[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صاحبة عطاء فني وموهبة عظيمة.. وصاحبة قلب أبيض كل من عرفها عن قرب كان يشعر أنها والدته أو شقيقته أو ابنته.. في عالم الفن كانت تسبح ضد التيار حيث كانت رافضة للأدوار المثيرة برغم أنها كانت تتمتع بالجمال، عاشت حياتها بعيدة عن الأضواء وتوفّيت وهي فاقدة لبصرها... إنها النجمة الراحلة عقيلة راتب.
ولنقترب منها أكثر فقد كان لنا هذا اللقاء مع ابنتها الوحيدة أميمة حامد مرسي الشهيرة بـ"يويو حمدي".
بدأت السيدة أميمة حديثها عن والدتها:
"والدتي رحمها الله اسمها الحقيقي (كاملة محمد كامل) وقد اختارت بنفسها اسم (عقيلة)؛ لأنه كان اسم أعز صديقة لها، أما اسم (راتب) فهو اسم عمها ليصبح اسمها الفني عقيلة راتب، وقد ولدت والدتي في (23/ 3/ 1916) وفي عام 1930 بدأت رحلة الاحتراف في عالم الفن، وكان عمرها وقتها 14 عاماً وبرغم معارضة والدها الذي كان موظفاً كبيراً في وزارة الخارجية إلا أنها صممت أن تُكمل مشوارها في عالم الفن، وكانت في البداية تعمل بالتمثيل دون علمه، وفي إحدى المرات اتفقت والدتي مع عمتها "فاطمة" أن تقدّم أوبريت اسمه "هدى" أعدّه لها خصيصاً "زكي عكاشة" صاحب فرقة عكاشة، وبعد أن قدّمته على المسرح نجح نجاحاً كبيراً، وعلم والدها بذلك فأصيب بالشلل وظل يُعالج منه لسنوات طويلة".
"وبعد أن لمع اسمها في عالم الفن وبدأت الجرائد والمجلات تكتب عن موهبتها وقرأ والدها كل ذلك سامحها واحتضنها وشعرت وقتها بالراحة حيث كان غضب والدها يؤرقها ويحزنها دائماً".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"وقد تزوجت والدتي وهي في سن صغيرة جداً حيث كان عمرها 16 عاماً؛ وذلك لكي تمنع عن نفسها أي كلام أو إشاعات، وظل والدي الفنان (حامد مرسي) يطاردها حتى وقعت في غرامه وتزوجها وكانت تعتبر الزوجة التاسعة له، ووالدي وقتها كان فناناً مشهوراً وكان المنافس الوحيد للموسيقار محمد عبد الوهاب، وظلت والدتي معه لمدة 25 عاماً ثم تم الطلاق بينهما، ومسألة طلاقهما كانت غريبة جداً لدرجة أنني اتهمتهما بالجنون وقتها، فقد قال والدي: "إيه رأيك أطلقك يا عقيلة؟؟" فردّت عليه والدتي: "والله فكرة حلوة يا حامد" وفعلاً جاء المأذون وحدث الطلاق وأنا كنت مندهشة مما يحدث حولي، ورغم كل ذلك ظل والدي يزورنا يوميا إلى أن توفاه الله".
وعن نجومية (عقيلة راتب) في المسرح والتليفزيون والسينما قالت السيدة أميمة:
"الذي ساعد والدتي على النجومية هو موهبتها وجمالها وصوتها الجميل ولذلك تألقت على المسرح في فرقة (علي الكسار) حتى لُقبت بسيدة المسرح ونجمته الأولى وبلغ رصيد ما قدمته من مسرحيات 200 مسرحية".
"أما عن السينما فقد بدأت والدتي مشوارها فيها بفيلم (اليد السوداء) عام 1936 وقدمت أفلاماً استعراضية وسبقت بذلك (ليلى مراد، ونعيمة عاكف، وشادية) وقدمت والدتي أكثر من 56 فيلماً، وآخر فيلم قدّمته كان اسمه (المنحوس) وفعلاً كان هذا الفيلم هو (وش النحس) عليها حيث فقدت بصرها أثناء تمثيله وظلت كفيفة لأكثر من عشر سنوات".
"أما عن التليفزيون فوالدتي حينما بدأ البث التليفزيوني كانت هي أهم فنانة فيه وشاركت في 338 حلقة من المسلسل الشهير (عادات وتقاليد)، حيث اشتهرت بتقديم شخصية حفيظة هانم، وكان معجبوها بالملايين ومن أشهر معجباتها هي السيدة (أم كلثوم) التي ذهبت لتشاهدها وهي تمثل في أحد العروض المسرحية والتقت بوالدتي في الكواليس وقالت لها: "يا كمولة أنتِ هتعيشي وتموتي فقيرة"؛ لأنك حريصة على الفن الحقيقي ولا يهمك المال وكانت هذه الكلمات أعز شهادة تعتز بها والدتي".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"وقد حصلت والدتي على العديد من الجوائز أهمها شهادة تقدير من الملك فاروق كما كرمها الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1963، وكرمها الرئيس محمد أنور السادات ومنحها وسام الدولة عام 1978 وكرمها الرئيس مبارك قبل وفاتها".
"وبعد أن فقدت والدتي بصرها اعتزلت التمثيل وكانت صبورة جداً ورضيت بقضاء الله وكانت تقضي أيامها بين سماع القرآن والراديو وكانت تستمع للتليفزيون أحيانا، وعندما يعرض لها فيلم كانت تجلس معي وتقول لي: "أنا فاكرة في الفيلم ده كنت لابسة كذا وكذا". وتظل تحكي لي عن ذكرياتها".
"وقد أجرت والدتي أكثر من عملية؛ لكي يرجع بصرها ولكن بلا فائدة وظلت كفيفة إلى أن توفاها الله في 25/ 2/ 1999".
رحم الله عقيلة راتب
وأسكنها فسيح جناته