في مثل تلك اللحظات منذ تسع وثلاثون عاما إنطلقت بحفظ الله وتوفيقه أكثر من مائتي طائرة لتعبر قناة السويس إلى سيناء الحبيبة فتدك حصون وقوات العدو على طول القناة في سيناء لتعبر بعدها قواتنا الي الضفة الشرقية وترفع علم مصر الغالي على أرض سيناء وتفتح لنا باب الأمل وترفع رايات العزة والكرامة للوطن العربي بأسره في العالم أجمع وفي نفس اللحظات أيضا تحركت القوات العربية السورية لتهاجم العدو في الجولان المحتل , لم تكن مجرد لحظات في ذاكرة التاريخ ولكنها ستظل دائما وأبدا روحا تسري في عروقنا ونبضا ننتظره ونستعيده لأنها آخر ما تبقى لنا في العصر الحديث من حروب الثأر للشرف العربي وآخر ما تبقى لنا من التكاتف والوحدة العربية التي شملت كل ذرة رمل من المحيط إلى الخليج فقد كانت البيانات الحقيقية التي تصدر عن القوات المسلحة طاقة للنور والحياة وفجر جديد هب على الأمة بأسرها يعلن أننا نستطيع لو اردنا وتوكلنا على الله وكانت صيحة الله أكبر هي باب النصر وعنوانه , فإلى روح كل من إستشهد في سبيل وطنه وإلى كل من أصيب وفقد جزءا غاليا من جسده ليعيد لنا جزءا أغلى من أرضنا وإلى كل من حارب ولقى وجه ربه راضيا مرضيا أو لا زال بيننا ويحتاج منا جميعا لكلمة شكر وعرفان واجب , إلى هؤلاء جميعا كانت قصيدتي ....... كام سنة ملحمة ..... تحية لأكتوبر العظيم ومن صنعوه
كَامْ سَنَهْ مَلْحَمَةٌ
كام سَنَةْ عَدتْ عَلى بْلاَدِى
كام سَنَةْ لِسَةْ وِقَلْبِى بيِنَادِى
بِيقُول يَا أُكْتُوبَر … إِرْجَعْ
ِعِيـدْ .. فىِ أَمْجَادِى
أَنا مَجْدِى كَانْ عَالِى
يُومْ سِتَةْ مُشْ عَادَى
…………………
يُومْ مَا وقَفْ فُوقْ اِلْقَنَال
وَلَـدْ … مِنْ أَولاَدِى
رَاضِعْ حَلِيبْ .. بَلَدُهْ
وِ جَاىْ لِى فِى مَيعَادِى
سَأَلْتُهْ … رَايِحْ فِينْ ؟
قاَلْ لِى بَجِيبْ مَهْرِكْ
اِلْمَهْرْ أَهُو قُصَادِى
شَطْ الْقَنَالْ يَا بَلْـدْ
دَا غَايْتِى .. وِمُرَادِى
قُلْتْ فْ طَرِيقَكْ نُورْ
وَمَلايَْكَةْ … بِتْنَادِى
عَ اْلْلِىِ . رَفَعْ عَلَمْ
فُوقْ سِينَا وِيْهَادِى
…………….
اِلْجَنَةْ … يَا وَلـَدِى
مَفْتُوحَةْ … عَلَشَانَكْ
وِرَبِْنَا … رَاضـِى
عَ اْلْلِىِ مَسَكْ سِلاَحْ
وِرَدْ كِيدْ .. عَادِى
يْحَرَرْ اْلْلِى إْنْكَسَرْ
فِى قَلْبِى… وِفُؤَادِى
………………
قَالْ يَا بَلَدْ .. أَفْدِى تُرَابِكْ
بِرُوحِى . بِدَمِى بِأَوْلاَدِى
يُوُمْ …… سِتَةْ أُكْتُوبَرْ
يُوُمْ تَارْنَا مِ اْلْظَالِمْ اْلْبَادِى
اِلْلِى غَصَبْ .. أَرْضِنَا
فُوقْ سِينَا وِاْلْجُولاَنْ
وِاْلْقٌدْسْ … وِاْلْضَفَةْ
وِفْ غَزَةْ .. وِاْلْوَادِى
اِلْيُومْ دَا رَاحْ .. يِنْكَسَرْ
وِقَلْبُهْ رَاحْ .. يِنْحَسَرْ
يِشُوفْ مَهَانَهْ .. وِذُلْ
يُومْ خَمْسَةْ بَقَى مَاضِى
………………
خَبْطْتْ يُومْ عَلى بَابها
كان نِفْسى . أَخْطُبها
قَالوا مَهرَها .. غَالى
قُلْتْ مَافى أَغْلى
مِن مَهْرك يامصرْ
……………..
