[من قصص الصالحين والصالحات

[من قصص الصالحين والصالحات

خرجت جماعة من النصوص ذات ليلة تقطع الطريق على قافلة أتاهم خبرها ، فلما جدوا في لقائها وتوغل الليل ولم يعد لهم من جهد أو وسيلة لتبينها ، فهي لا شك قد حطت رحالها حتى الصباح ، حيث لم يستطع اللصوص تبين مكانها ، ووجدوا عن بعد منزلا مهدما به ـثرة من نار ،فذهبوا إليه وطرقوا الباب ،وقالوا : نحن جماعة من الغزاة المجاهدين في سبيل الله ، أظلم علينا الليل ونريد أن نبيت في ضيافتكم وأحسن الرجل اسقبالهم وأفرد لهم غرفته ، وقام على خدمتهم وقدم اليهم أكل اهل بيته ، وكان للرجل ولد مقعد قد شله المرض عن الحركة .


وفي الصباح خرج اللصوص ، وقام الرجل وأخذ الوعاء الذي كان فبه فضل مياههم وباقي اغتسالهم ، وقال لزوجته: امسحي لولدنا بهذا الماء أعضاءه فلعله يشفى ببركة هؤلاء الغزاة المجاهدين في سبيل الله ، فهذا الماء باقي وضوئهم واغتسالهم ، ففعلت الأم ذلك .
وفي المساء رجع اللصوص إالى دار الرجل وقد غنموا وسرقوا وانتهبوا ليقضوا ليلتهم في خفية عن أعين الناس ، ووجدا الولد المقعد يمشي سويا ، فقالوا لصاحب الدار وقد تعجبوا واندهشوا : أهذا الولد الذي رأيناه بالأمس مقعدا ؟؟؟؟؟


قال الرجل نعم ، فلقد أخذت فضل مائكم وبقية وضوئكم ومسحته به ، فشفاه الله ببركتكم ألستم غزاة مجاهدين من اهل الله ؟؟؟


فأخذوا في البكاء ، والنشيج ، وقالوا له : أيها الرجل ، اعلم أننا لسنا غزاة وإنما نحن لصوص قطاع طرق غير أن الله قد عافى ولدك بحسن نيتك ، ولقد تبنا الى الله توبة نصوحا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وخرجوا يوزعون المال على الفقراء والمحتاجين ، وتحللوا من الذنب وتحرروا من الكذب وتقدموا الى جيش المسلمين يلتحقون به ليكونوا فعلا - كما كذبوا أولا - غزاة مجاهدين في سبيل الله.