[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصة عاشق
نعم اختى الكريمة انه عاشق ....ولكن من نوع اخر
نوع فريد لا يمكن ان يوجد مثله فى زماننا
انه عاشق الشهادة
الشهادة فى سبيل الله تعالى وفى سبيل نصرة دين الله العظيم
فمن كان يراه، وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجبا يفوق العجب..
فلم يكن حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر، وان يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. انما كان يبحث عن الشهادة..
كانت كل أمانيه، أن يموت شهيدا، ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق..
من أجل هذا، لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة..
وذات يوم ذهب اخوانه يعودونه، فقرأ وجوههم ثم قال:
" لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي..
لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"..!!
ولقد صدّق الله ظنه فيه، فلم يمت على فراشه، بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الاسلام..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكان شعاره (الله والجنة)
نعم لقد عرفتموه
هو الصحابى الجليل ....البراء بن مالك رضى الله عنه
هو ثاني أخوين عاشا في الله، وأعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا نكا وأزهر مع الأيام..
أما أولهما فهو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه السلام.
كان عمر بن
الخطاب يوصي ألا يكون البراء قائدا أبدا، لأن جسارته واقدامه، وبحثه عن
الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!!
وكان للبراء دور هام فى كل معركة
فكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه..
وناداه القائد خالد فى معركة اليمامة حينما اصاب المسلمين شيء من الجزع تكلم يا براء..
فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة..
تلك هي:
" يا أهل المدينة..
لا مدينة لكم اليوم..
انما هو الله والجنة"..
كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله.
أجل..
انما هو الله، والجنة..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولمدى عشقه للشهادة فانه فى معركة لايشغله شاغل عن تمنى الشهادة والشوق لها
فكان فى معركة يتخيل كيف سيكون مصرعه
فوقف
البراء يوم اليمامة وجيوش الاسلام تحت امرة خالد تتهيأ للنزال، وقف يتلمظ
مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره
بالزحف..
وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!
أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..
حصاد كثير يتساقط من المشركين دعاة الظلام والباطل بحدّ سيفه الماحق..
ثم
ضربة تواتيه في نهاية المعركة من يد مشركة، يميل على أثرها جسده الى الرض،
على حين تأخذ روحه طريقها الى الملأ الأعلى في عرس الشهداء، وأعياد
المباركين..!!
ولكن..... لم يحدث ماكان يريده
فلقد اندفع المشركون الى الوراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..
وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الامان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه..
وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:
" يا معشر المسلمين..
احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..
ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!
ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!
فهو
حين يقذف به الى الحديقة، يفتح المسلمين بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون
أبواب الجنة تأخذ زينتها وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!
ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، فاعتلى هو الجدار، وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب، واقتحمته جيوش الاسلام..
ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..
وصدق أبو بكر رضي الله عنه:
" احرص على الموت..
توهب لك الحياة"..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صحيح أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة، أثخنته
ببضع وثمانين جراحة، حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا، يشرف خالد بن
الوليد نفسه على تمريضه..
ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى..
بيد أن ذلك لا يحمل البراء على اليأس.. فغدا تجيء معركة، ومعركة، ومعركة..
ولقد تنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مستجاب الدعوة..
فليس عليه الا أن يدعو ربه دائما أن يرزقه الشهادة، ثم عليه ألا يعجل، فلكل أجل كتاب..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي احدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونها..
فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..
وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل اليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون..
ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة، فتعلق بأنس ولم يستطع أنس أن السلسلة ليخلص نفسه، اذ كانت تتوهج لهبا ونارا..
وأبصرالبراء
المشهد لإاسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحمأة تصعد به على سطح جدار
الحصن.. وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها
وقطعها.. ونجا أنس وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما
مكانهما..!!
لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي مسمّرا محترقا..!!
وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟
بلى آن..!!
وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس
ولتكون لـ البراء عيدا أي عيد..
احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..
كان الاخوان العظيمان بين الجنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك..
وبدأت الحرب بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس..
ثم التحمت الجيوش، وراح القتلى يتساقطون من الفرقين كليهما في كثرة كاثرة..
واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين:
" أتذكر يا براء قول الرسول عنك: ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك..؟
يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا"..
ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا:
" اللهم امنحنا أكنافهم..
اللهم اهزمهم..
وانصرنا عليهم..
وألحقني اليوم بنبيّك"..
ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريب امنه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه..
وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..
ونصروا نصرا مبينا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور..
لقد بلغ المسافر داره..
وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم، ونودوا:
( أن تلكم الجنة، أورثتموها بما كنتم تعملون)....