تزوير الانتخابات العامة، قد يحدث في الساعات الفاصلة، بين فتح وإغلاق صناديق
الاقتراع، وقد يكون الشطر الأخطر، هو ما بعد إغلاق الصناديق، من خلال نتائج مغشوشة،
لا تعكس ما بداخل الصناديق- مثل ما حدث في الانتخابات الرئاسية 2005- وقد يكون
التزوير سابقًا بأشهر، أو سنوات للحظة فتح أو غلق صناديق الاقتراع!
1- تزوير
الانتخابات الرئاسية المقبلة 2011، بدأ بالفعل وبشكل منهجي ومنظم متجسدًا في عدة
مظاهر أبرزها الإصرار علي استبعاد كل المصريين من حق الترشيح الذي يريده النظام،
حكرًا علي مبارك الأب أو الابن، وبعض المنافسين الصوريين، وهذا الوجه من وجوه
التزوير المسبق شفت عنه تصريحات مبارك الأب والابن وأمين عام حزبهما، وجميعهم أكد
في الأيام الأخيرة أنه لا تعديل للأوضاع الدستورية والقانونية الشاذة والاحتكارية
السائدة الآن.
2- وجه آخر من التزوير المسبق هو بقاء الجداول الانتخابية
الفاسدة ، والمطل غير المبرر في العمل بنظام التصويت بالرقم القومي، واسمحوا لي أن
أنقل إليكم مثالاً لاستمرار التلاعب في الجداول الانتخابية، عبر واقعة تحققت منها
بنفسي في مدينة الإسكندرية، منذ أيام قليلة، وهي قيام وزارة المالية بجمع بطاقات
العاملين في مصلحة الضرائب بالإسكندرية بكل فروعها ومأمورياتها «عمالاً موظفين
وغيرهم» لعمل قيد انتخابي جديد لهم علي دوائر انتخابية إضافية بالقاهرة!!
..
أي مأمور ضرائب في مدينة الإسكندرية أو البحيرة «وربما بالمحافظات الأخري ولا نعرف»
إذا سألته عن بطاقته الشخصية، ستجد إجابة واحدة، تسلمتها المأمورية منذ بداية مارس
الجاري لإرسالها للقاهرة، استعدادًا لرحلة يوم الانتخابات، حيث تجمع الأتوبيسات
العاملين وتنقلهم للتصويت في لجان بالإسكندرية ثم تنقلهم لأداء نفس المهمة في
القاهرة بطريقة «الصوت الدائر»!!
3- شكل آخر من أشكال تزوير الانتخابات
الرئاسية المسبق، شاهدته بنفسي خلال الساعات الأخيرة بمدينة الإسكندرية أيضًا ، حيث
استلفت انتباهي وجود صور كبيرة لجمال مبارك توضع علي الزجاج الخلفي لبعض السيارات
الفاخرة بالإسكندرية، وعلي شكل استيكرز ضخم يحجب الرؤية بالمخالفة لأحكام قانون
المرور وبالمخالفة لأحكام قانون الانتخابات الرئاسية الذي يحظر الدعاية المباشرة في
غير المواعيد المحددة لها بالقانون.
.. تابعت إحدي السيارات الفاخرة التي
كانت تتحرك علي البحر وعلي زجاجها الخلفي الصورة، وهي سيارة بيضاء متسوبيشي 4*4تحمل
لوحات «جمرك» البحر الأحمر أرقام 6663، وبعد دقائق استقرت السيارة أمام قصر منيف
بمنطقة «إستانلي» أمامه وحدة من الحراسات الخاصة!! وبالسؤال عن ساكن هذا القصر عرفت
أنه إحدي الاستراحات الخاصة لرئاسة الجمهورية، التي كانت مخصصة في وقت سابق لإقامة
الرئيس النميري وعادت لاستخدام الرئاسة عقب مغادرته مصر!!
.. إذن المسألة
ليست مصادفة، ولا حرية شخصية ولا مبادرة فردية، بل هي دعاية منظمة وإخلال بالحق في
الفرص المتكافئة في الدعاية، وكأن جمال مبارك لا يكفيه الدعاية الفجة التي يحظي بها
عبر الإعلام الرسمي المرئي والمقروء فأراد أن يحتكر أيضًا الإعلان
المباشر!!
.. لو كان الحديث عن نيات توريث جمال مبارك محض خيالات وأوهام كما
يتهمنا البعض، وإذا كان التلميع الإعلامي لجمال وزياراته وتحركاته - كما يدعي البعض
- مجرد متابعة لنشاط أمين مساعد الحزب الحاكم!! فلماذا هذه الدعاية والإعلان
المباشر في الشوارع وعلي زجاج السيارات لأمين مساعد حزب هو في النهاية واحد من 25
حزبًا في مصر؟!
.. سؤال آخر: تري لو كانت الصورة الموضوعة علي كامل الزجاج
الخلفي للسيارات بالإسكندرية لزعيم حزب آخر- وليس أمينه المساعد- مثل الدكتور أسامة
الغزالي حرب، أو أيمن نور أو طلعت السادات أو حمدين صباحي أو ممدوح قناوي، أو لرمز
من الرموز المصرية، مثل: الدكتور محمد البرادعي.. تري كم دقيقة كان يمكن أن
تستغرقها عملية إزالة الصورة ومصادرة رخصة السيارة، وإزالة المخالفة؟!
..
أخطر من التزوير المادي في عد ورصد الأصوات هو التزوير المعنوي الذي يصادر علي
المطلوب مسبقًا ويحيل اللعبة كلها إلي عبث وهزل في موضع الجد!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]