حذّرت وزارة التجارة الأمريكية الشركات الأمريكية ورجال الأعمال الأمريكيين الراغبين في الاستثمار في مصر، من انتشار الفساد في القطاع الحكومي، خصوصاً في مستويات الموظفين الصغار، وطالبتهم بإجراء تحريات عن شركائهم قبل وضع أموالهم هناك، ووصفت الوزارة قضايا الفساد بأنها تحركها دوافع سياسية.
وقالت الوزارة في تقرير أصدرته أمس السبت بعنوان "تنفيذ الأعمال في مصر.. دليل للشركات الأمريكية"، إن الفساد المنتشر يدعو للانزعاج، وهو ما يؤدي بدوره لانعدام كفاءة بالغ في عملية التجارة، فعلى المستثمرين الأمريكيين المحتملين أن يقوموا بتحريات ومراجعة سجلات تاريخ شركائهم المحتملين قبل قيامهم بأي التزامات كبيرة معهم.
وأوضحت الوزارة أن تُهم الفساد التي توجّهها الحكومة لا تستهدف الأجانب، أو المستثمرين الأجانب على وجه الخصوص، غير أنها تستهدف مسئولين وقعوا فيما بعد في خلافات مع الحكومة نفسها.
وقال التقرير: "تشير الدلائل إلى أن القضايا التي تنظرها المحاكم تكون وراءها دوافع سياسية، بمعنى أن الحكومة تميل إلى إقامتها ضد أشخاص ممن دخلوا في خصومة معها".
وأضاف التقرير: "إن مصر بها قوانين مكافحة فساد جيدة، لكن رغم أن القانون يوفر عقوبات جنائية للموظفين الفاسدين، فإن الحكومة لا تنفّذ القانون بانتظام أو بكفاءة؛ حيث إن الحصانات لدى البعض مشكلة".
ونقل التقرير عن مراقبين لم يسمهم قولهم إن الجهاز المركزي للمحاسبات غير فعّال.
وضرب أمثلة للفساد على مستوى الموظفين الصغار مثل الاختلاس والرشوة وتزوير وتعديل المستندات الحكومية والتلاعب بها.
وقالت الوزارة إن الفساد رغم هذا لم يمثل عائقاً كبيراً حتى الآن أمام الاستثمار الأمريكي، وأضافت: "رغم أن المستثمرين الأمريكيين قد أبلغونا عن حالات فساد من موظفين صغار في الحكومة، فإنهم لم يقوموا بتعريف الفساد كأحد العوائق الكبيرة أمام الاستثمار الأجنبي".