لقد وضعنا السيسي ووضع نفسه في موقف لا يحسد عليه احد في مصر
لقد وضع سمعة الجيش المصري ... وسمعة الشعب المصري .. وسمعة التاريخ المصري على المحك
خروجه العنتري الذي ظهر عليه يوم 30 من الشهر الماضي لم يحسب الخطوات التي سوف تلي هذه التصريحات وهذا الخروج السافر على الشرعية والديموقراطية الوليدة في مصر
لقد نسي السيسي أن هذا الشعب لن يرضي بالذل ثانيةً وأنه ما عاد يهاب أدوات التعذيب والتنكيل التي كانت تعتمد عليها الدولة المصرية منذ عصر ثورة عبد الناصر على الملك فاروق
منذ تلك الساعة المشؤمة التي خرج فيها السيسي في زي سوبر مان مصر ويمسك في يديه ورقة ومن حوله شيخ الأزهر وبابا الكنسية إلى جانب أطفال تمرد والبرادعي ظناً منه أن سيستطيع أخماد وتكميم أفواه هذا الشعب الذي شم نسمات الحرية والتعبير عن الراي والديموقراطية
نسي السيسي ولم يحسب حساب أنصار مرسي بل وأنصار الديموقراطية التي عشناها في عهد مرسي
بالرغم من كل السلبيات التي عشناها في عصر مرسي من مشكلات اجتماعية إلا أننا لم نرى كل هذا الترهيب الفكري الذي مارسه الجيش في ساعات قليلة عقبت الإعلان عن خطة الطريق تلك التي أعلنها ولكن للأسف هذه الخطة لم تكن لطريق مفتوح بل كانت خطة لطاريق مسدود ومعروفة نهايته من قبل نهايته
إنه طريق الفوضى وتناحر الشعب
قالوا أن مرسي والأخوان قد قسموا الشعب إلى شطرين يكره بعضهم الآخر ولكن ما فعله الشعب قد قسم مصر إلى دويلات صغيرة
دولة الإخوان والإسلاميين ودولة القنوات الفضائية والإعلاميين ودولة الشعب ودولة الجيش ودولة المسئولين ودولة المتفرجين
وكل دولة تعيش في عالمها الخاص
ولازالت الدول تتعاقب على مصر وتبقي مصر هي الدولة التي تحتضن الجميع
وفي النهاية لم يدرك السيسي أن هذا الشعب وهذه الجموع في رابعة العدوية لا تقف إلى جانب مرسي لشخصه ولا من أجل الأخوان المسلمين فقط
بل تقف إلى جانب ديموقراطيتها الوليدة التي لن يتنازلوا عنها مهما كان الثمن