المنهج عين المعجزة

المنهج عين المعجزة

العلماء ارادوا التخفيف على الناس فى تعريف القرآن الكريم ... فقالوا هو كلام الله ... نزله على رسوله محمد صلى الله عليه و سلم بقصد التحدى و الاعجاز ليبين للناس منهج الله ..
و القرآن يتفق مع المناهج التى سبقته ، و لكنه يضيف عليها و يصحح ما حذف منها لانه موحى به من الله .. فالتوراة و الانجيل و الزبور من الله ... و لكنها تحمل المنهج فقط ... اما القرآن الكريم ... فهو المنهج و المعجزة الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ..

التوراة كانت منهج موسى وكانت معجزته العصا ... و الانجيل منهج عيسى ومعجزته ابراء الاكمه و الابرص باذن الله .... اذن بالنسبه للرسل السابقين ..كانت المعجزة شيئا و المنهج شيئا آخر ، و لكن القرأن تميز انه المنهج و المعجزة معا ...ذلك ان المناهج التى ارسلها الله على الرسل السابقين انزلها على نية تغييرها ..
و لكن القرآن الكريم .. نزل على نية الثبات الى يوم القيامة . و لذلك كان لايد ان يؤيد المنهج بالمعجزة حتى يستطيع اى واحد من اتباع محمد عليه الصلاة و السلام ان يقول محمد رسول الله و تلك معجزته ... ولكن معجزات الرسل السابقين حدثت و انتهت ... لانها معجزات حسية .. من رآها آمن بها و من لم يرها فهو غير مقصود بها .. لأنها حدثت لتثبيت المؤمنين .. الذين يتبعون الرسول
... فمعجزة عيسى عليه السلام لا يمكن ان تعود الان من جديد ... و عصا موسى التى شقت البحر لا يستطيع اتباع موسى ان يأتوا بها الان ليقولوا هذه معجزته ...

اذن فالرسل السابقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم كام لكامنهم منهج و معجزة .. و لكن كليهما منفصل عن الاخر ... فالمنهج عين المعجزة حالة مفقودة فى الرسالات كلها ...لكنها فى رسالة محمد صلى الله عليه و سلم امر موجود يمكن ان يشار اليه فى اى وقت من الاوقات ...

من روائع الامام الشعرواى فى خواطره حول القرآن الكريم

.............. رياض العربى @ ...................