يَا فُؤَادِي لا تَسَلْ (أينَ الهَوَى؟)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا جزء من بيت من قصيدة (( الأطلال)) للدكتور الشاعر إبراهيم ناجي

فإنه عندما يجتمع منتهى الإحساس مع اسمى معاني الخجل فأعلم انك تستمع إلى الدكتور إبراهيم ناجي وعندما يجتمع الحلم مع الوهم فأعلم انك تقرأ قصة حب لهذا الشاعر مرهف الإحساس وللأطلال قصة معه
أحببت أن أطلعكم على نبذة منها قبل ان نقرأ القصيدة لأنني لم أفهم القصيدة ولم أحبها كل هذا الحب إلا بعد أن عرفت المعنى الكبير للكلام الذي قاله الشاعر الكبير

وفي البداية كان حالي حال الكثير من الشباب الي ما بيسمعوش السيدة أم كلثوم إلا نادرا وخصوصا القصائد
ولكني عندما استمعت لشرح للقصيدة من والدي كنت أثناء سماعي للقصيدة على لسان سيدة الغناء العربي أم كلثوم وكأن بروح من مكان لمكان في كل بيت من هذه القصيدة الجميلة وإليكم القصة

لقد أحب الشاعر ابراهيم ناجي ايام دراسته فتاة كانت زميلته في الدراسه الثانويه
حباً عذرياً جعله يتعلق بها ويبني آماله الكبيره فبادلته نفس الشعور
قبل أن تفرط في حبه وتغدره في عهده ولقد رأى حجم حياته في تلك
الفتاة التي خدعته في نهاية المطاف فأنهارت الآمال التي بناها
وانعدم الحجم الذي من أجله عاش فلم يجد لنفسه عزاء إلا ان يهيم
بكلمات الأطلال التي يجد فيها العزاء لنفسه فأتت بداية القصيده
بالعزاء لقلبه الذي هو مصدر حبه معزّياً له

فأنظرو كيف كان يعزي نفسه عندما وقف فوق أطلال حبه وهذا سبب تسميته للقصيدة بهذا الاسم
في البداية رفض المقريبن من ام كلثوم فكرة انها تغني قصيدة بمعنى انها مش هتلاقي قبول عند الناس
ولكن بعد النجاح العظيم للقصيدة مع بعض التبسيط من ام كلثوم بالتعديلات الي ادخلتها على القصيدة
عشق الناس هذه القصيدة واصبحت محط انتظار الجميع

وإليكم القصيدة التي تفيض بالإحساس والمعانى الجميلة

يَا فُؤَادِي لا تَسَلْ (أينَ الهَوَى؟) ... كان صرحاً من خيالٍ فهَوَى
إسْقِنِي واشْرَبْ عَلَى أطلَالِهِ ... وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كيفَ ذَاكَ الْحُبُّ أَمْسَى خَبَرَاً ... وَحَدِيثاً من أَحَادِيثِ الْجَوَى

*****

لستُ أنساكْ وقدْ أغريتَنِي ... بفمٍ عذبِ المُنَادَاةِ رَقِيقْ
ويدٍ تمتَدُّ نحوي، كَيَدٍ ... من خلالِ الموجِ مُدَّتْ لِغَرِيقْ
وبريقٍ يظمَأُ السَّارِي لَهُ ... أينَ في عينيكَ ذيَّاكَ البريقْ

*****

يا حَبِيبَاً زُرْتُ يَومَاً أَيْكَهُ ... طَائِرَ الشَّوقِ أغنِّي أَلَمِي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدِلِّ المُنْعِمِ ... وَتَجَنِّي القَادِرِ المُحْتَكِمِ
وحَنِينِي لكَ يكوي أضْلُعِي ... والتَّوَانِي جَمَراتٌ في دمي

*****

أعْطِنِي حُرَّيَتِي أَطْلِقْ يَدَيَّ؟ ... إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه مِن قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمِي ... لِمَ أُبْقِيهِ وما أَبْقَى عليَّ
مَا احْتِفَاظِي بِعُهُودٍ لَم تَصُنْهَا ... وإِلَامَ الأَسْرُ والدُّنْيَا لَدَيَّ

*****

أينَ من عيني حبيب ساحرٌ ... فيه عزٌّ وجلالٌ وحياءْ؟
واثقُ الخطوةِ يمشي ملكاً ... ظالمُ الحسنِ، شهيُّ الكبرياءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأنفاسِ الرُّبَى ... ساهمُ الطَّرفِ كأحلامِ المساءْ

*****

أينَ مِنِّي مَجْلِسٌ أنتَ بِهِ؟ ... فتنةٌ تَمَّتْ سَنَاءً وَسَنَى
وأنا حُبٌّ وقلبٌ هَائِمٌ ... وفراشٌ حَائِرٌ منكَ دَنَا
ومن الشَّوقِ رسولٌ بيننا ... ونَدِيمٌ قدَّمَ الكَأْسَ لَنَا

*****

هل رأى الحُبُّ سُكَارَى مثلنا؟ ... كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا في طريقٍ مُقْمِرٍ ... تَثِبُ الفَرْحَةِ فيهِ قبلنا
وضَحِكْنا ضِحْكَ طفلينِ معاً ... وعدونا فَسَبَقْنَا ظِلَّنَا

*****

!... وانَتَبَهْنَا بعدما زَالَ الرَّحِيقْ ... وأَفَقَنَا ليتَ أنَّا لا نُفِيقْ
يقظةٌ طاحَتْ بِأَحْلَامِ الْكَرَى ... وتولَّى الليلُ، والليلُ صديقْ
وإذا النورُ نذيرٌ طالعٌ ... وإذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحَريقْ
وإذا الدُّنُيا كَمَا نَعْرِفُها ... وإذا الأحبابُ كلٌّ فِي طَرِيقْ

*****

أيُّها السَّاهِرُ تَغْفُو ... تذكرُ العهدَ وتَصْحُو
وإذا مَا الْتَأَمَ جُرْحٌ ... جَدَّ بالتِّذْكِارِ جُرْحُ
(فتعلَّم (كيفَ تَنْسَى؟) ... وتعلَّم (كيفَ تَمْحُو؟

*****

يا حبيبي كلُّ شيءٍ بِقَضَاءْ ... ما بأيدِينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا ... ذاتَ يومٍ بعدما عزَّ اللقاءْ
فإذا أنكرَ خلٍّ خِلَّهُ ... وتلاقينا لقاءَ الغرباءْ
!!.. ومضى كلٌّ إلى غايَتِه ... لا تقل شئنا! فإنَّ الحظَّ شَاء

راءع

شكرا حبيبة وشكرا ليك يا حمودي مشاعركم الرقيقة
واتمنى أن نرجع الى الزمن الجميل
حيث بعيدا عن الفيديو كليبات العارية التي ادت الى انحطاط الزوق العام لدى الشباب خصوصا

بشكر الجميع على الردود الرقيقة

بارك الله فيكي يا أخي العزيز على كلمات تاثر قلبي ولا اقدر على الرد عليها

فأنت تملك أحساسي برقة مشاعرك الجميلة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا مروركم الكريم