مكائد الشيطان إلى سكن الزوجية
روى مسلم من حديث جابر بن عبدالله، عن النبي(ص) قال: "إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في
الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا.. فيقول
إبليس: لا والله، ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيقربه ويدنيه ويلتزمه،
ويقول: نِعْم أنت".
فالشيطان يستخدم كل الطرق الممكنة لمنع الزواج أو إفساده، وقد استخدم لذلك طرقاً كثيرة، منها:
- إلقاء حب الدُّنيا في قلوب الناس والتفاخر بها، فذلك حملهم على تعسير أمور الزواج، رغبة في البهرجة والزينة البالغة،
وحديث الناس، فبالغوا في المهور، حتى تعسر الزواج على كثير من الشباب..
- وإذا سَلِم الشاب والفتاة من تلك العوائق السابقة، ونفذا إلى ساحة الزواج بادر الشيطان بمكيدة جديدة، تتمثل في العين أو
السحر أو المس أو النفس، أو الإصابة بأمراض نفسية وعصبية وبدنية، تصرف عن الزواج.
فإن استطاعا أن ينفذا من كل تلك المكائد حتى يصلا إلى سكن الزوجية، لم تمض عليهما مدة حتى يلاحقهما الشيطان بتلك
الأدواء، فيصاب بها، أو تصاب بها، فينظر الزوج إلى زوجته فلا يرى فيها ما يشتهي، وتنظر إليه فلا ترى فيه ما تتمنى..
وتنقلب الحياة جحيماً فإذا لم يُسارعا بالدُّعاء والرقية والتحلي بالصبر.. تطالقا، وتفرقا..
وفي نهاية الأمر: هذا ما يريده الشيطان، وهو من أفضل الأعمال عنده.
لماذا؟
إن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة حتمية، وميل كل منهما إلى الآخر ميل غريزي، لا يمكن قطعه ولا منعه، فإن لم يجتمعا
في الحلال اجتمعا في الحرام – إلا من رحم – والاجتماع في الحرام هو الزّنا، وهو سبيل الشيطان، وهذا ما يريده
الشيطان بالضبط.