لَو مَهرها .. عُمرى
وِنِجْم فُوق .. عالى
أَوْصَل لِلْسَما السابعة
أَجِيبُوا … بِيلالى
وَأبنى لْها فى قلبى
بَدل الجدار قَصرْ
…………….
وِحِتَة … م الجنة
أَجْرِى لْها وأَتحنى
أَسْتنى … أَفْراحها
مِ اْلْفَجر . للعَصرْ
………………
قَالُوا لىِ دِى .. مَهْرها
تِحَرر تُراب .. أَرضَها
قُلتْ أَعَاهدِك يَا بلدى
مَاأْرْجَعْلِكْ إِلا وِيَدى
رَافعة رَايَاتْ النصرْ
……………..
سَاعتها … أَنا هَأَرْسم
زَهرَة … عَلى جِبينك
وأَقول . تِعيشى يَا مصر
أَقول ..تِعيشى يَا مصرْ
………………
فَاكرِين يَا ناس يُومهَا ؟
وَ لاَ اْلْزَمن . نَسَىَ ؟
لَو تِنْسُوا تَلاَتِين سَنَة
أَنَا قَلْبى … أَنا لِسَة
بِيْعِدْ ….. لَحْظِتْها
بِالثَانْيَة .. وِاْلْهَمْسة
……………...
اِلْحُزْن كَان ..طَاغى
فى قَلبنا ..… كُلِنا
نِسْتَنى . سِتْ سِنين
كَانِتْ . بملْيونْ سَنَة
نِصْحَى على أَحزان
وِنْبَات ... مَع هَمِنا
…………….
قُلنا هَنُعْبُر ... يُوم
تِرجَع لنا .. أَرْضِنا
اِلْكُل قَال مُستحيلْ
اِلْيأْس … مَا هَدِنا
قُلنا هَنشكى لِمين
غِيرُهْ الكَريم رَبِنا
وِنْجَهز .. العِدَة
عَلشان عُبُور شَطنا
…………….
قَالوا هِناك .. سَاِترْ
وِخَط … هَيرُدِنَا
قُلنا اللِى يُسْتُر كِبير
بَارليفْ . دَا مَا يهمنا
وَقْت العُبور لَو أَذَنْ
شِعَارنا مع فَرضِنا
بِسم الإِلهْ الكَريمْ
اللهُ أَكبر . تِزَلزِلْ
كُل عُروش الكُفر
تِنْصُر قُلوب مُؤمَنة
……………
كُل القُلوب وِقِفِتْ
تِسْتَنى … لحظتها
أَنا كُنت حَاسس بِبَلدى
حَاسس .. بِحَسْرِتها
وِهىَ شَايفَة بْعِنِيها
سِينا … وِلَوْعِتها
مِتْدَنسة من خَسيس
مُجْرِم … وِجِه بيتها
………………
قَام جَالُه وَاحِد . بَطَل
فِ إِيدُه … شَمْعِتْها
وِيِحْرَقُه . فُوقْ تُرابهَا
رَجَعْ .. شَرَفْ بَلَدِى
رَدْ لْهَا … فَرحِتْها
………………
يَا شَط سِينا … يَا عالى
إِشْهَد …وِقُول الحَقيقة
اِحْكِى لْنَا عَ اللِى حَصل
أَبطَال … قُلوبها جَريئة
اِلْخُوف مَا غَير طَريقْهَا
لِ لحظَة .. وَ للاَ دِقِيقَة
كُل أَمَلْها . تِعَـدِى
قَنَالنا . كَانت غَريقة
فى إِيد اليَهُود اللِى غَدَرُوا
خَلُوا مِياهْهْا البَريئة
عَشَان مَانِقْدَرش نُعُبر
مَزْرُوعَة تَحتْ بِنَابَالم
لمَا نِفَكَر … نِعَدِى
يِقْلِبْ مِيَاهْهْا لْحَريقه
………………
يَا رَمْل سِينا . يَا رَمْلى
إِشهَد وِقُوم قُولْ لِنا
عَ اللِى حَصَل فُوق تُرابك
وَلاَ شَافُهْ … غِير رَبِنا
كَان فِيه هِناك كَام بَطَلْ
ضَحُوا … بِأَرواحهُم ؟
عَشَان . تِعِيش مَصرنَا
……………….
