتي الساعة التي يخرج فيها غضباناً من انتصارات المسلمين ليرينا وجهه القبيح ويحاول إضلال الناس بكل ما أوتي من قوة...
فالمقال القادم بإذن الله تعالى سوف نتابع طرق هذا المسيح من خلف الكواليس وهو يدير أمور اتباعه ويعلمه العلم الذي تعلمه من كهنة الفراعنة من السحر الأسود وجميع أنواع الكفر والسحر والعلوم الطبيعية والكيميائية التي أوصلتهم إلى هذه الدرجة العلمية في عصرنا الحديث..
يتبع بإذن الله تعالى
>>>>>>>>>