احزان زمان
المدير العام
رقم العضوية : 306 تاريخ التسجيل : 11/04/2010 عدد المساهمات : 9679
| موضوع: ليكـن صبـرنا صبــر بلا شكــوى ... الأربعاء 20 مارس 2013 - 20:25 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قصيرة هي الدنيا مهما طالت , وقليلة هي المصاعب مهما كثرت , لذا لا داعي للجزع والهلع من قضاء الله , وعلى المؤمن الحق التحلي بالصبر في كل أمر يعترضه وفي كل مصيبة كبيرة كانت أو صغيرة , فقد منحنا الله من تلك المحن أجر كبير وثواب عظيم لا يلقاه إلا الذين صبروا .
وللصبر والصابرين منزلة عظيمة عند الله تعالى , ومن عظم فضل الصبر عند رب العالمين أن جعل أجر من يتحلى به بلا حساب , فيوفيهم الله أجرهم بغير حساب , وقد قيل في هذا الأجر أنه دخولهم الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب .
وفي تفسير الأجر بغير حساب قال العلماء : هذا يحتمــــل وجهيــــن : الأول : أن الصابر يوفي أجره ولا يحاسب على أعماله، فهو من الذين يدخلون الجنة بغير حساب الثانــــــي: أن أجر الصابرين بغير حصر بل أكثر من أن يحصر بعدد، أو وزن .
ولان الدنيا دار بلاء دائم ولا يخلو أحد من البلاء والمحن والصعاب التي يتوجب فيها الصبر , سواء كان على الإيذاء المادي والمعنوي والفراق بين الأهل والخلان والصاحب والزوج والولد , إما بموت عزيز أو بفراق حبيب مخلص , او بتباعد المسافات أو بهجر الأصدقاء , فصور الابتلاءات كثيرة ومتعددة .
ثمانية لا بـد منها على الفتى *** ولا بد أن تجري عليه الثمانية سرور وهم, واجتماع وفرقة *** وعسر ويسر, ثم سقم وعافية
ولمن يصبر على ذلك فهو من المأجورين في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى
ولنا في رسول الله اسوة حسنة في خطاب رب العزة لصفيه ورسوله , فقد أمر الله نبيه بخلق الصبر فقال تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} [النحل 127] وقال تعالى : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف 35].
وأمر الله به المؤمنين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران 200]. وأثنى على أهله، فقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة 177]. وأخبر بمحبته للصابرين، فقال تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [آل عمران 146]، ومعيته لهم، فقال تعالى : {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال 46].
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والصبر على البلاء لا يكون إلا من المؤمن الحق الذي يكابد الحياة ومصاعبها ويستعين بربه على قضائها واجتياز محنها , وهذا رسول الله صلى الله عليه ويسلم يبشرنا ببشرى الخير في الدنيا والآخرة , فيقول متعجبا ,: " عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ". رواهُ مُسْلِمٌ.
ويقول أهل العلم في شرح هذا الحديث : المعنى أنَّ المؤمنَ الكاملَ في الحالَينِ عَلَى خَيرٍ هُوَ عِنْدَ اللهِ إِنْ أصَابتهُ نِعْمَةٌ بَسْطٌ وَرَخَاءٌ في الرِّزْقِ وغيرِ ذلكَ يَشْكُرُ اللهَ
وإنْ أصَابَتهُ ضَرَّاءٌ أيْ بليةٌ ومُصِيبةٌ يصْبرُ ولا يَتسَخّطُ عَلى ربِّه بلْ يَرْضَى بقَضَاءِ ربِّه فيكونُ لهُ أجْرٌ بهذِهِ المصيبةِ.
وروى مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا " إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ) إنا لله وإنا إليه راجعون هو خير علاج من الله عز وجل لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة , بل إنه أبلغ علاج وأنفعه للعبد في آجله وعاجله، فإذا تيقن العبد أن نفسه وماله وأهله وولده ملك لله عز وجل , واسترجع كل أمر لاستراح وعلم أن كل شيء بيد الله , لما جزع على البلاء مطلقا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أحــوال النــــاس عنـــد المصائــــــب: الإنسان إذا أصابته مصيبة له أربعة أحوال: التسخط، وهو محرم. الصبر، وهو واجب. الرضا، وهو مستحب. الشكر، وهو أعلاها وأكملها.
والمرء يختار طريقه لربه إما بالرضـــــا : بأمره وقضائه وقدره , فيرضى عنه الله في الدنيا والآخرة
وإما بالسخـــــط : على ما أتاه من الله من ابتلاءات ومصائب فيقابل بسخط الله عليه وعقابه في الدنيا والآخرة .
فهل سخط الإنسان يرد قضاء الله ؟ بالطبع لا , فما جنيت أيها الساخط غير غضب الله عليك وضيقت الدنيا عليك فلا يسعك شيء . أما من رضي بقضاء الله فقد ملأ الله قلبه بالإيمان , والصبر مع اليقين أعلى منازل الصبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط". حسنه الألباني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ونزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة ، وكيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة ) رواه الترمذي وصححه الألباني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
___ يتبــــــــــع ___ | |
|
رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: رد: ليكـن صبـرنا صبــر بلا شكــوى ... الأربعاء 20 مارس 2013 - 21:02 | |
| الصبر من شيم المؤمنين
جزاك الله خيرا احزان زمان
أرق تحياتى | |
|
Dr.Rib عضو جديد
العمل/الترفيه : الموبايل والنت والرسم تاريخ التسجيل : 29/08/2013 عدد المساهمات : 32
| موضوع: رد: ليكـن صبـرنا صبــر بلا شكــوى ... الجمعة 30 أغسطس 2013 - 12:14 | |
| دعاء اذا دعوته تمضى سنه ولا تستطيع الملائكة الانتهاء من كتابه حسناتك؟؟؟ قال رجل من السلف :لا اله الا الله عدد ما كان ,وعدد ما يكون , وعدد الحركات والسكون وبعد مرور سنه كاملة قالها مرة اخرى ... فقالت الملائكه : اننا لم ننتهى من كتابة حسنات السنه الماضية- تخيل لو قمت بنشرها ورددها العشرات من الناس بسببك
شكرا على الموضوع الرائع | |
|