[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اعتاد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي سنوياً -وهذا شأنه- إقامة "صلاة جامعة" بمناسبة ذكرى المولد النبوي؛ وهذا العام قرر إقامتها في مدينة بني غازي، وفيما يبدو أنه لم يكتفِ بالألقاب -التي خلعها البعض عليه أو خلعها هو على نفسه- مثل: "ملك ملوك إفريقيا" و"عميد الحكام العرب"... ونصّب نفسه قائداً للمسلمين ومفتياً لديارهم؛ حيث دعاهم في خطبة حماسية إلى إعلان الجهاد ضد سويسرا التي منعت بناء المآذن على أراضيها، ونعتها بـ"الكافرة الفاجرة"، وعدّ كل مسلم يتعامل معها كافراً وضد الإسلام، وطالب المسلمين بمقاطعتها على مختلف الأصعدة.
وزاد الطين بلة عندما أعلن أنه سيطرح على قمة المؤتمر الإسلامي القادمة التي ستعقد في مصر تصوراً جديداً للعالم الإسلامي، يجعل منه اتحاداً إسلامياً وقوة إسلامية، على غرار الديانات الأخرى مثل المسيحية في أوروبا.
كلنا يعلم أن دعوة القذافي جاءت على خلفية نزاع شخصي مع سويسرا، بعد أن اعتقلت السلطات السويسرية "هانيبعل" نجل القذافي بتهمة الإساءة إلى خَدَمه. وصعّدت الدولتان موقفيهما لحد لا يرتقي بالعلاقات الدولية والمواثيق الدبلوماسية.
تصدير أفكار فاسدة...لكن سواء قابل البعض كلمته الحماسية واقتراحاته بالهتاف والتصفيق الحاد أو السخرية والتهكم؛ متهماً إياه بالخبال أو بجنون العظمة؛ فقد ساهمت هذه التصريحات وغيرها في تشويه صورة المسلمين ودين الإسلام لدى العالم الغربي بصورة أكبر من ذي قبل. وتلك الصورة رسمناها نحن بأيدينا، أو تولى ذلك آخرون بالنيابة عنا، من المحسوبين على الإسلام وهو منهم براء؛ مثل بن لادن أو الظواهري الملطخة أيديهم بدماء المسلمين قبل غيرهم.
قبِلنا أو لم نقبل فقد ترسخ ذلك الاعتقاد لدى الأوروبيين أن كثيراً من المسلمين همج، يتبنون أفكاراً هدامة، تسببت في قهر المسلمين أنفسهم قبل أن تتخطى حدود بلادهم إلى الغرب؛ بهدف إرهاب غير المسلمين، وتكفيرهم، والنيل منهم بطريقة أو بأخرى؛ وعند النظر إلى حال المسلمين أنفسهم؛ فإنهم جميعاً -الفقراء والأثرياء- مقهورون بطريقة أو أخرى، يعانون استبداد الحكام، وفساد الحكومات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الإجراءات الصارمة التي قد تبلغ حد المهانة
زبانية الجنة... وما من دليل أبلغ على صحة هذا الافتراض من تلك الإجراءات الصارمة التي قد تبلغ حد المهانة، والتي تتخذها ولايات الشنجن الـ25 أعضاء الاتحاد الأوروبي؛ كي تسمح بعبور أحد مواطني العالم العربي أو الإسلامي إلى داخل حدودها وزيارتها لأي من الأغراض المقبولة كالتجارة أو السياحة، أو غير المقبولة مثل السفر بهدف الزواج من أجنبية، أو حتى محاولة الهروب من جحيم الوطن (هذا لمن يراه جحيماً بالطبع) إلى جنة أوروبا؛ حيث الجمال والرقي والتقدم (بحسب ما يعتقد هو)، وهم يقفون بالعشرات على أبواب السفارات.
لكن الفرار من الجحيم إلى جنة أوروبا أو حتى زيارتها ليس سهلاً على الإطلاق؛ حيث ينبغي على كل مسلم أو عربي يطرق باباً من أبواب جنات أوروبا (السفارات الأوروبية) أن يوقّع إقراراً يتضمن أسئلة عن علاقته بأي جمعيات سياسية أو دينية، أو جمعيات لها نشاط عسكري، أو إذا كان قد تم القبض عليه على خلفية قضايا، أو شارك في التخطيط لعمليات عنف أو نفّذها.
ويتحرى نفس الطلب عن الدول التي سبق لطالب تأشيرة الشنجن زيارتها، وهي بالطبع دول عربية أو مسلمة، ومنها على سبيل المثال: أفغانستان، باكستان، الشيشان، العراق، البوسنة والهرسك، اليمن، إندونيسيا، السودان، الصومال، المملكة العربية السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، مصر.
