قال الرسول صلى الله عليه وسلم
( اعط الاجير اجره قبل ان يجف عرقه.)
وهذا الحديث يتردد على السن الناس
كثيرا ويعرفونه حق معرفته ولكن لا يعملون به والعياذ بالله الا من رحم ربي.
ان هذه الحقوق امانة في
اعناق آكليها فيجب ان ترد الامانة لاصحابها والوفاء بالعهد هو ايضا في الاعناق
"لا ايمان لمن لا امانة له
ولا دينا لمن لا عهد له"
هذا ما وصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن ادعية الرسول صلى الله عليه وسلم : اللهم اني اعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
وحذرنا من الديْن صلى الله عليه وسلم "اياكم والديْن فانه هم بالليل ومذلة في النهار". وفي حديث
اخر "نفس المؤمن معلقة بديْنه حتى يقضى عنه". صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله. لهذا اذكرك
ايها المماطل برد الحقوق الى اصحابها وحاسب نفسك قبل ان تحاسب وزن اعمالك قبل ان توزن عليك اتق
الله في ابنائك واطفالك وفي نفسك ورزقك اعلم ان الله لا يخفى عليه شيء فهو سبحانه وتعالى يعلم ما تكن
الصدور وما تعلن اياك والمماطلة واكل الحقوق. اتق دعوة المعسر فانها لا ترد وكذلك دعوة المظلوم التي
ليس بينها وبين الله حجاب
فما عليك الا الاسراع برد الحقوق لاصحابها حتى يبارك الله لك في رزقك
واموالك وابنائك واطفالك ونفسك حتى لا تكون من اشد الناس حسرة يوم القيامة كما قال الرسول صلى الله
عليه وسلم "اشد الناس حسرة يوم القيامة رجل كسب مالا غير حلّة فدخل به النار"
. نعم هي ظاهرة متفشية
كما ذكرنا. الاجيرين يحملون ارواحهم على كفوف ايديهم ونحن نسمع ونشاهد كم من العاملين لقوا مصرعهم
من خلال عملهم وفي نفس الوقت المشغل لا يعترف بهم ولا بحقوقهم والعياذ بالله.ان هذه الظاهرة يتخللها
ايضا ظاهرة اعطاء (الشيكات) دون الرصيد فمثل هذا الشيك كمثل اي ورقة لا قيمة لها وهذه من اشد
الحرام. ان اكل الحقوق من اشد العقوق فلا تحبس قوت من عمل عندك واحذر عليك نفسك وعيالك واطفالك
حتى لا تكون من خصم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال "ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة ومن كنت
خصمه خصمته , رجل اعطي بي ثم غدر. اعطي بي اي اعطى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ,
ورجل باع حرا فاكل ثمنه , ورجل استاجر اجيرا فاستوفى منه ولم يوفه" لهذا بين لنا صلى الله عليه وسلم
بان ظلم الاجير من الكبائر.