من اخلاقيات الاسلام
مقدمة
الحمد لله العفو الغفور . لا تنقضى نعمة ؛ ولا تحصى على مر الدهور . وسع الخلائق حلمة مهما ارتكبوا من شرور . سبقت رحمتة غضبة من قبل خلق الايام والشهور . يتوب على من تاب ؛ ويغفر لمن تاب ؛ ويجبر المكسور . نحمده - تبارك وتعالى - حمد القانع الشكور . ونعوذ بنور وجهه الكريم من الكفر والفجور . ونساله سلامة مما يورث الكلالة او النفور . ونرجوه العصمة فيما بقى من اعمارنا ؛ وان ينور قلوبنا والقبور .
* * *
واشهد ان لا اله الا الله جعل الظلمات والنور . خلق سبع سموات طباقا ؛ ماترى فيها من تفاوت ؛ اوفطور . انزل من السماء ماء ؛ فمنه : انهار ؛ وابار وبحور . وفى الارض قطع متجاورات : منها الخصبة ؛ ومنها البور . جعل الليل لباسا ؛ والنوم سباتا ؛ وفى النهار نشور . ميز الاشياء بضدها ؛ فبالضل عرف الحرور . ولولا الاعمى ما اعتبر البصير ؛ ولولا الحزن ما عرف السرور .ولولا السقيم ما شكر السليم ؛ ولولا السفة ما مدح للعقل حضور . ولولا القحط ما طلب الرخاء ؛ ولولا الخوف ما كان اللامان ظهور . ولولا الظلم ماكان للعدل فضيلة ؛ ولولا الفسق ماكان للطائعين اجور . ولولا القبيح ما مدح الجمال ؛ ولولا الحمائم ما توحشت الصقور . ولولا النقص ما عرف الكمال ؛ ولولا الجبن ما انتصر الجسور . ولولا الطمع ما رجونا .. ولولا الخوف ما انتهينا .. ولولا الله ما اهتدينا ؛ والى الله ترجع الامور .
* * *
واشهد ان سيدنا محمدا عبده ؛ ورسوله ؛ كامل النور علية الصلاة والسلام .المرفوع ذكره فى التوراة ؛ والانجيل ؛ وكذالك الزبور . المزمل بالفضيلة ؛ المدثر بالطهر والعفاف ؛ والمبرا من الشرور . ما كان سبابا ؛ وماكان صخابا ؛ ولا دعا بالويل او الثبور . ماكان خداعا ؛ وما كان مرتابا ؛ ولا سلب بالحيلة واهل الدثور . مالبس الحرير ؛ وما نام على الوثير ؛ ولا شيدت لسكناه القصور . ما هيئت له الوسائد .. وما مدت لا جله الموائد .. ولا امتلات له بالوان طعامه القدور . ما جمع له المال ؛ وما استذل اعناق الرجال .. ولا هدمت ببطشه القرى والدور . ما اصطكت بالرعب منه اسنان ؛ وما ارتعدت من هيبته ابدان ؛ ولا امتلات من خوفه الصدور . ما زيفت له الحقائق .. وما رفعت لتحيته البيارق .. ولا صفق له ماجور . ما مشيت امامه الحراس ؛ وما دفعت له الاجراس ؛ ولا تنعت بامجاده الصبايا الحور . ما رفع الشعارات ؛ وما استقبل بالهتافات ؛ ولا نثرت فى طريقه الزهور . ما اثاب على النفاق ؛ وما اجاز لامته الشقاق ؛ ولا قيل من اجله الزور .ما احتجت عن رعيته ؛ وما انتصر لقبيلته ؛ ولا اصابه من المديح غرور . ما وهنت عزيمته ؛ وما تغيرت سجيته ؛ ولا اباح لنفسه المحظور . اذا تكلم وعى سامعوه ؛ واذا عمل قلده تابعوه ؛ بالاخلاص وليس من اجل الظهور .
هو الرحمة المهدة ؛ وهو النعمة المسداة ؛ ولو تبعنا سنته ما اختلطت علينا الامور . اللهم صلى وسلم وبارك على بدر البدور . وعلى الصحب والال ؛ من تبع ؛ وقنا بحبهم كل الشرور