المعاداة للإسلام... ولكن لِمَ يتم معاملتنا بهذه الطريقة المهينة من تلك الدول المسماة بـ"الدول المتقدمة"؟ وأين كل ما يدّعونه من المساواة بين البشر وحقوق الإنسان وحرية السفر والانتقال؟
لِمَ كُتبت علينا المعاناة من كل الإجراءات التي يتخذها الغرب ضدنا؟ فما زالت جوانتانامو تزخر بالعرب والمسلمين رغم الوعود المتكررة بغلق هذا المعتقل غير الإنساني، وما زالت فتياتنا يُمنعن من ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية لبعض الدول بحجة أنه رمز ديني؟ في حين يسمح لأخريات أن يذهبن بملابس سوداء وإكسسوارات غريبة تعبر عن انتماءاتهن الجنسية والدينية؟
وما زالت الرسوم المسيئة للرسول -من وجهة نظر البعض- "حرية تعبير"؛ رغم أن كلنا يعلم "أن حرية الفرد تنتهي عند أنف الآخرين"، وإن كان هناك حرية تعبير فهي ليست حرية الإساءة والتجريح على أي حال.
ولم يبرُد بعد دم "مروة الشربيني" التي لقيت حتفها نتيجة التطرف ونظرة الغرب المتدنية لنا واتهامنا بالإرهاب...
لا تتسرع في الحكم...
فالغرب لا يكرهنا "لله في لله"، ولا يجب أن يتوقف دورنا على التحسر أو الشجب والتنديد والمقاطعة.
معاً نحاول أن نفهم المشكلة.. ونفتح معهم حواراً...[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لقطة من عرض "أحمد الإرهابي الميت" الذي اتخذ من أفعال بعض المسلمين مادة للسخرية
جلباب ولحية هو كل ما يعرفونه عنا...
هل تريد أن تعرف رأي الغرب فيك؟؟؟!
هل تريد أن تعرف ما فهمه أصحاب الأديان الأخرى من تصرفات من يطلقون على أنفسهم مسلمين؟؟!!
إن من لا يعرف الدين الإسلامي المعرفة الحقة، بالتأكيد سيجزم أنه دين دموي وظالم، وأن كل أتباعه من السفاحين والإرهابيين؛ فالإسلام في أعين الغرب لا يراعي حقوق المرأة والأقليات ويضعهم في مرتبة أدنى من الرجال المسلمين، هذا ما يصل إلى الغرب كل يوم من خلال الفتاوى الشاذة، وجرائم الشرف، وسوء معاملة بعض الرجال للنساء، وحرق منازل البهائيين، والحوادث الطائفية.
في وجهة نظر الغرب: المسلمون هم "مجموعة من الأغبياء، فحين يحاولون إثبات أن الحق معهم يقومون بالتدليل عليه من كتابهم المقدس".. وهل يصدِّق "الغرب" هذا الكتاب لكي نتخذه برهاناً لهم؟ كما أننا غالباً ما ننشر دعوتنا باللغة العربية، وهل يفترض أن يفهم العالم كله هذه اللغة؟ فلماذا لا نستخدم أدواتهم في إقناعهم كما استطاعوا اختراق حياتنا في كل المجالات؟؟
الغرب يرى أن المسلمين لا يقدّرون الفنون ويقللون من شأنها، ويرفضون الحضارة، ويريدون العودة دائما للحياة البربرية الهمجية، يتركون لحاهم ويلبسون الأردية الطويلة ويعيشون في الجبال، بالتأكيد يجب أن يفكروا بهذا الشكل إذا كان ما يصلهم منا هو بعض فيديوهات القتل والذبح والخطف والتعذيب، صور لا تخرج عن الشباب ذوي اللحى أو الملثّمين وتظهر من ورائهم "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ويركع أمامهم "شخص أوروبي أو عربي"، فيضربون عنقه، ويذبحونه أمام الكاميرات، ثم يرقصون، ويهلّلون فوق جثته ويقولون: "الله أكبر".
وإن لم تصدق أن الغرب يروننا هكذا، ببساطة ابحث على الإنترنت عن "Achmed the dead terrorist" وشاهد كيف أصبح اسم أحمد واللحية والعمامة رموزاً للإرهاب، وكيف أصبح الإسلام مادة للسخرية.
ويكفي الغرب أن واحداً من زعماء واحدة من الدول العربية الإسلامية يقف على المنبر في المولد النبوي، ويدعو إلى الجهاد ضد سويسرا بدعوى قيامها بعمل استفتاء شعبي حول بناء المآذن، ويطلب حرفياً من حشود المسلمين التحرك لمهاجمة السفن السويسرية والطيران السويسري في الموانئ، ومهاجمة المتاجر ومنع البضاعة السويسرية. فأي زعيم هذا وأي قائد؟؟!!
قد يكون للغرب الحق في اتخاذ قرارات بخصوص المسلمين ورموزهم الدينية، بدعوى حماية أنفسهم من الهجمات البربرية، ومن التخلف والإرهاب، ولكن أين حقنا نحن كمسلمين.. معتزين بديننا وبتعاليمنا وكرامتنا.. وكيف نحافظ على ذلك دون أن نؤذي أحداً؟
ولكن...من المسئول الحقيقي عن تصدير هذه الصورة السيئة للغرب؟؟!!
كم رجل غربي يعرف أن المسلم هو من سَلِم الناس من لسانه ويده؟؟!!
وكيف أصبحت كلمة مسلم = إرهابي؟؟!!
وما الذي يجب أن نفعله؛ ليسود السلام، وتصل رسالتنا الحقيقية لكل العالم؟؟!!