السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجهات النظر تختلف من شخص لآخر مع أنها يمكن أن تتفق في بعض الأحيان، نجد أن هناك ثلاثة أشكال لوجهات النظر وجهة نظر شخصية ووجهة نظر مؤيدة ووجهة نظر مقتبسة.
الأولى هي وجهة النظر النابعة من الشخص ذاته صاحب وجهة النظر، والثانية هي التي تنبع ممن يمتلك وجهة نظر مختلفة لوجهة النظر الأولى ومع ذلك يمكن أن تؤيد وجهة النظر الأولى، والثالثة وهي وجهة النظر المقتبسة بمعنى أن صاحبها يقتنع بوجهة نظر معينة مقتبسة عن شخص غيره، ويتخذ منها وجهة نظر شخصية دون أن يغير فيها من شيء ولا أن يضيف عليها شيء يضفي عليها الطابع الشخصي.
ومن هنا كانت لي وجهة نظر في الفرق ما بين الإحساس وردة الفعل.
كثير من الناس يخلطون وبشكل عشوائي ما بين الإحساس وردة الفعل.
كان لابد لنا أن نحاول الوصول إلى تفسير لهذه النظرية وما مدى صحتها، وما هي وجهة النظر التي يعتمد كل منا عليها في تفسير هذه النظرية.
بداية لابد لنا من تفسير معنى كلمة أحساس ومشتملاتها. وعذراً فهذا من وجهة نظر شخصية يمكن أن تتفقوا معي فيها ويمكن أن تختلفوا، ولكني حاولت أن أعبر عما أراه وجهة نظر يحتار الكثيرون فيها.
فالإحساس والشعور كلمتان نختلف في التفريق فيما بينهم فعلاً. فما هو الشعور ؟ وما هو الإحساس؟
ومن هنا حاولت أن أبين وجهة النظر في هذا الأمر.
فالإحساس هو شيء دفين راسخ في الوجدان ليس من السهل تغييره هو والشعور وجهان لعملة واحدة حقيقة لا أعرف ما اسم هذه العملة. ولا أعرف ماذا أقول أو كيف أصفها، عذراً فليس جهلي هو السبب وإنما لفظ ((شعور)) و ((إحساس)) أحتار في التفريق فيما بينهم أستاذة ومفكرين وأدباء جاهدين لمحاولة الفصل فيما بينهم أو أن يميزوا بين الأولى والثانية.
ولم يجدوا إلا رأي أقرب أن يكون إلى الصواب وهو أن الإحساس والشعور هما صفتين يحتوي بعضهما بعضاً يختلفان عن بعضمها، ويتطابقان بشدة ويسيران في طريق واحد مثل القطبان التي يمشي عليها القطار لا يمكن أن يلتقيا، ومع ذلك فهما ملازمين لبعضها البعض.
الغريب أننا نقول الإحساس أن ( تشعر ) بوجودك وبوجود من حولك، والشعور أن (تحس بهم) وتجعلهم يحسون بأنك قريب منهم.
إحساس وشعور، شعور وإحساس كلمتان يحتوي بعضهما بعضا بمعنى الكلمة.
هذا هو الإحساس
أما بالنسبة لرد الفعل فأنا عندي قناعة تامة بأنه ليس بالضرورة أن يخرج ليعبر عن الإحساس الداخلي، فلو افترضنا جدلاً أن شخص عصى الله. فالعصيان هنا ردة فعل أو لنقل فعل ولكن هل يعبر هذا على أنه لا يحس ولا يشعر بوجود الله ولا يؤمن به ؟؟ بالطبع لا فهو يحب الله ويحس بوجوده ويعلم هذا جيداً ولكن ومع ذلك فهو يعصي الله.
ولو قسنا على ذلك الكثير بالنسبة لتعاملنا مع الناس، وماهية الاختلاف ما بين الإحساس وردة الفعل.
فأنا أحب والديّ وأخوتي وعائلتي كلها مع أني في بعض الأحيان أبين لهم بعض الأمور تُنافي إحساسي من ناحيتهم، وهذا أيضاً بالنسبة لتعاملي مع أصحابي أو أشخاص يعرفوني.
كانت مشكلتي الكبيرة عدم وجود من يكون فيما بيني وبينه توافق فكري يتفهم أن الإحساس شيء وردة الفعل شيء وليس من خلال حوار أو مناقشة ولكن في الحياة الواقعية وفي التعامل بيني وبينه.
الجميع يظن أن ردة فعلك خارجة من داخلك، وهي الإحساس الذي يحركك، يظنون أنه من الهين على المرء أن يغير ما بقلبه في لحظة غضب أو حزن أو ملل أو أي شيء يمكن أن يخالج القلب، والحقيقة أنه أمر صعب جداً أن يتغير ما في القلب.
فالذي يتغير فينا هو ردة الفعل. وردة الفعل هي شيء لحظي من المفروض أن ينتهي بمجرد مرور الوقت إن كانت النفوس طيبة وكريمة ولا تقبل أن تحمل سوء لأحد.
من هنا حاولت أن أبين الفرق ما بين ((الإحساس والشعور)) من ناحية، و((الكلمتين مجتمعتين)) و((ردة الفعل)) من ناحية أخرى.
مجرد وجهة نظر شخصية حاولت أن أوصلها لكم