أسرار عالم النمل
يوجد اليوم أكثر من عشرة آلاف نوع من النمل في العالم. وجميع هذه الأنواع
تعيش في مجتمعات منظمة تتعاون وتبني
وتدافع وتتكلم وتحس... ولها دماغ
وأعصاب .... فسبحان الله!
من خلال مجموعة من الصور الرائعة سوف نرى عظمة الخالق في أضعف مخلوقاته!
إنها نملة صغيرة لا نكاد نحسّ
بها، ولكنها على درجة عالية من التعقيد،
فسبحان الله!
حجم النملة
يبلغ طول النملة من 2 ميليمتر وحتى 25 ميليمتر، للنملة رأس كبير قياساً مع
حجم جسمها، ولها بطن بيضاوية
وخصر صغير، ولها فكين تستطيع بهما حمل أشياء
ثقيلة جداً بالنسبة لها، وتستخدمها أيضاً للحفر. ولها فكان داخليان
لمضغ
الطعام. كما لها هوائيان تستخدمهما لتحسس الأشياء- للتذوق والشم!
ذكاء النمل
يعتبر السلوك الاجتماعي للنمل هو الأعقد بين عالم الحشرات، ولذلك جاء
القرآن بسورة كاملة اسمها سورة (النمل)،
وذكر فيها المولى تبارك وتعالى
قدرة النمل على التكلم، وقد أثبت العلم وجود لغة خاصة تتفاهم من خلالها
النمل
وتتواصل حتى عن بعد، فسبحان الله!
صورة حديثة لدماغ النملة!! A : صورة الدماغ كما يظهر بواسطة الفلور المشع. B
: صورة للجزء الخاص بتحليل
المعلومات في دماغ النملة. C : منحني يبين
استجابة النملة لدى نشر رائحة معينة، حيث نلاحظ وجود نشاط في الدماغ
تمثله
القفزة في المنحني. D : اختبار للنملة بواسطة كرة إلكترونية تظهر ذكاء
النمل وسرعة استجابته للمؤثرات.
والسؤال: ألا تستحق هذه النملة الذكية أن تُذكر في القرآن؟؟ يقول تعالى في
سورة النمل في سياق قصة سيدنا سليمان
عليه السلام: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا
عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا
مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ
أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا
تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ
فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18-19].
قوة النملة
تستطيع النملة حمل أشياء تزن عشرين ضعفاً وزن جسمها، وتصور عزيزي القارئ لو
أن رجلاً بهذه القوة فإنه سيحمل
سيارة وزنها ألف كيلو غرام بسهولة، قارن
قوة النملة مع قوتك، لتجد أن النملة أقوى منك بعشرين ضعفاً على الأقل!!
أقدم نملة
أقدم نملة على وجه الأرض تم اكتشافها في حجر في أمريكا عمر هذه النملة 92
مليون سنة، واكتشفت عام 1998،
وقد عاشت هذه النملة في عصر الديناصورات،
وسبحان الله ديناصور يزن عشرات الآلاف من الكيلوغرامات قد هلك
وانقرض، ولكن
نملة لا تزن إلا جزءاً من الغرام باقية تتكاثر كل هذه السنين!
فكّ أقوى مما نتصوّر
صورة لفك النملة، تستطيع به حفر الأرض ، وتستطيع القتال والدفاع عن نفسها،
كما تستطيع أن تأكل وتمضغ الطعام!
وتأمل معي هذا التصميم المعجز لفكي
النملة، وإذا ما قارنا حجم فكي النملة بحجم فكي تمساح مثلاً نجد أن فك
التمساح
أكبر بآلاف المرات من فك النملة، ولكن فك النملة أقوى بكثير من فك
التمساح قياساً إلى حجمها!!
ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه
إن الله تعالى كما هدى النمل هدى الشجر أيضاً! فقد وجد العلماء نوعاً من
أنواع النمل يعيش دائماً في شجرة محددة هي
شجرة الخرنوب، والعجيب أن الغذاء
الذي يحبه هذا النوع من النمل تفرزه الشجرة من خلال فتحات خاصة على شكل
محلول سكري، يتغذى عليه النمل، بل إن النمل يتغذى على أوراق هذه الشجرة
لأنه صغير ومناسب لصغارها، ولكن ماذا
تستفيد الشجرة من ذلك؟
وجد العلماء بعد مراقبة طويلة أن الذي يهلك هذه الشجرة هو بعض أنواع
الحشرات الضارة، ولكن النمل قد زوده الله
تعالى بجهاز معقد يقوم بلسع
الحشرات الآتية إلى الشجرة وتحميها من التآكل بفعل هذه الحشرات الضارة،
فسبحان الله
الذي خلق كل شيء فقدَّره تقديراً!
رأس النملة
صورة لرأس النملة، هذا الرأس يحوي دماغاً معقداً تستطيع النملة به التفكير
وإجراء الحسابات اللازمة، وإطلاق الإنذار
لدى التعرض للهجوم! ونلاحظ وجود
ستة أرجل وقرني استشعار أو هوائيين.
كما أن الله تبارك وتعالى قد زود النملة بالقدرة على إفراز مواد كيميائية
مطهرة، تستطيع بها تعقيم العش وتطهير
اليرقات والبيوض لئلا تهلكها البكتريا
والفطور، فهي تقوم بتغليف الشرانق بغلاف من هذه المادة يحميها من شر
البكتريا، وتستخدمها أيضاً لتطهير غذائها المختزن لفترات طويلة، ولولا هذه
المادة لهلك النمل على الأرض، فسبحان
الله! وتستطيع النملة أن تفرز حمض
النمليك الذي يعتبر مادة مخدرة للخصم، تستخدمه للدفاع عن نفسها