إن الشيطان يدعو الإنسان إلى ستة أشياء، إن حصل على الأول، وإلا انتقل إلى الثاني! * يدعوه إلى الكفر والشرك!
فإذا أوقعه في الكفر والشرك ظفر به واستراح منه. * وإن عجز عن إيقاعه في الكفر دعاه إلى البدع! فإذا وقع في البدع
حسنها له، ورضي وقنع بها منه. * وإذا عجز عن إيقاعه في البدع! أوقعه في الكبائر! * وإذا لم يوقعه في الكبائر
أوقعه فى الصغائر! * وإذا لم يقدر على إيقاعه في الصغائر، أوقعه في المباحات حتى تشغله عن الطاعات! * فإذا
عجز عنه، أوقعه في الأعمال المرجوحة وترك الأعمال الراجحة! وهذه مقاصد. * فإذا عجز عن ذلك كله لم تبق لديه
إلا حيلة واحدة لم يسلم منها أحد، ولو سلم منها أحد لسلم أنبياء الله ورسله، وهي تسليط جنوده الذين هم شياطين الإنس،
الذي هم إخوانه؛ فيسلطهم على أولئك المتمسكين بدين الله
وأما عمل أهل النار، فمثل: الإشراك باللّه، والتكذيب بالرسل، والكفر والحسد، والكذب، والخيانة، والظلم، والفواحش،
والغدر، وقطيعة الرحم، والجبن عن الجهاد، والبخل، واختلاف السر والعلانية، واليأس من روح اللّه، والأمن من مكر
اللّه، والجزع عند المصائب، والفخر والبطر عند النعم، وترك فرائض اللّه، واعتداء حدوده، وانتهاك حرماته، وخوف
المخلوق دون الخالق، ورجاء المخلوق دون الخالق، والتوكل على المخلوق دون الخالق، والعمل رياء وسمعة،
ومخالفة الكتاب والسنة، وطاعة المخلوق في معصية الخالق، والتعصب بالباطل، والاستهزاء بآيات اللّه، وجحد الحق،
والكتمان لما يجب إظهاره من علم وشهادة. ومن عمل أهل النار: السحر، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم اللّه
بغير الحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الرب