تصاعدت ثورة أهالى قرية "التحسين" التابعة لمركز بني عبيد بالدقهلية، بعد
فشل محافظ الدقهلية في تحقيق مطالبهم المشروعة بتوفير خدمات رئيسية والتي
انعدمت تماما، وسقطت في بحر النسيان من حسابات مسئولي المحافظة.
أكد مصطفي صلاح المحامي من أهالي القرية أننا نعيش في قرية بلغ تعداد
سكانها ما يزيد على 3 آلاف نسمة، هم سكان القرية البائسة والتي حرمت من
جميع الخدمات والتي توفر حياة آمنة وكريمة لتصبح قريتنا بؤرة للأمراض، مثل
"الملاريا والفيروسات الكبدية"، وغيرها من الأمراض المستوطنة نتيجة اختلاط
مياه الشرب بالصرف الصحي، والذي قمنا بالجهود الذاتية بإنشاء شبكة صرف صحي
أهلية تصب في الترعة الرئيسية بالقرية والتي نروي منها أراضينا الزراعية.
وأشار إلى تعرض العديد من أهالى القرية إلى أمراض مزمنة، مثل الطالب أحمد
عبدالنبي سلام، والذي أصيب بالسرطان وعمره 17 عاما، ناهيك عن النساء
والشيوخ من أهالي القرية الذين فقدوا المناعة الطبيعية، وأصيبوا بالهزال
وأصبحوا لا يستطيعون القيام بأعمال الفلاحة.
ويضيف الشيخ سامي شفيق متولي عطية إمام مسجد قرية التحسين أن محافظ
الدقهلية خرج علينا بعد قرار العصيان المدني في 9/9 /2012 كرد فعل للتجاهل
لمطالبنا ووقفاتنا الاحتجاجية، والتي بدأناها من عام 2008 وحتى اليوم،
وجاء قرار العصيان ليشمل الامتناع عن دفع الفواتير أو أي رسوم تدخل خزينة
الدولة، وصعدنا الأمر ليصل لإضراب كامل للطلبة منذ أول يوم في الدراسة، ثم
الإضراب عن الطعام بدأ من يوم الاثنين وحتى يوم الأربعاء من الأسبوع
الماضي، وتم تعليقه بعدما جاء وعود المحافظ برصف الطريق بالكامل ليربطنا
بالمجتمع الخارجي مؤقتًا، وهذا ما طلبناه نظرا لانعزالنا عن المجتمع الذي
نعيش فيه، فلا تستطيع سيارة إسعاف أو سيارة إطفاء الدخول للقرية في الشتاء،
وقد حدث في العام الماضي حريق توفي فيه اثنان، حيث لم تستطع سيارات
الإطفاء الوصول للحريق إلا في اليوم الثاني.
وقال مصطفى صلاح المحامي إن أهالي القرية أرسلوا يوم السبت الماضي رسالة
للرئيس محمد مرسي، أكدوا خلالها انفصالنا إداريًا عن المحافظة وحكامها
الظالمين مع التأكيد على خضوعنا الكامل لقوانين الدولة المصرية، وشرطتها
وجيشها ورئاستها، واحتجاجا على ما أسموه «تجاهل المسئولين مطالبهم»، التى
أعلنوها عقب بدئهم العصيان المدني قبل أسبوعين.\