عَاشْ البَطَل . اللِى عَبرْ
اِبْن الهَرم … وِالنِيلْ
وِدَمُه فُوق أَرضْ سِينا
شَاهِد عَلينا ... دَليلْ
بِيقُول لَو اِحْنا نَوينَا
نِعَدِى لِلمُستَحيل !!
يُوم العُبور يَـا بَلَد
كَان يُوم مَالهشِ مَثيل
………………
كُلَتْنا .. يُوم العُبور
وَاقفين .. مَع بَعضنا
مِين اللى كَان يُومْهَا
يِقْدَرْ . يخون صَفنا
فَاكرين دَا يُوم الحربْ
مَاكَانِتْشْ … دِى حَربنا
اِلحرْبْ كانت فى سُوريا
وِمن المحيط لِلخَليجْ
اِلْنَارْ بَدْت ... مِن هِنا
بِشَرارة .. أَطْلَقها قَائِد
قَالْ … القَرارْ صَدَرْ
صَدَر القَرارْ … رَبنَا
………………
وِقَام سِلاَحْ .. طَيارَاتُه
الكُل .. وَاهِب حَياتُه
حَالِفْ .. لَيِحْمِى سَمَانَا
وِنَارْ ..عَلى الِلى عَادَانا
بِيقُولْ دَا يُومِكْ يَا مصْر
………………
بلـدنا ... لماَ شَافِتْهُم
نُسُور ..وفى الجَو عَالية
وأسود على البر غالية
وبحارهَا آمْنَة وخَالية
قالت ..دا يوم النصر
……………..
عَاشِت قُلوب مُؤمنة
عَاشْقَة تُراب أَرْضِنا
خَلَتْ بَلَدْنا . تِنَام
نَامِتْ … وِمِطَمِنَة
وَاللهِ لُولاَ .. أَمِرِيكَا
لَ اْلْقُدس رِجِعِتْ لنا
……………..
اِلْكُل كَانْ وِجْهِتُه
يِدْعِى يِقُول يَارَبْ
دِلْوَقْتىِ لِيه يَابَـلَدْ
مِتفَرقِين كُلِنَا ؟!!
نِسينَا ؟ وَ لاَ خَلاصْ
اِلْعَزم رَاح مِننَا ؟
………………
يَارَبْ أَدعِيلَك إِنْتَ
تجازِى كُل اللِى عَبَروا
وِحَاربُوا فُوق أَرضْ سِينا
أَو خَطَطوا لْها وِصَبروا
دِلوَقتى .. لماَ أَشُوفْهُم
قُصَادى بَعد مَاكِبرُوا
اَدْعى . وَأقُول يَارَب
بَارِكْ فىِ أَعْمَارْهُم
بِحَقْ حَبَاتْ . عَرِقْ
نِزِلِتْ على جِبِينهُم
يُوم العُبور . الكبير
اِجْعَلها حَبَاتْ نُورْ
تِنَوَر فىِ مِشْوارهُم
واجزيهُم عَنَا بجنَة
نِعْمَة عَلى عُبورهُم
…………….
وِإحْنا هِنا نِفْضَل
أَجْيال ورا أَجْيالْ
مَنْ بَعْدِنا يِـِجِى
أَجْيال كِتِير طَالْعَه
نِقِيد .. لأكتوبرْ
شَمْعَة وَرا شمْعَة
دَا شَمعِتُه مِن سِنين
فىِ قَلبِنا … وَالْعَه
مِنْ وَقت أَولْ بَيَانْ
نِزِلِتْ مِعَاه دَمعه
كانت دُموع الفَرح
تِنْزِل .. على خَدْى
حَسيتْ سَاعتها بِفرحة
وِقُلْت مِين أَدْى ؟
حَسيت فى يُومهَا بملاَيكَة
إِدِيها فى يَدِى
……………..
وِلَقِيتْنى قَاعد بَأسَبْح
فىِ مَنامِى وِ فْ هَمْسى
كاَن البيَان لماَ يِطْلَع
يِمْحِى ضَلاَم أَمْسى
اللهَ يِبارِك …
فىِ يُومْ سته ... يوم عشرة
يُومْ فَجْرِى ... يُومْ شمسِى
د. هانى أبوالفتوح
تمت بحمد الله تعالى
ملحمة كتبت في الكويت عن فخر العرب يوم 6 أكتوبر 1973[center]