بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم
وبعد.... هذه احداى وصايا الحبيب صلى الله عليه وسلم لابى ذر رضى الله عنه
عن ابى ذرالغفارى رضى الله عنه قال : اوصانى خليلى "صلى الله عليه وسلم " بأربع كلمات هن احب الى من الدنيا وما فيها قال لى : يا أبا ذر :
" احكم السفينة فان البحر عميق , واستكثر الزاد فان السفر طويل ، وخفف ظهرك فان العقبة كؤود ، وأخلص العمل فان الناقد بصير" المرجع كتاب من وصايا الرسول "الوصيه الواحده والثلاثون "
الشرح لعل السفينه التى يوصى رسول الله "صلى الله عليه وسلم " باحكامها هى العمل الصالح والبحر الذى يشار الى عمقه هو الدنيا
ولقد قال لقمان لابنه فى وصيه " يا بنى ان الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه ناس كثيرون فلتكن سفينتك فيها تقوى الله عز وجل وحشوها الايمان بالله تعالى وشراعها التوكل على الله عز وجل لعلك تنجو وما أراك ناجيا "وهذا معناه انها دار لا أمان فيها ولا استقرار ومثلها مثل البحر الذى لا امان له فتاره يكون هادئا وتاره يكون هائجا
واذا كان العمل الصالح هو سفينة النجاه فى لآخره فهو كذلك سبيل النجاه فى الدنيا قال تعالى " وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا .....الايه "
واستكثر الزاد فان السفر طويل:
والمقصود بالزاد هو العمل الصالح قال تعالى " حتى اذا جاء أحدهم الموت قال ربى ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا أنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ، فاذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسألون فمن ثقلت موزينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون"
وقال صلى الله عليه وسلم " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى أخاك بوجه طلق "
ورى عن ابى الدرداء انه وقف ذات يوم أمام الكعبه ثم قال لاصحابه اليس اذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد ؟
قالوا نعم ، قال فسفر الآخره ابعد مما تسافرون ، فقالوا دلنا على زاده ، فقال : حجوا لعظائم الامور وصلوا ركعتين فى ظلمة الليل لوحشة القبور وصوموا يوما شديد حره لطول يوم النشور "
وخفف ظهرك فان العقبة كؤود :
قال الله تعالى " وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما "
وعن ابى هريره رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال " من كانت عنده مظلمه لاخيه من عرض او من شئ فليتحلل منه اليوم قبل الا يكون دينار ولا درهم ان كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وان لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه "
وأخلص العمل فان الناقد بصير : اى اخلص النيه فى
العمل لله لان الله بصير بما نعمل
قال تعالى " واعملوا صالحا انى بما تعملون بصير "
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت أستغفرك وأتوب اليك